المقرحي... مكافأة الغرب لليبيا

 

شبكة النبأ: حتى الآن لم تجد التساؤلات حول أسباب الافراج عن المقرحي أي إجابة واضحة المعالم، لكن وسط هذا الغموض هناك عدة أكثر من تحليل.

الأول أن المقرحي موجود حاليا في ليبيا ويتمتع بصحة تبقيه على قيد الحياة. وتشير بعض المعلومات إلى أن المقرحي يمضي أيامه في منزله بالعاصمة الليبية طرابلس في عزلة شبه تامة، باستثناء زيارات بعض المقربين من عائلته، كما أنه يتفادى الحديث إلى مختلف وسائل الإعلام.

والأمر الآخر من المرجح أن هناك أمرا ما تم إخفاؤه في إطاره إطلاق سراح المقرحي، وأن الإفراج عنه ليس له علاقة بالعوامل الصحية كما تم الإعلان عنه. وهذا ما يفسره تصريح رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون، حينما أكد أن إفراج السلطات الاسكوتلندية عن المقرحي كان خطأ، رغم استبعاده فتح تحقيق حكومي في الموضوع. وأيده في ذلك السفير البريطاني في الولايات المتحدة، نايجل شينوالد، حينما قال إن صلاحية البت في المسائل القضائية تعود إلى اسكوتلندا بموجب قوانين البلاد، لكن الحكومة البريطانية تشعر بأسف عميق للأسى الذي سببه إطلاق سراح المقرحي لأسر ضحاياه في بريطانيا والولايات المتحدة على حد سواء.

المقرحي لا يتوقع أن يعيش أكثر من ثلاثة أشهر وسيتيح الإفراج عنه أن يموت في ليبيا. مر عام كامل على هذه التوقعات التي أوردها البروفسور كارل سيكورا المتخصص في مرض السرطان، في تقريره المقدم للحكومة الاسكوتلندية لتقييم الحالة الصحية لـ عبد الباسط المقرحي.

ومنذ عودته إلى ليبيا، ومع كل يوم يمر من هذا العام، تزداد الشكوك والظنون حول الكيفية والطريقة التي تم الإفراج بها عن المدان الوحيد في القضية التي أثارت الرأي العام في أوروبا وأميركا في ثمانينات وتسعينات القرن الماضي. وتكثر التساؤلات حول ما إذا تم الإفراج عنه في إطار صفقة بين الحكومة البريطانية ونظيرتها الليبية تتعلق، بعقود نفطية وقعتها بريطانيا مع ليبيا، في ما بعد ومن المسؤول عنها، أم في إطار مكافأة لليبيا على تصالحها مع الغرب في الاونة الأخيرة التي بدأت بتفكيك برنامجها النووي عام 2003 وإجراء بعض الإصلاحات في مجال حقوق الإنسان. وتكثر التساؤلات أيضا حول ما إذا كان ذلك يتعلق بتسوية قضية الممرضات البلغاريات الشهيرة اللائي كن محكومات بالإعدام في ليبيا، أم أنه إقرار ببراءة المقرحي كما يصر المقرحي نفسه على أنه لا علاقة له بالحادث وأنه كان مجرد ضحية.

يعتقد أن إجراءات تسوية وضع المقرحي قد أجريت ليعود إلى ليبيا قبل بداية شهر رمضان. ولا يعطي هذا الرجل ، أي انطباع بأنه من دبر عملية تفجير.

لكنه وعكس كل المظاهر، ظل على قائمة مكتب التحقيقات الفيدرالي الأمريكي (إف بي آي) بالأشخاص العشر المطلوبين.

ويرى المراقبون أن الجدل الدائر حاليا بشأن كيفية الإفراج عن المقرحي قد تسبب في أزمة في العلاقات بين بريطانيا والولايات المتحدة، على الرغم من النفي الرسمي لحدوث أي توتر في العلاقات بينهما بخصوص هذا الشأن. كما أنها أكدت في نفس الوقت قوة الورقة الاقتصادية التي تلعب بها ليبيا في إعادة علاقاتها بالمجتمع الدولي.

عام من الحرية

عاش الليبي عبد الباسط المقرحي المدان الوحيد في تفجير طائرة ركاب امريكية فوق لوكربي باسكتلندا عام 1988 عاما من الحرية في بلده في قضية عقدت العلاقات بين الحكومة البريطانية الجديدة والادارة الامريكية.

وأفرجت السلطات الاسكتلندية عن المقرحي المصاب بمرض عضال ليعود الى ليبيا يوم 20 أغسطس اب من العام الماضي لاعتبارات انسانية. وكان من المتوقع ألا يعيش المقرحي المصاب بسرطان البروستاتا أكثر من ثلاثة شهور لكنه لازال على قيد الحياة مما دفع الولايات المتحدة الى طلب النصيحة الطبية التي اتخذ على أساسها قرار الافراج عنه.

وعاد الغضب الامريكي بسبب الافراج عن المقرحي الى السطح بعدما تساءل سياسيون أمريكيون حول ما اذا كانت شركة بي.بي النفطية البريطانية العملاقة قد ضغطت على اسكتلندا للافراج عن المقرحي. ونفى وزراء اسكتلنديون وبي.بي الاتهامات التي هددت بتشويه سمعة الشركة البريطانية بشكل أكبر بعد كارثة التسرب النفطي في خليج المكسيك.

وقال أليكس سالموند رئيس وزراء اسكتلندا لرويترز خلال زيارة الى النرويج هذا الاسبوع يبدو أن هناك اقرارا الان بأننا تصرفنا وفقا لاسس قانونية بحتة. وتملك حكومة اسكتلندا مسؤولية الشؤون القانونية.

واستقبلت ليبيا المقرحي العام الماضي استقبال الابطال مما وضع الحكومة البريطانية السابقة بزعامة حزب العمال في وضع حرج. حسب رويترز

وألقت القضية بظلالها أيضا على جهود الحكومة الائتلافية الجديدة في بريطانيا للحفاظ على علاقات قوية مع الجانب الاخر من المحيط الاطلسي.

وأثناء اجتماعه بالرئيس الامريكي باراك أوباما الشهر الماضي في واشنطن رفض رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون الذي انتخب في مايو أيار دعوات لفتح تحقيق حول ما اذا كانت بي.بي قد تدخلت للافراج عن المقرحي.

وحكم على المقرحي بالسجن مدى الحياة في 2001 لدوره في تفجير طائرة الركاب التابعة لشركة بان امريكان والتي كانت متوجهة الى نيويورك في ديسمبر كانون الاول عام 1988 مما أسفر عن مقتل 259 شخصا على متنها و11 شخصا على الارض في بلدة لوكربي الاسكتلندية.

وسعى أعضاء في مجلس الشيوخ الامريكي لعقد جلسة حول ما اذا كانت شركة بي.بي أثرت في عملية الافراج عن المقرحي في اطار سعيها لابرام عقود في ليبيا الغنية بالنفط الا أن عددا من الشهود البريطانيين رفضوا الادلاء بشهاداتهم.

وقال جيم سواير وهو طبيب بريطاني متقاعد قتلت ابنته فلورا في تفجير لوكربي انه سعيد لان المقرحي على قيد الحياة.

وأضاف سواير الذي يعتقد أن المقرحي لفقت له التهمة يجب أن نكون سعداء لان هذا الرجل عاش عاما. أعتقد أن هذا الرجل ليس مسؤولا بأي حال عن مقتل ابنتي.

وحث سواير السلطات الليبية على الكشف عن نوع العلاج الذي يحصل عليه المقرحي أملا في أن يساعد هذا مرضى اخرين بسرطان البروستاتا. ودعا ليبيا أيضا الى استخدام ثروتها النفطية في تمويل مركز بحثي لعلاج السرطان.

وكتب سواير خطابا لصحيفة (هيرالد) الاسكتلندية قال فيه مثل هذا المركز سيخفف من وطأة الامر بالنسبة لاقارب ضحايا لوكربي. وهو شيء حميد نتذكره مع ذلك الامر المرعب.

حملة شرسة

من جهة أخرى تواجه بريتش بتروليوم حملة شرسة في الولايات المتحدة، حيث اضافة الى تحميلها مسؤولية البقعة النفطية التي لوثت خليج المكسيك لثلاثة اشهر، يتهم اعضاء في مجلس الشيوخ الاميركي المجموعة البريطانية العملاقة بالضغط للافراج عن الليبي عبد الباسط المقرحي مقابل عقود نفطية.

فبعد ان استبد بهم الغضب من "المناورات التسويفية" لبي بي والحكومتين البريطانية والاسكتلندية، وجه بعض اعضاء مجلس الشيوخ دعوة الى افشاء اسرار المجموعة للحصول على معلومات عن صفقات سرية محتملة تتعلق بالافراج عن المقرحي الذي جرى منذ عام.

وكان القضاء الاسكتلندي افرج في آب/اغسطس 2009 عن المقرحي، المدان الوحيد في حادث تفجير طائرة بان اميركان فوق قرية لوكربي الاسكتلندية عام 1988 الذي راح ضحيته 270 قتيلا بينهم 189 اميركيا، وذلك بعد ان اعتبر الاطباء ان اصابته بالسرطان لن تمهله اكثر من ثلاثة اشهر على قيد الحياة. لكن وبعد مرور عام على عودته الى ليبيا حيث استقبل استقبال الابطال ما زال المقرحي حيا يرزق.

ويريد اعضاء مجلس الشيوخ، الذين وعدوا من يقدم معلومات بعدم الكشف عن هويته اذا ما رغب في ذلك، الحصول على اكبر قدر ممكن من المعلومات قبل جلسة الاستجواب العامة التي تعد لجنة الشؤون الخارجية للمجلس لعقدها في ايلول/سبتمبر المقبل. ويشتبه هؤلاء في ان بي بي استغلت نفوذها لممارسة ضغوط على الحكومتين البريطانية والاسكتلندية للافراج عن المقرحي والحصول على عقد امتياز بقيمة 900 مليون دولار للتنقيب عن النفط قبالة الساحل الليبي. بحسب فرانس برس.

الا ان بريتش بتروليوم اقرت بانها مارست ضغوطا على لندن للتعجيل بعقد اتفاق لتسليم السجناء مع ليبيا مقابل الحصول على عقود في هذا البلد، مؤكدة في الوقت نفسه انها لم تشدد ابدا على حالة المقرحي تحديدا.

وكانت جلسة اولى مقررة في تموز/يوليو الغيت بسبب رفض الكثير من الشهود ومن بينهم المدير العام الحالي للشركة توني هيوارد، الذي سيترك منصبه قريبا، المثول امام اللجنة. ويريد اعضاء المجلس الاستماع ايضا الى مارك الين الموظف السابق في جهاز الاستخبارات الخارجية البريطانية "ام آي 6" الذي يعمل لدى بريتش بتروليوم، والى وزير العدل السابق جاك سترو.

واعلن رئيس الوزراء الاسكتلندي الكس سالموند استعداده للقاء سناتورات اميركيين في بريطانيا لكنه رفض رفضا باتا مثول وزير العدل في حكومته امام لجنة لمجلس الشيوخ، مشددا على ان اي وزير اميركي لن يقبل مثل هذا الطلب من بلد اجنبي.

وقد شددت ادارة اوباما الضغوط على لسان وزيرة الخارجية هيلاري كلينتون التي قالت في منتصف تموز/يوليو لنظيرها البريطاني ويليام هيغ ان كل يوم يقضيه المقرحي حرا يعد اهانة لاسر ضحايا اعتداء لوكربي.

وخلال زيارته للولايات المتحدة قبل ذلك بايام اعلن رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون اجراء دراسة جديدة لملف المقرحي لكنه استبعد اعادة فتح التحقيق ونفى ان تكون بي بي مارست اي نفوذ على موظفين بريطانيين.

كما وافق كاميرون في آخر لحظة على بحث المسألة مع سناتورات اميركيين، واثر اللقاء لم يستبعد السناتور الديموقراطي تشارلز شومر اجراء تحقيق جديد.

خبراء السرطان

من جهة أخرى قالت صحيفة بريطانية ان خبراء السرطان البريطانيين الاربعة الذين كانوا يعالجون عبد الباسط علي محمد المقرحي المدان الوحيد بتفجير لوكربي، لم تتم استشارتهم فبل اطلاق سراحه.

وفي تصريح بصحيفة صنداي تايمز قال احد هؤلاء الخبراء انه فوجئ بعدم طلب استشارته قبل اطلاق سراح المقرحي في آب/اغسطس من العام الماضي.

واضافت الصحيفة ان ايا من الطاقم الطبي التابع لوزارة الصحة، الذي عالج المقرحي لم يوقع على تشخيص يشير الى انه لم يبق من عمر المقرحي سوى ثلاثة اشهر.

واطلقت الحكومة الاسكتلندية سراحه لاسباب انسانية لانه كان يعاني من السرطان المميت، لكنه لا يزال على قيد الحياة بعد مرور سنة على اطلاق سراحه.

وقال طبيب المسالك البولية الذي عالج المقرحي في اسكتلندا انه فوجئ عندما سمع باطلاق سراحه لانه لم تتم استشارتي حول هذا الموضوع... هذا امر غريب. حسب فرانس برس

وعينت الحكومة الليبية الطبيب الليبي ابراهيم الشريف وخبيرة السرطان البريطانية كارول سيكورا واجريا فحوصات للمقرحي استنتجا منها ان امامه ثلاثة اشهر قبل وفاته.

معلومات عن قرار الافراج

من جهته دعا سناتور اميركي يحقق في قرار السلطات الاسكتلندية الافراج عن الليبي عبد الباسط المقرحي المدان في اعتداء لوكربي، كل من لديه معلومات عن هذا الموضوع الى كشفها.

ودعا السناتور الديموقراطي روبرت منينديز المصادر القريبة من المحادثات التي جرت بين الحكومات البريطانية والاسكتلندية والليبية الى كشف معلوماتها واي دور لشركة بريتش بتروليوم في الافراج عن المقرحي.

وجاء في بيان صادر عن مكتب منينديز، بعد عام على الافراج عن المقرحي لاسباب انسانية وعودته الى ليبيا، ان اي معلومات نحصل عليها ستبقى سرية وكذلك مصادرها الا اذا حصلنا على موافقة لكشفها.

وكانت الحكومة الاسكتلندية افرجت عن المقرحي في آب/اغسطس 2009 لانه كان مصابا بسرطان في مرحلة متقدمة ولم يبق امامه سوى ثلاثة اشهر للعيش، لكنه لا يزال على قيد الحياة بعد مرور عام على اطلاق سراحه.

ويريد منينديز تحديدا الحصول على معلومات تتعلق بمحادثات بين مجموعة بي بي وطرابلس منذ العام 2003، ومحادثات بين الحكومة البريطانية و"بي بي" بشأن عقد للتنقيب عن النفط قبالة السواحل الليبية اعتبارا من 2003، ومفاوضات بين بريطانيا وليبيا اعتبارا من 2003، وتقارير طبية عن صحة المقرحي قبل الافراج عنه وبعد.حسب فرانس برس

كما يريد منينديز معلومات عن محادثات جرت بين الحكومات الليبية والبريطانية والاسكتلندية للافراج عن المقرحي، ورأي الاطباء في اسكتلندا بشأن حالة المقرحي الصحية وتمثيل المقرحي القانوني منذ توقيفه. ورفضت السفارة البريطانية في واشنطن التعليق على مبادرة السناتور الاميركي.

وينوي منينديز ترؤس جلسة للجنة الشؤون الخارجية في مجلس الشيوخ حول هذا الموضوع في الاسابيع المقبلة، بعد الغاء جلسة كانت مقررة سابقا لعدم تعاون الحكومات المعنية ومجموعة بي بي.

من جهته يقول الطبيب والمحلل السياسي يوسف الختالي ان ملف لوكربي طوي وليبيا لن تبقى اسيرة الماضي. نحن نتطلع الى المستقبل ولن ندفع فاتورة اخرى للماضي.

ويؤكد الختالي انه لا يوجد طبيب في العالم يمكنه تحديد موت مريض او حياته،  موضحا ان ما نملكة كاطباء مجرد توقعات. ويتابع ان موته (المقرحي) وحياته بأمر الله وليست بيد احد وتحسن حالته يعود الى العامل النفسي بعد عودته الى عائلته.

وعادت ليبيا، التي كانت متهمة بالارهاب، الى المجتمع الدولي بعد تخليها في 2003 عن اسلحة الدمار الشامل وقبولها في 2007 دفع تعويضات لضحايا لوكربي.

وتقول سميرة علي الاستاذة في كلية العلوم السياسية في طرابلس متسائلة لماذا يستعجلون موت المقرحي؟ انه منتهى اللاانسانية.

وترى سميرة علي ان الازمة بين بريطانيا والولايات المتحدة حول اطلاق سراح المقرحي ليست سوى محاولة للزج باسم ليبيا وتشويه صورتها.

وتحدث الختالي من جهته عن تصفية حسابات داخلية في بريطانيا والولايات المتحدة وبين الشركات للضغط على شركة بي بي (بريتش بتروليوم) خصوصا بعد تسرب النفط في خليج المكسيك.

ويقول محمد بعيو المستشار الاعلامي في رئاسة الوزراء ان ليبيا قدمت تضحيات كبيرة استطاعت ان تحافظ على كرامتها واستقلالها وعبرت العاصفة.

ويضيف كان لحل قضية لوكربي فائدة كبيرة بان تخلصت (ليبيا) من التهديدات الخارجية واتجهت الى تطوير اقتصادها وقدمت نفسها كقوة مؤثرة في القارة الافريقية اعترف بها الغرب قبل الجميع.

ذكرى اطلاق سراح المقرحي

من جهتها حذرت وزارة الخارجية البريطانية ليبيا من الاحتفال بذكرى مرور عام على اطلاق سراح عبد الباسط المقرحي المحكوم في قضية اعتداء لوكربي، مؤكدة ان اي خطوة من هذا النوع ستكون تافهة وتعكس موقفا عدائيا وعدم اكتراث بمشاعر الناس.

وطلبت الخارجية البريطانية من ليبيا الامتناع عن تنظيم احتفالات بمناسبة مرور عام على اطلاق سراح المقرحي مثل تلك التي جرت العام الماضي عندما عاد الى بلده بعد اطلاق سراحه.

وذكرت صحيفة ان الحكومة الاسكتلندية التي اتخذت قرار الافراج عن المقرحي دعت طرابلس ايضا الى الامتناع عن تنظيم احتفالات بذكرى اطلاق سراح المقرحي، موضحة ان اي مناسبات عامة تنظيم على شرفه ستكون مستهجنة.

وقالت ناطقة باسم الخارجية البريطانية في لندن في هذه الذكرى بالذات ما زلنا نتفهم الالم الذي سببه اطلاق سراح المقرحي للضحايا في بريطانيا والولايات المتحدة.

وذكرت بان المقرحي ادين باسوأ عمل ارهابي في تاريخ بريطانيا، مؤكدا ان اي احتفال بذكرى الافراج عن المقرحي سيكون تافها ويعكس موقفا عدائيا وعدم اكتراث بمشاعر الناس.

واكدت الناطقة البريطانية ابلغنا الحكومة الليبية بموقفنا بشكل واضح.

وقالت صحيفة الغارديان البريطانية ان سفير بريطانيا في ليبيا ريتشارد نورثرن ابلغ كبار مسؤولي الحكومة الليبية بان اي احتفالات علنية على شرف المقرحي يمكن ان تضر بالتحسن الذي تشهده العلاقات بين لندن وطرابلس.

من جهتها، نقلت صحيفة تايمز عن مصدر قريب من رئيس وزراء اسكتلندا اليكس سالموند قوله ان الحكومة الاسكتلندية "تقدمت بطلب" الى الليبيين بعدم اقامة احتفالات علنية بذكرى الافراج عن المقرحي.

وقال المصدر نفسه نعتقد ان ذلك سيكون مستهجنا ويعبر عن قلة احترام.

ودافع كيني ماك اسكيل وزير العدل الاسكتلندي الذي اتخذ قبل سنة قرار الافراج عن المقرحي، عن قراره.

وقال لم يكن قرارا اخترته بل اضطررت الى اتخاذه. كانت تلك مسؤوليتي وفي هذا الاطار استندت الى قواعد اسكتلندا وقوانينها.

وبموجب الدستور البريطاني، تملك حكومة يسار الوسط في اسكتلندا التي يقودها سالموند ومقرها ادنبره، سلطة القضاء.

وسبب اطلاق سراح المقرحي توترا في العلاقات بين الولايات المتحدة وحكومتي بريطانيا واسكتلندا التي دافعت باستمرار عن قرارها بينما رأت لندن انه خطأ.

ودعا اربعة من اعضاء مجلس الشيوخ الاميركي في رسالتين وجهتا الى سالموند ورئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون الخميس الحكومتين البريطانية والاسكتلندية بدعم تحقيق مستقل في قرار اطلاق سراح المقرحي.

وقال البرلمانيون الديموقراطيون روبرت مينينديز وفرانك لوتنبرغ وشاك شومر وكيرستن غيليبراند ان السلطات الاسكتلندية قد تكون افرجت عنه بسبب ضغوط من المجموعة النفطية البريطانية بريتس بروليوم التي تسعى لتوظيف استثمارات مربحة في ليبيا.

وكتبوا لكاميرون ندعو مجددا الى اجراء تحقيق شامل ومستقل مع السلطات المعنية بشأن اطلاق المقرحي، ومدعوم بالكامل من حكومتي بريطانيا واسكتلندا.

واكدوا في رسالتهم الى سالموند الذي نفى اي دور لبريتش بتروليوم في هذه القضية ان تحقيقا من هذا النوع هو الطريقة المثلى لمعالجة القلق الذي عبرنا عنه نحن واسر الضحايا.

واضافوا حتى اجراء هذا التحقيق، لن نكف عن التحرك بينما يستمر ظالم يعيش في فيلا في طرابلس، مؤكدين ان الشعب الاميركي  والشعوب ال21 التي فقدت احباء لها (في الاعتداء) لا يريد اكثر من ذلك.

ويفترض ان يترأس مينينديز لجنة فرعية للشؤون الخارجية في مجلس الشيوخ للاستماع الى افادات بعد انتهاء العطلة البرلمانية في الولايات المتحدة في 13 ايلول/سبتمبر.

وسيعقد مينينديز ولوتنبرغ وامرأة فقدت والدها وشقيقها وشقيقتها في الاعتداء مؤتمرا صحافيا.

وقال مكتب مينينديز انهم سيعلنون عن رسالة جديدة موجهة الى الحكومات الليبية والقطرية والاسكتلندية والبريطانية تتضمن ادلة على وجود ضغوط تجارية لعبت دورا في اطلاق سراح المقرحي.

شبكة النبأ المعلوماتية- الأربعاء 26/آب/2010 - 14/رمضان/1431

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1431هـ  /  1999- 2010م