أمل ماضي تصنع قدرها في كربلاء

المرأة تعاني من انكسار في شخصيتها بسبب النظرة الدونية للرجل تجاهها

محمد حميد الصواف

 

شبكة النبأ: من رحم المعاناة والظروف القاهرة، انطلقت السيدة امل ماضي في مشروعها الهادف الى مد يد العون لأقرانها من النسوة عبر خلق وعي بين أوساط تلك الشريحة الاجتماعية المهمة بطبيعة الحقوق والواجبات المترتبة على أفرادها.

حيث تسعى أمل الماضي التي تعد إحدى ابرز النساء الناشطات في مجال حقوق المرأة في محافظة كربلاء المقدسة عبر حراكها لتأسيس قاعدة نسوية قادرة على التصدي للانتهاكات التي تقع بحق النساء حسب قولها.

الارتقاء بواقع المرأة

فتقول ماضي، "هدفي هو تثقيف المرأة الكربلائية بالمكاسب والامتيازات التي كفلتها لها الاديان السماوية والقوانين الوضعية، خصوصا ان معظم النساء يجهلن تلك الحقوق، ويتعرض الكثير منهن للانتهاك".

وترى ماضي ان المرأة العراقية عانت خلال العقدين الماضيين من تهميش كبير واستبعاد متعمد من قبل الرجال عن حقها المشاركة في الحياة الاجتماعية والسياسية والاقتصادية، فتقول، "الظروف الاستثنائية التي مر بها العراق جعل من المرأة موطن للضعف والاقصاء بعد ان تفشت الكثير من الاعراف البدوية التي عفى عنها الزمن منذ عهد بعيد، مما عزلها عن مشاركة الرجل في اكثر القرارات المشتركة ابتداءا من العائلة الصغيرة الى قيادة الدولة والشؤون السياسة".

وتسترسل ماضي خلال حديثها لــ(شبكة النبأ المعلوماتية)، "هناك نظرة دونية للمرأة من قبل الرجل أفضى الى انكسار واضح في شخصية المرأة العراقية، فضلا عن الممارسات السلبية المتعمدة وغير المتعمدة تجاهها كان ولا يزال سببا في اضعاف دورها كشريك اساسي في المجتمع".  

تأهيل المرأة علميا وفنيا

الى ذلك ترى الماضي ان من اهم الخطوات الاساسية لإعادة تأهيل المرأة تكون عبر اعادة ثقة المرأة بنفسها واعتمادها على الذات في تسيير شؤونها في مختلف مناحي الحياة، ومن ابرز تلك الخطوات تدريب المرأة على العمل والكسب المشروع، فتقول، "اعكف انا وبعض زملائي على تدريب المرأة على العمل بمختلف الاختصاصات، مثل التدريب على استخدام الحاسوب، والتجارة، والاعمال الحرفية والفنية ايضا".

وعن طبيعة الدعم الذي تحظى به ماضي، والاشخاص الذين وقفوا الى جانبها تقول، "اول من ساندني في طموحي والارتقاء بهذا المشروع الانساني هم اخوتي على وجه التحديد، حيث كانوا اول الداعمين لي بعد تجرة زواجي الفاشل، وحرماني من اطفالي الثلاث".

منظمة نساء لاجل النساء

وتستطرد ماضي، "ادين بالفضل لاخوتي نظرا لدعمهم المعنوي الا محدود وثقتهم الكبيرة بي، خصوصا انهم لم يتأثروا بنظرة مجتمعنا السلبية تجاه المرأة المطلقة، سيما ان تجربة زواجي افضت الى نتائج قاسية لي، ومعاناتي طوال تلك الفترة التي امتدت لمدة عشرة اعوام وانتهت بالانفصال، وشعورا عميق باليأس والاحباط، لولا اصراري على طوي صفحة الماضي والاستمرار قدما في تغيير قدري نحو الافضل ".

وتضيف لـ(شبكة النبأ المعلوماتية)، بعد ذلك يعود الفضل لنجاح سعي لمنظمة نساء لاجل النساء التي دعمت نشاطنا في محافظة كربلاء على مدى السنوات الماضية، ولا تزال تدعم برامجنا ماديا بعد ان أولتني مسؤولية اقامة الورش العلمية والدورات التدريبية".

وتشير ماضي خلال حديثها ايضا الى تقبل المجتمع الكربلائي المحافظ لفكرة اعادة تأهيل الارامل والمطلقات واعادة دمجهن في الحياة اليومية بشكل ايجابي، فتقول، "في البدء واجهة صعوبة في التعامل وتفعيل برامج التاهيل نظرا لعزوف النساء عن الانخراط في مثل هذه الدورات، سيما ان اغلبهن من المطلقات والارامل، لكن بمرور الوقت واتضاح طبيعة البرامج والمساعدة التي نقدمها للنساء بات الاقبال والتواصل مع العوائل اكثر جدية ونجاح.

وتنوه ايضا، "لم يعد الامر محصورا بالنساء الارامل او المطلقات فقط، فقد بدئت تتوافد العديد من النساء المتزوجات والفتيات الاتي لم يوفقن في اكمال دراستهن املا رغبتن منهن للتدريب والتعلم واكتساب الخبرة في بعض المهن الملائمة.

شبكة النبأ المعلوماتية- الثلاثاء 25/آب/2010 - 13/رمضان/1431

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1431هـ  /  1999- 2010م