
شبكة النبأ: تعلن إيران بشكل صريح على
لسان ساستها أنها سوف ستغلق مضيق هرمز ومياه الخليج في حال تعرضها لاي
هجوم عسكري من قبل الغرب او إسرائيل، في سياسة يصفها المراقبون بالأرض
المحروقة، فهي تشمل من خلال نواياها تلك إعلان مباشر للحرب على دول
المنطقة وبالتحديد دول الخليج العربية، وتأتي تلك التهديدات بحسب
المتابعين بسبب ارتياب إيران من سياسات دول المنطقة المذكورة ومواقفها
المعلنة وغير المعلنة إزاء الدولة الإيرانية.
ومما يثير الهواجس والقلق لدى تلك البلدان المتشاطئة مع إيران هو
سباق التسلح الذي تخوضه إيران وتعزيزها بشكل مضطرد لترسانتها العسكرية،
بالإضافة الى المناورات المسلحة التي قام بها الجيش الايراني بشكل
متكرر مؤخرا في مياه الخليج.
شل مضيق هرمز
فقد حذر وزير الدفاع الإيراني، العميد أحمد وحيدي، الثلاثاء، بأن "وجود
إسرائيل في خطر"، حال مهاجمة الدولة العبرية لمحطة "بوشهر" النووية،
وذلك رداً على تصريحات أطلقها دبلوماسي أمريكي سابق، قال فيها إن أمام
إسرائيل حتى نهاية الأسبوع لتسديد ضربة عسكرية ضد أول مفاعل نووي
إيراني.
واعتبر وحيدي أن أي هجوم على المفاعل سيعد بمثابة خطوة متهورة من
جانب إسرائيل، مضيفاً: "في تلك الحالة سنخسر محطة نووية، وفي المقابل
سيكون وجود الكيان الصهيوني في خطر"، وفق الإذاعة الإيرانية.
وكانت الجمهورية الإسلامية قد أعلنت الأسبوع الماضي أن مفاعل بوشهر
سيتحول إلى منشأة نووية عاملة، بعد أن تقوم روسيا بنقل الوقود إلى
المبنى الرئيسي في 21 أغسطس/ أب الجاري.
وبدوره، حذر المتحدث باسم الخارجية الإيرانية، رامين مهمانبرست، من
ردود الفعل القوية التي ستترتب على أي تعرض للوقود النووي، لافتاً إلى
أنه وفقاً لقوانين الدولية لا يمكن التعرض لمنشآت نووية تحوي وقوداً
بسبب تبعاتها الإنسانية السيئة، موضحاً أنه سيبدأ تزويد المحطة بالوقود
الأسبوع القادم على أن تستغرق العملية ثلاثة أو أربعة أسابيع. بحسب
السي ان ان.
من جانبه، لوح رئيس دائرة العمليات بالجيش الإيراني، العميد علي
شادماني، بأن الجمهورية الإسلامية ستسيطر على مضيق "هرمز"، إذا ما قامت
الولايات المتحدة بتوجيه ضربة عسكرية ضدها.
وتحدث شادماني عن ثلاثة إجراءات أعدتها إيران حال تعرضها لهجوم، "في
مقدمتها السيطرة بشكل تام على مضيق هرمز"، ووقف حركة المرور في الممر
المائي الحيوي.
وأشار إلى أن الجيش يراقب بدقة جميع القواعد الأمريكية في أفغانستان
والعراق، ولوح بإصابتها بالشلل عند أي هجوم ضد بلاده.
وحول التدبير الثالث، قال المسؤول العسكري: "إسرائيل هي الحديقة
الخلفية لأمريكا، وعلى هذا الأساس فإننا سندمر هذه الحديقة الخلفية..
أمريكا وإسرائيل يدركان تماماً إمكانياتنا"، وفق وكالة "مهر."
وجاءت التحذيرات الإيرانية رداً على تصريحات أدلى بها مندوب
الولايات المتحدة السابق لدى الأمم المتحدة، جون بولتون، لشبكة "فوكس"
الأمريكية، قال فيها إن أمام إسرائيل حتى نهاية الأسبوع لتوجيه ضربة
عسكرية لمحطة "بوشهر"، وإلا سيفوت الأوان لضرب أول مفاعل نووي إيراني،
قبيل ارتفاع المخاطر الإنسانية نظراً لما قد يتسبب به الهجوم من تلوث
إشعاعي.
ومؤخراً، تعرضت إيران لسلسة عقوبات تجارية واقتصاديها لثنيها عن
مواصلة برنامجها النووي الذي تقول عواصم غربية إنه يحمل طابعاً عسكرياً،
بينما تصر طهران على أهدافه المدنية.
وكان رئيس هيئة الأركان الأمريكية المشتركة، الأدميرال مايك مولن،
قد تحدث مؤخراً عن خطة أمريكية جاهزة لضرب إيران، في حال ثبوت امتلاكها
السلاح النووي، ما دفع إيران للتهديد بأن أي اعتداء عليها سيؤدي إلى
محو الكيان الإسرائيلي من الوجود.
محطة بوشهر
في سياق متصل حذرت ايران من اي هجوم عسكري على محطتها النووية
الاولى في بوشهر يفترض ان يبدأ مدها بالوقود اعتبارا من السبت، حسبما
ذكرت وسائل الاعلام الايرانية.
واكد الناطق باسم وزارة الخارجية الايرانية رامين مهمنبارست ردا على
سؤال عن احتمال هجوم اسرائيلي في لقاء مع صحافيين ان "اي اعتداء على
المركز سيواجه ردا جديا من قبل ايران".
من جهته، قال رئيس المنظمة الايرانية للطاقة الذرية علي اكبر صالحي
في تصريحات نقلتها وكالة الانباء الايرانية الرسمية ان "هجوما على رمكز
نووي سيكون جريمة دولية لان نتائجه لن تطال الدول المستهدفة فقط بل
سيكون له بعد عالمي".
واضاف ان "بوشهر كانت حتى الآن منشأة بسيطة (...) لكن عندما يتم
ادخال الوقود اليها ستصبح محطة نووية وسندخل في مرحلة جديدة".
وذكر مهمنباراست بانه "حسب القوانين الدولية لا يمكن مهاجمة المنشآت
التي تحوي وقودا نوويا بسبب عواقب انسانية". بحسب فرانس برس.
الا انه رأى ان "وقوع عمل خطير كهذا غير المرجح "، معتبرا التهديدات
الاسرائيلية للمنشآت النووية الايرانية "متكررة وفقدت معناها".
وقال سفير الولايات المتحدة السابق في الامم المتحدة جون بولتون ان
امام اسرائيل "ثمانية ايام" لتوجيه ضربة عسكرية لمحطة بوشهر النووية
والا يكون فات الاوان لضرب هذا المفاعل بدون التسبب في تلوث اشعاعي.
ويتوقع تدشين محطة بوشهر (جنوب ايران) التي بنيت بمساعدة روسيا منذ
نحو 15 سنة، السبت المقبل. واعلنت روسيا انها ستبدا حينها العمل التقني
لاول محطة نووية ايرانية مع شحن المفاعل بالوقود النووي.
وحذر جون بولتون الاثنين من انه سيكون حينها قد فات الاوان امام
اسرائيل لشن اي هجوم عسكري على المنشاة لان ذلك سيتسبب في نشر اشعاعات
تطال المدنيين.
وصرح بولتون لقناة فوكس بزنس نتوورك انه "عندما يكون اليورانيوم
والوقود قريبا جدا من المفاعل وبدون شك عندما يكون في المفاعل، ستتسب
الغارة في نشر الاشعاعات".
واضاف "بالتالي فانه اذا ارادت اسرائيل المبادرة باي خطوة ضد بوشهر
فعليها القيام بها خلال الثمانية ايام المقبلة" لكنه شكك في الوقت نفسه
في هذا الاحتمال.
وردا على سؤال حول احتمال هذا الهجوم الاسرائيلي قال بولتون "لا اظن،
اعتقد انهم فوتوا الفرصة". ومع عدم توجيه ضربة اسرائيلية "ستملك ايران
شيئا لا يملكه اي اعداء اخرين لاسرائيل والولايات المتحدة في الشرق
الاوسط، اي مفاعل نووي جاهز للعمل".
وانتقد السفير السابق الذي يعتبر شخصية مثيرة للجدل، دور روسيا في
بناء هذه المحطة وقال ان "موسكو كانت تريد دائما القدرة على وضع اصبع
في عين الولايات المتحدة".
دفاع روسي
من جهتها دافعت موسكو عن محطة بوشهر النووية التي بنتها في جنوب
ايران، وذلك عشية الاحتفال الرسمي في 21 آب/اغسطس بتدشين هذه المحطة
النووية الاولى في الجمهورية الاسلامية.
وعلى هامش القمة الاقليمية في سوتشي المطلة على البحر الاسود قال
وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف "انها مرساة تبقي ايران ضمن نظام
الحد من الانتشار النووي".
واضاف ان هذه المحطة "محمية تماما من اي مخاطر انتشار نووي. ان كافة
قادة الدول الغربية يشاطرون هذه الفكرة".
ويقام حفل بمناسبة تدشين اول محطة نووية ايرانية في بوشهر سيحضره
خصوصا رئيس الوكالة الفدرالية الروسية للطاقة الذرية سيرغي كيريينكو.
واضاف لافروف "انصح كل الذين يظنون انه مؤشر سيء ان يعودوا الى
المراجع، وخصوصا الى تصريحات الرئيس الاميركي السابق جورج بوش الذي وصف
مشروع بوشهر بانه مثال في التعاون مع ايران لا سيما في المجال النووي".
وتابع وزير الخارجية الروسي "اما التكهنات فانها لن تنقطع لاي حدث
كان، حتى بشأن حدث مثل تدشين (محطة) بوشهر التي لا غبار عليها في نظر
القوانين الدولية".
وانتهى بناء محطة بوشهر في شباط/فبراير 2009 ووفرت روسيا بعد ذلك
الوقود النووي الضروري لتشغيلها. بحسب فرانس برس.
وكانت مجموعة ييمنس الالمانية بدأت هذا المشروع قبل اندلاع الثورة
الاسلامية سنة 1979، لكنه توقف اثر نشوب الحرب بين العراق وايران سنة
1980، وفي 1994 عهد بالمشروع الى روسيا التي كان يفترض ان تنتهي منه في
1999.
وتخضع ايران لعقوبات مشددة من الامم المتحدة ويشتبه المجتمع الدولي
في ان طهران تسعى الى حيازة السلاح الذري تحت غطاء برنامج نووي مدني.
واعربت الدول الغربية وفي مقدمتها الولايات المتحدة عن قلقها من
تشغيل محطة بوشهر لكن دون رفع القضية امام مجلس الامن الدولي.
البحرية الايرانية
الى ذلك ادخلت البحرية الايرانية الى الخدمة الاحد اربع غواصات من
طراز "غدير"، من انتاج مصانع المؤسسة العسكرية الايرانية بالكامل، على
ما اعلنت وسائل اعلام ايرانية من دون تقديم تفاصيل اضافية.
وتمتلك البحرية الايرانية حتى اليوم سبعا من هذه الغواصات من النوع
الخفيف بزنة 120 طنا لكل منها، وقد دشنت اولى هذه الغواصات في العام
2007، بحسب المعلومات الرسمية التي قدمتها السلطات الايرانية منذ هذا
التاريخ.
وغواصات "غدير" هذه، التي تؤكد السلطات الايرانية امتلاكها ميزات "خفية"
تجعل من الصعب على اجهزة رصد الموجات فوق الصوتية (سونار) اكتشافها،
مصممة للمشاركة في العمليات البحرية على عمق منخفض، خصوصا في منطقة
الخليج.
وبحسب الخبراء، يمكن لهذه الغواصات التي تنتمي الى عائلة الغواصات
الكورية الشمالية يونو، اطلاق طوربيدات، الا ان مهمتها الاساسية تبدو
نقل فرق كومندوس او نشر الغام في المياه او القيام بعمليات مراقبة
بحرية. بحسب فرانس برس.
وتملك البحرية الايرانية نوعين اخرين من الغواصات: ناهانغ، وهي من
النوع الخفيف بزنة 500 طن مصنعة في ايران، وجرى تسليم النموذج الاول
منها في العام 2006، وثلاث غواصات روسية من نوع "كيلو" اشترتها طهران
من موسكو في التسعينات.
وصنعت غواصات "كيلو"، وزنة كل منها 3 الاف طن وبطول 70 مترا، خصيصا
للقيام بعمليات في اعماق البحار في المحيط الهندي، الذي تطل عليه ايران.
وباشرت طهران في العام 2008 ببناء نوع جديد من الغواصات باسم "قائم"،
ومن المفترض ان يطلق النموذج الاول منها خلال الايام المقبلة بحسب قائد
الجيش الايراني الجنرال اية الله صالحي.
ولم تعط السلطات الايرانية اي تفاصيل بشأن ميزات هذه الغواصات، وهي
ايضا من تصنيع ايران بالكامل، ومصممة لاطلاق طوربيدات وصواريخ في الوقت
نفسه.
واكتفى الجنرال صالحي بالاشارة الى انها غواصات "متوسطة الوزن"
وبامكانها العمل في عرض البحر في المحيط الهندي او خليج عدن.
صاروخ ارض-ارض من طراز قيام
من جانبه اعلن وزير الدفاع الايراني احمد وحيدي الجمعة ان طهران
اجرت بنجاح تجربة اطلاق صاروخ ارض-ارض من طراز "قيام"، من دون ان يحدد
تاريخ التجربة.
وعرض التلفزيون الرسمي صورا للصاروخ "قيام" وقد كتبت عليه عبارة "يا
مهدي" اثناء اطلاقه من موقع صحراوي. ولم ترد اي تفاصيل حول مدى الصاروخ.
ويأتي الاعلان عن هذه التجربة عشية تدشين اول محطة نووية ايرانية في
بوشهر (جنوب) السبت.
وقال الوزير ان "للصاروخ مميزات تقنية جديدة وقدرة تكتيكية فريدة"،
متحدثا عن صاروخ من "طراز جديد".
واضاف ان هذا "الصاروخ ارض-ارض ليس له اجنحة وبالتالي فان لديه قدرة
تكتيكية كبيرة تحد من فرص رصده".
وتملك ايران حاليا عشرات الصواريخ المتوسطة المدى (الفي كلم) وهي
تعمل حثيثا على تطوير قدرتها البالستية وخصوصا عبر برنامج فضائي.
وفي حزيران/يونيو قال وحيدي ان الصواريخ الايرانية لا تهدف الا
للدفاع عن ايران من اعتداء محتمل "ولا تهدد اي بلد".
ورد وحيدي بذلك على تصريحات نظيره الاميركي روبرت غيتس الذي قال ان
ايران قادرة على شن هجوم على اوروبا عبر "عشرات وربما مئات" الصواريخ.
وفضلا على برنامجها النووي المثير للجدل، تثير قدرات ايران البالستية
قلق المجتمع الدولي.
مقاتلات اف-15
على صعيد متصل ذكرت صحيفة وول ستريت جورنال ان الولايات المتحدة
تنوي بيع السعودية 84 مقاتلة من طراز اف-15 لكن بدون تجهيزها بانظمة
صاروخية بعيدة المدى تحتج عليها اسرائيل.
ونقلت الصحيفة عن دبلوماسيين ومسؤولين لم تذكر اسماءهم ان مفاوضات
تجري منذ اشهر بشأن الصفقة بقيمة 30 مليار دولار على عشر سنوات، وقد
اثارت الكثير من التوتر.
وذكر التقرير ان بعض المسؤولين الاسرائيليين اعربوا لادارة الرئيس
باراك اوباما عن مخاوف من ان يؤدي امداد السعودية بمثل هذه المقاتلات
المتطورة الى الحد من تفوق اسرائيل العسكري في المنطقة. غير ان مسؤولين
اميركيين افادوا للصحيفة انهم قدموا "توضيحات" بشأن الصفقة تهدف الى
طمأنة اسرائيل.
وقال مسؤولان مطلعان على مضمون المفاوضات ان اسرائيل ما زالت تبدي
بعض التحفظات لكن من غير المتوقع ان تعترض على الصفقة من خلال تحرك
مجموعات الضغط في الكونغرس.
وبموجب الصفقة قيد التفاوض، فان طائرات اف-15 التي ستباع للسعودية
ستجهز بانظمة مشابهة لانظمة سلمت الى حكومات اجنبية اخرى.
غير ان ادارة اوباما قررت تجاوبا مع المخاوف الاسرائيلية عدم امداد
السعودية بانظمة متطورة بعيدة المدى يمكن استخدامها في عمليات هجومية
على اهداف برية وبحرية، وفق الصحيفة.
اليقظة في مضيق هرمز
من جهة أخرى قال مصدر مطلع ان وزارة النقل اليابانية أصدرت توجيها
الى السفن اليابانية لتوخي قدر أكبر من اليقظة اثناء مرورها في مضيق
هرمز.
وأبلغ المصدر رويترز ان الوزارة أصدرت التوجيه الى شركات الملاحة
لاتخاذ "درجة كافية من التأهب" اثناء المرور في المضيق وان تكون يقظة
بشكل خاص اثناء الليل فيما يتعلق بتحركات السفن الصغيرة.
وتمر في مضيق هرمز 40 بالمئة من شحنات النفط المنقولة بحرا في
العالم. وقال المصدر ان الوزارة حثت شركات الملاحة على تعزيز اجراءاتها
الامنية.
وتأتي هذه الخطوة في اعقاب توجيه مماثل اصدرته الولايات المتحدة في
وقت سابق من هذا الشهر بعد ان اصيبت ناقلة نفط يابانية عملاق تشغلها
شركة ميتسوي او.اس.كيه. لاينز باضرار قرب الممر المائي نتيجة انفجار
فيما يبدو. وقال المصدر ان سبب الاضرار لم يعرف الى الان. |