الفضائيات العراقية... وفشل الدراما الرمضانية

تحقيق:عصام حاكم

 

شبكة النبأ: استثمرت دول كثيرة فكرة القنوات الفضائية واتخذتها أداة سياسية وأحيانا اقتصادية وثالثة ثقافية،كما نجدها في أغلب الأحيان وسيلة مهمة لكسب التأييد أو للتعاطف في العلاقات الدولية، بيد أن الفضائيات العراقية قد أثرت على نفسها أن تؤمن بهذه الحقيقة لما تحمل من مضامين ضيقة  ومشوشة وغير مستقره حيث يغلب عليها طابع التشهير وغير الحيادية في الطرح وكأنما تريد بذلك أن ترضي أطراف معينة على حساب أطراف أخرى، والغريب في الامر بأن هذه القنوات قد أصيبت بداء العمى وعدم التمييز بأن شهر رمضان المبارك هو شهر الله سبحانه وتعالى وينبغي ان يقوم الخطاب خطاب إنساني يتسم بهاجس المودة ونسائم التعايش السلمي.

وهذا مما أثارت ردود أفعال متباينة بين السلبي والايجابي خصوصا في أيام رمضان المبارك. (شبكة النبأ المعلوماتية) استطلعت آراء بعض ذوي الاختصاص عن كيفية الارتقاء بهذا الواقع فكانت الحصيلة ما يلي.

أول من ابتدئنا الحديث معه السيد(توفيق غالب الحبالي) وهو إعلامي حيث قال، يجب ان نعترف بأن تجربة القنوات الفضائية العراقية هي تجربة حديثة وفتية، وهي بمثابة الولادة البكر، لذا حتما يصاحبها الكثير من المعوقات والإشكالات الفنية والإدارية على حدا سواء.

وأضاف الحبالي، ولكن هذا الأمر لا يعفي تلك القنوات من الدخول في عالم المنافسة مع بعض القنوات الفضائية العربية على اساس اجتذاب المشاهدين عن طريق تقديم ما هو افضل مع الاحتفاظ بخصوصية المناسبة والحدث الذي نحن بصدده.

واشار، لكن تثبت الحقائق بأن القائمين على محطاتنا الفضائية، هما الان بين خيارين لا ثالث لهما، اما الاول فانهم لا يدركون مفهوم عمل القنوات الفضائية واما الثاني فهم يسيرون وفق منهاج مغرض هدفه الاساءه ليس الا، وكلا الأمرين انا على قناعة تامة بأنه يحتاج الى نوع من الوعي الإعلامي وعدم المساس بمشاعر وأحاسيس الآخرين ونحن في ظل هذا الشهر الفضيل، ولكن ما يوسفنا حقا ما تم عرضه في شهر رمضان هذا العام كونه لا يتعدى إملاء للفراغات ليس هذا فحسب بل ولا ينسجم ومستوى شهر رمضان وأجواءه الإيمانية، ناهيك انه يشكل أساءه سافرة للشعب العراقي من خلال ما يتم طرحه في العديد من البرامج والمسلسلات التلفزيونية.

اما الاستاذ (كفاح وتوت) وهو كاتب ومخرج مسرحي حدثنا قائلا: نأسف أسفا شديدا على كل المبدعين العراقيين الذين أنحرفوا هذا الانحراف الخطر لكي يشوهوا صورة العراق بأعمالهم و برامجهم التي لا تليق بالفن العراقي ولا بشهامة العراقيين وتاريخنا ولا بمجدنا، علما بأن هناك مسلسلة كانت تروم احدى القنوات الفضائية في دولة الامارات العربية عرضها في شهر رمضان المبارك للعام الماضي وهي تتعرض الى حالة المتعة وقضية الحسينيات ولكن ثمة ضجه اعلامية كبيرة اثارت ضد هذا العمل مما أدى بالقناة في نهاية المطاف الى التنازل عن عرض هذا المسلسل.

واضف وتوت خلال حديثه مع (شبكة النبأ المعلوماتية)، اني أعاتب الشعب العراقي جميعا لماذا لا يضع حدا لتلك التجاوزات السافرة من القنوات العراقية على وجه الخصوص ومقاطعة برامجها ومراسليها.

 الى ذلك قال (حسين الشمري) وهو مراسل احدى الفضائيات: ان الفضائيات العراقية اليوم أشبه ما يكون بمن يسير وراء السراب فهي لا تستطيع ان تنافس الفضائيات العربية من خلال ما تتضمنه من برامج لها القدرة على استيعاب تطلعات المواطن العراقي والعربي، لذا فهي تحرص في مجمل توجهاته المفضوحة على النيل من الشعب العراقي والحكومة العراقية ليس الا وما تراه على الشرقية والبغدادية وبعض القنوات العراقية الاخرى.

وينوه الشمري، فات القائمون على هذه القنوات باننا في شهر الصوم حيث يعرضون لنا منذ الصباح الباكر الى ساعة متأخرة من الليل المشاهد العارية وغير المحتشمة، وكأنما القضية مدروسة.

واضاف الشمري لـ(شبكة النبأ المعلوماتية)، هناك اساءة كبيره ترتكب بحق العراقيين من خلال بعض البرامج، عبر التمجيد والتذكير بالنظام السابق بشكل غير مباشر.

وختم الشمري قائلا، أذكر القائمين على تلك القنوات باننا لم نر او نسمع اي قناة عربية أساءت الى أي زعيم عربي.

كما حدثنا السيد(حسن عبود) وهو استاذ علم اجتماع فقال، ان دور القنوات الاعلامية مهم وحيوي وهو علامة فارقة في عملية التغيير والنهوض وكذلك التعبير عن نواة ومكنونات هذه الامه للوصول بها الى بر الامان، لذى يجب ان تخلق القنوات الفضائية العراقية حالة موازنة دقيقة بين هموم المجتمع وما تصبو اليه الدولة من محاولة الارتقاء بالواقع. وهذا مما يترك انطباعا سيئا لما تتضمنها القنوات الفضائية اليوم من برامج وأدوات ثقافية تدعو الى روح الفرقة والاقتتال. علما بأن هناك برامج تم عرضها في رمضان لاقت قبولا ورضى من قبل المشاهد العراقي.

شبكة النبأ المعلوماتية- السبت 21/آب/2010 - 10/رمضان/1431

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1431هـ  /  1999- 2010م