المرأة في السعودية... أعلى نسبة مدخنات والأكثر إذلالا

احمد عقيل

 

شبكة النبأ: بين مجتمع رجولي لا يرضى بأن يشاركه الجنس الآخر في إدارة دفة الحياة بكل جوانبها، وبين الجهل والتشدد الذي تمارسه بعض الجهات الإسلامية وبتصرف شخصي بعيدا عن تعاليم الدين التي أعطى للمرأة حقوق كما فرض عليها واجبات، بين هذا وذاك ضاعت حقوق المرأة في السعودية، وهذا ما دفع المراقبين والمنظمات المدافعة عن حقوق المرأة الى أجراء ندوات واجتماعات للتثقيف والمدافعة عن حق المرأة في الحياة، كاشفتا بذلك وعن طريق إحصائيات ودلائل، إن كل هذه الضغوط التي تمارس على المرأة السعودية من عدم احترام وقلة اهتمام بالإضافة الى عمليات التحرش الجنسي والاعتداء الجسدي، تعود على المرأة سلبا، وهذا يؤدي بها الى السرقة والغش والمساعدة على القيام بعمليات غير شرعية، ولكن رغم كل هذا فأن الجهود الذي تبذل من النساء السعوديات لإرجاع حقوقهن بدأت تخلق نوعا من الامل عندما نرى ان بعض النساء بدأن بشغل مناصب لم تشغلها امرأة من قبل، بينما يستمر المطالبة بالحقوق الكاملة لها فهي لا تكتفي بذلك وتريد الوصول الى ابعد من ذلك مناصفة مع الرجل.

آل فريد

فقد دعت الناشطة الحقوقية السعودية البارزة عالية آل فريد حكومة بلادها إلى إيجاد تشريعات جديدة مناهضة لجميع أشكال التمييز ضد المرأة التي لا تزال تتعرض لانتهاكات فادحة لحقوقها الإنسانية.

وأسفت آل فريد عضو الجمعية الوطنية لحقوق الإنسان لاحتلال السعودية المرتبة الأخيرة على مؤشر تمكين المرأة الاقتصادي في تقرير التنمية البشرية العالمي في مصاف دولتي اليمن وتشاد.

وحثت الجهات المعنية والمسئولة في المملكة على العمل على توسيع نطاق الحماية للنساء عبر سن تشريعات جديدة "لا تكون حبرا على ورق" وتفعيل دور المحاكم الأسرية والشرطة النسائية ودور المرأة في القضاء وإيجاد وثيقة للأحوال الشخصية ترعى حقوق المرأة.

وذكرت أن المرأة السعودية لا تزال تتعرض لانتهاكات وصفتها بالفادحة وتواجه عقبات في الحصول على حقوقها الأساسية في العمل والاستقلال الذاتي والإدارة السياسية.

وأضافت في مقالة لها بعنوان "معا ضد كل أشكال التمييز على المرأة " لا تزال المرأة في نظر الكثيرين في بلادنا ناقصة الأهلية وفاقدة للكفاءة وحق الولاية على نفسها ومالها حتى لو كانت راشدة.

وتابعت بأن المرأة في المملكة لا تحظى بحقوقها المدنية والشرعية إلا بوجود "المحرم" والوكيل كما لا يحق لها منح جنسيتها لأبنائها من الزوج غير السعودي إلى جانب ما تتعرض له من أنواع العنف والإيذاء النفسي والجسدي والحرمان من الأبناء.

ورأت آل فريد الناشطة المعروفة في القطيف أن أبرز المسببات الدافعة لممارسة العنف ضد المرأة السعودية ما وصفته بـ"ذكورية المجتمع وحب السيطرة والتسلط المؤدي لإهانة المرأة والتعامل معها بدونية والعادات والتقاليد المتوارثة والنظرة الدينية القاصرة للجهات المتطرفة".

وطالبت بتفعيل الاتفاقيات الدولية وعلى رأسها اتفاقية مناهضة كافة أشكال التمييز ضد المرأة الذي صادقت عليها المملكة في العام 2000م.

كما دعت إلى تضافر الجهود الإنسانية الإقليمية و الدولية للعمل على تحسين ظروف المرأة الإنسانية وتعزيز أوجه الحماية اللازمة لها ومباركة جهودها للحد من معاناتها وتحسين ظروفها الإنسانية.

وأعربت آل فريد عن تطلعها الاحتفال بيوم المرأة العالمي وقد ودعت المرأة كل آلامها ومعاناتها واستردت كافة حقوقها في مختلف المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية.

نسبة الإناث

في سياق متصل سجلت السعودية النسبة الأعلى بعدد الإناث خليجيا بنسبة كبيرة حيث تشكل نسبتهن إلى نصف سكان المملكة في حين تشكل النساء بباقي الدول الخليجية اقل من 45 في المائة.

وقالت الدكتورة نورة المساعد استاذ علم اجتماع المرأة بجامعة الملك عبد العزيز بجدة غرب السعودية, ان نسبة الاناث السعوديات هي الأعلى بين دول الخليج حيث تتجاوز نسبتهن عن 45,5 في المائة من اجمالي السكان, والتي تتطلب ضرورة تنمية القيادة عبر التعليم ومواقع العمل. وأوضحت خلال تدشين فعاليات اول ملتقى للقيادة الشابة "صناعة قائد التي اطلقها مركز الامير محمد بن فهد لاعداد القيادات الشابه شرق السعودية, ان الاناث السعوديات يشكلن نحو (49.8%) من إجمالي السكان السعوديين البالغ عددهم 16.673 مليون. وهي الأعلى بين دول الخليج.

واشارت خلال ورقه عملها التي طرحتها حول التحديات التي تواجه القيادات الشابة في السعودية أنه لازالت هناك تحديات كبيرة أمام تعليم المرأة في السعودية.

وتتعلق أكثر المسائل إلحاحا بنوعية التعليم. فالتعليم في المدارس والجامعات السعودية غالبا ما يفشل في تزويد الطالبات بالقدرة على التحليل أو التفكير خارج الأطر التقليدية.

وتعد مراعاة الفوارق بين الجنسين أحد الجوانب البالغة الأهمية في نوعية التعليم، إذ يتعين على النظم التعليمية مراعاة الاحتياجات الخاصة للفتيات والنساء، ولكي تتمكن المرأة من الوصول إلى مناصب قيادية, وينبغي على التعليم إعداد الطالبات لمشاركتهن في قوى العمل أو في الشأن العام.

وبدلا من ذلك فإن المناهج والمواد التعليمية ووسائل الإعلام في السعودية والتي تلعب دورا قويا في تكوين الرأي العام، تميل إلى تعزيز الأدوار النمطية التقليدية التي تحرم المرأة من فرصة المشاركة على قدم المساواة في المجتمع.

وقالت في الوقت الذي شهد فيه تعليم الإناث في السعودية تقدما كبيرا، ما يزال هناك تقصير في الجهود المنظمة الهادفة إلى بناء وتعزيز القدرات القيادية لدى المرأة.

كما تفتقر المدراس والجامعات إلى برامج الرعاية والتدريب والمشورة بشأن الحياة المهنية والتي يمكن لها أن تجمع القيادات النسائية السعودية الحالية والمستقبلية.

وتوجد في بعض المدراس (غالبيتها خاصة أو أجنبية) مجالس وجمعيات طلابية، إلا أنها لاتعد شرطا إلزاميا، وينحصر وجود الفرق الرياضية وأندية النقاش على عدد محدود من المدراس مما ينتج عنه محدودية نطاق تنمية القيادات النسائية.

ويؤدي غياب هذه العناصر في النظام التعليمي إلى الحد من المهارات القيادية للطالبات، إلى جانب خفض سقف المعرفة والمفاهيم بالنسبة للخيارات المهنية وتنمية الطموحات والنظرة للمستقبل.

في حين وضعت الأطر القانونية كعامل يمكن من خلاله منح فرص المرأة في الوصول إلى مناصب قيادية والنجاح كشخصية قيادية متمكنه. فقوانين حرية الحركة والسفر بدون محرم أو الاختلاط مع الرجال جميعها تعتبر تحديا هاما للنساء العاملات في العديد من المجالات. وحيث أن المناصب العليا في النظام القضائي بعيدة عن متناول المرأة فالقوانين التي تساعد وتسهل عمل وتقدم المرأة تصبح بطيئة في الظهور أو التنفيذ.

وأوضحت الدكتورة المساعد أنه على الرغم من أن السعودية قطعت شوطا كبيرا على صعيد المساواة بين الجنسين في قوانين العمل، ماتزال هناك قضايا بحاجة إلى معالجة. فعلى سبيل المثال هناك أعداد كبيرة من الإناث العاملات بموجب عقود مؤقته مما يعني أنهن لا يتمتعن بحماية قوانين العمل.

كذلك هناك الكثير من المناصب التي تكون إما غير متاحة للنساء أو أنها متاحة حصرا للرجال. كذلك تواجه النساء الكثير من التحديات عند محاولة تأسيس أعمالهن الخاصة، يضاف إلى ذلك التفاوت في الأجور أو الترقيات بين الجنسين في القطاع الخاص.

كما تواجه النساء القياديات تحديا أساسيا في دورهن كقياديات وزوجات وأمهات. حيث تعتقد معظمهن أن التوازن بين الحياة الشخصية والعمل هو أصعب تحد، ولذلك فإن النجاح مرتبط بشكل وثيق مع وجود نظام دعم مناسب ومع القيام بالتضحيات الضرورية. كما تواجه النساء التحدي القائم في إثبات الذات، فمعظم القياديات يقمن بعمل مضاعف بالمقارنة مع أقرانهن الذكور كي يحصلن على الترقيات في المناصب القيادية.

الحرب على الفتاوى

من جهتها تنافس الشاعرة السعودية المثيرة للجدل حصة هلال على لقب برنامج "شاعر المليون" الواسع انتشار والذي شنت خلاله حربا على الفتاوى "الشريرة" وتعرضت بسببها لتهديدات بالقتل.

وحصة هلال التي وصلت الى المرحلة النهائية من البرنامج الذي تبثه قناة ابوظبي ويحصل الفائز فيه على جائزة قدرها 1,3 مليون دولار، وقفت اكثر من مرة امام لجنة التحكيم حاملة بقوة على الفتاوى المتطرفة وعلى رجال الدين المتشددين.

وقد احتدم الجدل في السعودية حول هذه المرأة المنقبة التي تجاهر بتأييدها للاختلاط بين الجنسين في مجال العمل، والتي تجاهر بصوتها الانثوي الذي يعد "عورة" في نظر المتشددين، فيما وصل البعض الى حد تهديدها بالقتل على المواقع الالكترونية.

وقالت حصة، وهي اربعينية متزوجة وام لعدة ابناء "طبعا انا وزوجي وعائلتي لدينا قلق بسبب التهديدات التي سمعت عنها ولم تصل الي شخصيا". واكدت الشاعرة الملقبة ب"ريمية" والتي لا تحمل شهادات جامعية انها تريد ان تواجه "التشدد الذي اصبح ظاهرة مخيفة في العالم العربي".

وقالت انه "قبل سنوات كان الناس بسطاء وكان هناك نوع من الانفتاح، والآن اصبح كل شيء اثقل حتى ان البعض لا يسلم على قريباته اللواتي كان يسلم عليهن من قبل".

وفي قصيدة تحت عنوان "فوضى الفتاوى" القتها في البرنامج، قالت حصة ان الشر يلتهب في عيون الفتاوى، وان مطلقي هذه الفتاوى مثل مسخ يحمل حزاما، في اشارة ضمنية الى الحزام الناسف.

وقالت الشاعرة في قصيدتها "شفت شر يتوايق من عيون الفتاوي في زمان حلاله ملقحينه حرام، عن وجوه الحقايق لا رفعت الغطاوي بان مسخ تخفى تحت ستر اللثام، وحشي الفكر ساخط بربري عماوي، لابس الموت لبس وشد فوقه حزام".

وتضيف في قصيدتها النبطية "في حزوم السياسة يرعب الناس عاوي، ويفترس كل نفس طامحة للسلام، لاذ صوت الحقيقة وانزوى الحق ثاوي، يوم عند المصالح ذل حر الكلام".

وحصلت الشاعرة السعودية على تنويه كبير من لجنة التحكيم التي هنأتها على "شجاعتها"، ومنحتها 47 نقطة من اصل 50. وفهم من قصدت حصة هلال انها تقصد فتوى رجل الدين السعودي المتشدد عبد الرحمن البراك الذي اجاز قتل من يجيز الاختلاط بين الجنسين.

الا ان حصة هلال اكدت انها لم تكن تقصد فتوى البراك بالتحديد وانما ذلك لا يعني انها توافق على تلك الفتوى، بل اكدت مجددا انها تؤيد "الاختلاط الابيض"، اي الاختلاط بين الجنسين في مجالات العمل، واعتبرت ان "ذلك ضروري للحياة".

وعن فتوى البراك، قالت الشاعرة ايضا "انا ضد ان تقتل انسان على اساس فكره". واضافت "كل ما نسمعه +حرام حرام حرام+، وهذا التشدد المخيف تعدى السعودية او الخليج الى مجتمعات اخرى مثل مصر والاردن وسوريا". بحسب وكالة فرانس برس .

وبحسب صحيفة الوطن السعودية، فان موقع "انا المسلم" الذي يبث احيانا اشرطة ومواد اعلامية لتنظيم القاعدة، شهد الانقادات الاكثر حدة للشاعرة "ريمية".

وذكرت الصحيفة ان بعض المشاركين في الموقع طالب بقتل الشاعرة. وتساءل احد الاعضاء في المنتدى الالكتروني "هل قتلها واجب حدا ام تعزيرا" فيما قال آخر "هل يدلني أحدكم على عنوانها؟" في ما بدا تهديدا جسديا مباشرا.

وكانت فتوى البراك اثارت الكثير من الجدل في السعودية وهي تاتي بعكس توجهات رسمية في المملكة يقودها الملك عبدالله بن عبدالعزيز لمنح مزيد من المساحة للمرأة في الحياة العامة.

وقالت "ريمية" ان "السعودية خطت في السنوت الخمس الماضية خطوات جبارة والملك قوي شجاع لا يهاب وكان من الصعب ان يقوم اي شخص بما قام به".

وتشير حصة بذلك الى سلسلة من التدابير التي اتخذها العاهل السعودي ومنها تعيين اول امراة في منصب مساعدة وزير واباحة الاختلاط بين الجنسين في اطار جامعة الملك عبدالله للعلوم والتكنولوجيا في جدة على البحر الاحمر.

جرائم النساء

في غضون ذلك اوصت دراسة اجتماعية سعودية بايجاد بديل لسجن النساء المدانات بجرائم، وتحويلهن الى الاقامة الجبرية في منازلهن. ودعت الدراسة، التي اعدتها الباحثة السعودية بسمة السناري، الى وضع اليد على الاسباب الاجتماعية التي تدفع المرأة السعودية وغيرها الى الجريمة.

وقالت الباحثة، في دراستها التي خرجت تحت عنوان "جرائم النساء" ان اكثر الجرائم التي ترتكبها المرأة في السعودية هي البغاء والاجهاض والنشل، لكنها مع ذلك تشارك او ترتكب جرائم اخرى شائعة مثل الرشوة والتزوير والشذوذ الجنسي والشعوذة، وغيرها. وبينت الدراسة، التي غطت سجينات باعمار بين 16 وحتى 30 عاما، ان نحو 77 في المئة من الجرائم الاخلاقية ونحو 81 في المئة من جرائم العنف، ونحو 80 من جرائم المخدرات والكحول ترتكب من قبل هذه الفئة العمرية.

عدد المدخنات

وفي اخر الإحصاءات احتلت المملكة العربية السعودية المرتبة الخامسة على مستوى العالم من حيث عدد النساء المدخنات، حيث بلغت نسبتهن %5.7 من جملة السكان الإناث.

وأظهرت إحصاءات السجل الوطني للأورام في السعودية، الذي نشرته صحيفة "الرياض" السعودية إنه بالإجمال وصلت نسبة المدخنين في المملكة من البالغين ذكورا وإناثا %21.6 مما وضع المملكة في المرتبة السادسة عالميا.

كما أظهرت الاحصاءات بروز ثلاثة أنواع من السرطانات التي لها علاقة بالتدخين، حيث تم تسجيل 2350 حالة سرطان للرئة في المملكة، بينها 1741 سعوديا، بينهم 374 امرأة، ما بين عام 1994وحتى عام2000. وكالة الأنباء الألمانية .

وأوضحت أن نسبة حدوث سرطان الرئة لدى النساء تبلغ %13، ويموت منهن %23. وتعتبر الرئة أكثر جزء في جسم الإنسان تأثرا بالقطران وأول أكسيد الكربون في التبغ. وتم تسجيل 1681 حالة سرطان للفم بين عام 94 وحتى عام2000 وسجلت 1854 حالة سرطان للمثانة البولية لنفس الفترة مؤثرا كذلك في نضارة البشرة ورونق الشعر وجماله.

تجدر الإشارة إلى أن الشعب السعودي يستهلك 40 ألف طن من التبغ سنويا، ويوجد في المملكة حوالي 6 ملايين مدخن.

مدارس البنات المحترقة

الى ذلك عقب انتشار حوادث الحريق في مدارس البنات في السعودية تعكف وزارة التربية والتعليم على دراسة إمكانية دخول رجال الدفاع المدني عند اندلاع الحرائق دون اذونات.

وكانت السعودية قد شهدت مدارسها سلسلة من حوادث الحرائق التي راح ضحيتها طالبات ومعلمات في ظل منع الوزارة دخول رجال الدفاع المدني عند الإبلاغ عن اندلاع أو الاشتباه بوجود حريق في المدرسة إلا بعد موافقة مسؤول في احد إدارات الوزارة التابعة للمدرسة المنكوبة.

وقالت صحيفة الحياة عن مصادر لم تسميها أن وزارة التربية والتعليم تتجه إلى إصدار قرار يسمح للقطاعات الأمنية والصحية وفرق الإنقاذ المختلفة بالدخول إلى مدارس تعليم البنات لمباشرة أي حادثة أو كارثة كانت طبيعية أو بشرية من دون انتظار أي أذونات للسماح لها بالدخول من أي جهة كانت داخلية أو خارجية.

وكشفت ذات المصادر عكوف لجان تعليمية داخل محافظة جدة حالياً على إصدار قانون جديد ينظم السماح لهذه القطاعات بالتعامل مع مثل هذه المسائل، وفق آلية محددة تكفل في المقام الأول الحفاظ على أرواح الطالبات، وتراعي في الــوقت ذاته قيم وعادات المجتمع السعودي، كونه يعد مجتمعاً ذا خصوصية واستقلالية مختلفة.

وأشارت إلى أن القرار عمل على إشــراك قطاع هيئــة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في حيثياته كونها تعد جهةً شــــرعيةً ذات صلة مباشرة بالحدث. إضافةً إلى عدد من القطـــاعات والإدارات الحكومية، (كـوزارة الصحة، والشــرطة، والدفاع المدني، والهلال الأحمر)، لافتةً إلى أن هذا القرار يأتي على خلفية حوادث مدارس البنات المتكررة.

وكان قرار تشكيل لجنة اختصاصية في محافظة جدة ظهر بعد حادثة حريق نشب في مدرســة ابتدائية داخل المحافظة، تعرض على إثرها عدد من طالبات المدرسة إلى حالات إغماء مفاجئة، «فكان إقرار اللجنة بهدف وضع آلية مدروسة بين مختلف الجهات الشرعية، والصحية والأمنية، للتعامل مع الحالات الطارئة داخل مدارس البنات في جدة، ابتداء من تلقي البلاغ وحتى انتهاء المهمة.

بهدف تأمين السلامة والأمن لأكثر من 270 ألف طالبة، و19 ألف معلمة ينخرطن داخل القطاع التعليمي». وكشفت أدارى تعليم البنات في جدة أن هناك تعاميم تحظر دخول الرجال حتى في حالات الطوارئ القصوى إلى مدارس البنات تماماً، كون أن غالبية القطاعات الصحية والأمنية كالدفاع المدني، والهلال الأحمر والشرطة يشغلها «رجال".

منع دخول الإسعاف

الى ذلك تعرضت طالبة جامعية لأزمة صحية مفاجئة في كلية التربية لإعداد معلمات المرحلة الابتدائية التابعة لجامعة القصيم، وسقطت مغشياً عليها، وفقا لصحيفة الحياة.

عندما لم تفلح محاولات الموجودات في الكلية إسعاف الفتاة أبلغن هيئة الهلال الأحمر التي حضرت منها فرقة لكن حارسات الأمن منعن أفرادها من الدخول ما أخر إسعافها، وعندما أخرجنها الحارسات على نقالة تبين أنها متوفاة.

واتهم مدير الفرع الرئيسي لهيئة الهلال الأحمر في منطقة القصيم صالح التويجري مسؤولي الكلية بقلة الوعي وعدم الإيمان بأهمية الوقت الإسعافي واستغلال كل ثانية منه، مشيراً إلى أن المسعفين انتظروا عند بوابة الكلية 9 دقائق حتى جلبت الحارسات الطالبة التي كانت قد فارقت الحياة وقتها. سعد التويجري كان أكد قبل نحو أسبوعين عدم أخذ الإذن من أحد لمباشرة الدفاع المدني أعماله، لافتاً إلى أن النظام يخول له الدخول إلى أي موقع في حال وجود هدم أو غريق أو حريق.

وأشار في حينه إلى أنه أصدر توجيهات لجميع مديريات الدفاع المدني في المناطق، باستخدام القوة النظامية ضد كل من يحاول منع فريق الدفاع المدني من أداء مهامه: «طبيعة أعمالنا الإنسانية لا تحتمل مجاراة الإجراءات الروتينية، بل تحتاج إلى سرعة في التدخل واتخاذ القرار السريع لإنقاذ الأرواح والمحافظة على الممتلكات».

التحرش الجنسي

من جهتها أعلنت أخصائية اجتماعية سعودية أن 68 % من المتعلمين والمثقفين في المملكة تعرضوا للتحرش الجنسي، مشيرة إلى 'أن المرأة والطفل هما أكثر الفئات تعرضاً للتحرش'.

وقالت أمل الدوخي الأخصائية الاجتماعية في هيئة حقوق الإنسان في المنطقة الشرقية بالدمام في محاضرة 'حمايتي حقي' أنها أجرت بحثا في عينة من المتعلمين والمثقفين حول تعرضهم للتحرش الجنسي، فجاءت النتائج أن 68 % من عينة البحث تعرضوا للتحرش'.

وقالت الدوخي في محاضرتها التي نشرتها صحيفة 'الوطن' ان 17.39' تعرضوا لتحرش الجنسي من الأقارب أو المحارم، و14.49' من غير الأقارب'، مشددة على 'أن تحرش المحارم هو الأكثر تأثيراً على الضحية من حيث الأذى النفسي'. بحسب وكالة يونايتد برس .

من جانبها كشفت مديرة قسم الخدمات الاجتماعية في برنامج الأمان الأسري بالشؤون الصحية بالحرس الوطني الدكتورة نورة إبراهيم الصويان أن عدة دراسات أكدت أن 22.7' من الأطفال السعوديين تعرضوا للتحرش الجنسي'، مشيرة إلى أن 62.1 ' منهم رفضوا الإفصاح عن المعتدين عليهم، فيما أرجعت الدراسة ذلك إلى حساسية العلاقة التي تربطهم بهم.

وأضافت الصويان في ورقة عمل قدمتها في ندوة بجامعة الملك سعود بعنوان 'كيف نحمي أطفالنا من التحرش الجنسي؟' أن هناك دراسات أفادت بأن نسبة التحرش الجنسي بالأطفال مرتفعة، إذ يتعرض طفل من بين كل أربعة للتحرش، مشيرة إلى أن دراسة أخرى حول العنف والإيذاء في المدارس ذكرت أن 23' من الأطفال في السن بين 6 إلى 10 سنوات في المرحلة الابتدائية يعدون الأكثر تعرضاً للتحرش الجنسي.

تأيد قيادة المرأة للسيارة

كما أظهرت دراسة بحثية أجرتها طالبتان سعوديتان من جامعة الشارقة قبول معظم الرجال لقيادة المرأة للسيارة. ويحظر على النساء في السعودية قيادة السيارات.

ووفقاً لصحيفة "الرياض"، فإن البحث الذي أجرته الطالبتان بتول خالد وداليا السنان من كلية الاتصال بجامعة الشارقة، وكان مشروع تخرجهما كشف ارتفاع نسبة الموافقين على تولي المرأة السعودية لقيادة سيارتها بنسبة تتجاوز 53 في المائة مقابل امتناع 26 في المائة، وحيادية 21 في المائة.

ووفقاً للصحيفة السعودية اليومية، يتكون البحث الذي يقع في 50 صفحة من خمسة فصول شملت التمهيد حول أهمية البحث وتحديد أهدافه. واشتمل الفصل الثاني على عرض للبحوث والدراسات السابقة حول المشكلة، مدار البحث والنظريات العلمية التي استندت إليها الطالبتان، والتي استقين معظمها من مواضيع ودراسات وتحقيقات حول هذه المعضلة التي مازالت تشغل المجتمع السعودي، وتثير الجدل بين فينة وأخرى، وينقسم الشارع السعودي بين مؤيد ومعارض.

سيدة أعمال

من جانب آخر تعد سيدة الاعمال السعودية دينا الفارس واحدة من الاطراف الرئيسية في العالم في زراعة الكافيار. وتدير سيدة الاعمال الشابة واحدة من اكبر مزارع الكافيار في العالم في منطقة كانت ذات يوم مجرد صحراء.

وتواصل دينا الفارس حلم والدها رجل الاعمال السعودي عبد الله الفارس الذي اقام هذا المشروع بعد سنوات من البحث وبمساعدة خبير روسي. وتولت ابنته الطموحة المسؤولية مع حلم زيادة الانتاج واصبحت مزارعها واحدة من افضل مزارع الكافيار عالية الجودة.

وقالت دينا الفارس "معدل تقريبا يتراوح بين 35 الى 40 الف في كل جيل ننتج عدد اسماك الاناث تنتج تقريبا من 2 طن ونصف حاليا الى ان شاء الله توصل الى 5 و6 طن وفي توسع."

واضافت "طبعا هذه المزرعة تعد من اهم مزارع العالم خاصة في الشرق الاوسط وهي من كبر اهميتها انها مزرعة مغلقة تتحكم في جميع عواملها."

وتحتاج مزارع الكافيار بوجه عام لما يصل الى عشرة اعوام حتى ينضج السمك قبل حصاد البيض. ولكن دينا الفارس تقول ان التقنيات الخاصة التي يستخدمونها تتيح لهم اختصار المدة الى اربع او خمس سنوات ونصف.

وتقوم مزارع دينا الفارس بتصدير الكافيار الى الولايات المتحدة واوروبا ودول الخليج وروسيا. وقال فولفجانج جوبست رئيس الطهاه في ميريديان الخبر بعد تذوق الكافيار في المزرعة "من الرائع القيام بزراعة الكافيار الان لانه لم يعد في البرية ما يكفي من سمك (الحفش). انه يتم اصطياده بشكل مفرط ولهذا فان اقامة المزارع امر جيد في حقيقة الامر وهو ما اعتقد انه سيحفظ النوع عند مستوى معين وهذا امر ليس مضمونا بنسبة 100 في المئة في البرية." بحسب وكالة الانباء البريطانية .

وقال الاتحاد الدولي للحفاظ على الطبيعة ومقره سويسرا في الاونة الاخيرة ان 85 في المئة من سمك الحفش معرضة لخطر الانقراض في البرية. وقال ان من 17 الى 27 نوعا من سمك الحفش مهددة بالانقراض. وقال طاه اخر كان في المزرعة ايضا للتذوق انه انبهر من جودة الكافيار.

واضاف كبير الطهاه بفندق شيراتون في مطار امستردام اليكس باتيرام "من حسن حظي انني هنا لاتذوق هذا الكافيار الرائع . جربنا فقط الكافيار الذهبي وكان رائعا للغاية. سنقيم بالتأكيد تعاملات تجارية مع هذا البلد."

أول سعودية في مجلس إدارة مؤسسة صحفية

من جانبها أكدت الدكتورة فوزية البكر بعد أن تم انتخابها كأول امرأة سعودية في مجلس إدارة مؤسسة عسير للصحافة والنشر التي تصدر صحيفة "الوطن" أن وجود المرأة مهم في صنع القرار.

وقالت الدكتورة فوزية إن وجود المرأة في المجتمع السعودي مهم لان المجتمع رجل وامرأة مشيرة إلى انه من باب أولى أن "تشارك المرأة في صنع القرار".  وكانت انتخابات مجلس إدارة مؤسسة عسير للصحافة والنشر التي تصدر صحيفة "الوطن" السعودية اليومية التي جرت في الرياض شهدت انتخاب أول سعودية في مجالس إدارات الصحف على مستوى المملكة هي الدكتورة فوزية البكر.

وعن مشاريعها المستقبلية في مجلس الإدارة قالت الدكتورة فوزية إن الجمعية العمومية التي انعقدت برئاسة الأمير بندر بن خالد الفيصل "كان لديها توجه بوجود المرأة في مجلس الإدارة".

وقالت البكر إن " وجود المرأة مازال ضئيلا في الحياة العملية في المملكة" ، ودعت إلى" ضرورة أن تعامل المرأة أولا كإنسانة". وأضافت البكر"يجب أن تتاح الفرصة للمرأة لكي تثبت وجودها في المجتمع السعودي تمشيا مع توجهات العاهل السعودي الملك عبد الله بن عبد العزيز".  بحسب وكالة الأنباء الألمانية .

وردا على سؤال عن إمكانية تولي المرأة رئاسة تحرير صحيفة سعودية قالت البكر "اسمي قد طرح لتولي رئاسة تحرير صحيفة "الوطن" بعد إقالة رئيس التحرير السابق جمال خاشقجي".

وكان جمال خاشقجي أقيل من منصبه على خلفية مقالة "تمجد التصوف والمتصوفين، وتغض من السلفية والسلفيين". إلا أن الدكتورة البكر، قالت إن "رئاسة تحرير صحيفة يحتاج إلى خبرة كبيرة ، وإذا وجدت في المرأة فلا مانع من توليها رئاسة تحرير الصحيفة ".

'المايوه' الإسلامي   

من جهة أخرى اتجهت العديد من الأندية الرياضية في المملكة أخيراً إلى تحديد أزياء معينة للسباحة وصفت بأنها 'مايوه إسلامي'، والذي أصبح يجد إقبالا كبيرا، لأن معظم الأندية المخصصة للنساء تشترط وجود هذا الزي بدلا من المايوه العادي.

والزي الجديد عبارة عن قطعة كاملة ملتصقة ومن قماش النايلون الخاص بملابس البحر وذات أكمام طويلة، وأحيانا عليها تنورة قصيرة وتحتها سروال طويل حتى باطن القدم. ونقلت صحيفة 'الوطــــــن' السعودية عن محمد حسن، من احد بيوت الرياضة قوله إن إقبال السعوديات على شراء الملابس الرياضية على اختلاف ماركاتها زاد 'بسبب زيادة أعداد الأندية الرياضية الخاصة'.

وأوضح أن 80%  من مبيعات المحل عبارة عن 'مايوهات إسلامية' بأشكال وألوان مختلفة وهي عبارة عن قطعتين مكونتين من زي كامل مع تنورة وقبـــعة على الرأس وتقبل عليه السيدات من مختلف الأعمار. بحسب وكالة يونايتد برس .

ونقلت عن السعودية أسماء عارف، التي تحرص على ممارسة الرياضة، قولها إن هناك إقبالا من السعوديات على الملابس الرياضية، رغم عدم ممارستها بالمدارس، وزادت المتاجر الرياضية النسائية.

واوضحت جواهر العبيدي مديرة النادي الرياضي في مستشفى 'الحياة الوطني' بخميس مشيط أن هناك إقبالا كبيرا من السيدات السعوديات على ممارسة السباحة وغالبا ما كانت المرأة السعودية ترتدي البنطلون والتي شيرت أثناء السباحة ولكن العديد من السعوديات اتجهن للمايوه الإسلامي باعتباره يحافظ على حشمة المرأة وعلى تعاليم الدين الإسلامي في توجيه المرأة لارتداء الزي المحتشم.  و'المايوه الإسلامي' أصبح منتشرا على مستوى العالم وقد سمي بـ'البور كيني' نسبة إلى البرقع والبكيني.

شبكة النبأ المعلوماتية- السبت 21/آب/2010 - 10/رمضان/1431

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1431هـ  /  1999- 2010م