
شبكة النبأ: بين مد وجز، تتباين
التصريحات التي تصدر عن ساسة الولايات المتحدة الأمريكية وساسة إيران
حول الأمور العالقة بين البلدين سيما ما يتعلق ببرنامج إيران النووي
الذي بدأ يثير قلق المجتمع الدولي بشدة.
فتضارب التصريحات من جهة وتوافقها من جهة أخرى بات يضفي على
التوقعات والتحليلات السياسية التي تستشرف ما ستؤول إليه الأمور في
المستقبل غموضا متزايدا لدى معظم المراقبين لهذا الشأن، خصوصا ان
التسريبات الإعلامية تشير الى وجود مباحثات سرية قد ترتقي الى شكل
المفاوضات بين البلدين ولكن خلف الكواليس، وبوساطة بعض الدول التي زجت
نفسها في سياق الأزمة بحثا عن حلول تجنب العالم مواجهة قد تكون حتمية
وان طال أمد وقوعها.
مباحثات تركيا
فقد قال مسؤولون أمريكيون وأتراك ان مسئولين أمريكيين أجروا محادثات
مع تركيا حول العقوبات الامريكية على ايران في علامة محتملة على أن صبر
واشنطن بدأ ينفد ازاء التجارة بين أنقرة وايران رغم العقوبات.
وجاء الاجتماع الذي عقد هذا الاسبوع وتضمن محادثات بين مسؤولين من
وزارتي الخارجية والخزانة الامريكيتين والحكومة التركية في الوقت الذي
قالت فيه تركيا انها ستدعم شركات تركية تبيع لطهران على الرغم من
العقوبات التي فرضتها الولايات المتحدة من جانب واحد والتي تفرض قيودا
على التجارة مع ايران.
وقال مسؤول في السفارة الامريكية في أنقرة "جاءوا (المسؤولون
الامريكيون) الى هنا لمناقشة وتوضيح عقوبات الامم المتحدة وأيضا حزمة
العقوبات الامريكية الجديدة التي وقعها الرئيس (باراك) أوباما في أول
يوليو لتصبح تشريعا." وأضاف المسؤول أن تركيا احدى الدول التي يعتزم
الوفد زيارتها.
وقال مصدر في وزارة الخارجية التركية لرويترز "كان هناك تبادل
لوجهات النظر بشأن العقوبات الامريكية على ايران.
"أبلغناهم بأن تركيا لا تشعر بأنها ملزمة بالالتزام بأي عقوبات أخرى
غير العقوبات التي فرضتها الامم المتحدة."
وشدد مجلس الامن التابع للامم المتحدة والولايات المتحدة والاتجاد
الاوروبي منذ يونيو حزيران الماضي العقوبات على ايران بسبب برنامجها
النووي.
وتشمل العقوبات الامريكية والاوروبية نطاقا من الانشطة أكبر من الذي
تغطيه العقوبات التي فرضتها الامم المتحدة وتستهدف الضغط على قطاعي
الطاقة والبنوك ووهو ما يمكن أن يضر أيضا بشركات من دول أخرى لديها
تعاملات تجارية مع ايران. بحسب رويترز.
وسيعاقب التشريع الامريكي الشركات التي تزود ايران بمنتجات بترولية
تزيد قيمتها السوقية على مليون دولار أمريكي أو تبلغ قيمتها السوقية
المجمعة خلال فترة مدتها 12 شهرا خمسة ملايين دولار.
وقالت صحيفة جمهوريت التركية اليومية نقلا عن مسؤول أمريكي لم تذكر
اسمه ان واشنطن أرسلت الوفد لتحذير تركيا من أنها تعتزم استهداف شركات
تركية تعتبر تعاملاتها التجارية مع الجمهورية الاسلامية انتهاكا
للعقوبات الامريكية.
وقال وزير الطاقة التركي تانر يلديز هذا الشهر ان أنقرة ستدعم شركات
خاصة تبيع لايران. وتدخلت تركيا لبيع ايران ما يعادل 1.2 مليون برميل
من البنزين في يونيو حزيران عندما رفض معظم التجار الاخرين الاستمرار
في البيع بسبب العقوبات الوشيكة.
لكن تركيا فرضت على ايران علاوة أعلى بنسبة 25 في المئة عن سعر
السوق ثم قلصت شحنات البنزين بشدة بنحو 73 في المئة في يوليو عندما
دخلت العقوبات الامريكية حيز التنفيذ.ولم يعلق مسؤول السفارة الامريكية
على الانباء التي قالت ان واشنطن حذرت تركيا بشأن العقوبات.
وتغض الولايات المتحدة الطرف حتى الان الى حد كبير في الوقت الذي
تعزز فيه تركيا حليفتها المسلمة العضو في حلف شمال الاطلسي علاقاتها
السياسية والاقتصادية مع ايران في اطار استراتيجية أنقرة طويلة الاجل
المتعلقة بالطاقة.
وقد ينتهي التوجه المتسامح الذي تنتهجه واشنطن اذا استمرت تركيا في
تخفيف وطأة العقوبات الامريكية أو عززت علاقاتها مع الجمهورية
الاسلامية لتتجاوز الشراكة الرمزية.
وقف تخصيب الوقود
فيما نقلت صحيفة يابانية عن الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد قوله
ان بلاده ستوقف التخصيب عالي المستوى اذا ضمنت الحصول على امدادات
الوقود النووي لمفاعل ابحاث.
وتشير على ما يبدو تصريحات احمدي نجاد التي نشرت عشية افتتاح أول
محطة للطاقة النووية في ايران الى استعداد محتمل لايجاد تسوية بشأن
بواعث قلق رئيسية للغرب تجاه البرنامج النووي للجمهورية الاسلامية.
وقال أحمدي نجداد ان المحادثات قد تستأنف في سبتمبر أيلول رغم ان
الزعيم الايراني الاعلى اية الله علي خامنئي قال يوم الاربعاء ان بلاده
لن تجري محادثات مع الولايات المتحدة بشأن البرنامج النووي الايراني ما
لم يتم رفع العقوبات والتوقف عن التهديدات العسكرية.
وقال أحمدي نجاد في حديثه لصحيفة يوميوري شيمبون اليابانية ان ايران
قد توقف تخصيب اليورانيوم الى درجة نقاء 20 في المئة في اطار اتفاق.
واوضحت القوى الكبرى انها تريد من ايران وقف هذه الانشطة كشرط مسبق
لتنفيذ اتفاق مبادلة الوقود.
ونقل عن الرئيس الايراني قوله في الحديث الذي نشر باللغة اليابانية
"نعد بوقف تخصيب اليورانيوم الى درجة نقاء 20 في المئة اذا ضمنا الحصول
على امدادات الوقود."
ورحبت روسيا بعرض أحمدي نجاد يوم الجمعة وطالبت بعقد اجتماع بأسرع
ما يمكن لمناقشة امدادات اليورانيوم لايران.
ونسبت وكالة انباء ايتار تاس الى نائب وزير الخارجية سيرجي ريابكوف
قوله " نعتقد ان من الضروري عقد مثل هذا الاجتماع وكلما كان أسرع كان
أفضل" مشيرا الى ان موسكو مستعدة لدراسة عرض طهران.
ورفض أحمدي نجاد في حديثه لصحيفة يوميوري شيمبون نداءات لايران لوقف
جميع انشطة التخصيب مثلما جاء في مطالبة مجلس الامن الدولي.
ونقل عن نجاد قوله "من حقنا تخصيب اليورانيوم..لم نبادر قط بشن حرب
أو نرغب في امتلاك قنابل نووية." بحسب رويترز.
وردد ذلك رئيس هيئة الطاقة الذرية علي أكبر صالحي الذي سيشرف يوم
السبت على ادخال قضبان الوقود الى أول محطة للطاقة النووية في ايران في
بوشهر الواقعة على ساحل الخليج. ووصف صالحي الفكرة التي تطالب ايران
بتعليق جميع انشطة التخصيب بأنها "منطق معيب".
وقال لوكالة انباء الجمهورية الاسلامية الايرانية "التخصيب في ايران
سيستمر لانتاج الوقود اللازم لمحطة بوشهر للطاقة النووية ومحطات اخرى
سيتم بناؤها في المستقبل في ايران."
ويقول خبراء ان بدء تشغيل محطة بوشهر التي بلغت تكلفتها مليار دولار
لن يجعل ايران اكثر قربا من انتاج قنبلة نووية لان روسيا ستمد طهران
باليورانيوم المخصيب لتشغيل المفاعل وتأخذ في المقابل قضبان الوقود
المستنفد الذي يمكن استخدامه لانتاج بلوتونيوم من الدرجة التي تستخدم
في صنع أسلحة.
وقال صالحي ان محطة نطنز الرئيسية للتخصيب في ايران قد تنتج ما يصل
الى 30 طنا من اليورانيوم المخصب فور ان تعمل بكامل طاقتها وهي كمية
كافية لتشغيل محطة بحجم بوشهر. وتقول ايران انها تريد بناء ما يصل الى
20 محطة للطاقة النووية.
وتساءل صالحي "مع افتراض اننا سنتسلم الوقود اللازم لمحطة (بوشهر)
على مدى عشرة أعوام من الروس فماذا سنفعل خلال الاعوام الثلاثين أو
الخمسين القادمة.. مضيفا ان ايران ليست ملزمة بشراء الوقود النووي من
الروس.
السلاح نووي ليس وشيكا
من جهتها قالت صحيفة نيويورك تايمز ان ادارة اوباما طمأنت اسرائيل
الى ان مساعي ايران لتحويل اليورانيوم المخصب الى مادة يمكن استخدامها
لتصنيع سلاح نووي نشط ستستغرق عاما على الاقل.
ونسبت الصحيفة الى مسؤولين بالبيت الابيض قولهم انهم يعتقدون ان هذا
التقدير قلص احتمالات ضربة اسرائيلية وقائية الى المنشآت النووية في
ايران في غضون العام القادم.
ولمحت اسرائيل -التي يفترض كثير من المراقبين ان لديها ترسانة ذرية-
الى ضربات عسكرية كملاذ أخير لحرمان ايران من وسائل تصنيع قنبلة نووية.
وتصر ايران على ان برنامجها النووي مخصص للاغراض السلمية. بحسب رويترز.
ونقلت الصحيفة عن جاري سامور كبير مستشاري الرئيس الامريكي باراك
اوباما بشأن القضايا النووية قوله "نعتقد ان امامهم فترة تصل الى عام
تقريبا" مشيرا الى السؤال الرئيسي بشأن الفترة الزمنية التي ستستغرقها
ايران لتحويل ما لديها من مخزونات من اليورانيوم المخصب الى مادة يمكن
ان تستخدم في صنع اسلحة. وقال سامور "عام هو فترة زمنية طويلة جدا."
ونقلت الصحيفة عن سامور قوله ان الولايات المتحدة تعتقد ان المفتشين
الدوليين سيرصدون مثل هذه الخطوة من ايران في غضون اسابيع وهو ما يتيح
فسحة كبيرة من الوقت لواشنطن واسرائيل لدراسة ضربات عسكرية.
وذكرت الصحيفة نقلا عن مسؤولين بادارة اوباما تحدثوا شريطة عن عدم
الكشف عن هويتهم ان المسؤولين الامريكيين والاسرائيليين يعتقدون الان
أن ايران لن تكون قربية من تلك المرحلة في أي وقت قريب.
واضافت ان مسؤولين امريكيين اشاروا الى "أدلة على استمرار المشاكل
داخل البرنامح النووي الايراني" كأساس للتقديرات الجديدة للفترة
الزمنية التي قد تستغرقها ايران لتصنيع سلاح نووي.
وقالت الصحيفة ان مسؤولي المخابرات الاسرائيلية جادلوا بأن ايران
يمكنها اتمام مثل هذا السباق لتصنيع القنبلة خلال أشهر في حين ان
وكالات الاستخبارات الامريكية توصلت الى اعتقاد على مدى العام المنصرم
بأن الاطار الزمني أطول من ذلك.
لا حوار لا اتفاق
من جانبه نفى علي اكبر ولايتي كبير مستشاري المرشد الاعلى آية الله
علي خامنئي تصريحا نسب اليه ويقول فيه ان ايران مستعدة للحوار مع
واشنطن حول ملفها النووي، كما افادت وكالة الانباء الايرانية الرسمية.
وقال مكتب علي اكبر ولايتي في بيان "ننفي الانباء التي جاء فيها +اننا
مستعدون لمباحثات مع امريكا حول البرنامج النووي+".
ونقل عن كبير مستشاري المرشد الاعلى للجمهورية الاسلامية للشؤون
الدولية قوله في مؤتمر صحافي عقده في مقر السفارة الايرانية في دمشق
الاثنين انه "رغم اننا لا نثق بتاتا بالحكومة الاميركية (ايران) على
استعداد للحوار حول موضوع ملفها النووي ومازالت ملتزمة بالحوار لحل هذه
القضايا".
وقال مكتب علي اكبر ولايتي انه قال ان "ايران لم تستبعد يوما اجراء
مفاوضات وذلك لا يتعلق فقط بامريكا (..) بل يمكن ان تشمل المباحثات
دولا اخرى مثل بلدان 5+1 ومجموعة فيينا نظرا لتحفظات ايران". بحسب
فرانس برس.
وتضم مجموعة الخمسة زائد واحد اعضاء مجلس الامن الدائمي العضوية
اضافة الى المانيا. اما مجموعة فيينا التي تعمل على مبادلة الوقود
النووي الايراني فهي الولايات المتحدة وروسيا وفرنسا.
واكد الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد استعداده لاجراء حوار "على
اعلى مستوى" مع واشنطن التي لا تقيم ايران معها علاقات دبلوماسية منذ
اكثر من 30 عاما.
هجمات 11سبتمبر
قال الرئيس الايراني محمود أحمدي نجاد ان الصورة التي رسمت لهجمات
11 سبتمبر ايلول 2001 كان مبالغا فيها في انتقادات جديدة للولايات
المتحدة بعد أيام فقط من اعلان الرئيس الامريكي باراك أوباما عن
استعداده لاجراء محادثات مع ايران.
كما كرر الرئيس الايراني المعروف بخطابه المعادي للولايات المتحدة
ولاسرائيل إنكاره للمحارق النازية ضد اليهود.
وقال أحمدي نجاد ان هجمات 11 سبتمبر ايلول التي نفذت باستخدام
طائرات مدنية مخطوفة على أهداف في نيويورك وواشنطن العاصمة جرى تضخيمها
لتكون ذريعة لغزو أفغانستان والعراق.
وأضاف أحمدي نجاد الذي كان يتحدث في مؤتمر في طهران انه ليس هناك أي
دليل على ان أعداد القتلى في تدمير برجي مركز التجارة العالمي في
نيويورك كانت بالضخامة التي أعلنت وقال ان "الصهاينة" تلقوا تحذيرا
مسبقا قبل الهجوم. بحسب رويترز.
وقال في الخطاب الذي نقله التلفزيون "ما قصة 11 سبتمبر؟.. خلال خمسة
أو ستة أيام وبمساعدة وسائل الاعلام خلقوا وهيئوا الرأي العام حتى
اعتبر الجميع الهجوم على افغانستان والعراق حقا (لهم)."
وحسب ما قاله الرئيس الايراني فان الهجوم على مركز التجارة العالمي
لم يؤد الى مقتل "صهيوني" واحد لانه "قبل يوم طُلب منهم ألا يذهبوا الى
أعمالهم."
وقال أحمدي نجاد أمام جمع من وسائل الاعلام الاخبارية الايرانية "لقد
أعلنوا أن 3000 شخص قتلوا في الحادث لكن لا توجد تقارير تكشف عن
أسمائهم. ربما رأيتم شيئا كهذا لكنني لم أر."
وهناك قائمة بأسماء قتلى هجمات 11 سبتمبر أيلول الذين ينتمون الى
أكثر من 90 دولة متاحة على الانترنت.
وقتل 2995 شخصا في الهجمات من بينهم 19 خاطفا وكافة ركاب وطواقم
أربع طائرات مخطوفة بحسب الارقام الرسمية الامريكية المعلنة. وألقت
الولايات المتحدة باللائمة في الهجمات على تنظيم القاعدة.
واتهم الرئيس الايراني حكومة الولايات المتحدة بممارسة رقابة على
وسائل الاعلام أكثر من أي مكان آخر في العالم.
وكان أحمدي نجاد قال في وقت سابق ان هجمات 11 سبتمبر أيلول "فبركة
كبيرة" كما رفض الرواية التاريخية للمحرقة النازية لليهود. وكرر الرئيس
الايراني يوم السبت الاعلان عن قناعته بأن المحرقة اختلقت لتبرير اقامة
دولة اسرائيل. وقال "لقد اختلقوا حدثا. ما يعرف باسم المحرقة التي وضعت
في وقت لاحق كأساس لطهارة جماعة."
وتحدى الرئيس الايراني نظيره الامريكي للوقوف أمامه في مناظرة
تلفزيونية عن الشؤون العالمية خلال رحلته الى نيويورك في سبتمبر أيلول
لحضور اجتماع الجمعية العامة للامم المتحدة.
وكان أحمدي نجاد قد طلب قبل عامين القيام بزيارة الى موقع مركز
التجارة العالمي "لتقديم تعازيه" لكن شرطة نيويورك رفضت.
وقال الرئيس الايراني انه مستعد للعودة الى المحادثات الدولية التي
عقدت اخر مرة في أكتوبر تشرين الاول لكنه شدد على ان ايران لها مطلق
الحق في تخصيب اليورانيوم.
وتخشى القوى الغربية من أن تستهدف ايران تخزين اليورانيوم المخصب
لاستخدام محتمل في صنع أسلحة نووية اذا ما تم تخصيبه بدرجة أكبر.
ويشير مفتشو الامم المتحدة النوويون الى مؤشرات على ان ايران تبحث
في كيفية صناعة صاروخ يحمل رأسا نوويا. وتقول طهران انها تخصب
اليورانيوم من اجل توليد الكهرباء والعلاجات الطبية.
وتعتبر اسرائيل انكار الرئيس الايراني للمحرقة وسعيه لامتلاك قدرات
نووية تهديدا محتملا لوجودها وقالت انها لا تستبعد امكانية شن عمل
عسكري لمنع ايران من صنع قنابل نووية.
وقال معهد في واشنطن مطلع على معلومات مخابرات ان ايران بدأت في
استخدام معدات جرى تركيبها في الآونة الأخيرة لتخصيب اليورانيوم بكفاءة
أعلى وهي خطوة قال انه يمكن تبريرها اسميا على أسس مدنية لكنها في واقع
الأمر لها صلة أكبر بسياق معرفة كيفية تخصيب اليورانيوم الى الدرجة
المناسبة لصنع أسلحة نووية.
حوار مفتوح
من جهتها اعلنت وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون ان
الولايات المتحدة تبقى "منتفحة على الحوار" مع ايران بشأن برنامجها
النووي، وفق مقابلة صحافية نشرت الوزارة نصها.
وقالت كلينتون في المقابلة التي اجرتها معها صحيفة نيويورك تايمز "نبقى
منفتحين على الحوار، لكنهم يعلمون ما يتحتم عليهم القيام به. عليهم ان
يطمئنوا الاسرة الدولية بالاقوال والافعال بشأن اهداف برنامجهم النووي".
وتابعت ان "المخاوف لا تتركز على الموعد الذي سيحصل فيه الايرانيون
على السلاح النووي بقدر ما تتركز على معرفة ما اذا كانوا يسعون لذلك".
وقالت "سواء استغرق الامر ستة اشهر او سنة او خمس سنوات، فان مخاوف
اصدقائنا وحلفائنا ناجمة عن قلقهم العميق من حصول ايران على السلاح
النووي". واكدت "سوف نواصل على الطريق الذي نسلكه بمعزل عن مسالة
التوقيت لاننا نعتقد ان هذا الطريق هو الانسب لتغيير سلوك ايران".
ونشرت وزارة الخارجية المقابلة مع كلينتون الاحد غداة نشر الصحيفة
مقاطع منها. وتتهم الولايات المتحدة ايران بالسعي لحيازة السلاح النووي
تحت ستار برنامجها المدني، الامر الذي تنفيه طهران.
واصدر مجلس الامن الدولي في التاسع من حزيران/يونيو قرارا فرض
عقوبات دولية مشددة على ايران، تلتها عقوبات اميركية واوروبية احادية
على الجمهورية الاسلامية.
وكان الرئيس الاميركي باراك اوباما اعلن انه لا يزال مستعدا للتفاوض
مع ايران حول برنامجها النووي، مؤكدا في الوقت نفسه ان العقوبات
المشددة على طهران بدأت تؤتي ثمارها. بحسب فرانس برس.
ونقلت صحيفة واشنطن بوست ان اوباما ابدى انفتاحه على فكرة ان يتاح
لايران تطوير برنامج نووي مدني اذا ما قدمت "اجراءات لبناء الثقة" بشأن
عدم سعيها لحيازة السلاح الذري.
اضطهاد اقلياتها الدينية
من جانب آخر صرحت وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون ان
الولايات المتحدة "قلقة جدا" من اضطهاد ايران لاقلياتها الدينية، بعدما
حكم القضاء الايراني بالسجن 20 عاما على سبعة من مسؤولي الطائفة
البهائية.
وقالت كلينتون في بيان ان "الولايات المتحدة قلقة جدا حيال اضطهاد
الحكومة الايرانية المستمر للبهائيين وغيرهم من الاقليات الدينية في
ايران".
وتابعت ان بلادها "ملتزمة الدفاع عن الحرية الدينية حول العالم ونحن
لم ننس الجالية البهائية في ايران".
واضافت وزيرة الخارجية "سنواصل الاعتراض على الظلم وندعو الحكومة
الايرانية الى احترام الحقوق الاساسية لجميع مواطنيها تماشيا مع
واجباتها الدولية". وحكمت ايران على قادة البهائيين السبعة وبينهم
امرأتان، الاحد بالسجن عشرين عاما.
واوقف المتهمون في ايار/مايو 2008 وحوكموا في العام الجاري بتهم
تتراوح من التجسس لصالح اجانب الى نشر الفساد على الارض وتهديد الاسلام
والتعامل مع اسرائيل.
وتعد الطائفة البهائية، حسب مسؤوليها، اكثر من سبعة ملايين شخص عبر
العالم بينهم 300 الف في ايران حيث ظهرت هذه الديانية في القرن التاسع
عشر.
وقالت كلينتون ان "الولايات المتحدة تدين بحزم هذه الاحكام وتعتبرها
انتهاكا لواجبات ايران بموجب الاتفاقية الدولية للحقوق المدنية
والسياسية".
وتشير كلينتون بذلك الى معاهدة الامم المتحدة الموقعة في 1966 حول
الحريات الاساسية، التي ابرمتها ايران قبل الثورة الاسلامية (1979).
وكانت كلينتون انتقدت ايران لحكمها بالاعدام على منشقين سياسيين
وشاب في الثامنة عشرة من عمره متهم بانه من مثليي الجنس وامرأة حكم
عليها بالرجم حتى الموت بتهمة الزنى.
وذكرت كلينتون ثلاثة منشقين سياسيين اوقفوا بعد التظاهرات
الاحتجاجية التي جرت في 2009، هم جعفر كاظمي ومحمد حاج اقائي وجواد
لاري.
وقالت ان "الولايات المتحدة تدعو الحكومة الايرانية الى وقف هذه
الاعدامات وفقا لواجباتها"، داعية الى "الافراج فورا عن كل السجناء
السياسين والمدافعين عن حقوق الانسان المعتقلين".
كما أعربت وزيرة الخارجية الامريكية هيلاري كلينتون عن قلقها لمصير
مدافعين عن حقوق الانسان في ايران يواجهون احكاما وشيكة بالاعدام، ودعت
طهران الى تأجيل تنفيذ هذه الاحكام.
وقالت كلينتون في بيان: نحن قلقون بشأن مصير ايرانيين يواجهون حكما
وشيكا بالاعدام لانهم استخدموا حقهم في حرية التعبير بعد انتخابات
يونيو/ حزيران 2009 .
وقالت ان الولايات المتحدة تحث الحكومة الايرانية على تجميد تنفيذ
هذه الاعدامات وفاء لالتزاماتها الدولية، كما دعت السلطات الايرانية
الى الافراج الفوري عن كل السجناء السياسيين والمدافعين عن حقوق
الانسان المعتقلين .
واوقفت السلطات الايرانية العديد من رموز الاصلاح والصحفيين والطلاب
خلال حركة الاحتجاج الواسعة التي اعقبت الانتخابات الرئاسية التي قالت
المعارضة ان عمليات تزوير شابتها.
وحكم على عشرة من المعتقلين على الاقل بالاعدام وعلى كثير منهم
بالسجن لادانتهم بالمساس بالامن القومي والتحريض على العنف.
في غضون ذلك، اوقفت مجموعة من 17 سجينا سياسيا معتقلين في سجن ايوين
في طهران اضرابا عن الطعام بدأوه قبل اسبوعين احتجاجا على ظروف
اعتقالهم، كما اعلن موقع الكتروني تابع للمعارضة.
وجاء في بيان نشره الموقع الالكتروني لمير حسين موسوي، احد ابرز
قادة المعارضة، ان هؤلاء السجناء اكدوا انهاء تحركهم الاحتجاجي بعد
نداءات بهذا المعنى وجهها اليهم موسوي وقادة آخرون في المعارضة.
واضاف البيان المؤرخ بتاريخ التاسع من الجاري والذي نشره موقع كلمة
دوت كوم: نأمل ان يفي مدعي عام طهران وباقي المسؤولين بوعودهم وان
يتحركوا ضد اولئك الذين اهانوا السجناء .
ومن بين هؤلاء المعارضين الذين اعتقلوا واودعوا سجن ايفين في طهران
بعد اعادة انتخاب الرئيس محمود احمدي نجاد، صحافيون اصلاحيون وقادة
طلابيون، بحسب مواقع الكترونية معارضة.
وكان موسوي، الذي يقود حملة ضد السلطة منذ الانتخابات الرئاسية، دعا
المضربين عن الطعام الى انهاء اضرابهم.
وبحسب موقع الكتروني آخر فقد بدأ الاضراب عن الطعام بعد خلاف بين
سجناء وحراس بشأن معاملة ذوي المعتقلين اثناء زيارتهم لابنائهم.
وبدأ عدد من المعتقلين بالاحتجاج بعد ان نقلوا الى زنزانات انفرادية
وانضم اليهم آخرون، بحسب ما ذكر الموقعان اللذان اشارا الى ان عددا من
المضربين عن الطعام نقلوا الى المستشفى وان صحة آخرين تتدهور .
وحكمت محكمة الثورة في طهران على الصحفية الاصلاحية بدر السادات
مفيدي بالسجن ست سنوات والمنع من ممارسة المهنة لخمس سنوات، كما اعلن
محاميها.
واعتقلت الصحفية في ديسمبر/ كانون الول 2009 بعد مواجهات بين الشرطة
ومتظاهرين في طهران، ثم افرج عنها بعد خمسة اشهر بكفالة.
تسليح لبنان
الى ذلك أعربت إيران عن استعدادها لدعم الجيش اللبناني إثر قرار
أعضاء بالكونغرس الأمريكي تجميد المساعدات العسكرية المخصصة له، على
خلفية الاشتباكات الحدودية التي وقعت بين قوة لبنانية وأخرى إسرائيلية
أسفرت عن سقوط أربعة قتلى بين الجانبين مؤخرا، فيما قالت الخارجية
الأمريكية إن الأنشطة الإيرانية تقويض لسيادة لبنان.
ونقلت وكالة الأنباء الإيرانية "إرنا"، أن السفير الإيراني لدى
لبنان، غضنفر رکن أبادي، التقى قائد الجيش اللبناني، جان قهوجي، وأبلغه
استعداد الجمهورية الإسلامية "التعاون مع الجيش اللبناني في إي مجال من
شأنه مساعدة الجيش على أداء دوره الوطني في الدفاع عن لبنان".
وأوردت الوكالة أن العرض جاء على ضوء دعوة الرئيس اللبناني، ميشال
سليمان، إلى البلدان الصديقة والشقيقة مساعدة الجيش اللبناني.
وكان سليمان قد وعد أثناء زيارة قام بها، إلى منطقة العديسة التي
وقعت فيها المواجهات بين الجيشين اللبناني والإسرائيلي بإطلاق حملة
عربية ودولية لتسليح الوحدات العسكرية اللبنانية، قائلاً إنه يطرح هذا
الملف "بصرف النظر عن موقف بعض الدول منه" بإشارة إلى معارضة دول غربية
وصول سلاح متطور للبنان.
ومثلت حادثة 3 أغسطس/آب الجاري التي سقط فيها ثلاثة قتلى من الجانب
اللبناني بالإضافة إلى ضابط إسرائيل كبير، أخطر اشتباكات بين القوات
اللبنانية والإسرائيلية منذ العملية العسكرية الإسرائيلية ضد حزب الله
عام 2006. وقال سليمان إن لبنان سيعتبر رفض الدول المنتجة للسلاح بيعه
إلى بيروت "موقفاً سياسياً." بحسب السي ان ان.
واستبقت دعوة سليمان إعلان رئيس لجنة العلاقات الخارجية في مجلس
النواب الأمريكي، هوارد برمان، الثلاثاء، تجميد 100 مليون دولار من
المساعدات العسكرية التي سبق إقرارها إلى الجيش اللبناني، انطلاقاً من
تزايد مخاوف من أن الأسلحة المقدمة قد تهدد إسرائيل، وذلك على خلفية
اشتباكات "العديسة."
وقال النائب برمان، وهو ديمقراطي من كاليفورنيا، في بيان، إن قرار
التعليق في الثاني من أغسطس/آب مرده مخاوف من أي نفوذ محتمل لحزب الله
داخل الجيش اللبناني، ولفت إلى أن مخاوفه تعززت إثر إطلاق جنود
لبنانيين النار وقتل جندي إسرائيلي في المناوشات الحدودية الأسبوع
الماضي، على حد قوله. ودعا المشرع إدارة الأمريكي الرئيس، باراك أوباما،
لمراجعة معمقة لسياسة العلاقة بالجيش اللبناني.
وإلى ذلك، صرحت الخارجية الأمريكية، وعلى لسان الناطق باسمها، فيليب
كروالي، أن "التصريح الإيراني يوضح بجلاء الأسباب التي تدفعنا للاعتقاد
بأن مواصلة دعم الحكومة والجيش في لبنان يصب في مصلحتنا."
وأضاف قائلاً: "نعتقد أن الأنشطة الإيرانية، المباشرة وغير
المباشرة، تقوض السيادة اللبنانية، وهذه من الأسباب التي تجعلنا نعمل
بجهد لبناء علاقة فاعلة مع الحكومة اللبنانية لتوسيع قاعدة قدراتها
وبالتالي سيادتها."
ودأبت إيران مؤخراً على الإعلان عن إنجازات عسكرية وتعزيز ترسانتها
بأسلحة من صناعات محلية كان آخرها غواصات بتقنية حديثة وإنتاج أسرع
زورق في العالم للاستخدام العسكري، وفق قناة "العالم" الإيرانية. |