الولادات الطبيعية وفوائدها وفق ضوابط الطب الحديث

 

شبكة النبأ: نظرا للإحصائيات والدراسات التي تقوم بها بعض المستشفيات والمؤسسات التي تهتم بالولادات، والتي تكشف بعضها عن حالات خاطئة وسلبية في عملية الإخصاب الى الحمل حتى الولادة، فأدت هذه الأخطاء الى الموت او حرمان المرأة من الإنجاب مرة ثانية، او انها تؤثر على الجنين مما يؤدي هذا بدوره الى انتشار الامراض او التشوه الخلقي، عليه قام مجموعة من الاطباء في بعض جامعات ومعاهد العالم التي تهتم بشؤون المرأة بدراسات وبحوث لأيجاد حلول لهذه المشاكل، لتصحيح بعض العادات السائدة والخاطئة التي تسبب مشاكل للمرأة ولجنينها، وكذلك لتوضيح وإرشاد الحوامل على طرق تؤمن لهن ولادة آمنة وأطفال بصحة جيدة .

لا داعي للانتظار

ومن هذه النصائح، نصيحة الى النساء اللواتي اجهضن لتوهن يجب الا ينتظرن طويلا قبل محاولة الحمل من جديد، وفقا لدراسة شملت اكثر من 30 الف امرأة.

بل على العكس. فاللواتي يحملن في الاشهر الستة التي تلي الاجهاض يحظين بأفضل فرص للحمل باقل قدر من التعقيدات (اجهاض جديد، حمل خارج الرحم، ولادة قبل الاوان...) وفقا للدراسة التي نشرت نتائجها مجلة "بريتيش ميديكال جورنال" على شبكة الانترنت .

وقد شاركت 30937 امرأة اسكتلندية بين العامين 1981 و2000 في الدراسة التي قادتها سوهيني بهاتاشاريا من جامعة ابردين ( بريطانيا).

وافيد عن اعلى معدلات الولادات الحية بين اللواتي حملن من جديد بعد اقل من ستة اشهر من اجهاضهن الاول، وعن ادنى معدلات الولادات الحية بين اللواتي انتظرن اكثر من عامين. معظم الاجهاضات تحصل خلال الاشهر الثلاثة الاولى من الحمل، وغالبا ما ينتهي حمل من اصل خمسة بإجهاض قبل الاسبوع الرابع والعشرين من الحمل، وفقا لمعدي الدراسة. بحسب وكالة فرانس برس .

لكن هناك احيانا دوافع طبية تدعو الى الانتظار مثل الالتهابات، ويجب تنبيه النساء اليها، كما يشيرون. ويضيفون انه ربما يجب اعادة النظر في توصية منظمة الصحة العالمية للنساء اللواتي فقدن جنينهن بالانتظار ستة اشهر على الاقل قبل ان يحملن من جديد. ويرى معدو الدراسة ان تأجيل الحمل من جديد ينطوي على مشاكل في البلدان الغربية بشكل خاص حيث تميل النساء الى انجاب اطفالهن في مرحلة متقدمة من الحياة. ويقولون ان "النساء اللواتي تخطين الخامسة والثلاثين من العمر قد يواجهن صعوبات في الحمل، ولدى اللواتي يبلغن الاربعين، تصل احتمالات الاجهاض الى 30%؛ وهي تصل الى 50% لدى اللواتي تخطين الخامسة والاربعين". وختم هؤلاء الخبراء دراستهم بالقول ان كل تأخير لمحاولات الحمل يخفض احتمالات انجاب طفل بصحة جيدة.

ولادات قيصرية

في حين أثار أطباء قضية الارتفاع المتزايد في نسب الولادة القيصرية خلال السنوات الأخيرة، معتبرين أن ذلك هو نتيجة سلبية للإفراط في اللجوء إلى وسائل الطب المتقدم لمعالجة قضايا الحمل التي اعتادت النساء عبر الأجيال على التعامل معها بصورة طبيعية وصولاً إلى الإنجاب في المنازل. واعتبر الأطباء أن العملية باتت تجري بصورة مفرطة ولأسباب غير طبيعية في الغالب، ما يعرض الأم والطفل على حد سواء لمخاطر مرتفعة جراء الخضوع لعملية تعتبر من العمليات الجراحية غير السهلة، خاصة وأن الأرقام تشير إلى أن العمليات القيصرية تزايدت بنسب تصل إلى 30 في المائة من إجمالي الولادات حول العالم. وأقر الأطباء بأن هناك بعض المتغيرات الطبيعية التي تحتم تزايد العمليات القيصرية، بينها الوزن الزائد لدى الكثير من الأمهات، ولجوء البعض إلى عمليات التلقيح الصناعي التي ينتج عنها توائم، إلى جانب تقدم العمر ببعض الأمهات. بحسب وكالة السي ان ان .

كما لفتوا إلى أن الممارسات الطبية الحديثة حول عمر الجنين تساعد أيضاً على تزايد الولادات غير الطبيعية، باعتبار أن بعض الأطباء يعمدون إلى استخدام الطلق الصناعي لتحفيز الولادة اعتباراً من الأسبوع 37.

وقالت كارولين سيغنور، رئيسة قسم سلامة الأطفال في معهد كينيدي الصحي الأمريكي، بحديث لمجلة "تايم": "لقد لاحظ الأطباء أن هذه العمليات لا ترتب الكثير من المخاطر الصحية على الأم والطفل، ولذلك تزايد استخدامها بعدما زاد الاعتقاد لدى الأطباء بأنهم خارقون وقادرون على إنجاز العمليات بسهولة."

ولكن مواقف سيغنور تخالف الأرقام الرسمية لدوائر الصحة الأمريكية التي تشير إلى أن الأمهات اللواتي يخضعن للولادات القيصرية تزداد لديهن فرص العودة للمستشفى جراء النزيف أو تخثر الدم. وترافق ذلك مع صدور توجيه طبي جديد في الولايات المتحدة يدعو المستشفيات إلى التراجع عن سياستها السابقة القاضية بعدم السماح للأمهات اللواتي أنجبن الطفل الأول بصورة قيصرية بمحاولة إنجاب سائر الطفل الثاني بصورة طبيعية. ويشير التوجيه الجديد إلى أن الدراسات أثبتت بأن هذا النوع من الولادات ينجح بشكل طبيعي بنسب تتراوح بين 60 إلى 80 في المائة.

الولادة الآمنة

بينما لفتت "الكلية الأمريكية لأطباء النساء والتوليد" إلى أن الولادة الطبيعية، بعد الخضوع لجراحة قيصرية، خيار "آمن ومناسب" بالنسبة لمعظم النساء. وتقول الإرشادات التوجيهية الجديدة إن الولادة الطبيعية آمنة للنساء ممن سبق وأن لجأن إلى الولادة القيصرية مرتين أو النساء الحاملات بتؤام.

ويأتي النهج الطبي الجديد مخالفاً لتوصيات طبية سابقة شددت على ضرورة استمرار الولادة عبر الجراحة القيصرية للحوامل من سبق وأن خضعن للعملية من قبل. وارتفع معدل الجراحات القصيرية، في الولايات المتحدة، من 5 في المائة عام 1970 إلى 31 في المائة في عام 2003.

وقال د. ريتشارد والدمان، رئيس "الكلية الأمريكية لأطباء النساء والتوليد" في بيان: "مما لاشك فيه أن معدلات الجراحة القيصرية عالية ومثيرة للقلق." ويذكر ان دراسة طبية نشرت العام الماضي أشارت إلى أن تكرار اللجوء للولادة القيصرية، وبشكل اختياري، قبل الأسبوع الـ39 من الحمل، يزيد، وبواقع الضعف، من إمكانية تعرض الجنين لمشاكل خطيرة في التنفس، إلى جانب مضاعفات صحية أخرى.

وراقب الباحثون في الدراسة، ، أكثر من 24 ألف حامل، أنجبن مراراً بالولادة القيصرية، وفي الأسبوع الـ37 من الحمل، خلال الفترة من عام 1999 و2002. وبحسب "الكلية الأمريكية لأطباء التوليد وأمراض النساء" - وهي منظمة استشارية تعنى بصحة النساء، فأن فترة الحمل الطبيعي تتراوح بين 37 إلى 42 أسبوعاً، أي 40 أسبوعاً في المتوسط. بحسب وكالة السي ان ان .

وتوصي المجموعة بالانتظار حتى مرور الأسبوع الـ39 للحمل، أي بعد اكتمال النمو الطبيعي لرئة المولود، قبل اللجوء لخيار العملية القيصرية. وتشير التقارير إلى أن الأطفال الذين ولدوا بواسطة الجراحة القيصرية هم  أكثر عرضة لمخاطر الإصابة بمشاكل في التنفس، مقارنة بأقرانهم ممن ولدوا بصورة تقليدية، وحتى بعد اكتمال فترة الحمل.

اكتساب الوزن

من جانب اخر بينت دراسة أميركية واسعة الناطق أن الأمهات اللواتي يكتسبن كيلوغرامات كثيرة خلال فترة حملهن ينجبن أطفالا سمينين بغض النظر عن العوامل الوراثية، بحسب ما نشرت مجلة "ذي لانست" الطبية البريطانية على موقعها الإلكتروني.

وكان الطبيبان ديفيد لودفيغ (من مستشفى الأطفال في بوسطن) وجانيت كوري (من جامعة كولومبيا في نيويورك) قد حللا بيانات جميع الولادات التي سجلت في ميشيغان ونيو جيرسي بين الأول من كانون الثاني/يناير 1989 و 31 كانون الأول/ديسمبر 2003، ما يعني حوالى مليون ولادة ل 500 ألف امرأة.

وحلل الباحثان كذلك عمليات حمل عدة عند المرأة نفسها، وذلك بهدف استبعاد العوامل الوراثية. بحسب وكالة فرانس برس .

فنجحا في الكشف عن "رابط متين" بين اكتساب الأم وزنا إضافيا خلال الحمل ووزن المولود الجديد، إذ يؤدي كل كيلوغرام تكتسبه المرأة إلى زيادة في وزن الطفل وقدرها 7,35 غرامات. وحديثو الولادة الذين اكتسبت أمهاتم أكثر من 24 كيلوغراما خلال حملهن، أتت أوزانهم أكثر ب 150 غراما من هؤلاء الذين لم تكتسب أمهاتهم أكثر من 8 إلى 10 كيلوغرامات. والنساء اللواتي اكتسبن اكثر من 24 كيلوغراما خلال حملهن يحتمل أن يلدن وبنسبة مضاعفة طفلا يزن 4 كيلوغرامات أو أكثر مقارنة مع اللواتي اكتسبن بين 8 و 10 كيلوغرامات. وختم معدا الدراسة قائلين أن "اكتساب الأم وزنا كبيرا خلال حملها قد يزيد على المدى الطويل مخاطر إصابة طفلها بالأمراض المتعلقة بالبدانة".

البدانة قد تزيد معدلات عمليات الولادة القيصرية

وفي السياق ذاته، ذكرت دراسة أمريكية أنه كلما زاد وزن الحامل عند فحوص يوم الولادة كلما زاد احتمال خضوعها لولادة قيصرية.

وتتم واحدة من كل ثلاث ولادات في الولايات المتحدة حاليا عن طريق الجراحة القيصرية بما فيها من مضاعفات على الام والمولود خاصة العدوى والنزيف واستئصال الرحم. وتقول الدراسة التي أجرتها المراكز الامريكية لمكافحة الامراض والوقاية منها ان هذا المعدل أعلى بنسبة 50 في المئة عما كان في التسعينات.

وقالت الدكتورة ميشيل كومنياريك الباحثة في جامعة انديانا "كأطباء نواجه العديد من القضايا عند العناية بالمريضات اللائي يعانين من زيادة في مؤشر كتلة الجسم ومنها زيادة مخاطر الخضوع لجراحة قيصرية." وقالت انه رغم أن دراسات سابقة ربطت بين الولادة القيصرية ومؤشر كتلة الجسم وهو مقياس للوزن يأخذ الطول في الاعتبار الا ان أيا منها لم تكن كبيرة او مفصلة بدرجة كافية لتحديد أي العوامل الاخرى التي يمكن أن تغير هذه المخاطر ومنها الولادات المبكرة والجراحات القيصرية. بحسب وكالة الانباء البريطانية .

وجمعت كومنياريك وزملاؤها معلوماتهم من نحو 125 ألف سيدة من المعاهد الوطنية للصحة اللائي وضعن في الفترة بين 2002 و2008. وحلل الباحثون الظروف التي احاطت بكل ولادة. وقال الباحثون ان 14 في المئة من السيدات خضعن لعمليات قيصرية وأنه مع كل وحدة زائدة في مؤشر كتلة الجسم فان مخاطر الحامل في الخضوع لجراحة قيصرية تزداد بنسبة اربعة في المئة.

التوتر النفسي

وقد أشارت دراسة حديثة إلى أن التوتر النفسي قد يقلص بشكل كبير فرص حمل المرأة، لتثبت بذلك بشكل علمي ما كان عدد كبير من الأطباء قد رجحوه دون دليل ملموس.

وأكدت الدراسة أن ارتفاع معدلات التوتر يؤدي إلى خفض فرص الحمل، بعد تحليل علمي أجرته جيرمين لويس، مديرة قسم الأوبئة والإحصاء والوقاية في المعهد القومي لصحة الطفل في الولايات المتحدة.

وجرت الدراسة في بريطانيا، وطالت 274 امرأة تتراوح أعمارهن ما بين 18 و 40 سنة، وقد طلب منهن كتابة مذكرات يومية تشرح أوضاعهن النفسية، وتقديم عينات من اللعاب في اليوم السادس من دورتهن الشهرية، علماً أنهن كن يحاولن الحمل في هذه الفترة. وتهدف عينات اللعاب للكشف على عنصرين من العناصر التي يفرزها الجسم في أوقات التوتر، وهما "كورتيزول" و"ألفا أميلاس" ويظهر الأول عادة بالترافق مع حالات التوتر التي تمتد لأوقات طويلة، بينما يبرز الثاني مع حالات التوتر المؤقتة.

وبحسب نتائج الفحوصات، فقد ظهر أن ربع النساء المشاركات كان لديهم مستويات مرتفعة من "ألفا أميلاس،" وأدى ذلك إلى تراجع قدرتهن على الحمل بواقع 12 في المائة مقارنة بسائر النساء، بينما لم تظهر فوارق كبيرة لدى النساء اللواتي يعانين مستويات مرتفعة من الـ"كورتيزول." بحسب وكالة السي ان ان .

وذكرت لويس أن هذه النسبة مهمة للغاية، إذ أن نسبة نجاح الحمل الأول للمرأة تتراوح عادة ما بين 25 و 33 في المائة، وإذا جرى خفض هذه النسبة بواقع 12 في المائة فستكون فرص الحمل قد قلت كثيرا.

وأبدت لويس دهشتها لواقع أن الـ"كورتيزول" لم يكن له تأثير كبير على فرص الحمل، مقرة بأن الفريق الطبي الذي عمل على الدراسة كان يتصور أن النتائج ستكون معاكسة. وحول أسباب تراجع فرص الحمل بسبب التوتر قالت لويس إن الأمر غير واضح بصورة حاسمة، ولكن من المرجح أن ذلك يرتبط بتأثير التوتر السلبي على التدفق الطبيعي للدم في الجسم، وما ينجم عنه من تعطل قدرة البويضات المخصبة على التحرك.

حبوب ايلا

من جانبها سمحت وكالة الاغذية والعقاقير الاميركية (اف دي ايه) بتسويق "حبوب منع الحمل الطارئ" من نوع "ايلا" التي ينتجها المختبر الفرنسي "اتش آر ايه فارما" على ما جاء في بيان.

ويمكن لهذه الحبوب ان تحول دون حصول حمل حتى خمسة ايام بعد اقامة العلاقة الجنسية (اي 120 ساعة) . الا ان الوكالة الاميركية اعتبرت ان حبوب ايلا التي يقوم عملها على تعطيل الاباضة او تأخيرها يجب الا تستخدم كوسيلة رويتينية لمنع الحمل. و"ايلا" تباع في 22 دولة اوروبية منذ ايار/مايو 2009 تحت الاسم التجاري "ايلا وان". بحسب وكالة فرانس برس .

كما كان متوقعا اتبعت الوكالة الاميركية توصيات لجنة استشارية تضم خبراء مستقلين في 17 حزيران/يونيو.

ومن شأن المهلة الاطول لحبوب الحمل الطارئ الجديدة هذه، اي خمسة ايام بدلا من ثلاثة كما هي الحال مع الحبوب المتوافرة حاليا، ان تثير جدلا في صفوف المناهضين للاجهاض الذين يلجأون احيانا الى العنف في الولايات المتحدة. ويعتبر هؤلاء ان تأثير الحبوب الجديدة اقرب الى الاجهاض منه الى منع الحمل.

شبكة النبأ المعلوماتية- الخميس 19/آب/2010 - 8/رمضان/1431

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1431هـ  /  1999- 2010م