في خبر حصري خاص بمجلة (Foreign Policy ) الامريكية، كتبت باربارا
سلافين مقالة يوم الخميس 6-8-2010، بعنوان اساسي هو " أوباما أرسل
رسالة سرية الى المرجع الكبير لشيعة العراق"، واخر فرعي " ولكن هل
يستطيع اية الله السيستاني كسر جمود العراق السياسي "، تتحدث في
مضمونها وفحواها، عن قيام الرئيس اوباما بارسال رسالة سرية الى المرجع
السيستاني " يحثه فيها على اقناع ساسة العراق المتنازعين على تشكيل
حكومة عراقية جديدة في آخر المطاف".
هذا الرسالة التي كتبت عنها باربارا المقالة جاءت نقلا عن شخص، قد
طلب عدم الكشف عن اسمه بسبب حساسية الموضوع، وصلت له المعلومات من أحد
اقرباء السيستاني في مدينة قم المقدسة في ايران، وتم ايصال الرسالة
بواسطة عضو شيعي في البرلمان العراقي. وهي، كما قال المصدر، " جاءت
كطلب للسيستاني من اجل التدخل في حل الازمة السياسية واستعمال تأثيره
على الاحزاب الشيعية لجرهم نحو التسوية ".
بدوره لم ينف ولم يؤكد مايك هامر المتحدث باسم مجلس الامن القومي
للبيت الابيض أن اوباما ارسل رسالة للسيستاني، وقال في ايميل ارسله
الخميس " نحن لانعلق على المراسلات الرئاسية ". كما ان حامد الخفاف وهو
احد وكلاء السيستاني قد قال حول هذا الموضوع " لاتعليق لدينا على موضوع
الرسالة"، ومن الغريب ان يكون الجواب متقارب بين كلا الشخصين.
دانيال سرور خبير عراقي في المعهد الامريكي للسلام اكد بان
السيستاني لم يلتق ويجلس مع اي مسؤول امريكي او على الاقل هو لايريد
ذلك، ووصف رسالة اوباما بانها " فكرة ذكية، فالسيستاني قوة مؤثرة وقد
تدخل اكثر من مرة لدعم الديمقراطية في العراق " على حد تعبير دانيال.
المصدر اوضح ان الرسالة قد تسلمها السيستاني بعد فترة قصيرة من
زيارة نائب الرئيس الامريكي جو بايدن للعراق قبل اربعة اسابيع والتي
فشل فيها من وضع حل للخلاف العراقي، وقد قال بايدن في وقتها انه متفاءل
بان الحكومة العراقية سوف تُشكل، ومشكلات العراق ليست باكثر مما تواجهه
البلدان الاخرى التي لديها نظام برلماني.
الخبير في الشؤون العراقية كينيث كاتزمان من ( Congressional
Research Service ) اشار الى ان " تدخل السيستاني جاء لغرض جعل المالكي
يتنازل ويطرح مرشح جديد للتسوية" خصوصا ان الجهود، كما يقول كينيث" حتى
الان لتشكيل الحكومة في العراق تترنح لان المالكي عزل كل الفئات كل
الاحزاب الكبيرة بعد ان رفض السماح لاي شخص ان يحل محله "، وهو سبب
خاطئ، من وجهة نظري، فالمشكلة في العراق لاتتعلق بالمالكي وتمسك قائمته
بترشيحه بل ان المشكلة موجودة في القوائم الثلاثة الكبرى التي تتمسك
بمطالبها ولاتتنازل عنها.
كينيث من جهة اخرى شكك بان السيستاني سوف يدعم علاوي الذي حازت
قائمته على اعلى الاصوات في الانتخابات الاخيرة، وهو يرى ان بدلاء
المالكي هم عادل عبد المهدي وهو عضو بارز في المجلس الاعلى او جعفر
باقر الصدر وهو نجل الشهيد المرجع محمد باقر الصدر.
انا اعتقد انه اذا صحت هذه الرسالة،فان الامر سوف يكون له دلالات
ومؤشرات نجملها فيما يلي:
1. عدم نضج الديمقراطية ورجالها في العراق حيث لم يستطيعوا بعد سبع
سنوات من التجربة الديمقراطية حل مشكلاتهم السياسية بمفردهم وخلال
حواراتهم ونقاشاتهم واستدعى ذلك ان تطلب امريكا، وهي راعية الديمقراطية
في العراق، من مرجع شيعي ان يتدخل ويمارس تاثيره عليهم.
2. ان السيد السسيتاني لا يمكن ان يفرض رايه على الاحزاب العلمانية
والسنية في العراق، بل هو لايفرض رايه اصلا حتى على الاحزاب الشيعية
كالمجلس والدعوة والفضيلة لا لكون هذه الاحزاب لديها مرجعية مختلفة عن
مرجعية السيستاني، بل لان سياسة عدم التدخل في الشأن السياسي هي جزء من
افكار ومبادئ السيستاني.
3. على الرغم من ان حامد الخفاف كان قد ادلى بتصريحات يوم 18 حزيران
الفائت أكدت بأن الازمة اذا استمرت فان المرجعية ربما سوف تتدخل من اجل
حلها، فانني اعتقد بان تدخل المرجعية لايعني فرض رأي او أجندة على
الاحزاب وانما ستكون من نوع اخر حتى لاتتحمل المرجعية اي تبعات اخرى هي
في غنى عنها.
[email protected] |