قَدَحٌ يُمَوسِقُهُ الغِنَاءْ

فريد النمر

"عَلى صَهْوَةِ هذا المَسَاءِ الطهْرِ قَدَرٌ يفتَتِحُ القلَوبَ مَرَاسَيَ نَشوةٍ للتَوبِ رغّبَتهَا فِيْ هَوَاكَ مَلائِكٌ تَمْنَحُهَا السَلَامْ "

قدَحٌ يمُوسقهُ الغناءْ

وَمَلائِكُ القَدَرِ الشَهيّ تقدّ مِن وَرَقِ المَسَاءِ خُيُوطَهُ

وَتشدّ في اللّيلِ الضَيَاءْ

وعَلى سَلَالِمِ خَفقةِ الرّوحِ المَصَابيحُ تُنيرُ العُتْمةَ الخَرسَى وَتمنحُ مِن أسَاريرِ التَراتيلِ الهَوَى

 أَرْتَالَ قَافِيةٍ تَمدّ لَمْلَمَةَ السَمَاءْ

يا مَوسمَ القَدَرِ الشّهيّ تَمُرّ مَا بَينَ القدَاساتِ النّذورِ والوّرْدَ, تَسبيحَ المُنى, يَفتَرّ في رَهَجِ الدّعَاءْ

هَذي عُطوركَ لمْ تزلْ بالذّكْرِ يَصْنعُها الرّجاءْ

مذْ انْ تراقصَ في دَمِ الغّيبِ النّهَارُ اوْدَعْتُ شَوقيَ وانتظرتُ الهَمسَ يُشرقُ مِنْ ثقوبِ النّورِ يَتشِحُ الذّكَاءْ

هذيْ مَعانيْكَ الكِبَارُ تَنَفّسَتْ عَيْنَ المُصَلينَ عَلى السّككِ الهّمُومِ

والليْلُ يَعتَصِرُ الضَحَى جَفْنَاً بنَارِ الإصْطِلاءْ

هلّا سَكَبتَ قلوبَنا يا شهْرُ انْسَانٍ..

لنَعْتَقلَ النّوَايَا منْ صَلاةِ الحُبّ كَأساً لابتِهالاتِ اللّقاءْ

هَذا عُرُوجُكَ نَفْحَةُ الذكْرِ المُرَتّلِ بَيننَا

فامْلأْ بَقايَانَا بإيْقَاعِ المَوَاجيْدِ الرَقيقةِ وابتَذِرْ آمَالنَا أشْهَى يَنَابيْعِ العَطاءْ

هذيْ خَطَايَانَا الجَمُوحَةُ تُجْهدُ النَفسَ المَنَى

فابدِلْ دِثَارَ الظلمَةِ الذّنبِ الكَئودِ مَآثِرا تَجْنِي الرّؤا وَجْداً

فَلا شَيئٌ يُضَاهِي خَفقةَ القلبِ المُشرّدِ انْ تَدَثرَ بالنَقَاءْ

مَا عَادَ ليْ يَا حُبُ قبلَ مَوَاسِمِ العِشقِ اليَقينِيّ انطِلَاقٌ

فابتدِأ عَزفِي بَنَايِ الطِهْرِ حُلمَا آخَرَا

واكسِ رتاجَ العُمْرِ أشذاءً يُهَدهِدُهَا الخَفَاءْ

يا رَجَاءً صَمَتَ الوَقتُ ..ولوني قبلة الشوْقِ المُغنّي فاشعلْ اللحْظَةَ فِي عَيْنَيَّ مَصْبَاحَا يَرُدّ الإنْطِفَاءْ

مِنْ فَمِ الغَيبِ غَسَلتُ الشَهْوَةَ السَكْرَى وَحِيْدَا

وَرَشَفْتُ اللّغةَ اللّذْةَ مِنْ وَجْهِ الدّعَاءَاتِ وَتَأنِيبِ الشّقاءْ

وَتَغَاريدُ البُكَاءَاتِ السَخِيّةِ أكْؤُسٌ تَشْتَاقُ هَمْهَمةً الوَلَاءْ

 يا لَحْظَةَ الفَجْرِ..

وَأسْمَاعُ الأذَانَاتِ يَلُوحُ فِيهَا الكُبْرِيَاءْ

ظَمَأٌ يُرَاودُ مُقلتي ..فَوَرَدْتُ زُنْبُقَةَ العّبُورِ مِنْ صُبحِكِ العُذرِيّ نَافِذَةَ البَهَاءْ

والوَقتُ مُتحِدُ النّذُورْ

 وَرُؤا الفَوَانِيسِ المَسَاءِ تَفِيضُ مِن وَهَجِ النَبِيّيِنَ المَثَانِي حَينمَا تُذكِيْهِ شَقْشَقَةُ النّدَاءْ

نَسْتَعْذِبُ الغَسَقَ الجَمَيْلَ وَصَحَائِفَ الدَمْعِ المَذوّبِ بَيْنَنَا وَرَقُ الشّغَافِ الحُبّ

تَبْتَذِلُ التّرَابَ لشِهْقةٍ اذا تَوَسّلَهَا المَسَاءْ

والقَلْبُ أشرَعَةٌ يُدَاعِبُهَا الحَنِينُ ببَسْمَلاتِ الإصْطِفَاءْ

عَزَفَتْ خَلَايَاهَا بنَزفِ الكونِ وَرْدَا أبْيَضَا

 وَمَشَاهِدُ الرَمَقِ الحَبَيْسِ

 بالحُبّ تنْبِتُ في يَدِيْ غَزَلَاً يَمُدّ الأشْتِهَاءْ

فالشّوقُ أَوّلَهُ الحَنِيْنُ ...والعِيْدُ أَوّلَهُ الغِنَاءْ

شبكة النبأ المعلوماتية- الثلاثاء 17/آب/2010 - 6/رمضان/1431

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1431هـ  /  1999- 2010م