صوت الحسين من كربلاء... باكورة اعمال المسرح الحسيني

 

شبكة النبأ: على قاعة النشاط المدرسي في كربلاء عُرضت قبل أيام مسرحية صوت الحسين للشاعر والكاتب المسرحي رضا الخفاجي، وهي باكورة أعمال وحدة المسرح الحسيني التي قال عنها مؤلفها بأنها دليل محبة وتواصل وتراحم لكي نصل مجتمعين الى مرافئ السعادة الحقيقية بعد أن قدم الحسين الخالد دماءه الزكية قربانا ليحصن مسيرة الاجيال المباركة.

وقال مخرجها الفنان مهدي هندو: من عمق المسرح نطلق رؤانا لننشر الفكر الانساني النير فنرسم آفاقا ملونة للارتقاء بالانسان وبث قيم السماء فيه متجسدة بالمبادئ والمعاني السامية التي توجتها قمة الصبر وحققها فعل التضحية الذي اطلقه الامام الحسين عليه السلام في ارض كربلاء المباركة.

وقد أدّى أدوار هذه المسرحية مجموعة من الفنانين المثابرين في كربلاء، منهم الفنان الشاعر كفاح وتوت والفنانين جمال الطائي، محسن الازرق، حسن النعماني، سالم ابراهيم، جواد البابلي، عبد المنعم عباس، وصفي جاسم، هاشم حسون فريد، محمد الموسوي، محسن عدنان، قحطان عدنان، سلام محمد علي.

وقد أجاد عدد من الفنانين أدوارهم بما يثبت ثراء الطاقات الفنية للمحافظات كما لاحظنا ذلك في التمثيل الناجح للفنان محسن الازرق الذي لايقل تمثيله جودة عن الفنانين العراقيين المعروفين باجادتهم لادوارهم، وهو امر يدعو لمواصلة دعم الفنانين في كربلاء وعموم المحافظات كي يستعيد المسرح العراقي قوته وحضوره وفاعليته في الداخل والخارج معا.

كذلك الحال مع الفنان حسن النعماني الذي اجاد دوره وابدع فيه، وينطبق ذلك على الفنان سالم ابراهيم، ناهيك عن الدور الرئيس الذي قدمه الفنان كفاح وتوت.

كما أبدع المخرج المسرحي مهدي هندو في التعامل مع النص الشعري المسرحي فقدم رؤية فنية اخراجية تتناسب والافكار التي يطرحها النص والقيم الانسانية التي يبغي بثها بين الناس، وأفاد المخرج من حضور الشاشة في عمق المسرح واستعادة وعرض بعض الاحداث التي تتوافق مع مشاهد النص وتتزامن معها لاسيما التأريخية والمكانية، فيما نجح حسين محمد فيحان في تقنية المؤثرات الصوتية ودعمها للمشاهد المسرحية بما يتسق مع المضمون الفكري المعالج على الرغم من بساطة هذه التقنية كون القاعة لا تحتوي على تقنية صوت حديثة ومناسبة لمثل هذه العروض التأريخية والمعاصرة في آن.

ولابد أن نشير الى ضعف الانارة وحضورها الهامشي في مشاهد النص، ليس قصورا بالفنان سعد السعيدي منفذ الانارة وانما لعدم قدرة الانارة نفسها على مواكبة الاحداث والمشاهد بسبب صغر قاعة العرض وعدم وجود الانارة القادرة على مواكبة مشاهد العرض.

أما الديكور الذي نفذه الفنان بدري جياد فقد حصل على درجة مقبولة من النجاح اذا ما قارنا ذلك بصغر مساحة العرض والفضاء المسرحي الصغير نسبيا لكنه حاول ان يقدم ما يتواءم مع ثيمة النص وفقا للمتاح من عناصر العرض.

ويُذكر أن كاتب النص الشاعر رضا الخفاجي قدم عددا من المسرحيات المقاربة منها مسرحية (الحر الرياحي) التي عُرضت لاول مرة عام 1998 ولاقت في وقتها نجاحا، ثم أعيد عرضها قبل سنوات قليلة، وحققت النجاح نفسه، بالاضافة الى سلسلة من المسرحيات الاخرى مثل سفير النور وغيرها. 

وعلى العموم اذا ما عرفنا أن هذا العمل المسرحي هو الخطوة الاولى لهذه الفرقة، فإننا لابد أن نتوسم خيرا بالقادم فيما لو وثق القائمون على دعم مثل هذه الاعمال بالطاقات الفنية والكتابية المتوافرة في كربلاء، وهذا ما يقودنا مجددا الى دعوة المعنيين سواء من المسؤولين الرسميين او الداعمين الأهليين من تجار وأثرياء المدينة لمساندة المسرح والمسرحيين لكي تتصاعد وتيرة الابداع في هذا المجال الانساني الحيوي.

شبكة النبأ المعلوماتية- الثلاثاء 17/آب/2010 - 6/رمضان/1431

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1431هـ  /  1999- 2010م