الإرهاب والإرهاب المضاد... احتواء أم مواجهة

محمد حميد الصواف

 

شبكة النبأ: يشكل التطرف معضلة لدى المجتمعات والدول التي تسعى الى حفظ أمنها واستقرار أحوال أفرادها، خصوصا ان تلك الصفة الذميمة غالبا ما تعود وبالا على مختلف الناس مهما كانت دوافع التطرف وخلفيته، والتاريخ الإنساني مليء بالعبر والأحداث المؤلمة التي كان التطرف والتشدد سببا في وقوعها.

ومع انتشار ظاهرة الإرهاب في بعض الدول، تسعى العديد من الجهات الى كبح جماح التطرف من خلال مد يد العون والتسامح وإبداء مرونة أكثر في التعاطي مع هذا الملف، سيما أن العنف او التطرف المضاد يعود على مثيريه بنتائج عكسية في اغلب الأحيان.

مخيم صيفي ضد الإرهاب

حيث شارك أكثر من 1300 شاب مسلم من بريطانيا وأوروبا في لقاء استمر ثلاثة أيام في كوفنتري (وسط انكلترا) أطلق عليه اسم "مخيم صيفي ضد الإرهاب" هدفه تقديم حجج وبراهين لهم لدحض الآراء المتطرفة.

وبحسب المنظمين فان لقاء "الهداية 2010" من المفترض ان يكون قد انتهى مساء الاثنين بعدما شهد على مدى ايامه الثلاثة نقاشات ومناظرات ومؤتمرات وورش عمل وصلوات في عملية نظمتها منظمة "منهاج القرآن".

ووتأسست هذه المنظمة في باكستان في 1991 على يد محمد طاهر القادري، وهو رجل دين مرموق من اصل باكستاني اصدر في آذار/مارس فتوى دينية تحرم الهجمات الارهابية وتعتبر الارهابيين اعداء الله.

وقال القادري لدى عرضه لهذه الفتوى الواقعة في 600 صفحة ان الانتحاريين "لا يمكنهم الادعاء بان عملياتهم الانتحارية هي عمليات نفذها شهداء يصبحون لاحقا ابطال الامة (الاسلامية)، كلا، بل هم يصبحون ابطال نار جهنم.

واكد القادري لمئات الشبان الذين اتى بعضهم من الدنمارك وفرنسا للمشاركة في هذا الحدث الذي استضافته جامعة وورويك، مشددا على ان "هذه الدول التي تحمي حياتنا وممتلكاتنا وشرفنا علينا ان نعاملها كما ينص عليه القرآن اي +دار الامان+ او +عالم السلام+. انها دول مسالمة ولا يحق لكم استخدام الارهاب ضدها. بحسب فرانس برس.

واعتبر نسيم، وهو مالك متجر حلاقة ان هذا الموقف "امر جيد للغاية، لان الارهاب خطر على الانسانية".

خط اذاعي ساخن

الى ذلك حظرت جهة رقابة بريطانية على الاعلانات اعلانا للشرطة يشجع السكان على الابلاغ عن جيران تثير انشطتهم "الشكوك" قائلة ان ذلك قد يزعج اناسا أبرياء.

وقالت هيئة معايير الاعلانات ان الاعلان الاذاعي على الخط الساخن لمكافحة الارهاب يتحدث عن سلوكيات يعتبرها مشبوهة بينما هي قد تأتي أيضا من اناس ملتزمين بالقانون.

ويقول الاعلان الذي اذيع في محطة توكسبورت الاذاعية "الرجل الذي يقطن في نهاية الشارع لا يحب ان يتحدث كثيرا الى جيرانه لانه يعيش في حاله وهو يدفع نقدا لانه لا يملك بطاقة ائتمانية ويغلق ستائر نوافذه لانه يسكن في منزل تمر من امامه حافلة. قد لا يعني هذا شيئا لكنها مجتمعة قد تثير شكوكك."

وتقدم نحو 18 مستمعا بشكاوى قائلين ان اعلان رابطة كبار ضباط الشرطة يمكن ان يشجع الناس على الابلاغ عن اناس ابرياء او التحرش بجيرانهم.

وقالت شرطة العاصمة لندن نيابة عن رابطة كبار ضباط الشرطة ان السلوكيات الواردة في الاعلان استندت الى توجهات رصدتها الشرطة وان ما قد يبدو في احيان افعالا لا أهمية لها يمكن ان تكون لها علاقة بالارهاب. بحسب رويترز.

لكن هيئة معايير الاعلانات قالت ان هذه الاوصاف قد تنطبق على عدد من الناس ملتزمين بالقانون وهو ما قد يتسبب في اهانات خطيرة.

وقالت في بيانها بشأن قرار الحظر "نرى ان بعض المستمعين الذين يأتون بنفس السلوكيات التي يتحدث عنها الاعلان قد يجدون اهانة في التلميح الى ان سلكوهم هو مثير للشبهات."

موجات الدماغ

في سياق متصل بدأ علماء في جامعة نورثوسترن بمدينة شيكاغو الأمريكية بتطوير جهاز قالوا إنه قادر على كشف العمليات "الإرهابية" و"الإرهابيين المحتملين" من خلال قراءة موجات أدمغتهم، وصولاً إلى التدقيق بمعلومات قد تكون على صلة بالهجمات التي يخططون لها، مثل مكان وموعد العمليات.

وبحسب ملخص حول البحث نشر في مجلة "علم النفس" قام الطبيب جون ميكسنر ومعاونه بيتر روزنفيلد بالطلب من مجموعة تلاميذ في الجامعة الإعداد لخطة إرهابية وهمية، كما جرة الطلب من مجموعة أخرى إعداد خطة لرحلة صيفية ترفيهية، وأظهرت عمليات المسح الدماغي وجود فوارق كبيرة في طبيعة الموجات الدماغية بين المجموعتين.

وقالت الدارسة إن المجموعة التي خططت للعملية الوهمية قررت تنفيذها في مدينة هيوستن، وقد تمكن جهاز مسح الموجات الدماغية من رصد نشاط فائق لدى أفراد هذه المجموعة عندما قام الأطباء بعرض قائمة تحمل أسماء مدن أمريكية عليهم، تضم مدينة هيوستن.

وذكرت الدراسة أن العلماء ركزوا على موجة دماغية تحمل اسم P300 لأنها تنطلق في الدماغ مرة كل 300 ميلي ثانية، وهي عادة ما ترتبط بتذكر المرء لأمور خطيرة، وقد تمكنوا بالفعل من رصدها في أدمغة المجموعة "المتأمرة." بحسب السي ان ان.

وشرح ميكسنر أهمية الكشف قائلاً: "بفضل رصد الموجة P300 تمكنا من تحديد 10 من بين 12 إرهابياً محتملاً، كما تمكنا من الحصول على 20 من أصل 30 تفصيل يتعلق بموعد وكيفية تنفيذ الهجوم."

وأشار ميكسنر إلى أن هذا الأسلوب في تحديد الإرهابيين المحتملين أفضل من أجهزة كشف الكذب، لأن بوسع المجرمين المتمرسين أو الجواسيس التلاعب بمعطيات هذا الجهاز والحفاظ على هدوء أعصابهم، بينما قد يرتبك الأبرياء وتظهر عليها علامات تدفع المحققين للشك بتورطهم في الجرائم.

غير أن ميكسنر لفت إلى أن أسلوب قراءة موجات الدماغ يعاني من عيب أساسي، وهو ضرورة أن يكون لدى المحققين رأس خيط في التحقيقات أو بعض الحقائق لعرضها على المشتبه بهم ورصد ردود أفعال أدمغتهم، أما إذا افتقدوا تلك الحقائق الأولية فسيكون عملهم صعباً للغاية لأنه سيكون عليهم الاعتماد على الحظ.

كما أن موجة P300 قد تكون خادعة في بعض الأحيان، إذ أنها تظهر انفعال المرء لدى ذكر أمر معين، ولكنها لا تشرح بالضرورة سبب ذلك، فقد تظهر لدى ذكر مكان ما أمام المشتبه به، ولكنها لا تعني بالضرورة تخطيطه لعملية تستهدف المنطقة، بل قد تؤشر إلى وجود ذكريات سيئة له من الماضي مرتبطة بها.

لكن ميكسنر قال إنه رغم النقص الذي يعاني منه النظام حالياً، إلا أنه يبقى أفضل من أجهزة كشف الكذب، كما أن الإمكانيات المستقبلية لتطويره وجعله أكثر دقة متوفرة.

اغلاق مسجد في المانيا

من جانب آخر اعلنت السلطات الالمانية ان الشرطة اغلقت مسجدا في مدينة هامبورغ (شمال) كان يرتاده عدد من انتحاريي اعتداءات 11 ايلول/سبتمبر 2001 في الولايات المتحدة.

واعلنت وزارة داخلية المدينة ورئيس خلية تنسيق مكافحة الارهاب في بيان اغلاق مسجد طيبة وحظر جمعية ثقافية يرتبط بها وتحمل الاسم نفسه، بدون توضيح اسباب هذا الاجراء. وسيعقد مؤتمر صحافي عند الساعة 8,30 بتوقيت غرينتش.

وذكرت اجهزة الامن ان محمد عطا الذي يعتقد انه قاد انتحاريي اعتداءات 11 ايلول/سبتمبر في نيويورك وواشنطن، وعددا من شركائه ال18 ارتادوا هذا المسجد الذي كان يعرف من قبل باسم مسجد القدس.

من جهتها، قالت الصحف الالمانية او اوساطا اسلامية تستخدم من جديد المسجد لتجنيد متطوعين للجهاد في الخارج.

وكانت الشرطة الفدرالية اعلنت في شباط/فبراير عن حملة اعتقالات واسعة في البلاد ضد الاسلاميين المتشددين الذين يشتبه بانهم حضوا عددا كبيرا من الاشخاص على السفر لتلقي تدريب عسكري. بحسب استوشيد برس.

واعلنت السلطات الالمانية في نيسان/ابريل انها تراقب حوالى 1100 شخص في البلاد "يمكن ان يتحولوا الى الارهاب الاسلامي". وقالت ان عدد "المتطوعين" في معسكرات تدريب في الخارج ارتفع الى حد كبير منذ 2009.

وقال رئيس المكتب الاتحادي للشرطة القضائية يورغ تسيركي للصحافيين حينذاك "هناك 350 تحقيقا جار حاليا حول اشخاص قريبين من الاوساط الاسلامية". واوضح ان "هذا اعلى مستوى" يسجل حتى الآن.

جهاديون أوروبيون

في سياق متصل لم يكن الأمر سهلا أبدا بالنسبة لحمزة كي يحيا حياة مزدوجة وخاصة في وطنه ألمانيا حيث يحاط بحب والديه وثلاثة أخوة. ولكنه نجح في ذلك تماما.

فعلى مدى شهور ، لم يكن لدى والديه أدنى فكرة إنه يقوم سرا بتجميع أموال وأدوات من أجل رحلته إلى معسكر لتدريب المسلحين في باكستان.

ففي صيف عام 2009 أبلغ حمزة الألماني من أصل تركي /21 عاما/ عائلته بأنه ذاهب لزياره أقاربه في تركيا.

إلا أنه لم يمكث في تركيا سوى ثلاثة أيام فقط قبل أن يتوجه إلى باكستان عن طريق إيران مستعينا بمهربي البشر عند الضرورة ليلتحق بـ «رفاق الجهاد» في أفغانستان.

وعقب شهور في منشات التدريب المختلفة في المنطقة القبلية التي لا يطبق فيها القانون في وزيرستان الشمالية والمشاركة في هجمات على قوات حلف شمال الأطلسي (الناتو) في أفغانستان ، بات حمزة مستعدا لمهمة أكبر.

وقال «الحمد لله سوف أوهب حياتي لإستكمال المهمة التي كلفني بها قادتي سواء في باكستان أو أي جزء أخر من العالم». وتحدث حمزة شريطة الإحتفاظ بسرية مكانه الحقيقي في المنطقة القبلية وأيضا أسمه الحقيقي.

ولا يزال حمزة الذي كان مرتديا الزي الباكستاني التقليدي ذو اللون البني الداكن ويحمل بندقية هجومية أية كيه 47 يتمتع بوجه طفولي. إلا أن وراء هذا الوجه ، قلبا شحذته دعاية جماعة إتحاد الجهاد الإسلامي وهي جماعة مسلحة أسسها الأوزبك المتحدثين باللغة التركية ذوى النفوذ الكبير بين المسلمين الأتراك المتشددين وذوى الأصول التركية في ألمانيا.

وقام إتحاد الجهاد الإسلامي الذي تأسس عام 2002 في المناطق القبلية الباكستانية ويتبع الحركة الإسلامية في أوزبكستان بتجنيد المئات من الأوروبيين. بحسب الوكالة الالمانية للانباء.

ويزعم الإتحاد بأن لديه أكثر من 500 مقاتل أجنبي من بينهم ما يربو عن 60 مواطنا ألمانيا أعتنقوا الإسلام وأيضا مقاتلين أتراك من أصول ألمانية والعشرات من الإنتحاريين.

وجعلت الجماعة من بلدة مير علي وهي بلدة صغيرة في وزيرستان الشمالية مقرا لها وأقامت العشرات من مراكز التدريب في المنطقة الجبلية.

وذكر مسؤول إستخبارتي أشترط عدم ذكر أسمه «إن بعض المنشأت في مناطق نائية وليس لها طرق توصل إليها». وأضاف «يمكن أن تسير فقط مسافات بالسيارة في طرق طينية ثم تسير بعدها على قدميك أو تمتطي حصانا».

وزعم أن الجماعة هي وراء هجوم فاشل عام 2007 على مطار فرانكفورت الدولي ومنشأت عسكرية أمريكية في قاعدة رامشتين الجوية.

ويعتقد أن إتحاد الجهاد الإسلامي الذي يحتفظ بصلات وثيقة بتنظيم القاعدة مسؤول عن سلسلة تفجيرات في تموز عام 2004 ضد السفارتين الأمريكية والإسرائيلية في العاصمة الآوزبيكية طشقند.

كما أعلنت مسؤوليتها عن هجوم إنتحاري عام 2008 في إقليم خوست الأفغاني نفذه كونيت سيفتسي من بافاريا بغرب ألمانيا.

وأسس إتحاد الجهاد الإسلامي جناحا منفصلا في عام 2009 يستهدف شباب المسلمين الأوروبيين الذين يشعرون بالإستياء من تزايد التمييز القائم على الجنس والدين وفقا لقول مسؤول إستخبارات باكستاني.

وسميت الجماعة الجديدة الطائفة المنصورة وبعدها أسست فرعا للعشرات من المقاتلين الألمان (مجاهدي طالبان الألمان).

كما أجتذبت أيضا الجماعات المسلحة الباكستانية الأخرى مسلمين يعيشون في مراكز حضرية أوروبية. وعلى الأقل فإن بعض الإنتحاريين في هجمات لندن عام 2005 كان لهم إتصالات بجماعات في باكستان كما فعل فيصل شاة زاد صاحب المحاولة الفاشلة لتفجير ميدان التايمز.

وتستثني القوات الباكستانية التي تحارب المسلحين الإسلاميين إتحاد الجهاد الإسلامي في الأساس لأن سياسة إسلام أباد تقوم على ضرب المسلحين الذين يشنون هجمات داخل البلاد وليس أولئك الذين يستهدفون القوات الدولية عبر الحدود في أفغانستان. إلا أن الطائرات ألأمريكية بدون طيار لا تعرف هذه القيود. فالطائرات ألحقت خسائر فادحة بالمسلحين في العامين الأخيرين.

وفي آيار قتلت طائرة بدون طيار إريك برينينجر الملقب بأسم عبد الله جعفر الألماني زعيم الطائفة المنصورة وقائد مجاهدي طالبان الألمان.

وحل محله أتوال عبد الرحمن وهو تركي ألماني المولد عمره ما بين 25 و30 عاما وقيل إنه جاء إلى المنطقة في عام 2009 فقط.

ونظرا لتمتعه بتقاطيع أسيوية فمن الصعب التفرقة بينه وبين السكان المحليين ، إلا أن الكثيرين في وزيرستان الشمالية يشعرون بعدم الارتياح تجاه ما يعتبرونه «غزو الأجانب».

وقال أحد شيوخ القبائل عرف نفسه فقط بأسم بشير « إنهم يملأون مكاننا».

وأضاف «إننا وفرنا لهم ملاذا لأننا اعتقدنا أنهم يحاربون الكفار ولكنهم الآن يفرضون ما يجب فعله في أراضينا».

وقال بشير «إنهم يقيمون مراكز تفتيش على طرقنا الرئيسية ثم يسألوننا عن هوياتنا. فمن هم حتى يسألوننا هذه الأسئلة؟». غير أن الوافد الجديد حمزة الألماني لا تعتريه مخاوف كبيرة بشأن تلك الأشياء البسيطة». وقال «إننا هنا لنهزم قوات الغزو الغربية في أفغانستان ولن يمنعنا شئ بإذن الله».

متطرفون يهاجمون المصلين

على صعيد متصل هاجم مجهولون أحد المساجد في ولاية "بجاية" الجزائرية، بوابل من زجاجات الخمر "الجعة"، وفق تقارير إعلامية الأحد، ذكرت أن المهاجمين لاذوا بالفرار، مخلفين ورائهم جريحين على الأقل، بينهم إمام المسجد.

وأفاد عدد من المصلين الذي كانوا داخل المسجد، أثناء الهجوم الذي وقع بعد ظهر السبت، إن "مجموعة من الشباب المتطرفين"، أقدموا على رشق مسجد "ابن باديس" بمدينة "أقبو"، في "بجاية"، بوابل من زجاجات الجعة، بعضها فارغة، وأخرى نصف مملوءة، ولاذوا بعدها بالفرار.

وقال شهود عيان، بحسب ما نقلت صحيفة "الخبر" الجزائرية، إن "المعتدين" استغلوا الحرارة المرتفعة، التي جعلت الشوارع خالية من المارة لتنفيذ جريمتهم، ورجح الشهود أن المهاجمين كانوا يقصدون حرق مكتبة المسجد، بدليل توجيه الزجاجات نحو الزاوية التي تتواجد فيها خزانة المصاحف والكتب الدينية.

وفيما ذهب بعض المصلين إلى حد إلصاق التهمة بجماعات مسيحية وصفوها بأنها "ناشطة" في المنطقة، أشار آخرون إلى احتمال أن يكون "الجناة" من "الشباب المنحرف"، في الوقت الذي بدأت فيه الأجهزة الأمنية تحقيقاً في "الاعتداء"، والبحث عن مرتكبيه.

وذكرت "الخبر" الجزائرية أنها اتصلت بالناطق الرسمي للجماعات المسيحية في "بجاية"، والذي "نفى أن يكون لهم ضلع في الحادث، واستغل الفرصة للتنديد بهذا العمل الذي وصفه بالإجرامي"، بحسب الصحيفة.

من جانبها، ذكرت مديرية الشؤون الدينية والأوقاف أنه تم إيداع شكوى لدى المصالح المختصة، وأفادت مصالح الأمن بأن "الجناة معروفون لديها"، رغم أنهم في حالة فرار، ولم يتم الكشف عن هوياتهم. بحسب السي ان ان.

وتُعد هذه هي المرة الأولى التي يتعرض فيها مسجد ببجاية للرشق بزجاجات الجعة، بعد حادثة حرق نسخ من المصحف في مسجد "أوقاس" قبل سنوات، كما سبق وأن تعرض مسجد بولاية "تيزي وزو"، للحرق من طرف عناصر وصفتها وسائل الإعلام الجزائرية بأنهم "متطرفون."

يأتي الحادث وسط سلسلة هجمات متكررة على عدد من المساجد مؤخراً، خاصةً في منطقة "العلمة"، وفق ما أوردت صحيفة "النهار الجديد"، السبت: "عادت عملية تدنيس المصحف الشريف مجدداً، وبنفس الطريقة تقريباً."

وقالت الصحيفة إنها علمت من مصادر محلية أن مسجد "الهدى"، الواقع بحي "ڤوطالي"، شهد وقت صلاة الفجر من يوم (الجمعة)، عملية أخرى تمثلت في تدنيس 17 مصحفاً شريفاً عن طريق التمزيق واستعمال الفضلات."

وأضافت: "هذه العملية تُعد الثالثة من نوعها خلال حوالي شهر في منطقة العلمة، وقبلها بيوم واحد أقدم مجهولون على تدنيس مصحفين شريفين بمسجد يقع بحي 583 مسكن، بمدينة عين ولمان، التي تزامنت مع إشهار فرنسية إسلامها."

شبكة النبأ المعلوماتية- الثلاثاء 17/آب/2010 - 6/رمضان/1431

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1431هـ  /  1999- 2010م