ثقافة النظافة ونظافة الثقافة

سامي جواد كاظم

تطور الامم يبدأ من النظافة والنظافة يقصد بها النظافة الروحية والنظافة البدنية، النظافة الروحية تكون ناتجة من صراع بين العقل وبين النفس فاذا ما تمكنت النفس الامارة بالسوء من العقل تكون عندها الروح في قمة القذارة وفي نفس الوقت فان هذه القذارة قد تصل الى البدن، اما قذارة البدن فمن الضروري تكون روح البدن قذرة.

النظافة من الايمان هذا الحديث الرائع الذي قاله رسول الله (ص) ليس الغاية منه نظافة البدن والمكان فقط كما نستدمه اليوم في حديثنا، بل نظافة العقول والافكار وهذه النظافة هي جزء من الايمان بالله عز وجل عندما تكون الافكار سليمة وجزء من الافكار السليمة هي النظافة.

نظافة الملبس والمأكل والمسكن والمدينة هي الطريق نحو التطور هي الطريق نحو الثقافة الروحية الصحيحة لمن يبغي نظافة الروح وهذه النظافة تاتي من ذات الانسان وليس بالرقابة والاجر اليومي.

الدول الغربية نجدها في قمة التطور وهذا جاء من خلال التزامها باغلب التوصيات الاخلاقية الاسلامية من خلال النظافة واحترام الاخرين والصدق في العمل وتجنب الكذب هذا على المستوى العام بالرغم من ان الاخلاق السلبية موجودة في مجتمعاتهم الا انها ليست هي الغالبة.

ماذا ينقصنا حتى نكون في قمة ثقافة النظافة ؟ لماذا لا نستطيع بل حتى نستنكف من رفع النفايات اذا اعترضت طريقنا ؟ بل حتى لا نتانى في التفكير اذا ما اقدمنا على رمي نفاياتنا في الشارع ؟ بل حتى النظرة لدى البعض اتجاه عامل التنظيف ليست ايجابية وانا اراه متفضل علينا، ويكفينا عندما تعترض المشاكل عمل البلدية نجد اثارها في الشوارع والازقة مخلفة منظر قبيح يدل على سلبية المجتمع.

بعد ما نكون في قمة النظافة البدنية نبدأ بنظافة الثقافة التي من ضرورياتها ابعاد كل الافكار التي تحط من منزلة الانسان دنيويا واخرويا، من اولويات نظافة الثقافة احترام الاخر بكل ما يحمل من افكار شريطة ان لا يمس افكارنا علنا اما في داخلهم فهذا شانهم والله عز وجل هو العالم بما تكنه الصدور، جاء نصراني الى الامام علي (ع) شكا من مسلم قتل خنزيره وعندما استدعى الامام علي المسلم فاقر بذلك مدعيا ان الخنزير حرام اكله فقال له الامام (ع) عندنا حرام ومن قال لك عندهم حرام ولماذا تريد ان تفرض ديانتك على غيرك بالتجاوز على ممتلكاته ؟ فحكم الامام (ع) على المسلم بترضية النصراني اما بشراء خنزير او اعطاء الثمن الذي يستحققه.

واهم منطقة تحتاج الى ثقافة النظافة هي المنطقة الخضراء بالرغم من ان كل مكاتب السادة المسؤولين هي في قمة ثقافة النظافة الا ان نظافة الثقافة تشوبها الشوائب بل وتتعدى الى كثرة الصدامات بين ثقافات المسؤولين لما فيها من مساوئ خلفت سلبيات بان اثرها على المواطن العراقي.

شبكة النبأ المعلوماتية- الأحد 15/آب/2010 - 4/رمضان/1431

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1431هـ  /  1999- 2010م