أوباما وأمريكا... قائد شرعي على طريقة الكاو بوي

 

شبكة النبأ: رغم تسلمه مهام رئيس اكبر دولة في العالم، فهي التي تمسك بزمام الأمور لأكثر من نصف العالم، ولها جيش من أقوى جيوش المنطقة بالتدريب ومهارات القتال وحتى في التسليح ،فأن اوباما يجد نسبة كبيرة من المعارضة على سياسته وقراراته خلال مدة حكمه ،مع العلم ان هذه النسبة وهي (الأكبر) كانت بجانبه قبل ان يستلم الحكم ولكن سرعان ما تغيرت الآراء وظهرت الشكوك المختلفة حيث ان البعض شككوا في جنسية أوباما الحقيقية، وهذه مشكلة تجعل من قراراته قابلة للعصيان لان البعض من الشعب الأمريكي لا يثق بقرارات الرئيس الا اذا كان أمريكي الجنسية، مما خلق ذلك ظهور بعض محاولات لتشويه صورة اوباما والتقليل من شخصيته ، فهل سيستطيع ان يكسب ثقة شعب هذه الدولة العظمى ويجعلهم يمتثلون لها ام سيفشل ؟

شكوك في ولادة اوباما

فقد أعرب أكثر من ربع الأميركيين عن شكوكهم في ان يكون باراك اوباما قد ولد فعلا في الولايات المتحدة، وذلك بحسب استطلاع نشرته قناة "سي ان ان" الاميركية بمناسبة عيد الميلاد التاسع والاربعين للرئيس.

وبحسب الدراسة يعتقد 11% من المستطلعين ان اوباما لم يولد "بالتأكيد" في الولايات المتحدة وانه "على الارجح" لم يولد على الاراضي الاميركية، وهو شرط اساسي للوصول الى البيت الابيض. بحسب وكالة فرانس برس .

ولا يزال قسم من اليمين يصر على زرع الشك ويؤكد ان اوباما ولد في كينيا من حيث ينحدر والده، حتى وان نشر الإعلام وثيقة ميلاد اوباما التي ذكر فيها انه ولد في الرابع من اب/اغسطس 1961 في جزر هاواي الاميركية. وبحسب الاستطلاع فان 41% من انصار الجمهوريين يشككون في مكان ولادة اوباما، في حين ان 87% من الديموقراطيين لا يطرحون اي تساؤل حول هذا الموضوع.

إثبات شهادة الميلاد

في الوقت نفسه مثل ضابط رفيع في الجيش الأمريكي أمام القضاء العسكري في جلسة استماع، بعدما قرر عصيان أوامر الجيش بالتوجه إلى أفغانستان، بحجة أن الأوامر الصادرة عن القائد الأعلى للقوات المسلحة، وهو الرئيس باراك أوباما، غير شرعية، لأن الأخير لم يقدم وثائق تثبت أنه من مواليد الولايات المتحدة، وهو شرط دستوري لتولي الحكم بأمريكا.

وتعتبر خطوة المقدّم تيرانس لاكن قضية خطيرة بالنسبة للجيش الأمريكي، علماً أن لاكن يعتبر ضابطاً متميزاً في صفوف الجيش إذ في سجله 17 عاماً من الخدمة المتميزة، وهو حاصل على عدد كبير من الميداليات التكريمية.

ويواجه لاكن تهمة عصيان الأوامر وإهمال الواجبات العسكرية، وفي حال إدانته فقد يواجه السجن والتسريح غير المشرف من صفوف القوات المسلحة، إلى جانب احتمال فقدان حقه بنيل راتبه الشهري الذي يبلغ ثمانية آلاف دولار. بحسب وكالة السي ان ان.

وكان لاكن قد دافع عن نفسه بتسجيل عرضه على موقع "يوتيوب" قال فيه إنه ما من خيار أمامه سوى رفض الأمر العسكري وبالتالي الخضوع للمحاكمة. مضيفا انه : "إذا كان الرئيس غير شرعي، فإن كل قراراته بالتالي تكون غير شرعية."

وتوجه لاكن إلى أوباما بالقول: "عليك أن تظهر هذه الوثيقة لأنها الطريقة الوحيدة لجعلي أنا وسائر عناصر القوات المسلحة على استعداد لمواصلة خدمة وطننا والتعرض للجراح والموت في سبيله. وكان أوباما قد تقدم بعد انتخابه بوثيقة ولادة غير ممضية، تظهر أنه من مواليد هاواي، كما سبق لحاكم الولاية أن أدلى بإفادة أشار فيها إلى أن أوباما ولد بإحدى مستشفيات هونولولو، غير أن المشككين بذلك دعوا أوباما إلى تقديم وثيقة موقعة من الطبيب الذي أشرف على ولادته.

ويمتلك لاكن سجلاً عسكرياً مشرفاً في الجيش الأمريكي، فقد سبق له أن خدم في أفغانستان وكوريا والبوسنة وألمانيا وهندوراس والسلفادور، وهو حائز على ميداليات ونياشين عديدة، بينها النجمة البرونزية، وقد باشر حملة التشكيك في ولادة أوباما بالولايات المتحدة منذ أكتوبر/تشرين الأول 2008.

وقد رفض لاكن قبل شهرين تنفيذ قرار الجيش بنقله مجدداً إلى أفغانستان، وترك الطائرة التي كان يفترض أن تقله إلى موقعه الجديد دون أن يستقلها.

أوباما هدفا في لعبة

وللاحتفال بعيد ميلاده التاسع والأربعين، اصطحب الرئيس الأمريكي باراك أوباما كلبه "بو" إلى شيكاغو، وأنهى يومه بتناول العشاء مع مقدمة البرامج الحوارية الشهيرة أونبرا وينفري وأصدقاء مقربين آخرين في مطعم مفضل له في مسقط رأسه. وقد استقبل اوباما اتصالا من السيدة الأولى ميشيل وابنتها ساشا /9 أعوام/ اللتين كانتا يقضيان عطلة الصيف في أسبانيا لتهنئته بعيد ميلاده .

كما استنفدت ابنته ماليا /12 عاما/ المكالمة الوحيدة المسموح لها بها في المعسكر الصيفي الذي تشارك فيه حاليا لتهنئة والدها بهذه المناسبة. بحسب وكالة الأنباء الألمانية .

وفي الوقت ذاته كان هناك ممن يقللون من شأن أوباما. يدفعون دولار واحد مقابل المشاركة لمرة واحدة في لعبة إطلاق النار على صورة تشبه أوباما واصابته فى مواضع حساسة مثل القلب أو الرأس، وهؤلاء هم بعض الذين يرتادون معرض ترفيهي بإحدى الكنائس في روزيتو، بنسيلفانيا،شمال فيلادلفيا.

وذكرت صحيفة "ألينتاون كول" أن الفائز كان يحصل على حيوان محنط . وكانت الصورة على هيئة رجل أسمر يرتدي بذلة ولصق على يده عبارة "مشروع قانون الصحة" في إشارة محتملة لقانون إصلاح نظام الرعاية الصحية الذي مرره الكونجرس في وقت سابق هذا العام رغم الاحتجاجات الكبيرة التي أبداها المحافظون.

وحققت الاستخبارات في الواقعة واضطر إرفين جودحونيور مدير معرض "جود تايم" الراعي للعبة لإلغائها بعد الشكاوي المقدمة ضدها .ونقل عن لسان جود القول "أعتقد أننا أسأنا التقدير، ونعتذر عن ذلك.. لقد أدليت بصوتي لصالح أوباما. ولم يكن هو المقصود بالصورة، ولكن إذا أخذ البعض المسألة على هذا المحمل ، فإننا نعتذر".

وعبر عدد من أولياء الأمور عن امتعاضهم من اللعبة وما حملته من إيحاءات، إذ قال كريس يانكاوسكي: "أرفض هذه الممارسات بشدة فهو (أوباما) رئيس بلادنا سواء أحببنا ذلك أم كرهناه." أما سكوت بيترز، وهو أيضاً والد أحد الأطفال المشاركين بالكرنفال، فقال: "هذا تصرف عير مناسب مطلقاً.. إن القائمين على اللعبة يشيرون إلى شخص بعينه." بحسب السي ان ان .

التقدم بالعمر

من جانبه قال الناطق باسم البيت الأبيض ان باراك اوباما "يعشق" عمله رغم "الضغوط الجسدية والنفسية الهائلة" معتبرا ان الرئيس الاميركي الذي يبلغ التاسعة والاربعين "في حالة جيدة" رغم الشيب الذي غزا شعره وقد اكثر في الايام الاخيرة من الاشارات، ذاكرا خصوصا ازدياد الشعر الابيض في رأسه او التباطوء في ايضه.

وتابع يقول "لا شك في ان القرارات التي يتخذها من ارسال شباب من نساء ورجال الى الجبهة او مواجهة اخطر كارثة اقتصادية تضرب البلاد منذ ازمة الكساد الكبرى تشكل ضغوطا جسدية ونفسية هائلة". مضيفا على كلامه "لكني اظن انه يعشق فعلا" عمله مؤكدا ان الرئيس "في حالة جيدة". وقال مازحا "شعره الأبيض يعني انه سيضطر الى قصه بانتظام اكبر. بحسب وكالة فرانس برس .

تحول كبير

وفي السياق ذاته أشارت نتائج استطلاع شعبي للرأي أُعلنت الى أن أغلبية الناس في العالم العربي لديهم آراء سلبية تجاه الرئيس الامريكي باراك أوباما والولايات المتحدة في تحول كبير عما كان عليه الحال في بداية رئاسته.

وأشارت نتائج استطلاع الرأي الشعبي العربي لعام 2010 الذي أعلنته مؤسسة ذا بروكينجز ومقرها واشنطن الى أن 62 في المئة يحملون آراء سلبية تجاه أوباما والولايات المتحدة في مقابل 20 في المئة فقط ينظرون اليهما بشكل ايجابي.

وفي استطلاع أجري في مطلع رئاسته عبر 23 في المئة من الذين جرى استطلاع رأيهم في ست دول عن آراء سلبية في أوباما والولايات المتحدة بينما أعرب 45 بالمئة منهم عن اراء ايجابية في الادارة الجديدة التي تولت الحكم في يناير كانون الثاني 2009. بحسب وكالة الأنباء البريطانية .

وفي الاستطلاع الاخير قال 63 في المئة انهم غير متفائلين بسياسة أوباما في الشرق الاوسط بينما قال 16 في المئة انهم لديهم أمل. وهذه النتائج تعكس حال نتائج العام الماضي عندما كان ما يزيد على نصف من استطلعت اراؤهم متفائلين بشأن سياسة الولايات المتحدة في الشرق الاوسط بينما كان 15 في المئة فقط غير متفائلين. وقال 61 في المئة من حوالي 4000 شخص في مصر والاردن ولبنان والمغرب والسعودية ودولة الامارات انهم يشعرون بخيبة أمل شديدة تجاه سياسات اوباما فيما يتعلق بالصراع الفلسطيني الاسرائيلي.

وكانت سياسات أوباما فيما يتعلق بالعراق ثاني أكثر الموضوعات المثيرة لخيبة الأمل لكنه كان الموضوع الثاني بفارق كبير عن الصراع الفلسطيني الاسرائيلي حيث اعتبره 27 في المئة فقط الأولوية الأولى.

وقال 54 في المئة ان التوصل الى اتفاق سلام اسرائيلي فلسطيني هو أكثر ما يمكن أن يغير آراءهم بشأن الولايات المتحدة.

اوباما ينتقد

في هذه الاثناء حث الرئيس الاميركي باراك اوباما الشبان الافارقة على ان يكونوا قوى التغيير في القارة وارساء الديمقراطية فيها، موجها انتقادات للقادة الذين تولوا السلطة بعد الاستقلال وما زالوا متمسكين بالحكم.

وذلك عندما استقبل اوباما في البيت الابيض نحو مائة من الشباب الافارقة بمناسبة مرور نصف قرن على حركة الاستقلال في ستينيات القرن الماضي. وقال انه يامل ان "يتحول بعضكم يوما الى قادة لبلادكم".

واضاف "لو فكرتم بالامر، ففي الستينيات، عندما كان اجدادكم يقاتلون من اجل الاستقلال، كان القادة الاوائل كلهم يقولون انهم مع الديمقراطية. ولكن ما حصل انكم عندما تكونون في السلطة لبعض الوقت، تقولون لانفسكم: لقد كنت قائدا جيدا ومن اجل مصلحة شعبي، يجب ان ابقى".

وقال باسف "هكذا يتم البدء بتغيير القوانين وتخويف وسجن المعارضين. وبمرور بعض الوقت تحول شبان مثلكم، واعدون ويتطلعون في المستقبل، الى ما كانوا يحاربونه". بحسب وكالة فرانس برس .

وقال اوباما انه ينبغي الخضوع لارادة الناخبين، مدافعا عن نظام الولايتين الرئاسيتين كحد اقصى في الولايات المتحدة والذي يعني كما قال ان "المؤسسات اهم من الافراد". واضاف "هذا لا يعني اننا لا نخطىء، فنحن لدينا مشاكل ،بلدانكم ينبغي ان تثق ايضا بالعملية الديمقراطية" وان "الحكم الرشيد جوهر التنمية". وردا على سؤال طرحه شاب من زيمبابوي شارك في الجلسة "انه لا يخدم شعبه جيدا، هذا رايي".

وقال اوباما ان "قلبي ينفطر عندما ارى ما يحصل في زيمبابوي" برئاسة موغابي (86 عاما) الذي هاجم العقوبات التي تفرضها الدول الغربية على بلاده. وبدورها قالت وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون في كلمة وجهتها الى الشبان الافارقة قبل ان يلتقوا اوباما، ان على القادة الافارقة الجدد ان "يعطوا مزيدا من السلطة للمواطنين، من اجل مصلحة الجميع".

شبكة النبأ المعلوماتية- السبت 14/آب/2010 - 3/رمضان/1431

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1431هـ  /  1999- 2010م