لبنان وإسرائيل... هدوء خطر وحرب مدمرة

 

شبكة النبأ: ذكر تقرير صادر عن مجموعة الأزمات الدولية إن المواجهة المقبلة بين إسرائيل وحزب الله ستكون أكثر تدميرا وأوسع انطلاقا من المواجهة السابقة، مشددا على إن أيا من اللاعبين، إسرائيل وحزب الله وسورية وإيران، لا يحبذ حصول هذه المواجهة، ما يجعلهم جميعا يحرصون على البقاء على أهبة الاستعداد، مستنتجا ان الجذور السياسية للازمة تظل دون معالجة، وتبقى الديناميات المحركة لها قابلة للانفجار ما يجعل حدوث خطأ في الحسابات أمرا محتملا.

الحرب القادمة

فقد وصف التقرير الاوضاع في المشرق بعد اربع سنوات على حرب لبنان الثانية بأنها «هادئة بشكل استثنائي وخطرة بدرجة كبيرة في آن واحد» مشددا على «ان التهديد بحرب شاملة لا تستثني المدنيين ولا البنى التحتية المدنية اضافة الى الاحتمال المقلق بتوسيع نطاقها اقليميا هو ما يردع جميع الاطراف».

ويشير التقرير الذي حمل عنوان «مفتاح الحل: مفاوضات بين اسرائيل وسورية» ان اسرائيل في حال نشوب حرب جديدة سوف لن تميز بين حزب الله والحكومة اللبنانية التي بات الحزب جزءا رئيسيا منها» من دون «ان تستبعد سورية من الضربة كونها الهدف الاضعف»، فضلا عن انها «المزود الرئيسي لحزب الله بالدعم العسكري واللوجستي»كاشفا عن «ان محور المقاومة، الذي يضم ايران وسورية وحماس وحزب الله، منشغل الآن مع ارتفاع حدة التوترات بتكثيف الروابط الامنية بين اطرافه».

ويرى التقرير ان مفتاح الحل لهذا الوضع هو ومن دون اهمال مركزية المسار الفلسطيني – الاسرائيلي، استئناف مفاوضات فعلية وجدية بين اسرائيل وسورية ولبنان، لان ذلك يمثل الطريق الوحيد الواقعي لتحقيق تحول في الديناميات الكامنة والتأثير بوجه خاص في الحسابات السورية، مشددا على انه «من دون ذلك ستواصل دمشق نقل السلاح الى حزب الله وسيقاوم الحزب الشيعي بنجاح الضغوط المفروضة عليه لنزع سلاحه وستستمر اسرائيل في انتهاك سيادة لبنان». بحسب صحيفة الوطن.

وتضمن التقرير مجموعة من التوصيات عدد منها موجه الى الادارة الأمريكية يدعوها الى اعادة اطلاق مفاوضات السلام الاسرائيلية – السورية وتاليا الاسرائيلية – اللبنانية بموازاة المفاوضات الاسرائيلية الفلسطينية واقناع نتنياهو بضرورة التزامه الانسحاب الكامل الى حدود العام 67 ، وكذلك اطلاق حوار مستدام ورفيع المستوى مع سورية يهدف الى تحديد مسار واضح وذي صدقية لتحسين العلاقات الثنائية ودور اقليمي فاعل لسورية بعد التوصل الى اتفاق سلام، والضغط عليها لوقف نقل الاسلحة الى حزب الله وعلى اسرائيل للتوقف عن انتهاك السيادة اللبنانية.

ودعا التقرير الحكومة اللبنانية واسرائيل الى استعادة الزخم نحو تنفيذ القرار 1701 والشروع في مفاوضات لتسوية موضوع قرية الغجر تنسحب بمقتضاها اسرائيل من الجزء الشمالي بحيث تناط مهمة السيطرة عليه للقوات اللبنانية مع «اليونيفيل»، فيما طلبت من الامم المتحدة وحكومات الولايات المتحدة وفرنسا وتركيا البحث في تشكيل مجموعة اتصال او وضع آليات تشاورية لتنفيذ القرار 1701، والعمل من اجل منع الاعمال العدائية ضد موظفي الامم المتحدة وقوات اليونيفيل التي يشنها اهالي المناطق الجنوبية بتحريض من حزب الله وزيادة عدد قوات الجيش اللبناني في الجنوب وتزويدها بالمزيد من العتاد والتدريب.

اغتيال الحريري

من جهته اتهم الامين العام لحزب الله حسن نصر الله اسرائيل باغتيال رئيس الوزراء السابق رفيق الحريري عام 2005 وذلك "استنادا الى صورا قال انها من طائرات رصد اسرائيلية لطرق كان يسلكها الحريري من بينها مكان الاغتيال في بيروت.

وقال نصر الله في مؤتمر صحفي مطول عقده عبر شاشة عملاقة ان الجيش الاسرائيلي "يعتمد على الاستطلاع الجوي كحجر زاوية يستكمل احيانا ببعض المعطيات التفصيلية من خلال الاستطلاع الميداني."

وتحلق طائرات الاستطلاع الاسرائيلية بشكل شبه يومي فوق الاجواء اللبنانية وهو ما يعتبره لبنان خرقا للقرار الدولي 1701.

وفي معرض عرضه للقرائن والوقائع اشار نصر الله الى عملية انصارية في جنوب لبنان وهي مكمن نصبه مقاتلو حزب الله ليل الخامس من سبتمبر ايلول من عام 1997 للوحدة 13 في الكوماندوز البحري الاسرائيلي قرب قرية انصارية الواقعة على الساحل بين صيدا وصور مما ادى الى مقتل 12 ضابطا وجنديا.

وقال نصر الله "قبل العام 1997 تمكنت المقاومة الاسلامية في الجنوب من خلال جهد فني معين من التقاط بث طائرة ام ك طائرة الاستطلاع وهي تقوم بالتصوير في امكنه معينة في جنوب لبنان وترسل صورها مباشرة الى غرفة العمليات لدى العدو." بحسب رويترز.

اضاف "هذا الارسال اي طائرة الاستطلاع عندما تصور وبشكل لاسلكي ترسل الصور مباشرة كما البث المباشر الى غرفة العمليات في فلسطين المحتلة. تمكن الاخوة من الدخول على خط هذا الارسال وبالتالي اصبح هناك امكانية ان الفيلم ومجموع الصور التي تذهب مباشرة الى غرفة عمليات العدو تصل مباشرة وفي نفس الدقيقة وفي نفس اللحظة الى غرفة عمليات المقاومة."

ومضى يقول "احتفظنا بهذا الامر لانفسنا وبدأنا نلتقط الافلام والصور.كانت بداية صعبة لان قراءة هذه الافلام وهذه الصور بحاجة الى تخصص والى احتراف لم يكن متوفرا بشكل كاف."

وتم عرض فيلم لاستطلاع طائرات اسرائيلية حول امكنة كان يتنقل بينها الحريري ومنها مدينة بيروت وخاصة مكان سكنه والمقر الحكومي القديم والمقر الحديث وتركيز الاستطلاع الجوي الاسرائيلي على مقر البرلمان الذي انطلق منه الحريري قبل اغتياله وكامل الساحل البحري بما في ذلك مكان اغتيال الحريري.

كذلك عرض لادوار مجموعة من العملاء لاسرائيل ومن بينهم اعترافات احدهم يقول ان مهمته كانت ايهام الحريري بانه مستهدف من قبل حزب الله.

وقال نصر الله "على ضوء اعتقال عملاء مهمين يتأكد بشكل كامل ان للعدو الاسرائيلي سيطرة فنية كبيرة جدا على قطاع الاتصالات... النتيجة القطعية ان الاسرائيليين لديهم سيطرة فنية في الساحة اللبنانية خصوصا من خلال قطاع الاتصالات ومن خلال الخلوي يستطيعون التنصت على اي شخص على محيطه ويستطيعون ان يحددوا مكانه بشكل نقطوي وان يحددوا حركته بشكل دقيق اذا ارادوا استهدافه في عملية اغتيال."

وكرر نصر الله عدم ثقته بلجنة التحقيق الدولية التي وصفها بانها مسيسة وغير مؤتمنة على التحقيق في اغتيال الحريري الذي تسبب بدخول لبنان في اسوأ أزمة منذ الحرب الاهلية في الفترة من 1975 الى 1990. وبدأت المحكمة الدولية عملها رسميا اول مارس اذار عام 2009 بعد اربع سنوات من مقتل الحريري. ولم تحدد المحكمة موعدا لبدء توجيه الاتهام أو اعلان النتائج.

واشارت تقارير اعلامية الى أن المحكمة ستصدر أول لائحة اتهام في الاشهر القليلة المقبلة واشار البعض الى انها ستشير باصبع الاتهام الى اعضاء في حزب الله.

وقال نصر الله "للاسف نحن لا نثق بهذا التحقيق (الدولي) ... لكن اذا قررت الحكومة اللبنانية ان تكلف جهة لبنانية موثوقة فنحن حاضرون للتعاون."

اضاف "انا لا اعتبر ان لجنة التحقيق هي لجنة مؤتمنة على ذلك ولدي ادلتي على ذلك... ما قدمته وقلته واضحا وقلت انه قرائن ظنية وليست ادلة قطعية وانه يجب ان يفتح الباب لفرضية اسرائيلية لانه على مدى خمس سنوات لا المحكمة الدولية ولا التحقيق الدولي ولا احد حتى في لبنان عمل خطوة واحدة باتجاه ان التحقيق يذهب باتجاه الفرضية الاسرائيلية." ومضى يقول "هذه اسئلة تفتح افاقا جدية للتحقيق... لاول مرة يفتح الباب للتحقيق مع الاسرائيلي."

تحذير شديد اللهجة

من جانبه وجه رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو تحذيرا شديد اللهجة الى الحكومة اللبنانية، بعد الاشتباكات المسلحة التي دارت بين الجيشين اللبناني والاسرائيلي على الحدود بين البلدين.

وقال نتانياهو في تصريح وزعه مكتبه على وسائل الاعلام "اريد ان يكون هذا واضحا لحماس كما للحكومة اللبنانية التي نعتبرها مسؤولة عن الاستفزاز العنيف ضد جنودنا: لا تختبروا عزيمتنا في الدفاع عن مدنيي وجنود اسرائيل".

ويأتي هذا التصريح، الذي ادلى به نتانياهو بالعبرية ووزعه مكتبه على شكل نص وشريط فيديو، غداة اشتباكات هي الاخطر من نوعها التي تشهدها الحدود اللبنانية الاسرائيلية منذ 2006 والاولى من نوعها منذ عقود بين الجيشين الاسرائيلي واللبناني، وقد اوقعت ثلاثة قتلى لبنانيين هم جنديان وصحافي اضافة الى ضابط اسرائيلي برتبة كولونيل.

واضاف نتانياهو "سياستنا واضحة. اسرائيل ترد وستواصل الرد بقوة على اي اعتداء يتعرض له مدنيوها وجنودها".

اسرائيل قلقة

في سياق متصل حذرت اسرائيل من خطر تصاعد تأثير حزب الله على الجيش اللبناني بعد يومين على المواجهات.

وقال مساعد وزير الخارجية الاسرائيلي داني ايالون للاذاعة العامة "هناك خطر +حزبلة+ للجيش اللبناني اذا ان الجيش بدا يتصرف مثل حزب الله".

واضاف "اذا نجح حزب الله في السيطرة على الجيش فسيكون علينا التعامل (مع الجيش) بشكل مختلف تماما".

وقتل ثلاثة لبنانيون جنديان وصحافي وضابط اسرائيلي في اشتباكات عند الحدود بين لبنان واسرائيل عندما حاول الجيش الاسرائيلي اقتلاع شجرة.

واكد مسؤولون عسكريون لبنانيون ان الشجرة كانت في الجانب اللبناني من الحدود وهو ما نفاه الاسرائيليون.

واكد متحدث باسم قوة الامم المتحدة الموقتة في لبنان (يونيفيل) ان شجرة الخلاف كانت "على الجانب الاسرائيلي من الحدود".

واكد وزير الدفاع الاسرائيلي ايهود باراك ان "حادث الثلاثاء لم يكن مخططا له من قيادة اركان الجيش اللبناني في بيروت ولا حزب الله" مكررا ما نشرته وسائل الاعلام الاسرائيلية من معلومات تقول ان ضابطا لبنانيا تصرف بمفرده دون الرجوع الى المسؤولين وتسبب في الاشتباك.

وكان الناطق باسم الجيش اللبناني وصف هذه المعلومات بانها "كذب".

من جهة اخرى، عبر باراك عن اسفه لان الولايات المتحدة وفرنسا "سلمتا اسلحة متطورة الى لبنان استخدمت في صدامات ويمكن ان تصبح بين ايدي حزب الله". وقال انه يحاول اقناع الولايات المتحدة وفرنسا بالامتناع عن بيع اسلحة متطورة الى لبنان. بحسب فرانس برس.

وردا على سؤال في هذا الشأن، قال ايالون انه "ملف حساس جدا. نحن على اتصال دائم مع اصدقائنا الاميركيين في هذا الشأن لكنني لا استطيع البوح باكثر من ذلك".

ويشكل الاشتباك اخطر حادث منذ الحرب المدمرة التي شنتها الدولة العبرية على لبنان في 2006. لكن هذه المواجهات التي لم يشارك فيها حزب الله، كشفت هشاشة الوضع على الحدود بين البلدين اللذين ما زالا في حالة حرب وبرهنت على ان ايا من الطرفين لا يرغب في دفع الامور الى الانفجار.

الا ان محللين استبعدوا حدوث تصعيد في منطقة الحدود على الرغم من خطورة المواجهات، معتبرين ان لا اسرائيل ولا لبنان ولا حزب الله يرغبون في مواجهة جديدة.

من جهته اكد الامين العام لحزب الله حسن نصر الله "في اي مكان سيعتدى فيه على الجيش من قبل اسرائيل وتتواجد فيه المقاومة او تطاله يدها فانها لن تقف صامتة". واضاف ان "اليد الاسرائيلية التي ستمتد الى الجيش اللبناني سنقطعها".

واكد نائب الامين العام لحزب الله نعيم قاسم ان "حزب الله يمتلك القدرة على ايلام اسرائيل" وانه في "اعلى الجهوزية" للرد على اي عدوان من الدولة العبرية "بالطريقة وفي الوقت المناسبين".

لكنه اضاف ان "الحزب يختار وقت الصبر كما يختار وقت الرد بالطريقة المناسبة التي تنسجم مع مصلحة لبنان ومع تقديرنا للظروف السياسية المحيطة".

عواقب وخيمة

الى ذلك حملت الحكومة اللبنانية اسرائيل مسؤولية الاشتباكات الدامية التي وقعت في منطقة حدودية، واكدت ان الشجرة التي سببت المواجهات تقع "فوق ارض لبنانية".

وجاء الموقف الحكومي بعدما اكد الجيش اللبناني انه سيرد على "اي اعتداء" اسرائيلي بالطريقة ذاتها التي اعتمدها خلال المواجهات مع الجنود الاسرائيليين. وشيع الجيش اللبناني الرقيبان روبير العشي وعبد الله طفيلي في بلدتيهما درب السيم ودير الزهراني في جنوب لبنان، فيما شيعت بلدة الكفور الصحافي عساف ابو رحال الذي قتل في الاشتباكات ايضا.

وقال وزير الاعلام اللبناني طارق متري في مؤتمر صحافي ان اسرائيل ابلغت قوة الامم المتحدة الموقتة في لبنان (يونيفيل) انها "ستقطع شجرة لكن الجيش اللبناني طالب القوات الدولية بضرورة التريث حتى تحضر هذه القوات الى الموقع" المتنازع عليه عند الخط الازرق.

واضاف ان "اسرائيل تحركت من دون تنسيق مع اليونيفيل، وهو ما اعتبره الجيش اللبناني استفزازا" وادى الى الاشتباكات الدامية بين الجانبين.

وشدد متري الذي يتحدث باسم الحكومة اللبنانية على ان "الشجرة تقع في جنوب الخط الازرق، انما فوق ارض لبنانية"، مضيفا ان "الخط الازرق ليس مطابقا للحدود الدولية ولبنان كان متحفظا دائما عليه". وجاء ذلك بعدما اكد متحدث باسم اليونيفيل ان الشجرة "تقع جنوب الخط الازرق على الجانب الاسرائيلي" من الحدود. والخط الازرق رسمته الامم المتحدة بعد انسحاب الجيش الاسرائيلي من لبنان العام 2000 ليقوم مقام الحدود بين البلدين. بحسب فرانس برس.

ونشرت اسرائيل تعزيزات ضخمة في القطاع الحدودي مع لبنان الذي حصلت فيه المواجهات وقام الجنود باقتلاع الشجرة التي ادت الى اندلاع الاشتباكات، على ما افاد مراسل فرانس برس.

واعلن الجيش اللبناني في بيان انه "في اطار التنسيق بين وحدات الجيش (...) وقوات الامم المتحدة، تولت هذه الاخيرة الاشراف على ازالة بعض الاشجار الواقعة عند الخط التقني على الجهة المقابلة من الحدود اللبنانية الفلسطينية، وفي احدى النقاط المتنازع عليها".

وزار قائد الجيش اللبناني العماد جان قهوجي وحدات الجيش المنتشرة في منطقة العديسة، وقال بحسب بيان صادر عن الجيش ان "اي تطاول على شعبنا وارضنا لن يمر من دون ثمن". ودعا قهوجي العسكريين "الى التحضير الميداني والاستعداد مجددا لتقديم التضحيات تلبية لنداء الواجب".

واكد الامين العام لحزب الله حسن نصر الله ان الحزب المسلح طلب من كوادره وعناصره في الجنوب خلال الاشتباكات "ان يضبطوا انفسهم والا يقوموا بعمل ما وان ينتظروا الاوامر".

وتابع "كنا جاهزين ولم نتفرج وكنا مستعدين للقتال والدفاع، ابلغنا القيادات السياسية اننا لن نبادر الى اي تحرك". لكن نصر الله اكد انه "في اي مكان سيعتدى فيه على الجيش من قبل اسرائيل وتتواجد فيه المقاومة او تطاله يدها، فانها لن تقف صامتة"، مضيفا ان "اليد الاسرائيلية التي ستمتد الى الجيش اللبناني سنقطعها".

وشدد متري في مؤتمره الصحافي على ان الجيش "خاض المعركة وحده" وان الحكومة اللبنانية "لم تطلب من حزب الله اي شيء". وعبر مجلس الامن الدولي عن "قلقه العميق" ازاء الاشتباكات، وكرر دعوة الامين العام للامم المتحدة بان كي مون الى ضبط النفس. وحثت واشنطن اسرائيل ولبنان على ممارسة "اقصى درجات ضبط النفس".

وجاءت هذه الاشتباكات بعدما توعد باراك في مقابلة مع صحيفة واشنطن بوست بان تضرب اسرائيل مباشرة المؤسسات الحكومية اللبنانية اذا اطلق حزب الله صواريخ على مدن اسرائيلية.

واكد نائب الامين العام لحزب الله نعيم قاسم قبل ذلك ان الحزب الشيعي بات يملك "بنك اهداف اسرائيلية واسعا ودقيقا" لاستخدامه ضد الدولة العبرية في حال وقعت مواجهة جديدة بين الجانبين.

الامم المتحدة

من جهة اخرى قالت قوة الامم المتحدة لحفظ السلام في جنوب لبنان ( يونيفيل) ان الجنود الاسرائيليين كانوا يعملون على الجانب الاسرائيلي من "الخط الازرق" عندما نشب اشتباك مع جنود لبنانيين في اكثر الاشتباكات دموية الحدود بين البلدين منذ حرب 2006.

وفي دعم دبلوماسي لاسرائيل قالت يونيفيل ان الجنود الاسرائيليين كانوا يعملون في الجانب الاسرائيلي من "الخط الازرق" عندما وقع الاشتباك الحدودي.

وقال المتحدث العسكري باسم يونيفيل اللفتنانت كولونيل ناريش بهات "تأكدت يونيفيل... من ان الاشجار التي كان يقطعها الجيش الاسرائيلي موجودة جنوبي الخط الازرق على الجانب الاسرائيلي." وكان بهات يشير الى خط الحدود الذي رسمته الامم المتحدة بعد انسحاب الجيش الاسرائيلي من جنوب لبنان في 2000 .

وعقد اجتماع بين ضباط لبنانيين واسرائيليين وضباط من اليونيفيل. وقالت يونيفيل في بيان صدر عقب الاجتماع "جدد الطرفان كلاهما التزامهما بايقاف الاعمال العسكرية... وتعهدا بالعمل مع يونيفيل لضمان تفادي تكرار حوادث العنف في المستقبل." بحسب رويترز.

وقال الان لو روي قائد قوات حفظ السلام التابعة للامم المتحدة للصحفيين في نيويورك ان الاسرائيليين كانوا يقطعون اشجارا تقع جنوبي الخط لكنها شمالي جدار فني اقامته اسرائيل في منطقة متنازع عليها ليس عليها علامات بالقرب من الخط الازرق.

وأكد لو روي ان اليونيفيل أبلغت اللبنانيين بخطط الاسرائيليين وطلبت من الاسرائيليين السماح لليونيفيل بالاشراف على قطع الاشجار. ورفض الطلب.

وقال كولونيل اسرائيلي ان الحادث متعمد. وقال لصحفيين في شمال اسرائيل ان نيران قناص لبناني أصابت مباشرة قادة الكتيبة والسرية الذين كانوا يتابعون من على تل.

وصرح مارك ريجيف المتحدث باسم رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو بأن ما وصلت اليه اليونيفيل يتفق مع الموقف الاسرائيلي وهو أن "الهجوم اللبناني على قواتنا غير مبرر وحدث دون استفزاز."

وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الامريكية بي. جيه. كرولي "اطلاق النار من جانب قوات الجيش اللبناني لم يكن له ما يبرره على الاطلاق وغير ضروري."

شبكة النبأ المعلوماتية- السبت 14/آب/2010 - 3/رمضان/1431

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1431هـ  /  1999- 2010م