المياه الملوثة... ظاهرة دولية تتجاهل الحقوق الإنسانية

إعداد: احمد عقيل

 

شبكة النبأ: للإنسان حقوق خلقت معه وولدت حين أبصر النور في هذا العالم، وكل هذه الحقوق هي واجب الحصول عليها ولكنها في أكثر الأحيان تمنع مداولة هذه الحقوق من قبل أشخاص لا يحترموها او لا يكترثون لها، ولكنهم لا يعلمون ان عدم الشعور بالمسؤولية قد تؤدي الى فقدان أرواح الآخرين او تترك اثرا في حياتهم، وتمنعهم من الاستمتاع بحياتهم او الشعور بأبسط حق من حقوقهم وهو إنهم لا يجدون الإنسانية في التعامل .

خطر المياه

على هذا أكدت الجمعية العامة للأمم المتحدة الحق العالمي في المياه والصرف الصحي في قرار صدر عنها لكن اكثر من 40 دولة امتنعت عن التصويت قائلة ان القانون الدولي لا ينص على حق كهذا حتى الآن.

وقال مؤيدو القرار الذي صدر ان نحو 884 مليون شخص لا يتاح لهم الحصول على مياه شرب امنة بينما لا يحصل اكثر من 2.6 مليون على الصرف الصحي الاساسي ويموت حوالي 1.5 مليون طفل تحت سن الخامسة كل عام بسبب المياه والامراض المرتبطة بالصرف الصحي، وجاء في القرار غير الملزم الذي قدمته بوليفيا للجمعية العامة ان الحق في مياه الشرب النظيفة الامنة والصرف الصحي "حق انساني ضروري من اجل الاستمتاع بالحياة وجميع حقوق الانسان." بحسب البي بي سي.

ودعا بند وضع مسؤولية اصلاح الوضع على الدول الغنية الدول والمنظمات الدولية الى "زيادة الجهود" لتوفير مياه الشرب والصرف الصحي للجميع.

وحصل مشروع القرار على موافقة 122 صوتا دون معارضة اي دولة وامتناع 41 عن التصويت. ومعظم الممتنعين عن التصويت من الدول المتقدمة على الرغم من أن المانيا واسبانيا عضوتي الاتحاد الاوروبي صوتتا لصالح القرار.

وقالت الدول التي امتنعت عن التصويت إن خبيرة مستقلة هي المحامية البرتغالية كاتارينا دي البوكويركي ستقدم تقريرا لمجلس حقوق الانسان التابع للامم المتحدة ومقره جنيف العام القادم بشأن التزامات الدول ذات الصلة بالمياه والصرف الصحي.

مياه ملوثة

ويموت طفل كل 20 ثانية بسبب أحد الأمراض المنقولة عن طريق المياه، وهو ما يصل إلى 1.8 مليون طفل دون سن الخامسة سنوياً. جاء هذا الرقم المثير للفزع في تقرير جديد صادر عن برنامج الأمم المتحدة للبيئة أفاد أيضاً أنه يتم التخلص من ملايين الأطنان من النفايات الصلبة في مجاري المياه كل يوم مما يتسبب في تفشي الأمراض.

وفي هذا السياق، قال كريستيان نيلمان، المؤلف الرئيسي للتقرير أن "أكثر من ملياري طن من مياه الصرف الصحي تصب في مصادر مياهنا العذبة وفي المحيطات كل يوم وباستمرار".

وتتسرب المياه المستعملة، وهي خليط من المخلفات الزراعية والصناعية ومياه الصرف الصحي، إلى المياه الجوفية وتلوث مصادر مياه الشرب مثل الآبار في المناطق المنخفضة حيث يعيش الجزء الأكبر من سكان العالم.

وقال نيلمان أنه ينبغي أن تستثمر كل بلدان العالم ليس فقط في البنى التحتية لإدارة المياه المستعملة وإنما في الأنظمة الإيكولوجية أيضاً، كأن تقوم بإعادة زراعة أشجار المانغروف، مثلاً، التي كانت بمثابة مرشحات طبيعية في المناطق الساحلية. وقال أن "أكثر ما يثير القلق كمية النيتروجين والفوسفات التي تندثر مع المخلفات الزراعية، إذ تشير التوقعات إلى أن الفوسفات سينفذ في وقت قريب جداً".

وأوضح نيلمان أنه يتم جرف ما يقرب من نصف الفوسفات الزراعي المستخدم في كل موسم وينتهي به المطاف في الأنهار والمحيطات حيث يساهم في تزايد الطحالب التي يمكن أن تضر بالنظم البيئية والثروة السمكية. وأضاف أن محطات معالجة مياه الصرف ينبغي أن تكون متطورة بما يكفي لجمع الفوسفات والاستفادة منه.

وحث التقرير البلدان على وضع استراتيجيات وطنية ومحلية للتعامل مع المياه المستعملة والاستثمار في البنى التحتية لإدارتها.

بعض النقاط الواردة في التقرير:

• تنتج حوالي 90 بالمائة من حالات الإسهال التي تودي بحياة نحو 2.2 مليون شخص كل عام عن مياه الشرب غير المأمونة وقلة النظافة.

• أكثر من 50 بالمائة من حالات سوء التغذية في العالم ترتبط بالإسهال أو بالإصابة بالديدان المعوية.

• أكثر من نصف أسرّة المستشفيات بالعالم يشغلها أشخاص يعانون من أمراض مرتبطة بالمياه الملوثة.

• يفتقر ما يقرب من 900 مليون شخص لإمكانية الحصول على مياه الشرب المأمونة، كما يفتقر حوالي 2.6 مليار شخص لخدمات الصرف الصحي الأساسية. وتوجد أعلى نسبة من السكان الذين يعيشون دون مرافق الصرف الصحي الأساسية في جنوب آسيا (حوالي 221 مليون شخص) وإفريقيا جنوب الصحراء (330 مليون شخص).

• 90 بالمائة من مياه الصرف اليومية في البلدان النامية غير معالجة. ويأتي 80 بالمائة من التلوث البحري من اليابسة، معظمه من مياه الصرف الصحي، مما يتسبب في إتلاف الشعاب المرجانية ومناطق الصيد.  بحسب شبكة الأنباء الإنسانية "إيرين".

متى يصبح الماء آمناً؟

لا يوجد سوى القليل من المغاسل المخصصة لغسل اليدين في مراحيض المدارس في أفغانستان عادة ما تبقى الميكروبات المنقولة عن طريق المياه والمسببة للإسهال غير مكتشفة في مناطق العالم التي تعاني من أعلى معدلات الوفيات بين الأطفال دون سن الخامسة الناجمة عن العدوى المعوية.

ووفقاً لمنظمة الأمم المتحدة لرعاية الطفولة (اليونيسف)، فإن غياب القوانين الخاصة بسلامة المياه وعدم التنسيق بين الوزارات يمكن أن يعطي انطباعاً خاطئاً عن نوعية المياه.

وفي هذا السياق، أفاد رولف لوينديج، وهو خبير إحصاء في مجال المياه والصرف الصحي باليونيسف، أن "هناك تفسيرات مختلفة لسلامة المياه بين الوزارات [التي تعمل في مجال المياه]، مما يجعل من الصعب التوصل إلى نتيجة موحدة حول نوعية المياه". وأضاف أن الصنابير والآبار المغطاة والينابيع ومياه الأمطار تعتبر مصادر مياه "محسنة" و"آمنة" لكنها لا تضمن كون المياه صالحة للشرب. وقال أن "المياه المستخرجة من الآبار قد لا تكون مطابقة للمعايير الميكروبيولوجية وقد تسبب الوفاة".

ووفقاً لمنظمة الصحة العالمية، تساهم المياه الملوثة في حدوث أكثر من مليوني وفاة ناجمة عن الإسهال سنوياً بالإضافة إلى ملايين الحالات الأخرى من الأمراض المنقولة عن طريق المياه. بحسب شبكة الأنباء الإنسانية (إيرين) .

وقد قامت اليونيسف ومنظمة الصحة العالمية في عام 2004 بتقييمات سريعة للمياه في كل من بنجلاديش والصين وإثيوبيا والهند والأردن ونيكاراغوا ونيجيريا وطاجكستان، أظهرت أن مياه الأنابيب وحدها كانت قريبة من المبادئ التوجيهية الدولية لسلامة المياه. أما مصادر المياه الأخرى التي توصف بكونها "محسنة"، فإن نسبة توافقها مع المبادئ التوجيهية الدولية لسلامة المياه لم تكن تتعدى النصف.

كما قال لوينديج أن الوزارات العاملة في مجال المياه والصرف الصحي بحاجة إلى تحسين تنسيق بياناتها ومراقبتها لجودة المياه لمعرفة ما إذا كانت الاستثمارات تصل إلى أكثر الأشخاص حاجة إليها. وأشار إلى أن "هناك كمية هائلة من الأموال المستثمرة في تعزيز إمكانية الوصول [للمياه المأمونة ومرافق الصرف الصحي] ولكن هذه التحسينات لم تصل إلى الخمس الأفقر [20 بالمائة] من الناس".

في حين تفيد التقارير أن 84 بالمائة من الناس الذين يعيشون في البلدان ذات الدخل المنخفض يستخدمون مصادر مياه محسنة، وأن ثمانية من أصل 10 أشخاص ممن لا يحصلون على المياه يعيشون في المناطق الريفية، وفقاً لأحدث تقرير صادر عن منظمة الصحة العالمية واليونيسف حول المياه والصرف الصحي.

سلامة المياه

وحذر لوينديج من أنه لا يجب أن تؤدي البيانات إلى الرضا عن النفس مقدماً أوغندا مثالاً على ذلك. وجاء في قوله أن "البلاد أنجزت تحسينات هائلة أدت إلى زيادة نسبة الوصول إلى مصادر المياه المحسنة في المناطق الريفية من 40 إلى 60 بالمائة بين عامي 1990 و2006. ولكن من حيث الأرقام [وبسبب النمو السكاني] هناك 500,000 شخص في المناطق الريفية لا يستطيعون الحصول على مياه شرب مأمونة. فالتحسن النسبي لا ينفي وجود المعاناة وهناك دائماً المزيد الذي يمكننا القيام به". وتوصي منظمة الصحة العالمية أن تقوم البلدان بتطوير خطط لسلامة المياه وهيئات تنظيمية لضمان الوصول إلى المياه الصالحة للشرب والتأكد من سلامتها أيضاً. بحسب شبكة الأنباء الإنسانية (إيرين) .

وتقتضي الأهداف الإنمائية للألفية في مجال المياه خفض عدد السكان المحرومين من الحصول المستدام على مياه الشرب المأمونة ومرافق الصرف الصحي الأساسية بنسبة النصف بحلول عام 2015، ولكن لا توجد أية اتفاقات ملزمة عالمياً بخصوص سلامة المياه. غير أن منظمة الصحة العالمية قامت بإصدار مبادئ توجيهية لتشجيع الحكومات على أن الالتزام بها وفقاً لإمكانياتها.

واختتم لوينديج متسائلاً: "ما جدوى البيانات في غياب العمل؟ نحن نقوم بالمراقبة من أجل العمل. فالمعرفة تقتضي العمل بناء عليها.. لا يمكن للناس أن يعيشوا بدون ماء ولكنهم قد يموتوا بسببه أيضاً".

"دودة غينيا"

في سيق متصل منذ عام 1980، تم القضاء على واحد من أكثر الأمراض فتكا، وانتهى من على وجه، وهو الجدري، بينما يعتقد مسؤولو الصحة أن مرض "دودة غينيا،" سيلحق بالجدري ويختفي نهائيا.

ويأمل مسؤولو الصحة العامة في أن يتم القضاء على هذا المرض النادر، الذي يظهر الآن في الصحراء الكبرى بأفريقيا، بحلول عام 2015، وتظهر الأرقام أن نحو 85 في المائة من الثلاثة آلاف حالة المصابة به حول العالم توجد في جنوب السودان، بينما النسبة المتبقية في غانا وإثيوبيا ومالي.

ويقول الدكتور آي هندرسون الذي أدار حملة منظمة الصحة العالمية للقضاء على مرض الجدري من عام 1966 إلى عام 1977، إن وجود "لقاح فعال عامل رئيسي في القضاء على هذه المرض."

ويضيف هندرسون، وهو الآن أستاذ الطب والصحة العامة في جامعة بيتسبرغ "جرعة واحدة من اللقاح كانت كافية لحماية 100 في المائة من الذين تلقوا المطعوم، ووفرت لهم حماية لمدة 10 سنوات.. الجدري أسوأ مرض.. لذلك كان كثير من الناس والحكومات يريدون التخلص منه." بحسب السي ان ان .

وتقول الأمم المتحدة إنه يمكن القضاء على "دودة غينيا،" وبفضل إتباع نهج شامل في الوقاية، ‏ساعدت اليونيسف على الحد من الإصابة بهذا المرض، بحيث أصيب 14 شخص فقط في عام 2007، ‏وثلاثة أشخاص فقط منذ تشرين الثاني/نوفمبر 2008، جاءت إحداها من مالي. ‏

وتنتشر الإصابة بمرض دودة غينيا إلى درجة كبيرة بسبب المياه الملوثة وغير الصالحة للشرب، ويركز حالياً مشروع استئصال دودة غينيا على تقديم موارد ماء نظيفة.

مساعدات مائية

في السياق ذاته تحصل تشاد على مساعدات مائية بقيمة 3 دولارات للفرد الواحد سنوياً مقابل حصول الأردنيين على 500 دولار للفرد سنوياً، حسب منظمة واتر إيد

في عام 2000، تعهد العالم أن يتمكن نصف الأشخاص الذين يفتقرون لمياه الشرب المأمونة ومرافق الصرف الصحي الأساسية، البالغ عددهم 2.6 مليار شخص، من الحصول عليها بحلول عام 2015. ولكن الدول الفقيرة ستحتاج لحوالي 18.4 مليار دولار إضافية سنوياً لبلوغ هذا الهدف الإنمائي للألفية الذي يبدو أنه لن يتحقق سوى بحلول عام 2200 إذا ظلت الأمور على هذه الوتيرة.

ففي عام 1997، ذهب 8 بالمائة من مجموع مساعدات التنمية للمياه والصرف الصحي، ثم انخفضت هذه النسبة إلى 5 بالمائة في عام 2008، وهو أقل من الالتزامات في مجال الصحة والتعليم والنقل والطاقة والزراعة، وفقاً لتقرير التقييم السنوي العالمي للصرف الصحي ومياه الشرب الصادر عن منظمة الأمم المتحدة لرعاية الطفولة (اليونيسف) ومنظمة الصحة العالمية.ولم تتعهد وزارة التنمية الدولية البريطانية، سوى بـ 2.7 بالمائة من التمويل اللازم لهذا القطاع خلال عامي 2008 و2009.

علاوة على ذلك، ذهب الجزء الأكبر من هذه المساعدات العالمية للبلدان المتوسطة الدخل في حين لم تحصل البلدان ذات الدخل المنخفض سوى على 42 بالمائة منها، حسب منظمة واتر إيد WaterAid، وهي منظمة غير حكومية دولية تعمل على توفير فرص الحصول على المياه النظيفة والصرف الصحي والتثقيف الصحي. وأوضح رئيس قسم السياسات بالمنظمة هنري نورثوفر أن "التقدم البطيء الذي تحرزه الجهات المانحة على الصعيد العالمي يتسبب في عرقلة تقدم جميع الأهداف الإنمائية للألفية، بما في ذلك معدل وفيات الأطفال والتحاق الفتيات بالمدارس الابتدائية".بحسب شبكة الأنباء الإنسانية (إيرين).

مضيفا أن "الصرف الصحي هو تدخل إنمائي يحقق أكبر عائدات للصحة العامة، ولكن يصعب العثور على متبرع واحد يعطي الأولوية للصرف الصحي في البلدان ذات الدخل المنخفض". وعادة ما يضع الفقراء في زامبيا وأوغندا ونيجيريا والكاميرون المياه النظيفة في مقدمة أولوياتهم في تقييمات الفقر. وعلق نورثوفر على ذلك بقوله: "نعتقد أن جزءاً من السبب وراء عدم الإنصات للفقراء عندما يضعون باستمرار المياه أولاً يرجع لكون النساء هن اللواتي يتحملن بشكل أكبر عبء جلب المياه كل يوم، وعادة ما يتم تجاهل أصواتهن".

وعلى ذلك سيقام أول اجتماع رفيع المستوى" للمياه والصرف الصحي في واشنطن بالولايات المتحدة سيحضره وزراء وصناع السياسة من 30 دولة ، حيث سيناقشون الإجراءات المالية والسياسية اللازمة لتسريع توفير إمدادات المياه والصرف الصحي.

وستدعو المنظمات غير الحكومية الحكومات لعكس اتجاه تبرعاتها الحالية للمياه والصرف الصحي بحيث يتم تخصيص 70 بالمائة من معونات المياه لصالح البلدان المنخفضة الدخل. كما ستدعوها للانضمام لمبادرة "المياه والصرف الصحي للجميع" التي أطلقتها بعض الحكومات والمصارف المتعددة الأطراف ومنظمات الأمم المتحدة والمنظمات غير الحكومية العاملة في المياه والصرف الصحي في أبريل الماضي بهدف تحسين الأداء الضعيف في هذا القطاع.

وفي هذا السياق، قال ممثل إحدى الجهات المانحة طلب عدم الكشف عن هويته أن "التحدي يكمن في التأكد من أن يتم التركيز على أشد البلدان فقراً حيث أن النسبة الحالية ليست مرتفعة بما فيه الكفاية. يمكننا جميعاً أن نقوم بالأفضل عبر استهداف مواردنا".

وقال نورثوفر أن غياب الالتزام من قبل الجهات المانحة "يشكل أحد أعراض مشكلة أكبر في نظام المساعدات....فقد وجهت الجهات المانحة تمويلها نحو الأمراض أو مجالات التنمية التي تفضلها بشكل خاص بدلاً من اتباع الأدلة أو ما يراه الفقراء مهماً". وأضاف أن أحد العوامل التي قد تفسر حصول البلدان المتوسطة الدخل على معظم المساعدات يكمن في أن لديها القدرة الأكبر لاستيعابه.

وأشار نورثوفر إلى أن حكومات البلدان النامية كثيراً ما تغفل عن إعطاء الأولوية للمياه والصرف الصحي، ولكن هذا يمكن أن يرجع لتحديدهم للأولويات حسب ما تراه الجهات المانحة. غير أن ممثل الجهة المانحة أفاد أن الممولين يغيرون نهجهم وأن المساعدات المخصصة للقطاع تتزايد الآن.

المياه في الرياض

من جانب اخر تفاجأ أهالي أحد أحياء العاصمة السعودية الرياض بخطابات استدعاء تحت أبواب منازلهم تضمنت دعوتهم لعمل فحوصات طبية للتأكد من سلامتهم من تلوث بكتيري طال شبكة المياه العامة في المنطقة.

وذكرت صحيفة "الرياض" ، إنه وسط المخاوف التي سرت بين أوساط أهالي حي الربيع شمال الرياض من اختلاط مياه الصرف الصحي بمياه الشبكة العامة عزا استشاري في التغذية العلاجية تلوث مياه الشرب ببكتيريا القولون البرازية إلى تلوثها عبر الصرف الصحي.

ووفقاً للصحيفة السعودية، يأتي هذا في وقت اعترفت فيه مديرية الشئون الصحية بتلوث مياه الشبكة العامة، وذلك عبر خطاب رسمي، وزعته تحت أبواب السكان القاطنين في المنطقة 8/56 في حي الربيع. وذكرت "الرياض" أنه وفقاً للخطاب الذي حصلت على نسخة منه وتوثقه بالنشر للقارىء، فإن المديرية لم تشدد في خطابها على حضور الأهالي بعد أن دعت قاطني المنطقة المتضررة بمراجعة المركز في أقرب فرصة، وذلك للتأكد من سلامتهم وأبنائهم بعد عمل الفحوصات اللازمة. وكان بالأحرى بمديرية الشئون الصحية زيارة الأهالي في منازلهم وتحذيريهم شفهيا بمخاطر الميكروب الخطر وذلك للحد من المضاعفات الصحية التي قد يسببها الملوث الذي طال الشبكة العامة للمياه قبل أن يستفحل وضعه الحالي.

وقال الدكتور خالد المدني استشاري التغذية العلاجية إن ظهور البكتيريا البرازية "إيشيريشيا كولاي" في المياه دليل على تلوث تلك المياه بالصرف الصحي. وأضاف، إن "إيشيريشيا كولاي من البكيتريا المستوطنة طبيعياً في الأمعاء الغليظة لكن ظهر مؤخراً تغير في التركيب الجيني لها وظهرت سلالات جديدة أدت إلى ظهور سلالة جديدة من هذا الميكروب والذي يؤدي إلى تسممات غذائية".

وتابع المدني قوله، "البكتيريا القولونية مستوطنة في الأمعاء الغليظة، وإذا انتقلت إلى أجزاء أخرى من أنسجة جسم الإنسان غير الأمعاء الغليظة تتسبب في مشكلات صحية موضحاً "تكمن خطورتها في نسبة وجود البكتيريا في المياه، أي أن المخاطر الصحية تحكمها الجرعة، وتتسبب في حدوث مشكلات صحية من أبرزها حدوث إسهال ومغص واضطرابات في الجهاز الهضمي".

شرب السوائل يتسبب بنشوء الأمراض

في حين أكدت دراسة صحية تشيكية أن نظام شرب السوائل يتسبب بنشوء 6 بالمئة من الأمراض التي يتعرض لها الإنسان وأن الأمر لا يتعلق فقط بنوعية السوائل التي يتم شربها وإنما بكميتها.

وقال الدكتور يوزيف ياركوفسكي إن جسم الإنسان يحتاج يوميا إلى ليترين ونصف الليتر من السوائل في حين يحتاج إلى كمية أكبر خلال فترة الحر وأثناء ممارسة الرياضة أو بذل الجهد العضلي. وأضاف ياركوفسكي إن قلة شرب السوائل أو كثرتها تظهر من خلال لون البول فإذا كان أصفرا غامقا فأن ذلك يعتبر إنذارا بأن الجسم تتدفق إليه سوائل قليلة.

موضحا في الوقت ذاته أن الجسم يتألف بنسبة 70 بالمئة من الماء غير أنه يفقده إما نتيجة للتبخر أو التنفس محذراً من أن شرب الماء بعد الشعور بالعطش هو أمر سييء لأنه يسبقه الشعور بصداع في الرأس وضعف التركيز. بحسب الوكالة العربية السورية للأنباء.

مؤكدا أن شرب الماء يجب أن يكون متوازنا خلال النهار ويمتد على مختلف ساعاته مشيرا إلى أن الماء يجب أن يشكل الأساس في السوائل المشروبة. ونصح ياركوفسكي بشرب الماء مع عصير الليمون صباحا بعد الاستيقاظ مباشرة لأنه ينعش الجسم ويقلع بنظام الجهاز الهضمي موصيا بشرب كأس من الماء مع كل قدح من القهوة أو كأس من الشاي الأسود وبأن يكون الماء جزءا من نظام الطعام اليومي لأنه يكمل الفطور والغداء والعشاء. وأشارت الدراسة إلى أن جسم الإنسان يحصل على السوائل أيضا من الخضار والفواكه المختلفة.

شبكة النبأ المعلوماتية- الأربعاء 11/آب/2010 - 30/شعبان/1431

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1431هـ  /  1999- 2010م