الفياغرا تقتل الإنسان وتجهض الحب

 

شبكة النبأ: بعد أن حققت الفياغرا النجاح الواضح في دول العالم لحل مشاكل الرجال الجنسية، نراها اليوم تستخدم وبشكل غير منطقي حتى لمن لا يعانون من هذه المشاكل، والأكثر من هذا انها ومثل ما يطلق عليها (الحبة الزرقاء) قد تكون (حبة وردية) وهي للنساء، ولكن رغم كل هذا فأن متعة العلاقات الحميمية هو وجود الحب والتجاذب ما بين الجنسين وهذا هو اساس مفهوم العلاقات، لكن الحبة الزرقاء قد تكون أحيت بعض العلاقات الجنسية ولكنها قتلت الحب في هذه العلاقات وحولت الإنسان الى آلة .

25 مليون رجل

حيث ان عقار "فياغرا" ما يزال يشغل بال الكثيرين بالرغم من احتفاله بمرور عقد من الزمن على طرحه في الأسواق الذي يحب البعض إطلاق اسم "الحبة الزرقاء" عليه، وتفيد إحصائيات حديثة أن 25 مليون رجل حول العالم يدينون للعقار بالاستقرار الذي تعيشه حياتهم الزوجية والجنسية، بعد أن منحهم "قدرات" اعتقدوا أنهم فقدوها إلى الأبد.

غير أن البعض يشير إلى أن مستخدمي العقار لم يفلتوا من "همزات ولمزات" زوجاتهم، كما أن ممارستهم للجنس أخذت طابعاً آلياً، بعيداً عن المشاعر الحقيقية.

ويقول الدكتور أروين غولدشتاين، مدير قسم العلاج الجنسي في مستشفى ألفارادو بولاية كاليفورنيا، إن اختراع عقار فياغرا أشبه بـ"انفجار نووي،" لأنه وفّر فرصة ظهور ما يمكن تسميته "الطب الجنسي"، وحطّم المحظورات الاجتماعية.

واعتبر غولدشتاين أن الفياغرا هي أبرز عقار يقدّم في عالم العلاقات الجنسية منذ طرح حبوب منع الحمل في العقد السادس من القرن الماضي.

فقبل ظهور العقار، كانت الأحاديث حول العجز الجنسي أو مشاكل الانتصاب لدى الرجال تدور خلف جدران مغلقة، غير أن ظهور "الحبة الزرقاء" حولت الموضوع إلى شأن اجتماعي عام لا يسبب الخجل فحسب، بل أن الكثير من المشاهير اندفعوا للظهور في إعلانات تسويقية له. بحسب السي ان ان.

أما الدكتور إيرا شارلب، الناطق باسم الجمعية الأمريكية لطب المسالك البولية، فقد قال إن الفياغرا هي: "واحدة من أكبر الخطوات الثورية على صعيد الصحة الجنسية،" واضعاً إياها في سياق التغييرات الاجتماعية للنظرية حول العملية الجنسية، والتي بدأت مع عالم النفس المعروف، سيغموند فرويد. مضيفا إن العقار "منح حياة جديدة للأشخاص الذين حُرموا في السابق من المتعة الحميمة."

وكان الأطباء، قبل اختراع الفياغرا، يوصون بعلاجات معقدة للمساعدة على تحقيق الانتصاب، بينها حقن تستخدم في القضيب أو أدوات مثل المضخات الفراغية، غير أن تلك الوسائل كانت صعبة الاستخدام، إلى جانب أنها كانت غير ممكنة لمرضى السكري وسرطان البروستات والكوليسترول وأمراض أخرى.

غير أن الدكتور كريس ستيدل، حذّر من تأثير العقار على مرضى القلب، وذلك بمعنى أن عدم الانتصاب قد يكون مؤشراً على وجود مشكلة في عضلة القلب، واعتماد الفياغرا لحل المشكلة سيقود إلى تجاهل تلك المشكلة وتعريض المريض لمخاطر ناجمة عن جهله بوضعه الصحي.

أما غيرالد ميلخيود، وهو طبيب نفسي من ولاية تكساس الأمريكية، فقد أشار إلى أن العقار خلق بعض التعقيدات على صعيد العلاقة الجنسية، وخاصة لدى عدد من الرجال الذين شعروا بالنقص أمام نساء أقمن علاقة معهن باستخدام الفياغرا.

كما أضاف أن بعض النساء بالمقابل قد تنتابهن مشاعر سلبية بسبب تناول أزواجهن للعقار، إذ أن ذلك سيدفعهن للتساؤل حول ما إذا كن قد فقدن جاذبيتهن، إلى جانب الإحساس بأن العملية الجنسية باتت آلية وخالية من المشاعر الرومانسية، وذلك أن الانتصاب يتحقق بمجرد تناول حبة دواء.

ويذكر أن الفياغرا يعمل عبر زيادة ضخ الدم في الشرايين، خاصة تلك المحيطة بمنطقة العانة، الأمر الذي يسهّل الانتصاب، وبخلاف ما يعتقده البعض، فإن 25 في المائة من المرضى قالوا إنهم لم ينالوا النتائج المطلوبة بعد استخدامه.

حاسة السمع

فيما يبدو أن حبة العجائب "فياغرا،" لها الكثير من الآثار الجانبية، كالصداع واحمرار الوجه وآلام المعدة، واستمرار الانتصاب لأكثر من أربع ساعات، لكن باحثين يقولون إن الأخطر من ذلك هو أن الحبة الزرقاء قد تسبب فقدان السمع.

وأجرت جامعة ألاباما في بيرمنغهام بحث على نحو 11500 مشارك، إن هناك علاقة بين فقدان السمع طويل الأمد، وتعاطي دواء "فياغرا.

ووجد الباحثون إن الرجال الذي اشتكوا من مشاكل في السمع، كانوا أكثر استخداما بنحو الضعف، لأدوية معالجة مشاكل واضطرابات الانتصاب مثل "فياغرا،" قائلين إن المسألة ربما لها علاقة بتزايد ضخ الدم الذي يحفزه الدواء.

وساعد "فياغرا،" ملايين الرجال ممن يعانون العجز الجنسي، لكنهم يعانون الأعراض الجانبية لأدوية العجز، كالصداع واضطرابات النظر بالإضافة إلى عدد آخر من الأعراض الخطيرة.

وفي سبتمبر/أيلول الماضي، قال علماء إنهم يعكفون على تطوير كريم يمسح على الجلد للمساعدة في الانتصاب له ذات مفعول الفياغرا، لكن دون الأعراض الجانبية التي تتسبب بها الحبة الزرقاء.

ويعمل فريق من الباحثين من جامعة "يشيفا" في نيويورك، على إيجاد وسيلة لتخفيف الآثار الجانبية للفياغرا، وذلك عن طريق عقار بجزئيات دقيقة للغاية تدهن به المنطقة المتأثرة.

ويخطط العلماء لإجراء تجارب على العقار في البشر، إلا أنهم حذروا من أن الأبحاث قد تستغرق وقتاً، قد يصل إلى 10 سنوات، قبيل طرحه في الأسواق، حسب الدراسة التي نشرت في دورية "الطب الجنسي."

في الوقت نفسه اثبت مجموعة من الأطباء أن للحبة الزرقاء فائدة اخرى فهي تساعد الرياضيين ايضا ، وذلك بحسب ما ذكرته وكالة السي ان ان حيث ان هذه الحبة تقوم بتحسين ادائهم وذلك بتقوية سعة الرئة .

حيث أُثبت علمياً كيفية تأثير الفياغرا على الجسم وذلك بتوسيع الأوعية الدموية، وهو ما قد يحسن الأداء الرياضي، وتعرف الفياغرا أيضاً باسم ’سيلدنافيل‘ وهي مادة استخدمت كذلك من قبل في فرق كرة القدم في أمريكا الجنوبية وبعض راكبي الدراجات لأنها ليست مادة ممنوعة."

زرقاء وردية

الى ذلك ينظر العلماء حالياً في إنتاج حبة وردية اللون تشابه تلك الزرقاء المخصصة لمعالجة العجز الجنسي للرجال، لعلاج الاضطرابات الجنسية لدى فئة النساء.

ويقول باحثون إن ثلاثة عقاقير مستخدمة لعلاج العجز الجنسي للرجال أظهرت فعاليتها، وباختلاف طفيف، لدى النساء، مما قد يتيح للعلماء فرصة إعادة إنتاج عقار مخصص لمعالجة البرود أو الاضطرابات الجنسية بين الجنس اللطيف.

وقال الباحث كيان الأحداداي، عالم الأوعية الدموية بكلية طب جورجيا في أوغوستا: "نقوم بالعمل على نحو كاف فيما يتعلق والعجز الجنسي للرجال، وأثناء اجتماعاتنا برز سؤال لماذا نتحدث فقط عن جانب الذكور وليس النساء."

وأضاف الاحداداي: "ان ما بين 40 إلى 60 في المائة من النساء يعانين من اضطرابات جنسية." بحسب السي ان ان.

ولحظ فريق البحث أن تأثير مماثل لكل من "فياغرا - Viagra" و"لفيترا- Levitra" و"كياليس- Cialis"، على ذكور وإناث فئران المختبرات.

وأردف الأحدادي "التجربة أظهرت أننا بحاجة لإجراء المزيد من التحقيقات لتأثيرها على النساء وإدخال تعديلات طفيفة قد تجعل من تلك المكونات أكثر فعالية لنساء يعانين من هذه الاضطرابات."

ويعتقد العلماء أن الاضطرابات الجنسية بين النساء ربما لها ذات الجذور، مما قد يتيح علاجها بنفس الأدوية المعالجة للعجز الجنسي للرجال، وتعمل على كبح جزئيات تعرف بـPDE5، وتمديد الأوعية الدموية للسماح بالتدفق الدموي السريع.

وأختبر الفريق العلمي مفعول PDE5 على فئران المختبرات: 10 ذكور و12 أنثى، ومن ثم راقبوا تأثيرها على أوعيتهم الدموية الداخلية، التي تزود القضيب والمهبل والبظر بالدم.

ولحظوا تأثير العقاقير الثلاثة على تمديد الأوعية الدموية الداخلية في الأعضاء التناسلية لدى الجنسين، على حد سوا، رغم أن عقار "لفيترا" كان أكثر فعالية على الذكور، فيما استجابت أوعية الإناث بشكل أقوى للفياغرا.

وحول تجارب فياغرا على النساء، قال الأحدادي: "كانت مخيبة للآمال للغاية.. عملنا أثبت أن ما يصلح للرجال لا يعني أن له ذات المفعول على الإناث."

شبكة النبأ المعلوماتية- الاثنين 9/آب/2010 - 28/شعبان/1431

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1431هـ  /  1999- 2010م