
شبكة النبأ: تشعر السعودية بقلق
متنامي حيال موضوعات متعدد منها مايسمى بالخطر الايراني ووجود تنظيم
القاعدة وكذلك قلق حول جدوى تأثيرها في دول المنطقة كما تسعى الى أن
تلعب دورا أكبر في العراق خلال فترة الجمود السياسي ولمساعدة الشركات
السعودية على اللحاق بمنافسين اقليميين في اقتحام السوق.
العراق
حيث تأمل الرياض الا يعود رئيس الوزراء الشيعي نوري المالكي لقيادة
الحكومة الجديدة بعدما أسفرت الانتخابات غير الحاسمة عن فراغ في السلطة
وذلك لاعتقاد السعودية بانه قريب اكثر من اللازم من القيادة الشيعية في
ايران.
وقال المحلل السياسي السعودي خالد الدخيل يشعر السعوديون ان المالكي
رجل ايران. يبدو لي ان الملك (عبد الله بن عبد العزيز) لا يريد فتح
سفارة طالما المالكي موجود. ينتظر رئيس وزراء او حكومة اخرى. بحسب
رويترز.
وتحاول أكبر دولة مصدرة للنفط في العالم احتواء النفوذ الاقليمي
لايران التي تحظى بمكانة لدى الاغلبية الشيعية في العراق وتشارك
الولايات المتحدة مخاوفها بشأن سعي ايران لتطوير اسلحة نووية وهو ما
تنفيه طهران.
ويقول تيودور كاراسيك من معهد الشرق الأدني والخليج للتحليلات
العسكرية في دبي الآن مع اقتراب الانسحاب الامريكي سيرغب السعوديون في
ضمان الا يحقق الايرانيون اي مكاسب استراتيجية او تكتيكية او سياسية.
وقال دبلوماسيون ومحللون أن السعودية أشارت بالفعل لرغبتها في
الاضطلاع بدور أكثر نشاطا في العراق جارها الشمالي المنتج للنفط.
واستقبلت الرياض عددا من الزائرين العراقيين وسمحت برحلات طيران
مباشرة بين البلدين بعد توقف دام 20 عاما فيما نمت التجارة.
وحسب وسائل الاعلام العراقية يناقش الجانبان اتفاقا امنيا اذ تخشى
الرياض ان يرسل تنظيم القاعدة مقاتلين عبر الحدود المشتركة النائية
التي تمتد لمسافة 812 كيلومترا والتي استغلها السعوديون ايضا للانضمام
للمقاتلين في العراق.
ورفضت الرياض دعوات امريكية لافتتاح سفارة في بغداد حتى بعد ايفاد
العراق سفيرا للسعودية عام 2009 كما رفضت اعفاء العراق من سداد قروض
ضخمة حصل عليها صدام لتمويل حربه ضد ايران في الفترة من عام 1980 الى
1988 .
وقال محللون ودبلوماسيون يتخذون من السعودية مقرا لهم ان الرياض
الحليف القوي للولايات المتحدة ربما تستأنف علاقات طبيعية مع بغداد اذا
لم يرأس المالكي الحكومة العراقية المقبلة.
وذكر دبلوماسيون ان السعودية قلقة ازاء فشل الاحزاب العراقية في
الاتفاق على حكومة جديدة عقب الانتخابات البرلمانية التي جرت في السابع
من مارس اذار والتي لم تسفر عن فائز واضح فيما تسحب الولايات المتحدة
قواتها وتستمر التفجيرات.
وفي الشهر الماضي حثت الحكومة السعودية الاحزاب السياسية في العراق
على الاسراع بتشكيل حكومة لتحسين الاستقرار والامن.
وذكر دبلوماسيون أن العاهل السعودي الملك عبد الله وغيره من كبار
المسؤولين السعوديين استقبلوا ساسة عراقيين منذ انتخابات مارس واشاروا
لاحتمال عودة العلاقات لحالتها الطبيعية اذا لم يرأس المالكي الحكومة
المقبلة واذا كانت غير مقربة من ايران وكان للسنة رأي فيها.
وأعلنت السعودية انها ستعيد فتح سفارتها في بغداد حين تسمح الظروف
الامنية ولكن المسؤولين اوضحوا مرارا انهم لا يحبون المالكي.
وقال دبلوماسي غربي بالنسبة للسعوديين يتوقف الامر على بقاء المالكي
من عدمه. اذا ذهب وكانت الحكومة المقبلة اقل موالاة لايران تختلف قواعد
اللعبة.
ويقول بعض الدبلوماسيين ان السعودية ربما تحاول استغلال ما يبدو من
ضعف ايراني بسبب العقوبات الجديدة التي تفرضها الامم المتحدة مستغلة
قوتها الاقتصادية وعارضة مساعدات اقتصادية.
ويفتح تحسن العلاقات الباب امام انفاق الشركات السعودية مليارات
الدولارات للتوسع اقليميا واستكشاف سوق بكر في العراق الذي يسكنه 30
مليون نسمة والذي بدأت تتسلل اليه بالفعل شركات من تركيا والامارات
وايران.
وقال حميد فاضل المحلل بجامعة بغداد ان الرياض تريد تعاونا امنيا مع
العراق وقال "ثمة مصالح مشتركة بين العراق والسعودية في عدة مجالات مثل
الامن .. والتعاون الاقتصادي" كما أشار للسياسة النفطية.
وبدأ اهتمام الشركات السعودية يتنامى ففي يوليو تموز بدأت شركة
طيران سعودية أول رحلات طيران مباشرة في نحو 20 عاما.
وقال محللون ان منتجات شركات المواد الغذائية السعودية مثل المراعي
تباع في العراق رغم ان معظم الصادرات تأتي عن طريق الاردن او الكويت
لان المعبر الحدودي الوحيد بين البلدين مغلق مما يزيد تكلفة السلع
السعودية عن تلك التركية الاكثر انتشارا.
ويقول جون سفاكياناكيس كبير الاقتصاديين بالبنك السعودي الفرنسي "العراق
سوق يمكنه ان يتيح زيادة بين 15 و20 في المئة في حجم المبيعات اذا
حققنا أقصى استغلال للامكانات" واشار للطلب على الصلب والمواد الغذائية
والآلات ومواد البناء.
لبنان
أما على صعيد العلاقات الخارجية حاولت السعودية وسوريا تهدئة التوتر
في لبنان بشأن توجيه اي اتهامات لعناصر من حزب الله في اغتيال رئيس
الوزراء اللبناني الاسبق رفيق الحريري لكنهما اختلفتا حول محكمة شكلتها
الامم المتحدة لمحاكمة المشتبه بهم.
وهدأت الزيارة التي قام بها العاهل السعودي الملك عبد الله والرئيس
السوري بشار الاسد من المعارك الكلامية بين الفصائل اللبنانية بشأن رفض
زعيم حزب الله حسن نصر الله للمحكمة بوصفها "مشروعا اسرائيليا".
غير ان السعودية وسوريا تدعمان فصائل لبنانية متناحرة - وهذا أحد
أوجه صراع أوسع نطاقا على النفوذ الاقليمي بين المملكة التي يحكمها
السنة وايران الشيعية.بحسب رويترز
وبالنسبة للرياض أظهرت الزيارة التي قام بها الزعيمان لبيروت أن
الاسد قد يبتعد عن ايران حليفته غير العربية ربما مقابل اطلاق يد دمشق
في لبنان الذي انسحبت منه القوات السورية عام 2005 بعد موجة غضب
لبنانية وغربية بشأن اغتيال الحريري.
وتحاول السعودية حليفة الولايات المتحدة التي يقلقها نفوذ ايران
المتزايد منذ حرب العراق عام 2003 وصلات طهران بسوريا وحركة المقاومة
الاسلامية الفلسطينية (حماس) طوال عامين اقناع دمشق بتحجيم تحالفها مع
طهران.
وقال الكاتب السعودي المتخصص في الشؤون السياسية خالد الدخيل "السعوديون
والسوريون متوافقون بشأن العراق اكثر من توافقهم بشأن لبنان... لا تريد
الدولتان رئيس وزراء مدعوما من ايران (في بغداد). كما أنهما لا تريدان
أن تهيمن ايران على العراق لان هذا سيضعفهما.
ويرصد بعض المحللين العرب مثل مصطفى العاني من مركز الخليج للابحاث
ومقره دبي تغيرا طفيفا في وضع سوريا.
وقال العاني السوريون يتحولون من العلاقات الاستراتيجية مع ايران
الى العلاقات الطيبة" مضيفا أن زيارة الاسد تمثل اقرارا مجددا بسيادة
لبنان.
وأضاف أحجم السوريون دوما عن الاعتراف باستقلال لبنان. السعوديون
نجحوا حتى الان في وضع السياسة السورية تجاه لبنان على المسار الصحيح...من
خلال تغيير علاقة تعتبر فيها سوريا نفسها السيد."
وأصلح رئيس وزراء لبنان سعد الحريري الذي كان يتهم السوريين بالضلوع
في اغتيال والده العلاقات مع الاسد الذي وسع بالتالي نطاق حواره مع
المفاوضين اللبنانيين. ويرى بعض المحللين أن هذا سيؤدي الى تمييع وضع
حزب الله المميز في دمشق.
وقال بول سالم رئيس مركز كارنيجي في الشرق الاوسط ان العلاقة بين
الاسد والحريري الان قوية. وأضاف هذا مثار قلق بالنسبة لحزب الله لانه
صديق سوريا الرئيسي في لبنان. الان أصبح لدى سوريا صديقان رئيسيان على
الاقل.
وفي لبنان يختلف الاسد مع الملك عبد الله بشأن المحكمة التي أنشأتها
الامم المتحدة والتي لم يرد ذكرها في بيانهما المشترك ببيروت على الرغم
من أن هذا كان سبب زيارتهما للبلاد.
وتدعم السعودية وحلفاؤها في لبنان وأبرزهم رئيس الوزراء الحالي ابن
الحريري الراحل المحكمة التي يوجد مقرها في لاهاي. والرياض من بين
المساهمين الرئيسيين في ميزانيتها.
وكان محققو الامم المتحدة قد أشاروا في البداية الى ضلوع سوريا في
اغتيال الحريري. ونظرت دمشق دوما الى المحكمة بارتياب ووصفتها بأنها
ذات دوافع سياسية. ويقول مسؤولون ان توجيه اي اتهامات لحزب الله سيكون
معناه استهداف سوريا.
وربما تكون الوساطة السعودية السورية قد أرجأت أزمة سياسية في لبنان
لكنها ما زالت تلوح في الافق نظرا لان حكومة الوحدة التي يرأسها
الحريري تعتمد على دعم حزب الله.
ويخيم نزاع أعمق على وضع حزب الله بوصفه الجماعة الوحيدة التي سمح
لها بالاحتفاظ بسلاحها بعد الحرب الاهلية التي استمرت من عام 1975 الى
عام 1990 .
ويقول حزب الله ان ترسانته ضرورية لتحرير ما تبقى من جيوب من
الاراضي التي يطالب بها لبنان وللدفاع عن البلاد الى جانب الجيش في
مواجهة اي هجوم اسرائيلي.
وسلط الضوء على خطر أن يكون لبنان نقطة الاشتعال لحرب جديدة بالشرق
الاوسط حين اشتبك الجيش اللبناني مع القوات الاسرائيلية على الحدود في
أسوأ أعمال عنف منذ الحرب التي دارت بين اسرائيل وحزب الله عام 2006 .
ولم يتضح بعد ما اذا كانت مطالبة السعودية لسوريا بممارسة نفوذها
على حزب الله لتخفيف حدة مواقفه ستأتي بثمارها.
وقال سالم مدير مركز كارنيجي السعودية ستحث سوريا على لعب هذا الدور.
اذا نجحت بدرجة ما سيقوي هذا العلاقات بين (سوريا والسعودية) لان هذا
سيظهر أن السوريين قادرون على تحقيق المطلوب.. لكنهم قد يفشلون تماما.
المخاطر داخلية
من جهة أخرى تواجه السعودية معضلة اصلاح نظام الملكية المطلقة مع
الحد في الوقت نفسه من نشاط قوى التشدد الجهادية وكل هذا في الوقت الذي
تلوح فيه أسئلة بشأن الخلافة في الحكم. وينبغي للرياض في هذه العملية
ان تتفادى اغضاب المؤسسة الدينية الوهابية.
ومن شأن اي زعزعة للاستقرار او تغيير عند دفة الحكم في السعودية ان
يثير القلق في باقي منطقة الخليج التي تسعى للخروج من التباطؤ
الاقتصادي. بحسب رويترز.
ينظر الى الملك عبد الله الذي يمسك بمقاليد السلطة منذ عام 2005 على
انه ما زال في حالة صحية طيبة برغم ان عمره يقدر بنحو 86 عاما الامر
الذي يطرح احتمال التغيير في القيادة في المستقبل غير البعيد.
ومعظم كبار الزعماء الاخرين تقدمت بهم السن ايضا ومن بينهم ولي
العهد الامير سلطان الذي يعتقد انه في الثمانينات من عمره ويقول
دبلوماسيون انه عولج من السرطان. وقد غاب عن المملكة معظم العام الماضي
لاسباب طبية الامر الذي اثار تكهنات بخصوص التغيير عند قمة القيادة.
ويقول الدبلوماسيون ان الفراغ المؤقت أدى ايضا الى تنافس حاد بين
الامراء الطامحين الى ارتقاء السلم يوما ما. وقالت السعودية دون ان
تذكر تفاصيل ان علاج الامير سلطان ناجح وقد عاد الى القيام بمهامه.
وأثناء غياب الامير سلطان رقي وزير الداخلية الامير نايف الى منصب
النائب الثاني لرئيس الوزراء ومن ثم يتولى المسؤولية في حالة غياب
الملك وولي العهد. وقد يضعه ذلك في موضع موات ليصبح ملكا يوما ما.
وأنشأ الملك عبد الله مجلس الولاء الذي يتألف من أبناء وأحفاد الملك
عبد العزيز ال سعود لاختيار الملوك في المستقبل. لكن ليس واضحا الطريقة
التي سيبدأ بها عمله وطبيعة المهمة التي سيكلف بها بشكل محدد.
وجميع من تولوا الحكم حتى الآن من أبناء الملك عبد العزيز وجميع
الباقين من ابنائه وهم 20 او نحو ذلك تجاوزوا السبعين او الثمانين.
وأحجم الزعماء عن تولية مناصب رفيعة لابناء الجيل التالي خشية التنافس
بين الاحفاد.
ولا يتوقع أحد تغييرات كبيرة في السياسات المعمول بها في مجالات
الطاقة والاقتصاد والشؤون الخارجية ايا كان من سيخلف الملك عبد الله مع
مضي المملكة قدما في مشروعات صناعية تتكلف عدة مليارات من الدولارات
للمساعدة في تنويع الاقتصاد وتقليل الاعتماد على النفط. غير ان كبار
اعضاء الاسرة الملكية الذين قد ينافسون على تولي الحكم يختلفون حول
الاساليب السياسية.
وينظر الى الامير نايف الذي يعتقد انه في السادسة والسبعين على انه
اكثر ميلا الى المحافظة. فقد ايد بشكل متكرر هيئة الامر بالمعروف
والنهي عن المنكر التي يجوب افرادها الشوارع لضمان الفصل بين الجنسين
في الاماكن العامة واغلاق المتاجر والمطاعم في أوقات الصلاة.
واذا حدث وتولى جيل اصغر مقاليد الامور على نحو غير متوقع فمن بين
المرشحين السياسيين البارزين الامير محمد بن نايف الذي يتولى المسؤولية
عن مكافحة الارهاب واستهدفته القاعدة بهجوم انتحاري في اغسطس اب الماضي.
ومن بين احفاد الملك عبد العزيز البارزين كذلك الامير خالد بن سلطان
وهو حاليا مساعد لوزير الدفاع وكذلك الامير سلمان حاكم منطقة الرياض.
عنف
من جهة أخرى ذكرت وسائل إعلام رسمية ان اثنين من قوات حرس الحدود
السعودية قتلا بعد اشتباك مع مهربي مخدرات عند الحدود المضطربة مع
اليمن.
وقالت وكالة الانباء السعودية الرسمية ان الاشتباك وقع قرب موقع
المجازة الحدودي في منطقة عسير بجنوب المملكة.
ونقلت الوكالة عن المتحدث الاعلامي لقيادة حرس الحدود بمنطقة عسير
قوله انه أثناء قيام مساعد قائد مركز المجازة التابع لقطاع حرس الحدود
بظهران الجنوب ومجموعة من الافراد بدوريات استطلاع روتينية تم رصد
مجموعة من المهربين يبلغ عددهم نحو خمسة عشر شخصا كانوا يحاولون تجاوز
الحدود لغرض التهريب.بحسب رويترز
وعندما تم توجيه الانذار لهم بالتراجع الى حيث أتوا باشروا باطلاق
النار من عدة مواقع مما أدى الى الرد عليهم بالمثل وارغامهم على الرجوع.
وضبطت السلطات السعودية 500 كيلوجرام من الحشيش بعد الاشتباك.
كما أفادت الشرطة بأن حرس الحدود ضبطوا 408 كيلوجرامات من المخدر
ذاته على مدى الايام الثلاثة الماضية في منطقة جازان الجنوبية التي تحد
اليمن أيضا.
خطر القاعدة
الى ذلك تمكنت السعودية بمساعدة بعض الخبراء الاجانب من وقف حملة
القاعدة لزعزعة استقرار المملكة التي استمرت من عام 2003 الى عام 2006
واستهدفت مجمعات سكنية للاجانب وسفارات ومنشات نفطية.
ودمرت السعودية الخلايا الرئيسية للقاعدة داخل حدودها. لكن كثيرا من
الجهاديين انتقلوا الى اليمن حيث اعادت القاعدة تجميع صفوفها لتشكيل
جناح اقليمي للتنظيم مقره في اليمن ويسعى من بين ما يسعى اليه لاسقاط
الاسرة الملكية في السعودية.بحسب رويترز
وسلطت الاضواء على جناح القاعدة في اليمن بعد ان اعلن مسؤوليته عن
محاولة فاشلة لتفجير طائرة ركاب متوجهة الى الولايات المتحدة في ديسمبر
كانون الاول.
وكان الانتحاري الذي حاول العام الماضي اغتيال الامير محمد بن نايف
مواطنا سعوديا عاد من اليمن على انه تائب من متشددي القاعدة السابقين.
وتريد السعودية وحلفاء اليمن الغربيون ان يحل اليمن صراعاته
الداخلية المختلفة للتركيز على محاربة القاعدة.
ولا يزال امتداد صراعات اليمن الى الاراضي السعودية من الاخطار
الواردة. وقد اضطرت السعودية للتدخل في القتال مع المتمردين الحوثيين
في نوفمبر تشرين الثاني قائلة انهم تسللوا الى اراضيها قبل ان يسود
الهدوء اثر التوصل الى وقف لاطلاق النار بين صنعاء والمتمردين.
وأنفقت السعودية مليارات الدولارات على بناء الجامعات والمدارس
الجديدة وتحديث القائم منها على أمل تزويد الخريجين بالمهارات اللازمة
للوظائف. لكن الحكومة لم تبدأ بعد حملة جادة لاصلاح المناهج الدراسية
خشية معارضة رجال الدين.
ولا تزال الشفافية في القطاع المالي مبعث قلق شديد بالنسبة الى
المستثمرين. وسمحت البورصة السعودية وهي اكبر بورصات العالم العربي
بقدر محدود من ملكية الاسهم لكن قواعد الكشف عن القوائم المالية يقصر
عن المعايير المعمول بها في الاسواق الاكثر نضجا.
وتشعر السعودية بالقلق بشأن نفوذ ايران في منطقة الخليج لكنها تريد
ايضا ان تنأى بنفسها عن المعركة اذا نشب اي صراع بسبب برنامج ايران
النووي.
وتشاطر السعودية الولايات المتحدة قلقها بشأن احتمال سعي ايران
لامتلاك اسلحة ذرية.
ولم تستبعد الولايات المتحدة واسرائيل اللجوء الى العمل العسكري
لمنع ايران من ذلك وتقول طهران انها تريد الطاقة النووية لتوليد
الكهرباء. وتخشى دول الخليج ان تصبح هدفا لضربات ايران الانتقامية في
حالة نشوب صراع.
بيع السعودية مقاتلات اف-15
من جانب آخر ذكرت صحيفة وول ستريت جورنال ان الولايات المتحدة تنوي
بيع السعودية 84 مقاتلة من طراز اف-15 لكن بدون تجهيزها بانظمة صاروخية
بعيدة المدى تحتج عليها اسرائيل.
ونقلت الصحيفة عن دبلوماسيين ومسؤولين لم تذكر اسماءهم ان مفاوضات
تجري منذ اشهر بشأن الصفقة بقيمة 30 مليار دولار على عشر سنوات، وقد
اثارت الكثير من التوتر.بحسب فرانس برس
وذكر التقرير ان بعض المسؤولين الاسرائيليين اعربوا لادارة الرئيس
باراك اوباما عن مخاوف من ان يؤدي امداد السعودية بمثل هذه المقاتلات
المتطورة الى الحد من تفوق اسرائيل العسكري في المنطقة. غير ان مسؤولين
اميركيين افادوا للصحيفة انهم قدموا "توضيحات" بشأن الصفقة تهدف الى
طمأنة اسرائيل.
وقال مسؤولان مطلعان على مضمون المفاوضات ان اسرائيل ما زالت تبدي
بعض التحفظات لكن من غير المتوقع ان تعترض على الصفقة من خلال تحرك
مجموعات الضغط في الكونغرس.
وبموجب الصفقة قيد التفاوض، فان طائرات اف-15 التي ستباع للسعودية
ستجهز بانظمة مشابهة لانظمة سلمت الى حكومات اجنبية اخرى.
غير ان ادارة اوباما قررت تجاوبا مع المخاوف الاسرائيلية عدم امداد
السعودية بانظمة متطورة بعيدة المدى يمكن استخدامها في عمليات هجومية
على اهداف برية وبحرية، وفق الصحيفة. |