قراءة في كتاب: الحكايات الفلكلورية والخرافات والأساطير

 

 

 

 

 

الكتاب: الحكايات الفلكلورية والخرافات والأساطير

الكاتب: جيسيكا كلارج

الناشر : بيت الحكمة العراقي/بغداد

عرض: حيدر الجراح

 

 

 

 

شبكة النبأ: لم ينظر الناس الى الحكايات الفلكلورية دائما على أنها قصص أطفال، فقد تداول البالغون روايتها أصلا بهدف الترويح عن أنفسهم أو تقويم ذواتهم والاسترشاد بها، ولغالبية الحكايات الفلكلورية درس أخلاقي واضح: مآل الخير الى الحسنى، وخاتمة الشرير الى تباب، ثمة الكثير من الحكايات على هذا المنوال، غير إن الكثير من تلك الحكايات تكرار للقصص ذاته مع شيء يسير من التحوير، فقد يقتبس الناس حدثا أو حدثين من حكاية ما ثم يخلطونهما بحكاية أخرى مشكلين حكاية جديدة.

فيم تختلف الحكايات الفلكلورية عن الأساطير؟

كانت الأساطير سردا لمآثر حقيقية انبرى لها أبطال عظماء عاشوا في غابر الأزمان، وكان أولئك الأبطال شخصيات تاريخية لا خيالية كما كان ما يروى عنهم من قصص "في بداية الأمر" حقيقيا، ولان أولئك الإبطال كانوا موضع الكثير من الإطراء والإعجاب فقد جرى توسيع وتعقيد وتطوير القصص المتعلقة بهم تدريجيا فيما يظهر أبطاله على نحو أكثر استدعاء للمديح والثناء، وبالتالي صار ما كان يفترض إنهم اجتروه من مآثر وأفعال بطولية ابعد عن الواقع شيئا فشيئا وابتغاء إضفاء المزيد من هالات المجد والفخار على البطل لجأ رواة القصص في غالب الأحوال الى الزعم بإلوهية احد أبويه.

وفيم تختلف الأساطير عن الخرافات؟

الخرافات سرد لمحاولات الإنسان تأويل العالم كما تراءى له، وإذ لم يتوفر الإنسان القديم على ما نتوافر عليه اليوم من أسباب المعرفة بالعلوم الطبيعية فقد كان لزاما عليه إن يؤول مفردات من قبل الرعد والبحر والشتاء بمصطلحات يتوافر له فهمها بيسر وسهولة.

وقد اعتقدت غالبية الحضارات الأولى بآلهة متعددة أسهمت في إبداع العالم منذ عصور سحيقة، كما آمنت تلك الحضارات بان الآلهة كمثل البشر، ربما بشر متفوقون غير إن لهم ذات ما أحسه الإنسان القديم من عواطف وانفعالات، وعلى الرغم من إيمان الحضارات الأولى المختلفة بآلهة متباينة فان ميثولوجياتهم جميعا قدمت تأويلات للعناصر والمشكلات التي كان ينبغي مواجهتها في ذلك العالم.

ثمة ثلاثة أقسام في هذا الكتاب، فيتحدث القسم المتعلق بالحكايات الفلكلورية عن القصص ذي العنصر الأساس في كل حكاياتنا الفلكلورية، وأما القسم المتعلق بالأساطير فيتحدث عن قصص الابطال العظماء في سالف الأزمان الذي تناقلته الأجيال شفاها جيلا بعد جيل، فيما يصف القسم المتعلق بالخرافات طرفا من معتقدات الحضارات القديمة التي تركت بصماتها على حضارتنا المعاصرة.

شبكة النبأ المعلوماتية- الأحد 8/آب/2010 - 27/شعبان/1431

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1431هـ  /  1999- 2010م