تركيا تلوح بالعصا وإسرائيل تتقهقر مرغمة

 

شبكة النبأ: يبدو أن سياسة التشدد التركية إزاء إسرائيل أتت أؤكلها بشكل واضح رغم ادعاءات الأخيرة بعدم الرضوخ أو التنازل عما تعتبره خطوط حمراء في مواقفها الدولية وحماية أمنها وسيادتها في المنطقة.

حيث أرغمت إسرائيل مؤخرا على قبول التحقيق الدولي الذي ستجريه الام المتحدة بعد عناد ومماطلة امتد لشهور بعد حادثة أسطول الحرية، بالإضافة إلى إفراجها عن سفن الاسطول التركية الثلاث المحتجزة في لديها.

ويصر الجانب التركي على تقديم اسرائيل اعتذار رسمي عن اعتداءها السافر ومقتل ثمانية أتراك كانوا ضمن الاسطول المتوجة الى غزة، مع التلويح بقطع العلاقات بين البلدين فيما لم تستجب الى اسرائيل الى مطالب انقرة.

التحقيق الدولي

اعلن الامين العام للامم المتحدة بان كي مون الاثنين تشكيل لجنة من اربعة اعضاء بينهم اسرائيلي وتركي ستحقق في الهجوم الاسرائيلي الدامي على اسطول مساعدات كان متوجها الى قطاع غزة في 31 ايار/مايو.

وقال بان ان فريق المحققين سيبدأ اعماله في العاشر من اب/اغسطس وسيرفع تقريرا اوليا بحلول منتصف ايلول/سبتمبر.

واضاف انه سيكون برئاسة رئيس الوزراء النيوزيلندي السابق جيفري بالمر يساعده الرئيس الكولومبي المنتهية ولايته الفارو اوريبي.

لكن بان لم يكشف هوية الخبيرين الاسرائيلي والتركي. واوضح ان الخبراء سيكلفون اصدار توصيات تسمح "بتفادي احداث مماثلة في المستقبل".

كما اعلن مكتب رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو ان الاخير "ابلغ اليوم (الاثنين) الامين العام للامم المتحدة ان اسرائيل ستشارك في اللجنة".

وكانت الدولة العبرية حتى الان تعارض تشكيل لجنة دولية للتحقيق في هذه القضية وفتحت تحقيقين داخليين. بحسب فرانس برس.

وقال نتانياهو "ليس لاسرائيل ما تخفيه". وتأتي هذه البادرة اثر مشاورات مع مسؤولين اسرائيليين ودبلوماسيين في الاسابيع الماضية للتحقق من ان هذه اللجنة "مزودة فعلا بتفويض خطي متوازن وعادل".

ومن ناحيته، اعلن وزير الخارجية التركي احمد داود اوغلو ان اسرائيل قبلت للمرة الاولى تحقيقا دوليا ما يظهر كما قال انه "يتوجب على جميع الدول ان تمتثل للقانون الدولي".

واضاف في تصريح لوكالة انباء الاناضول ان قرار اسرائيل المشاركة في التحقيق الدولي "هو سابقة.. ولكن يجب ان لا يعتبر انه شيء استثنائي".

واوضح "بوصفها عضو في الامم المتحدة، يجب ان تقدم اسرائيل حسابا عن اعمالها امام الاسرة الدولية".

وكان مصدر حكومي تركي اعلن لوكالة فرانس برس ان تركيا ترحب بتشكيل هذه اللجنة وبموافقة اسرائيل المبدئية على التعاون مع المحققين.

وقال المصدر طالبا عدم كشف اسمه انه "قرار مهم جدا بالنسبة لتركيا. تمثل هذه اللجنة خطوة مهمة لتصحيح الظلم الذي واجهته تركيا خلال الهجوم" على سفينة المساعدات.

كما اعلنت وزارة الخارجية التركية في بيان "نعتقد ان كل اعضاء اللجنة سيتصرفون بمسؤولية وموضوعية".

وكان تسعة اتراك بينهم اثنان يحملون الجنسية الاميركية قتلوا في الهجوم الذي شنه الجيش الاسرائيلي على اسطول المساعدات الذي كان يريد كسر الحصار المفروض على غزة لنقل المساعدات الانسانية.

واكدت اسرائيل ان عناصر وحدة الكومندوس كانوا في حال الدفاع عن النفس من العدوان الذي تعرضوا له لدى تنفيذ العملية العسكرية.  وشكر بان تركيا واسرائيل على ابدائهما "روح تسوية وتعاون" اتاحا تحقيق "تطور غير مسبوق".

وقال "آمل ان ينعكس اتفاق اليوم ايجابا على العلاقات بين تركيا واسرائيل كما على الوضع الاجمالي في الشرق الاوسط".

واوضح ان الخبراء الاربعة سيكلفون تقديم توصيات ستسمح ب"تفادي حوادث مماثلة في المستقبل". واوضح المتحدث باسمه مارتن نسيركي انه "ليس تحقيقا جنائيا".

وكان الهجوم على اسطول المساعدات سبب ازمة خطيرة بين اسرائيل وتركيا. وطالبت انقرة الدولة العبرية بتقديم اعتذارات والتعويض على عائلات الضحايا ورفع حصارها عن قطاع غزة.

وتحت الضغوط الدولية خففت اسرائيل حصارها على غزة المفروض منذ استيلاء حركة المقاومة الاسلامية حماس على القطاع في حزيران/يونيو 2007. وبحث بان في تركيبة اللجنة مع وزير الدفاع الاسرائيلي ايهود باراك الذي يزور نيويورك.

والشهر الماضي عين مجلس حقوق الانسان التابع للامم المتحدة ثلاثة خبراء مكلفين التحقيق في الهجوم الاسرائيلي لكن اسرائيل اعتبرت في حينها المبادرة بانها "سابقة لاوانها" لان اللجنة التي شكلتها تجري تحقيقاتها.

عودة السفن

الى ذلك أفرجت اسرائيل عن سفينة المساعدات التركية مافي مرمرة التي كانت مُحتجزة لديها والتي قتلت قوات خاصة من البحرية الاسرائيلية على متنها تسعة ناشطين مناصرين للفلسطينيين كانوا يحاولون كسر الحصار المفروض على قطاع غزة.

وخرجت السفينة التركية من ميناء حيفا بمساعدة قارب قطر تركي. وقال مسؤولون اسرائيليون وأتراك ان السفينتين الأُخريين ديفن-واي وجازي اللتين ما زالتا محتجزتين في ميناء أسدود سيفرج عنهما بحلول يوم الجمعة. بحسب رويترز.

وألحق الاشتباك الذي وقع في عرض البحر ضررا بالغا بعلاقات اسرائيل وتركيا وأثار انتقادات دولية حادة أجبرت اسرائيل على تخفيف الحصار البري على قطاع غزة الذي يقطنه 1.5 مليون فلسطيني يعيش أكثرهم على المساعدات الدولية.

ودافعت اسرائيل عن استخدام جنودها للأسلحة النارية ضد ركاب السفينة وقالت ان جنودها كانوا في حالة دفاع عن النفس ضد ركاب السفينة الذين هاجموهم بالقضبان الحديدية والسكاكين.

لكنها تنازلت عن طلبها بأن يوقع الأتراك تعهدات بعدم الإبحار مرة أخرى باتجاه قطاع غزة حتى تعيد السفن.

وقال مسؤول اسرائيلي ان وزارة الخارجية الاسرائيلية أرسلت بدلا من ذلك الى أنقرة "رسالة... تعبر عن توقع اسرائيل بأن تمنع تركيا أي سفن تركية أخرى من انتهاك الحصار البحري على قطاع غزة.

وقال المسؤول "تؤكد الرسالة على أن اسرائيل تنقل المعدات والبضائع عبر المنافذ البرية الى غزة باستمرار وبشكل مقبول للمجتمع الدولي وثابت في الاتفاقيات المعترف بها."

ولم يكن لدى مسؤول بوزارة الخارجية التركية تعليق فوري على المطلب الاسرائيلي. وقال المسؤول التركي ان من المتوقع أن تصل السفن التركية الثلاث الى ميناء الاسكندرونة التركي بحلول التاسع من أغسطس اب.

وتحتجز اسرائيل ثلاث سفن غير تركية كانت ضمن القافلة البحرية المتجهة الى قطاع غزة التي اعترضتها البحرية الاسرائيلية في 31 مايو أيار وكذلك سفينة الشحن الايرلندية راشيل كوري التي أبحرت بعدها ببضعة أيام.

تركيا تحذر اسرائيل

من جانبهم قال مسؤولون أتراك إن وزارة الخارجية التركية استدعت سفير اسرائيل في أنقرة بشأن تصريحات لوزير الدفاع الاسرائيلي ايهود باراك تلمح الى أن الرئيس الجديد لجهاز المخابرات الوطني في تركيا يمكن ان يسرب معلومات لايران.

وقال مسؤول بوزارة الخارجية التركية طلب عدم الكشف عن هويته لرويترز بعد يوم من استدعاء جابي ليفي سفير اسرائيل الى الوزارة في انقرة "عبرنا عن عدم ارتياحنا وعدم رضائنا عن بيان باراك."

كما اغضب تركيا بيان للسفيرة الامريكية في الامم المتحدة سوزان رايس عقب فتح تحقيق للمنظمة الدولية في اقتحام اسرائيل قافلة مساعدات بحرية نظمتها تركيا واستدعت القائم بالاعمال الامريكي للاعراب عن عدم ارتياحها.

وقالت رايس ان لجنة الامم المتحدة التي ستراجع التحقيقات الاسرائيلية والتركية "ليست بديلا عن التحقيقات الوطنية".

وقال المسؤول بوزارة الخارجية التركية لرويترز "تقدم رايس بهذه البيانات تفسيرا بديلا (لمهمة) اللجنة التي شكلتها الامم المتحدة. نقلنا لمسؤولين أمريكيين عدم الارتياح الذي شعرنا به جراء ذلك."

وتدهورت العلاقات المتوترة أصلا بسبب انتقاد رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان لسياسات اسرائيل تجاه الفلسطينيين بعد مقتل تسعة نشطاء اتراك على أيدي القوات الاسرائيلية على متن سفينة مساعدات ضمن قافلة لمناصرة الفلسطينيين كانت تحاول كسر حصار غزة في 31 مايو ايار.

وأدلى باراك بهذه التصريحات في اجتماع مغلق مع ناشطين مؤيدين لحزب العمل في مزرعة تعاونية قرب القدس في 25 يوليو تموز مما يعكس مناخا من عدم الثقة بين اسرائيل وحليفتها الوثيقة السابقة.

ووصف وزير الدفاع الاسرائيلي حقان فيدان الذي عين رئيسا للمخابرات في مايو ايار بأنه "صديق لايران."

وقال باراك في جزء من كلمته أذاعه راديو الجيش الاسرائيلي "هناك بضعة أسرار خاصة بنا (عهدنا بها لتركيا) وفكرة أنها قد تصبح متاحة للايرانيين على مدى الاشهر القادمة مثلا مزعجة للغاية."

وسبق أن عمل فيدان مستشارا للسياسة الخارجية لاردوغان كما عمل مبعوثا لدى الوكالة الدولية للطاقة الذرية. بحسب رويترز.

وشارك أيضا في محادثات عقدتها تركيا والبرازيل مع ايران في وقت سابق من هذا العام للتوصل لاتفاق مع طهران بشأن مبادلة الوقود النووي.

وكانت تركيا والبرازيل تأملان في ان يساعد التوصل الى هذا الاتفاق في نزع فتيل الازمة الخاصة ببرنامج ايران النووي.

اسرائيل تحذر

من جهتهم قال مسؤولون اسرائيليون ان اسرائيل رفعت تحذيرا كانت توجهه لمواطنيها من السفر الى تركيا نتيجة تراجع احتمال قيام احتجاجات عنيفة عقب قتل اسرائيل لتسعة من الاتراك على متن سفينة مساعدات كانت متجهة الى غزة.

لرئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو في بيان ان السائحين ورجال الاعمال بامكانهم تسيير أمورهم من خلال الابتعاد عن المظاهرات وكذلك "المناقشات السياسية مع السكان المحليين".

وقال الكانا هار نوف المسؤول بالمكتب لراديو اسرائيل "مر شهر ونصف.. ليس هناك مظاهرات.. الشارع (التركي) هدأ بصورة كبيرة."

وأرجع الفضل الى الشرطة التركية في حفظ النظام وقال انه ليس هناك مخاوف بعينها تشير الى أن الاسرائيليين هناك ربما يتعرضون لهجمات ارهابية. وأضاف "من المحتمل ألا يكونون موضع ترحيب في صالات الرقص.. لكن طريقة استقبال المواطنين لا تقع في نطاق اختصاصنا."

وقال مسؤولون في قطاع السياحة انه كان من المتوقع أن يقضي نحو 150 ألف اسرائيلي عطلتهم الصيفية في تركيا لكن نحو ثلثي هذا العدد ألغى الرحلات مع تطور الاحداث. كما تم خفض حركة الطيران التجاري التركي الذي ينطلق من تل أبيب بشدة.

وقالت صحيفة يديعوت احرونوت الاسرائيلية اليومية ان اعادة النشاط السياحي من ضمن المسائل التي بحثها مبعوث نتنياهو وزير التجارة والصناعة بنيامين بن اليعازر في اجتماع لم يعلن عنه يوم 30 يونيو حزيران في زوريخ مع وزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو.

لكن هار نوف قال "ليس هناك تلميح بوجود مصلحة سياسية أو دبلوماسية" في التوجيهات الاسرائيلية الجديدة للسائحين.

السياح الاسرائيليون ينصرفون عن تركيا

في السياق ذاته سجلت حركة السياحة الاسرائيلية الى تركيا هبوطا حادا بلغت نسبته 90% في حزيران/يونيو الماضي مقارنة بالعام السابق.

وهبط عدد السياح الاسرائيليين في تركيا من 27289 في حزيران/يونيو 2009 الى 2605 في الشهر نفسه من العام الحالي مسجلا انخفاضا بنسبة 90,45% وفقا للاحصائيات التي نشرتها الخميس وزارة السياحة التركية.

وخلال الاشهر الستة الاولى من العام كانت نسبة الانخفاض 17,9% مع هبوط عدد السياح من 91450 الى 75001.

وقد اثار هذا الحادث ازمة بين البلدين مع استدعاء انقرة سفيرها في اسرائيل فورا والغاء ثلاث مناورات عسكرية مشتركة. كما عمت التظاهرات الغاضبة المدن التركية لعدة ايام.

وكانت تركيا الحليف الرئيسي لاسرائيل في المنطقة ومقصدا سياحا مفضلا للاسرائيليين لكن العلاقات بين البلدين تدهورت كثيرا بعد الهجوم العسكري الاسرائيلي على قطاع غزة في نهاية 2008 الذي اطلق عليه عملية "الرصاص المصبوب" والذي احتجت عليه انقرة بشدة.

وعلى اثر هذا الفتور في العلاقات تراجع عدد السياح الاسرائيليين في تركيا من 558183 عام 2008 اى 311582 عام 2009.

تصرفات غير رشيدة

على صعيد متصل قال الرئيس التركي عبد الله جول ان الانقسامات داخل الحكومة الائتلافية في اسرائيل تمنع الدولة اليهودية من اصلاح العلاقات التي دمرها الهجوم على سفينة مساعدات كانت متجهة الى قطاع غزة قبل أكثر من شهر.

وقال جول الذي كان يتحدث الي رويترز في طريق عودته من زيارة رسمية لقازاخستان ان استعداد اسرائيل فيما يبدو لان تصبح أكثر عزلة بنبذها العلاقات مع دولة كانت حليفها الوحيد بين الدول الاسلامية هو تصرف غير رشيد.

واضاف جول قائلا "ليس لاسرائيل أصدقاء كثيرين في المنطقة... والان هم يرغبون فيما يبدو في التخلص من العلاقات مع تركيا."

وتشجع الولايات المتحدة -وهي حليف لكل من اسرائيل وتركيا العضو في حلف شمال الاطلسي- حكومتي الدولتين في هدوء على التغلب على خلافاتهما.

لكن جول قال انه يعتقد أن الصراعات المريرة داخل الائتلاف الاسرائيلي تمنع حدوث تقارب مع تركيا. وتحدث جول بينما كان رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو يستعد للاجتماع مع الرئيس الامريكي باراك أوباما في واشنطن يوم الثلاثاء.

ومضى يقول "بقدر ما يمكنني أن أرى فان الانقسام السياسي الداخلي في اسرائيل شديد جدا. انهم يقوضون بعضهم البعض... وهم دائما يعرقلون بعضهم البعض." وأضاف قائلا "انطباعي الشخصي هو أنهم ليست لديهم القدرة على التصرف بعقلانية."

تولي ظهرها للغرب

من جانب آخر قال الرئيس التركي عبد الله جول في مقابلة مع صحيفة تايمز إن انقرة تعتبر نفسها جزءا من أوروبا وما زالت ملتزمة تجاه الغرب بغض النظر عن علاقاتها الوثيقة مع دول الشرق الاوسط.

واضاف جول "أعتبر أن من الخطأ الشديد تفسير مصالح تركيا مع المناطق الاخرى على أنها تنفصل عن الغرب.. أو تولي ظهرها للغرب أو تبحث عن بدائل للغرب. تركيا جزء من أوروبا."

وتزايد القلق في أوروبا والولايات المتحدة في الشهور الاخيرة من ان تركيا عضو حلف شمال الاطلسي والحليف المسلم القوي تبتعد عن الغرب.

ولم تحقق تركيا سوى تقدم بطيء منذ بدء محادثات انضمامها لعضوية الاتحاد الاوروبي قبل نحو خمس سنوات. ويؤخرها في ذلك الشكوك لدى بعض الدول الرئيسية والتقاعس عن تسريع الاصلاحات الديمقراطية واصلاح العلاقات مع قبرص.

في الوقت نفسه عززت تركيا علاقاتها مع ايران وسوريا وهما الدولتان اللتان تتهمهما الولايات المتحدة والاتحاد الاوروبي بدعم الارهاب.

قطع العلاقات

من جهته نقل عن وزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو قوله ان تركيا ستقطع علاقاتها مع اسرائيل ما لم تتلق اعتذارا وتقبل بتحقيق دولي في هجوم اسرائيلي قاتل استهدف سفينة مساعدات تركية كانت متجهة الى قطاع غزة.

لكن مسؤولا في الحكومة التركية أبلغ رويترز بأن كلمات الوزير حرفت. وقال المسؤول ان موقف أنقرة هو انه سيكون أمرا بالغ الصعوبة أو مستحيلا اصلاح العلاقات الثنائية مع الدولة اليهودية اذا لم يتم تلبية المطالب التي حددتها أنقرة من قبل. وقالت اسرائيل انها لا تعتزم اصدار اعتذار رسمي لتركيا.

وجاءت التصريحات المتبادلة بخصوص العلاقات بعد أن اجرى الجانبان محادثات الاسبوع الماضي لتسوية الخلاف لكن كلا منهما شدد موقفه فيما يبدو.

وقال داود أوغلو في تصريحات لصحيفة حريت نشرتها يوم الاثنين "أمام اسرائيل ثلاثة خيارات .. اما أن تعتذر واما أن تقبل نتائج لجنة دولية تحقق في الهجوم واما تقطع تركيا العلاقات." ولم يوضح التقرير طبيعة العلاقات التي يشير اليها.

وقالت تركيا مرارا انها تريد من اسرائيل أن تعتذر عن الهجوم الذي وقع يوم 31 مايو ايار وتدفع تعويضات وتوافق على أن تجري الامم المتحدة تحقيقا في الحادث وترفع الحصار عن قطاع غزة. وقال المسؤول بالحكومة التركية يوم الاثنين ان تلك المطالب مازالت قائمة.

ووثق البلدان العلاقات بينهما في التسعينات استنادا بصورة كبيرة الى تعاون عسكري وتبادل المعلومات المخابراتية فضلا عن انتعاش العلاقات التجارية.

ورفضت اسرائيل اقتراحا من الامين العام للامم المتحدة بان جي مون باجراء تحقيق دولي وشكلت لجنة تحقيق خاصة بها. وقال وزير الخارجية الاسرائيلي أفيجدور ليبرمان ان اسرائيل ليس لديها نية للاعتذار.

وقال ليبرمان للصحفيين خلال زيارة للاتفيا "ليس لدينا أي نية للاعتذار. نعتقد أن العكس هو الصحيح."

والتقى داود أوغلو بوزير التجارة والصناعة الاسرائيلي بنيامين بن اليعازر الاسبوع الماضي في بروكسل في مسعى لاصلاح العلاقات. وقالت تركيا انذاك انها أبلغت اسرائيل بمطالبها.

لكن داود أوغلو قال في تصريحاته لصحيفة حريت "وصلت الرسائل التي تم نقلها الى بن اليعازر للحكومة الاسرائيلية. لن ننتظر ردا الى الابد."

وأردف "سيكون كافيا أن ترى لجنتهم (التي تجري التحقيق) أن الهجوم كان ظالما وأن يعتذروا تماشيا مع قرار اللجنة.. لكن علينا أن نرى القرار أولا."

وقتل تسعة نشطاء أتراك مناصرين للفلسطينيين عندما اقتحمت قوات كوماندوس اسرائيلية السفينة مرمرة التي ترفع علم تركيا يوم 31 مايو ايار في اطار عملية لمنع قافلة مساعدات من الوصول الى قطاع غزة المحاصر.

وسحبت تركيا سفيرها من اسرائيل بعد الحادث وألغت مناورات عسكرية مشتركة ومنعت الطائرات العسكرية الاسرائيلية من دخول مجالها الجوي.

شبكة النبأ المعلوماتية- السبت 7/آب/2010 - 26/شعبان/1431

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1431هـ  /  1999- 2010م