شبكة النبأ: مع استمرار العنف
والخروقات الأمنية المتكررة تتصاعد مخاوف العراقيين من احتمال تدهور
الأمن في العراق مع انسحاب القوات المقاتلة الأمريكية خلال هذا الشهر.
فالأوضاع السياسية لا تزال في حالة جمود مقلق ولا توجد بوادر جدية لدى
السياسيين في تشكيل حكومة عراقية تنهي الفراغ السياسي القائم.
وتسعى الولايات المتحدة من خلال تأكيدها على الالتزام ببنود
الاتفاقية الأمنية عدم ترك العراق الى مصير مجهول قد يقوض الديمقراطية
الفتية ويسحب البلاد الى حرب داخلة شبه مؤكدة.
رسالة الى السيستاني
فقد ذكرت مجلة "فورين بوليسي" الجمعة ان الرئيس الاميركي باراك
اوباما وجه رسالة الى المرجع الشيعي آية الله علي السيستاني لانهاء
الخلاف بين القادة السياسيين في العراق من اجل تشكيل حكومة جديدة.
وقالت المجلة على نشرتها الالكترونية نقلا عن مصدر لم تذكر اسمه قال
انه على اتصال باسرة المرجع الشيعي، ان رسالة اوباما قام بتسليمها الى
علي السيستاني نائب شيعي في البرلمان العراقي.
واوضحت ان رسالة اوباما جاءت بعيد محاولة قام بها نائب الرئيس
الاميركي جوزف بايدن لتسوية الخلاف حول تشكيل الحكومة العراقية الجديدة،
خلال زيارة قام بها الى بغداد في الرابع من تموز/يوليو.
ورفض ناطق باسم البيت الابيض ومتحدث باسم مكتب السيستاني في النجف
الادلاء باي تعليق على هذا الخبر. بحسب فرانس برس.
وكان بايدن حاول مطلع تموز/يوليو دفع القادة العراقيين الى تحقيق
اختراق يسمح بكسر الحلقة المفرغة وحلحلة الاوضاع السياسية المتأزمة في
البلاد.
وحض بايدن القادة العراقيين على انهاء خلافاتهم السياسية التي اوقعت
البلاد في مأزق حيث لا يزال العراق دون حكومة جديدة بعد اربعة اشهر من
الانتخابات.
خطر الانسحاب
من جهته قال الرئيس الامريكي باراك اوباما إن واشنطن ستفي بتعهدها
بانهاء العمليات القتالية في العراق نهاية الشهر الحالي لكن كثيرا من
العراقيين يخشون ان ينذر الانسحاب الامريكي بتصاعد العنف.
وتراجع العنف منذ بلوغه الذروة في عامي 2006 و 2007 لكن التفجيرات
وغيرها من الهجمات مازالت تقع بشكل يومي ويقول مسؤولون عراقيون ان عدد
القتلى المدنيين ارتفع الشهر الماضي.
ولم يتمكن زعماء الكتل السياسية المتنافسة من الاتفاق على حكومة
ائتلافية منذ انتخابات برلمانية غير حاسمة في السابع من مارس اذار مما
زاد التوتر وفتح الطريق امام المسلحين.
وقال سمير احمد (32 عاما) وهو عامل في بغداد قتل متشددون اخاه في
ذروة الحرب الطائفية عام 2007 "الانسحاب الامريكي من العراق سيفسح
المجال امام المليشيات والجماعات المسلحة لان تعمل بحرية وبأريحية وكما
تشتهي. هذه الجماعات ستنشط من جديد وستعود بغداد الى ايام العنف والقتل.
"انا اعتقد ان الوضع الامني سينحدر الى الاسوأ واتوقع حربا اهلية تأكل
الاخضر واليابس."
وتعهد اوباما في خطاب أمام مجموعة من قدامى المحاربين الامريكيين
يوم الاثنين بالوفاء بوعده بانهاء العمليات القتالية للقوات الامريكية
في العراق بنهاية أغسطس اب رغم المأزق السياسي الذي يمكن ان ينطوي على
خطورة والذي اثار مخاوف من تجدد التمرد.
وسيترك الانسحاب الامن في عهدة قوات الشرطة والجيش التي تلقت تدريبا
امريكيا لكن كثيرين يتساءلون عما اذا كانت تلك القوات مستعدة لحماية
بلد في حالة حرب منذ الغزو الذي قادته الولايات المتحدة عام 2003 واطاح
بالديكتاتور صدام حسين.
وقال طالب جامعي يدعى باقر صادق (21 عاما) "اعتقد ان القوات الامنية
العراقية ماتزال غير قادرة على حفظ الامن.
"الانسحاب الامريكي سيفتح الطريق مرة اخرى امام عودة العنف وسيعود
الاقتتال الطائفي الى العراق من جديد."
وقال موظف حكومي في بغداد يدعى محمد سعدون (43 عاما) ان على اوباما
ان يفي بتعهده بترك العراق دولة مستقرة.
واضاف "واجب امريكا ان تجعل الوضع العراقي مستقرا وان تنفذ وعودها
السابقة بجلب الديمقراطية والاستقرار والرخاء للشعب العراقي."
وتابع في اشارة الى سياسة ينحي كثير من العراقيين باللائمة عليها في
تمهيد الطريق امام العنف الذي اعقب الغزو الامريكي "الانسحاب هو تخلي
الادارة الامريكية عن الشعب العراقي وتركه فريسة للاحزاب السياسية.
نتائج قرار الانسحاب ستكون سلبية وهو قرار اسوأ من القرار الامريكي بحل
الجيش العراقي في العام 2003.
"انسحابهم سيترك العراق يعيش في فراغ امني كبير وسيمهد الطريق
للمليشيات وللتدخلات الاقليمية لانهم كانوا الرادع لايقاف العديد من
التدخلات الخارجية والعمليات الارهابية."
وتقول السلطات العراقية ان عدد القتلى المدنيين جراء التفجيرات
والهجمات الاخرى ارتفع لمثليه تقريبا في يوليو تموز الى 396 من 204 في
يونيو حزيران في حين قتل 89 ضابطا بالجيش العراقي وخمسون جنديا. ويشكك
القادة العسكريون الامريكيون في بغداد في تلك الارقام قائلين انه لم
يقتل سوى 161 مدنيا.
وتعتزم الولايات المتحدة خفض قواتها بحلول اول سبتمبر ايلول الى 50
الف جندي من اقل قليلا من 65 الفا في الوقت الحالي ونحو 150 الفا في
ذروة الحرب. وستتولى القوات المتبقية - على الاقل من الناحية الرسمية -
تدريب ودعم قوات الجيش والشرطة العراقيين.
وقال قادة عسكريون امريكيون انه لن يتغير شئ يذكر في نهاية الشهر.
وأضاف القادة ان القوات الامريكية تسير دوريات دعما للقوات العراقية
منذ اشهر وان القوات المتبقية وعددها 50 الفا ستكون كافية لمواجهة اي
زيادة غير متوقعه في العنف.
تضاعف أعداد القتلى في يوليو
على صعيد متصل تضاعف تقريبا عدد القتلى المدنيين بسبب العنف في
العراق من يونيو حزيران الى يوليو تموز في مؤشر على أن المسلحين ربما
يحاولون استغلال التوتر السياسي الذي أعقب انتخابات تشريعية لم تسفر عن
فائز واضح.
وأشارت احصاءات حكومية الى أن اجمالي عدد القتلى المدنيين بلغ 396
شخصا لافوا حتفهم في تفجيرات قنابل او هجمات أخرى خلال الشهر الماضي
بعد أن كان العدد 204 قتيلا في يونيو حزيران و275 قتيلا في مايو أيار.
وصحيح أن هذا العدد يقل كثيرا عن عدد الضحايا الذين لاقوا حتفهم
خلال أعمال العنف الطائفية في عامي 2006 و2007 لكن العدد كبير رغم ذلك.
وتراجعت أعمال العنف كثيرا بصفة عامة منذ ذروة الصراع الطائفي الذي
أعقب غزو العراق الذي قادته الولايات المتحدة عام 2003. لكن التفجيرات
والاغتيالات ما زالت تحدث يوميا مع استمرار محاولات متشددين اسلاميين
من السنة لوقف صعود الاغلبية الشيعية الى الهيمنة السياسية.
وأصدر الجيش الامريكي بيانا تضمن أرقاما تختلف عن التي وردت في
احصائيات الحكومة العراقية. وجاء في البيان أن 161 مدنيا و55 شرطيا
وجنديا عراقيا وستة جنود أمريكيين قتلوا في يوليو تموز ليصل بذلك
اجمالي عدد القتلى الى 222 شخصا مقارنة بالرقم الذي ذكرته الحكومة
العراقية وهو 535.
ولم يفسر المسؤولون الامريكيون على الفور الاختلاف الكبير بين
أرقامهم وأرقام الحكومة.
وكان السنة يهيمنون على العراق في عهد الرئيس الديكتاتور صدام وساهم
استياؤهم من فقد السلطة في أعقاب غزو عام 2003 في تأجيج التمرد والصراع
الطائفي.
وأشارت الاحصائيات الشهرية للضحايا التي أصدرتها وزارات الداخلية
والدفاع والصحة الى أن 89 من أفراد الشرطة و50 جنديا و100 ممن يعتقد
نهم من المسلحين قتلوا في يوليو تموز بينما ألقي القبض على 955 ممن
يشتبه أنهم من المسلحين.
وقتل ما لا يقل عن 19 شخصا الاسبوع الماضي في انفجار سيارتين
ملغومتين أغلبهم من الزوار الشيعة قرب مدينة كربلاء على بعد نحو 80
كيلومترا الى الجنوب الغربي من بغداد.
كما لاقى 15 شخصا على الاقل حتفهم عندما انفجرت سيارة ملغومة في سوق
مزدحمة قرب مدينة بعقوبة في محافظة ديالى المضطربة بشمال البلاد يوم 21
يوليو تموز.
ويشير موقع على الانترنت يحصي أعداد القتلى المدنيين في العراق الى
أن نحو 100 ألف مدني لاقوا حتفهم في أعمال عنف في البلاد منذ الغزو
خلاف أمريكي عراقي
في سياق متصل شكك الجيش الأمريكي في صحة الأرقام التي قدمتها
الأجهزة الرسمية العراقية حول حصيلة الخسائر البشرية في صفوف المدنيين
خلال يوليو/تموز الأحد، والذي اعتبرته الأكثر دموية منذ مايو/أيار
2008، فقالت إن الرقم الحقيقي للضحايا هو أقل بنسبة النصف مما أعلنته
بغداد.
وقال بيان رسمي للجيش الأمريكي إن تقارير بغداد حول مقتل 535 شخصاً
خلال الهجمات التي وقعت في البلاد الشهر المنصرم "مرفوضة" وأضاف أن
الرقم الحقيقي لا يتجاوز 222 شخصاً، بينهم 161 مدنياً و55 جندياً
عراقياً وستة أمريكيين، ما يدل على أن الحصيلة بالنسبة للمدنين هي من
بين الأدنى منذ مطلع 2008.
وكانت الوزارات العراقية المعنية قد أصدرت تقاريرها حول حصيلة خسائر
يوليو/تموز وعملياته الأمنية، فذكرت سقوط 535 قتيلاً، بينهم 396 مدنيا،
و89 شرطيا و50 جنديا قتلوا في هجمات وقعت في جميع أنحاء العراق، وفق
المصادر ذاتها.
كما أشارت إلى إصابة 1043 شخصا بجروح، بينهم 680 مدنيا و198 شرطيا
و165 جنديا، وهي أعلى حصيلة منذ مطلع السنة، وخلال الشهر نفسه، قتلت
قوات الأمن مائة مسلح من المتهمين بـ"الإرهاب" واعتقلت 955 آخرين. بحسب
السي ان ان.
وإذا جرى اعتماد الأرقام العراقية، فستكون حصيلة الخسائر المدنية قد
تضاعفت مقارنة بيونيو/حزيران الماضي، عندما قتل 204 أشخاص فقط.
يذكر أنها ليست المرة الأولى التي ينشب فيها نزاع بين المسؤولين
العراقيين والأمريكيين حول الحصيلة الحقيقية للخسائر البشرية، فخلال
الانتخابات التي جرت في مارس/آذار الماضي، لم تسجل القوات الأمريكية
وقوع هجمات، بينما كانت وسائل الإعلام المحلية العراقية تنشر تقارير عن
عمليات أدت إلى عشرات القتلى.
وفي وقت لاحق، أقر الجيش الأمريكي بصحة التقارير الإعلامية حول
الهجمات، بعد تحقيق لاحق أجراه حول الأحداث التي رافقت الانتخابات.
ويأتي النزاع على الأرقام بين العراقيين والأمريكيين في على خلفية
تواصل الانسحاب العسكري الأمريكي من البلاد، إذ تخطط واشنطن لإخراج
وحداتها العسكرية المقاتلة خلال الأشهر المقبل، بحيث لا يبقى في العراق
أكثر من 50 ألف جندي.
وتأمل واشنطن أن تكون القوات العراقية قد تمكنت حتى موعد الانسحاب
من تحسين قدراتها بشكل يمكنها من تولي مهام الأمن بمفردها في البلاد،
وهو أمر يشك الكثير من العراقيين بإمكانية حصوله.
وكان رئيس الوزراء العراقي السابق، ورئيس القائمة الفائزة في
الانتخابات الأخيرة، أياد علاوي، ضمن المشككين في قدرة بغداد على ضبط
الأمن بمفردها، وقال في لقاء سابق إنه فخور بشجاعة أجهزة الأمن وعناصر
الجيش وإصرارها على مواصلة عملها، ولكنه جزم بأنها غير قادرة بعد على
تولي مهام الأمن بشكل كامل في البلاد.
33 قتيلا في انفجار سيارتين مفخختين جنوب
العراق
وقد قتل 33 شخصا في انفجارين متزامنين لسيارتين مفخختين في جنوب
العراق فيما قتل مسلحو القاعدة خمسة من رجال الشرطة في بغداد بالرصاص
ونصبوا في المكان علم "دولة العراق الاسلامية" التي تضم تنظيمات تابعة
للقاعدة، بعد يوم من تاكيد واشنطن موعد انسحابها من العراق.
وذكر ضابط الشرطة اسماعيل حسين ان "سيارتين كانتا تقفان على بعد
عشرة امتار من بعضهما البعض انفجرتا في نفس الوقت عند معبر العامل" في
اشارة الى المركز التجاري لمدينة الكوت التي تبعد 160 كلم جنوب بغداد
وعاصمة محافظة واسط. بحسبفرانس برس.
وقال ناصر سلمان (47 عاما) الذي اصيب متجره لاطارات السيارات باضرار
بالغة نتيجة الانفجار "كانت الساعة نحو السادسة مساء (15,00 تغ) عندما
انفجرت السيارتان واحدة بعد الاخرى وسط حشد من الناس". واضاف "لقد
شاهدت بام عيني نساء واطفالا قتلى وجرحى على الارض".
وقال حيدر حبيب (40 عاما) "القتني قوة الانفجارين على الارض امام
متجري. ورايت نساء واطفالا في الشوارع ينزفون".
وفي بغداد قتل تسعة من رجال الامن الثلاثاء في سلسلة هجمات استهدفت
حواجز للتفتيش ودوريات للشرطة بواسطة قنابل وعبوات ناسفة، حسب ما اعلنت
مصادر امنية.
سلسلة تفجيرات في بغداد
قُتل شخص واحد على الأقل وجُرح عشرات آخرون في سلسلة تفجيرات شهدتها
العاصمة العراقية بغداد، حسبما أكدت مصادر الشرطة العراقية، وسط توقعات
بارتفاع عدد القتلى.
وقالت المصادر إن ثلاثة انفجارات على الأقل هزت العاصمة العراقية،
وذكرت أن الانفجار الأول نجم عن هجوم بعبوة ناسفة استهدف دورية أمنية،
في حي "الكاظمية" شمال غربي بغداد، مما أسفر عن سقوط 15 جريحاً، بينهم
ضابطان بالشرطة.
كما انفجرت عبوة ناسفة أخرى، زُرعت على جانب أحد الطرق في حي "الخضراء"
غربي بغداد، أثناء مرور دورية عسكرية للجيش العراقي، وأوقع الانفجار
ستة جرحى، بينهم اثنين من أفراد الجيش.
ووقع الانفجار الثالث في شارع "حيفا"، وسط بغداد، ونجم عن انفجار
عبوة ناسفة زُرعت على جانب الطريق، أثناء مرور دورية للشرطة العراقية،
مما أسفر عن مقتل أحد أفراد الدورية وإصابة خمسة آخرين.
جاءت هذه التفجيرات بعد قليل من هجوم شنه مسلحون على مكتب صرافة في
جنوب غربي بغداد، مساء الخميس، أسفر عن سقوط ثلاثة قتلى وجرح ثمانية
آخرين. بحسب السي ان ان.
وقال مصدر بوزارة الداخلية العراقية ان مسلحين مرتبطين بتنظيم
القاعدة هاجموا نقطة تفتيش أمنية في العاصمة العراقية وقتلوا خمسة من
رجال الشرطة.
واستخدم المسلحون أسلحة مزودة بكواتم للصوت لمهاجمة نقطة التفتيش في
بغداد بعد الفجر ورفعوا علم دولة العراق الاسلامية التابعة لتنظيم
القاعدة فوق نقطة التفتيش في أعقاب الهجوم. بحسب رويترز.
وأضاف المصدر أن الهجوم وقع في حي المنصور بوسط بغداد بعد أن سقطت
ثلاث قذائف مورتر على المنطقة دون أن تحدث اصابات. وقال قائد عسكري في
بغداد ان ضباط الشرطة قتلوا بقنبلة يدوية.
وقتل شرطيان اخران في بغداد وهما يحاولان ابطال مفعول قنبلتين في حي
مدينة الصدر في شرق بغداد وانفجرت قنبلة زرعت على الطريق بالقرب من
دورية للجيش في مدينة الصدر فقتلت جنديا عراقيا وأصابت ستة اخرين من
بينهم ثلاثة جنود. |