سلسلة الكوارث المتعاقبة... ظاهرة كونية أم أخطاء بشرية

 

شبكة النبأ: تتصاعد وبشكل غير مسبوق التغييرات المناخية التي يشهدها كوكب الأرض متسببا بالعديد من الكوارث الطبيعية والآثار السلبية في مختلف قارات العالم، حيث شهدت مؤخرا العديد من البلدان حالات مناخية قاسية تمثلت بالفيضانات الجارفة، او الجفاف بسبب انعدام الأمطار، فيما كان لارتفاع درجات الحرارة بشكل غير مسبوق تأثيرا مباشرا على مختلف قطاعات الحياة.

تسونامي شمسي

فقد حذر علماء من وكالة الفضاء الأميركية "ناسا" من أن الكرة الأرضية قد تتعرض لموجة ساخنة عابرة للفضاء نتيجة لانفجار كبير شهدته الشمس خلال الأيام القليلة الماضية.

ونقلت صحيفة "الديلي تلغراف" البريطانية عن هؤلاء العلماء قولهم انهم يتوقعون ان تستقبل الكرة الأرضية موجة ساخنة كنتيجة لانفجار شمسي هائل تم رصده قبل أيام.

وأن الانفجار الذي حدث في المنطقة المواجهة للأرض أرسل موجة أطلق عليها العلماء اسم "تسونامي شمسي" وامتد لمسافة 93 مليون ميل عبر الفضاء.

وذكرت الصحيفة أن عدة أقمار صناعية رصدت الإنفجار الشمسي خلال إجازة نهاية الأسبوع الأخيرة بما فيها قمر تابع لوكالة الفضاء الأميركية (ناسا) وان الإنفجار الذي يماثل حجمه حجم الكرة الأرضية مرتبط بثورات أخرى شهدها سطح الشمس مؤخرا.

ويقول العلماء ان موجة الحر التي صدرت عن الشمس ستصل إلى الأرض وأنها ستؤثر في المجال المغناطيسي للكرة الأرضية.

وقال ليون غولوب، من مركز هارفارد سميثونيان للفيزياء إن هذه الموجة "تتجه نحونا مباشرة"، مضيفاً أن الانفجار المتجه نحو الكرة الأرضية "هو الأول من نوعه منذ أمد طويل".

وكان العلماء قد ذكروا أيضا في دراسات سابقة أن هناك نشاطا متوقعا أن يحدث في الشمس عام 2013 من شأنه أن يؤذي الكثير من الأقمار الاصطناعية وقسما من محطات توليد الطاقة وشبكات الاتصالات في شتى أنحاء العالم وخاصة شمال الكرة الأرضية.

وذكرت احدى الدراسات ان العلماء يتوقعون أن تصل العواصف الشمسية إلى مجال الكرة الارضية بين عامي 2012 و2013، وفي هذا الإطار يتخوف البعض من كارثة محتملة بأن تعيد هذه العواصف عصرنا الالكتروني إلى العصر الحجري بسبب اعتماد العالم على الأجهزة الالكترونية في الحياة اليومية.

وقال لويس لانريروتي من معهد نيوجرسي للتقنية إن الشمس نجم يمر بدورة نشاط كل 11 أو13 عاما لذلك لا يمكن تحديد الفترة التي ستتعرض لها الأرض للعواصف الشمسية بدقة، لكن مستوى النشاط الشمسي الحالي فيه الكثير من البقع الشمسية الناتجة عن المجال المغناطيسي حول الشمس والذي يؤدي إلى تقلبات فيها ما يدفعها للاقتراب من الأرض.

وأضاف لانريروتي إن هناك مخاوف من أن تؤدي الموجة الكهرومغناطيسية المتولدة عن ألسنة العواصف الشمسية إلى الإطاحة بأنظمة الاتصالات بكل أنواعها بسبب تكهرب الأجواء الفضائية بالإضافة لانقطاع عام وعالمي في شبكات الكهرباء.

وقال دانيال بيكر عالم الفضاء من جامعة كولورادو إن الضرر الأكبر من العواصف الشمسية سيلحق بمولدات الطاقة وخاصة الطاقة الكهربائية إذ ان العاصفة الشمسية الكبيرة قد تؤدي إلى انقطاع الكهرباء عن العالم مدة أسابيع أو حتى أشهر.

ولكن هذه المخاوف تبقى مجرد توقعات نحو الأسوأ إذ لم يستطع العلماء حتى الآن معرفة مدى تأثير هذه العواصف الشمسية على غلافنا الجوي، وبحسب وكالة ناسا الأميركية فإن العلماء ينتظرون معرفة درجة الأضرار التي تسببها "التسوناميات الشمسية" على الأرض من المعلومات التي سترد اليهم من سفينة الفضاء المزدوجة، المنطلقة في رحلة "ستيريو" التي تدرس الشمس.

وأفادت "ناسا" أن الصور التي التقطتها السفينة المزدوجة قد مكنت العلماء من رؤية التسوناميات الشمسية بشكل ثلاثي الأبعاد، وعليه بات بإمكانهم معرفة سرعاتها وكتلها واتجاهاتها.

ولتوضيح هذا الاختراق العلمي، أشار أنجيلوس فورليداس، عالم الفيزياء الشمسية في مختبر الأبحاث البحرية الأميركي، إلى أنه "قبل رحلة ستيريو المهمة، لم يكن بوسعنا الحصول على معلومات وقياسات للتسوناميات الشمسية، حتى وصولها إلى الأرض. أما الآن فلقد استطعنا رؤيتها منذ خروجها من على سطح الشمس حتى وصولها إلى الأرض، ويمكننا إعادة تمثيل حركتها عبر الصور الثلاثية الأبعاد التي التقطتها المركبة.

و"التسوناميات الشمسية"، عبارة عن انفجارات قوية للغاية، تبث أشعة كونية شمسية، من شأنها أن تدخل الغلاف الجوي الأرضي. وأكد الخبراء أن هذه الأشعة تسبب مشاكل تقنية كبيرة، مثل انقطاعات في تيار الكهرباء، وتشويشات في الاتصالات الجوية، وتؤثر في شبكات الهواتف الخلوية، وقد تشكل خطرا على الرحلات إلى الفضاء وروادها.

أسوأ فيضانات منذ 80 عاماً

الى ذلك تخشى السلطات الباكستانية حدوث كارثة صحية في باكستان حيث بلغ عدد المنكوبين في أسوأ فيضانات تشهدها البلاد منذ ثمانين عاما حوالى 3،2 مليون شخص. وقالت حكومة ولاية خيبر باختونخوا (شمال غرب) التي سجل فيها أكبر عدد من القتلى إن الفيضانات أودت بحياة 1500 شخص.

من جهته، قال الناطق باسم صندوق الأمم المتحدة للطفولة (يونيسيف) ماركو خيمينيس رودريغيس في لقاء مع صحافيين ان "حوالى 3،2 مليون شخص تضرروا بالفيضانات بينهم 1،4 مليون طفل" واضطرت أمطار موسمية جديدة مئات الآلاف من المنكوبين الى البحث عن مأوى بعد أيام من الفيضانات غير العادية التي جرفت آلاف المساكن ودمّرت طرق الاتصالات والأراضي الزراعية في واحدة من أفقر مناطق باكستان. وفي قرية ماجوكي فقير أباد، دمر الجزء الأكبر من المنازل بينما بدت هذه البلدة في الشمال الغربي معدمة.

وأوضح المصدر نفسه أنه تم انتشال عشر جثث بينما ما زال حوالى مئة شخص مفقودين. وأكدت الحكومة الباكستانية أن فرق الإنقاذ والجيش تفعل ما بوسعها لتهدئة غضب الناجين. وقال شير خان (40 عاماً): إن "طفلتين كانتا تقيمان في المنزل المجاور لنا مباشرة غرقتا". وأضاف: إن الرئيس الباكستاني آصف علي زرداري "يجب ان يعود إلى المكان ويتخذ قرارات لمصلحة المنكوبين بدلا من الذهاب للتسلية في فرنسا وبريطانيا".

من جهة أخرى ذكرت السلطات المحلية امس أن 14 شخصاً لقوا حتفهم وفقد سبعة آخرون شمال غرب الصين بسبب سلسلة من الكوارث الناجمة عن هطول الأمطار.

وقالت وكالة أنباء الصين الجديدة (شينخوا): إن تدفقاً للطمي والصخور ضرب قرية تيبيتان بمحافظة سونان التابعة لمدينة تشانجيي في الساعة الثانية ودفن عشرة أشخاص من أسرة تعمل بالرعي وفقاً لما ذكرته حكومة المحافظة في بيان صحفي.

وضربت الأمطار الغزيرة محافظة آكتو في ولاية كيسيلسو ذاتية الحكم للقومية القرغزية يومي 26 و27 يوليو الماضي نجمت عنها فيضانات وأدت إلى انهيار منازل ومناجم. وفي عدة مدن بجنوب شينجيانج تسببت الأمطار الغزيرة في تدمير طرق وجسور وقطعت إمدادات الطاقة.

وتتواصل حالياً أعمال الإصلاح. وتعاني مقاطعة تشينغهاي الشمالية الغربية من الطقس الحار والجفاف طبقاً لما ذكره مكتب الأرصاد الجوية المحلي.

كما تلقت الأنهار الحدودية الصينية مع جمهورية كوريا الديمقراطية الشعبية وروسيا أمطارا قياسية، وسيؤدي الهطول المتوقع لمزيد من الأمطار الى تفاقم الفيضانات ، حسبما ذكر مكتب الأحوال الجوية لمقاطعة جيلين الشمالية الشرقية.

فقد تلقى نهري يالو وتومين أعلى كميات تساقط في تاريخ الأرصاد الجوية المحلية ، حيث بلغت 256.5 ملم و 147 ملم على التوالي. وكان الرقم أعلى بنسبة 213 بالمئة و230 بالمئة على التوالي عن السنوات العادية ، على ما قالته محطة الأرصاد الجوية. وسيؤدي هطول المزيد من الأمطار الى غمر حوضي النهرين. بحسب وكالة الانباء الصينية.

يذكر أن الفيضانات منذ 20 يوليو خلفت 74 قتيلا و71 مفقودا في جيلين. وأدت الأمطار الغزيرة الى ارتباك حياة نحو 4.6 مليون شخص بالمقاطعة ، ودفعت نحو اجلاء أكثر من 784 ألف شخص .

الفيضانات بجنوب الفلبين تشرد آلاف الاسر

من جهته ذكر المجلس الوطنى للتنسيق اثناء الكوارث ان آلاف الاسر تشردت نتيجة حدوث فيضانات نتجت عن امطار غزيرة ضربت بضعة أجزاء من مقاطعة ماجوينداناو فى جنوب الفلبين.

وأفاد المجلس فى بيان ان 8200 اسرة على الأقل تواجه مشكلات بسبب الفيضانات التى نتجت عن هطول غزيرة للامطار فى بلدة سلطان قدرات فى مقاطعة ماجوينداناو.

وذكر المجلس انه وصل ارتفاع المياه فى عشر قرى منخفضة فى بلدة سلطان قدرات إلى الخصر. وأضاف "ان ارتفاع المياه وصل فى بعض المناطق إلى الخصر. ولم ترد أنباء عن سقوط ضحايا".

وذكر المجلس ان الامطار الغزيرة التى تهطل منذ يوم الخميس الماضى ادت إلى تدفق المياه خارج نهر سيمواى. وغادر سكان تلك القرى ديارهم بشكل مؤقت إلى الجزء الاعلى من الطرق السريعة الوطنية.

وتراقب الإدارة المحلية لمكافحة الكوارث الوضع عن كثب وتستعد لاجلاء السكان المتضررين اذا ازداد الوضع سوءا. بحسب وكالة الانباء الصينية.

وأضاف المجلس ان وحدات الاستجابة اثناء الطوارئ بالمنطقة ذاتية الحكم فى مينداناو الإسلامية وماجوينداناو وفى هذه البلدة وضعت فى حالة تأهب لتقديم المساعدة عند الحاجة.

فيما اسفرت السيول الناجمة عن الامطار الشديدة بحياة 40 افغانيا وتركت المئات مشردين، ذكرت ذلك قناة تولو التليفزيونية الخاصة.

وقالت تولو فى نشرتها الرئيسية للأنباء "ان السيول أدت إلى سقوط 40 قتيلا تضمنوا نساء واطفالا فى مقاطعات كابيسا ولاجمان فى افغانستان". واضافت النشرة ان 15 شخصا اخرين اصيبوا بجراح.

واشار الى ان المئات من الفدادين من الاراضى والمنازل قد اكتسحتها المياه او دمرتها فى الكارثة الطبيعية.

شبكة النبأ المعلوماتية- الخميس 5/آب/2010 - 24/شعبان/1431

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1431هـ  /  1999- 2010م