شعوب وعادات... معقولة وغير معقولة

 

شبكة النبأ: تتفاخر العديد من الدول والمجتمعات بما يزخر به تراثهم من عادات وتقاليد تناقلتها الأجيال بحرص عبر التاريخ، مما حفظ لتلك الأمم ثقافة من سبقهم، مهما كانت معقولة او غير معقولة، مضحكة ام محزنة، تبرز في مناسبات خاصة وأيام معدودة على مدار كل عام.

فيما تمتاز أمم عن سواها بصفات منفردة لا يعرف في اغلب الأحيان سبب ومصدر اكتسابها في بعض المجتمعات، إلا إنها تكون في الغالب ميزة لا تثير غضب او حنق الآخرين.

أكثر الشعوب إضحاكا

فقد قال باحث ألماني أن الأفارقة والمصريين والبريطانيين من أكثر الشعوب التي تتميز بروح الدعابة، بعكس الألمان الذين لا يمكنهم أن يدعوا ذلك على أنفسهم، "البساطة تنقصنا".

ونقلت صحيفة "الاقتصادية" السعودية مقابلة مع الباحث الألماني راينار شتولمان أجرتها وكالة الأنباء الألمانية، قال فيها إن المصريين أكثر الشعوب التي تتميز بخفة الدم على حد تعبيره.

وأضاف الباحث "إذا كانت أسبانيا حصلت على المركز الأول في بطولة كأس العالم لكرة القدم 2010، فإن الأفريقيين هم الأكثر إضحاكا، الأفريقيون يضحكون أسرع مننا، ففي الاجتماعات الأفريقية ينبغي على كل فرد أن يقول ما يريده، لكن كل فرد يتم الضحك عليه أيضا، إلا أنهم لا يشعرون أن هذا أمر محرج لأن الضحك هناك ينتمي إلى وسائل الاتصال الاجتماعي".

ويرى شتولمان أن البريطانيين هم الأكثر إضحاكا في أوروبا، "البريطانيون لديهم الشجاعة لقول كل ما هو جاد بطريقة مضحكة أيضا". بحسب رويترز.

أما عن روح الدعابة لدى أبناء وطنه قال الباحث "تنقصنا البساطة، فإننا نهتم جدا بالمضمون والثقافة الراقية، وهذا الأمر صار تقليدا منذ العصر الرومانسي، فالضحك الألماني أصبح ضعيفا منذ ذلك الحين".

ورغم المشكلات العالمية التي تحيط بالشعوب مثل الأزمة المالية والتسرب النفطي والتقشف، أكد شتولمان أن الضحك سيظل مستمرا، "عقب أربع ساعات من وقوع هجمات الحادي عشر من سبتمبر ظهرت على سبيل المثال نكات حول هذا الأمر على الإنترنت، ورغم أن هذا يبدو لنا أمرا ساخرا بعض الشيء إلا أن الأشخاص الذين يشعرون بالخوف يتوقون للضحك، لذلك لا ينبغي وضع حدود ضيقة للضحك لأنها تتغير حسب درجة بعد المرء عن الحدث".

وعن السبب الذي يدفع المرء للضحك قال الباحث "الشكل الأولي للضحك هو الدغدغة، فإذا تم دغدغة شخص أسفل قدمه فإنه يسحبها، وهذا يسمى ردة فعل عكسية حمائية، وإذا تم قمع ردة الفعل هذه فإن الطاقة ستخزن في الجسم ثم تنطلق عبر الحجاب الحاجز في صورة ضحك، فالضحك لديه شيء ثوري تشنجي، فهو مثل نوبة صرع تشعرك بالمتعة".

وفي تحليله للسبب الذي يجعل الإنسان يضحك عند سماعه نكتة قال شتولمان "النكتة تدغدغنا أيضا لكن في عقلنا، والنكتة الجيدة تحتاج لذلك إلى لحظة مدهشة، إلى تناقض، إلى أي شيء يحيرنا لكن دون أن يصرف انتباهنا، فالشيء المعروف والشيء الغريب يجب أن يكونا متوازنين وإلا لن نفهم النكتة".

زيجات هندوسية بالجملة

من جانبهم يقبل الهندوس بأعداد كبيرة على الزواج في ظل انتهاء فترة دامت نحو ستة أشهر واعتبرت طاردة للحظ. ويعتقد الهندوس أن يوم 16 مايو/أيار هو أحد الأيام الأربعة الأكثر جلبا للحظ في تقويمهم.

ويقول منظمو حفلات الزواج إن مدينة مومباي تشهد نحو 50 ألف زيجة في حين تشهد مدينة دلهي نصف هذا العدد.

لكن الإقبال الشديد على الزواج يؤدي إلى نقص في الكهنة الهندوس ومموني الحفلات وصالات الزواج.

وحسب التقويم الهندوسي، فإن يوم الأحد هو يوم أكشايا تريتيا وهو أحد أربعة أيام جالبة للحظ مثل بدء مشاريع جديدة ومنها الدخول في مشاريع زواج. وتقول المنجمة، بريميلا ديفي، إن يوم أكشايا تريتيا، هو "يوم يجلب دائما حسن الحظ لأصحابه". بحسب البي بي سي.

وتابعت قائلة "إنه أكثر الأيام جلبا للحظ ومن ثم بدء مشاريع جديدة مثل إقامة أعمال والدخول في مشاريع زواج والانتقال إلى منازل جديدة". إنه يوم يجلب بكل تأكيد الحظ لصالح الممونين وبائعي المجوهرات ومنظمي حفلات الزواج.

ورغم أن الزيجات الهندوسية التقليدية تشهد صرف أموال طائلة عليها، فإنها في المقابل تؤدي إلى نقص في صالات الزواج والكهنة الهندوس والزهور.

وهناك تقارير عن لجوء هندوس أغنياء إلى استئجار مزارع خاصة بهدف إقامة مراسم الزواج وتنظيم الحفلات.

وينهي يوم أكشايا تريتيا موسم جفاف دام نحو ستة أشهر، وكان ينظر إليه على أنه غير موات للدخول في مشاريع جديدة.

معبد تايلاندي يقيم جنازات للحيوانات

من جهته ردد راهب يرتدي زيا برتقاليا ترانيم في الوقت الذي قامت فيه اسرة باكية تتشح بالسواد بالصلاة امام محرقة للجثث .. كانت تلك مراسم جنازة بوذية عادية في تايلاند باستثناء شيء واحد وهو أن الميت كلب.

ويتوافد محبو الحيوانات الاليفة الثكالى في بانكوك الى معبد كلونج ناي توي عبر نهر تشاو فرايا لوداع أصدقائهم الحيوانات في طقوس جنائزية كاملة تبدأ بصلاة قصيرة يقوم بها الرهبان وعملية تستغرق ساعتين لحرق الجثة ورحلة الى أسفل النهر لنشر رمادها.

وقالت جيرابورن ونجوانا (35 عاما) التي فقدت لتوها كلبتها باي توي (14) عاما اثر فشل في وظائف الكبد "هي جزء من عائلتنا. وفي الحياة اخذناها الى صالون الحلاقة وحمام السباحة. وفي الموت نريد ان نعطيها الافضل ايضا." بحسب رويترز.

وبدأ المعبد في حرق الكلاب والقطط الضالة منذ حوالي عقد من الزمن قبل أن يبدأ في تقديم خدمات الجنازة للحيوانات الاليفة. ويؤي الان خمس الى 15 جنازة يوميا.

وفي حين أن معظم الحيوانات من الكلاب والقطط هناك ايضا حيوانات أليفة مثل السلاحف والاسماك والارانب والقردة.

وتكلفة الحرق 1800 باهت (60 دولارا) بما في ذلك خدمة قوارب لنشر الرماد. ويتكلف حرق جثث الكلاب النافقة التي يزيد وزنها عن 20 كيلوجراما ألفي باهت وأولئك الذين يرغبون في نعش خشبي مطلي بالذهب يتعين عليهم دفع ثلاثة الاف باهت.

العدائون أمام الثيران

الى ذلك تحمل الأوشحة الحمراء التي سيربطها العدائون أمام الثيران في مدينة بامبلونا الإسبانية حول رقابهم 15 اسما، أبرزهم اسم دانيل خيمينو.

ومع انطلاق الحدث الفريد مرة أخرى، تتذكر بامبلونا الشاب والذي طعن بقرن أحد الثيران إلى أن لفظ أنفاسه الأخيرة في العام الماضي، وأصبح الضحية الخامسة عشر للعدو أمام الثيران منذ عام 1924 .

وتعد المسابقة التي تجتذب سائحين من أنحاء العالم وسيلة ترفيه لا تخلو من المخاطر، ويؤكد مجلس المدينة في 100 ألف نشرة وزعها في بامبلونا أن " العدو أمام الثيران خطير جدا. يستطيع الثور قتلك".

وحظي العدو أمام الثيران بشهرة من رواية " الشمس تشرق من جديد" للكاتب أرنست همنجواي والتي نشرت في عام 1926.

ويجتذب الحدث مليون زائر للمدينة الواقعة شمال أسبانيا والتي يقطنها 185 ألف نسمة لمدة أسبوع لحضور الحفلات وشرب الخمور والاستماع للموسيقى ومشاهدة الثيران. ويبدأ الحدث بإطلاق صاروخ من شرفة مبنى بلدية المدينة. بحسب الوكالة الالمانية للانباء.

وفي صباح اليوم التالي، تطلق ستة ثيران من ثيران المصارعة يزن الواحد منها 500 كيلوجرام حرة في الشوارع الضيقة لوسط المدينة القديمة.

وينتظرها ما يربو على أربعة آلاف عداء من عدائي الثيران، كلهم تقريبا من الرجال، ويرتدون ثيابا تجمع بين اللون الأبيض والأحمر تكريما لراعي المدينة القديس فيرمين.

ويجري العدائون الذين يعرفون باسم "موثوس"، الذي لا يتسلحون بأي شيء سوى صحف ورقية مطوية، إلى جوار الحيوانات أثناء قطعها مسافة 825 مترا لتصل إلى حلبة مصارعة ثيران محلية، حيث سيتم قتل الثيران بعد ذلك في مصارعة ثيران في المساء. ويتكرر المشهد كل صباح لمدة ثمانية أيام.

ويعتبر المشاركون المحليون أن مشاهدة الثيران وهي تعدو هو نوع من الفن، وبنفس الطريقة يعتبر مصارعو الثيران الأسبان المتحمسون مصارعة الثيران فنا أيضا.

ويشارك كثير من " الموثوس " في العدو أمام الثيران عام بعد عام، ويتدربون بصورة مكثفة ليكونوا قادرين على إظهار مهاراتهم في العدو. ويطلق على العدائين عديمي الخبرة وغير البارعين اسم "باتاس" .

من ناحية أخرى، يعتبر كثير من السائحين أن العدو أمام الثيران لا يمثل شيئا بخلاف كونه فرصة لرفع هرمون الأدرينالين. ويأتون غالبا للعدو أمام الثيران بعد ليلة من السكر، ويخرقون القواعد من خلال شد ذيول الثيران أو محاولة جذبها من قرونها.

ويعرف هذا السلوك بأنه "سيتسار التورو" إثارة حنق الثور. ويمكن أن يؤدي إلى خروج الثور عن القطيع، ما يعرض حياة كافة العدائين القريبين منه للخطر، بالإضافة إلى كونه عملا غير أخلاقي. ويصاب مئات من العدائين أمام الثيران، بينهم سائحون، كل عام.

ويمكن أن يواجه أصحاب الحظ السيء مصير خيمينو، وهو سائح من مدريد اخترق قرن أحد الثيران رقبته ورئته ما أسفر عن وفاته. وتنصح النشرة قائلة " إذا سقطت، فابقى راقدا على الأرض حتى يمر القطيع" .

كما ينصح المشاركون بمواصلة الحركة. وقال روبرتو سانث، أحد أبرز العدائين المخضرمين أمام الثيران في بامبلونا " لا يجب أن يقف أي أحد في المنطقة التي قتل فيها خيمينو" .

وتقع هذه المنطقة في منحنى، حيث تصبح الثيران على الأرجح منفصلة عن بعضها في القطيع وتصطدم أقدامها بالألواح الخشبية التي تبطن طريقها. ولم تدفع وفاة خيمينو المدينة حتى إلى التفكير في إلغاء العدو أمام الثيران، والذي ينتقده نشطاء مدافعون عن حقوق الإنسان، لكنه يدر سنويا على بامبلونا 74 مليون يورو93 مليون دولار في شكل عائدات سياحية.

ومع هذا، أثار مقتل خيمينو جدلا بشأن سلامة العدائين أمام الثيران، والتي تؤدي إلى حشد ثلاثة آلاف شرطي و350 من العاملين في المجال الصحي. وتقول سلطات المدينة إن إجراءات الأمن كافية.

وقالت آنا إليزالدي، عضوة مجلس المدينة المسئولة عن العدو أمام الثيران " عندما تجري ثيران المصارعة هذه في الشوارع فإنه من المستحيل ألا ينطوي الأمر على أي خطورة" .

اساطير دراكولا

من جهة اخرى ينظم في بوخارست معرض بعنوان "دراكولا قائد عسكري ومصاص دماء" يفصل الاساطير التي نسجت حول الامير السلافي فلاد تيبيس عبر مخطوطات واعمال فنية.ينظم في بوخارست معرض بعنوان "دراكولا قائد عسكري ومصاص دماء" يفصل الاساطير التي نسجت حول الامير السلافي فلاد تيبيس عبر مخطوطات واعمال فنية.

وقالت مفوضة المعرض النمسوية مارغو روخ لوكالة فرانس و خان "المعرض يستند الى ابحاث تاريخية تظهر ان الاساطير المحيطة بفلاد دراكولا كانت تهدف الى اظهار اوروبا الشرقية على انها منطقة بدائية متخلفة وانها مصدر الشر".

المعرض مقام في متحف الفنون الوطني وهو يضم للمرة الاولى في رومانيا بورتريهات لفلاد تيبيس (الذي تولى الحكم في مرحلتين بين 1456 و1462 ومن ثم في العام 1476) مصدرها متحف "كونستيستوريش" في فيينا ومتحف "شلوس امبراس" في اينسبروك فضلا عن مخطوطات ومنقوشات تصف "تعطشه الى الدم". وقالت و خان "فلاد دراكولا كان قاسيا على الارجح لكن ليس اكثر من امراء اخرين". واضافت "لقد كان ضحية الدعاية المسيئة" التي كان يروجها نظراؤه الغربيون ولا سيما المجريون منهم. بحسب فرانس برس.

واحدى المنقوشات العائدة الى العام 1500 والتي ساهمت بلا شك في هالة الوحشية المطلقة التي رافقته، تظهر الامير وهو يتناول الطعام امام عدة رجال وضعوا على خوازيق في حين يتم بتر اعضاء اخرين وطهي رؤوسهم في اقدار كبيرة.

جزء كبير من المعرض مخصص لظاهرة مص الدماء. ويتضمن المعرض دراسات حول "هذه الظاهرة" وكتابات حول نشاط مصاصي الدماء من عدمه خلال النهار تعود الى ما بين العامين 1730 و1735.

وشددت روخ على ان فلاد تيبيس الذي يأتي لقبه دراكول (الشيطان) من انتماء والده الى جمعية التنين (او الشيطان) استحق سمعته على انه مصاص دماء فقط بفضل برام ستوكر الكاتب الايرلندي واضع رواية "دراكولا" (1897).

وقد استوحت عدة افلام هذا الكتاب الا ان روخ تشدد على ضرورة اعطاء الامير الروماني "صورة مختلفة عن تلك التي وضعتها هوليوود".

مسلمو جنوب روسيا

من ناحية اخرى يحتفل بالاعراس على نطاق واسع في الجمهورية الواقعة في شمال القوقاز والتي يغلب المسلمون على سكانها حيث يدعى مئات الاقارب والاصدقاء والجيران. ويلتزم سكان الانجوش بدفع المهر الذي يقدمه زوج المستقبل لاسرة الفتاة التي سيقترن بها.

حصلت أسرة مادينا على مهر بلغ 12500 روبل (317 يورو). لكن في يوم زفاف الفتاة وافقت الحكومة الاقليمية في الانجوش على زيادة المهور الى ثلاثة أمثال.

اتخذ قرار زيادة المهور التي لم تتغير منذ سنوات عديدة خلال اجتماع لزعماء وشيوخ المسلمين في الانجوش حضره الرئيس الانجوشي يونس بك يفكوروف.

وقال يفكوروف في الاجتماع "لا نقول ان الجميع ملزمون بدفع 30 ألف أو 50 ألف روبل (761 أو 1270 يورو). يمكن أن يدفع 25 روبل (0.63 يورو)." بحسب رويترز.

وأضاف "لكن أيا كان المبلغ فهذا المال ملك للثنائي الشاب.. يستطيعون بهذا المال شراء أشياء يحتاجان اليها. اليوم أصبحت 12 ألف روبل (304 يورو) مبلغا ضئيلا جدا. ظل مهر العروس 12500 روبل (317 يورو) لزمن طويل. علينا أن نكون أكثر مواكبة للعصر."

ووافق المشاركون في الاجتماع على زيادة المهور من 12500 روبل الى 40 ألف روبل (1015 يورو) رغم أن بعض الحاضرين طالبوا بزيادة أكبر.

وقال أحد الشيوخ الذين حضروا الاجتماع متحدثا بحدة "سوف ينفق على ثوب الزفاف 30 ألف روبل (761 يورو) على أي الاحوال. لذلك أعتقد أنه يجب رفع مهر العروس الى 50 ألف روبل (1270 يورو)."

وأيدت فاطمة شرجيزوفا التي تملك مشغلا لتفصيل أثواب الزفاف في نازران عاصمة الانجوش قرار زيادة مبالغ المهور.

وقالت "حسب الشريعة فهو (المهر) بمثابة قيمة للفتاة. يعتقد أنه الان 12 ألف روبل. بمن يقارنون الفتاة. ببقرة."

وأضافت "تحتاج لشراء أثاث وملابس وهدايا لوالدة العريس وأخواته وأقارب اخرين وشيئا لزوجها. لا أعتقد أنها ستتمكن من شراء الكثير مقابل 40 ألف روبل." وقرر المشاركون في الاجتماع أيضا زيادة قيمة الدية عشرة أمثال الى مليون روبل (30 ألف يورو).

شبكة النبأ المعلوماتية- الأربعاء 4/آب/2010 - 23/شعبان/1431

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1431هـ  /  1999- 2010م