حروب البنتاغون السرية... أسلحة محرمة وانتهاكات خلف الكواليس

محمد حميد الصواف

 

شبكة النبأ: يكتنف تاريخ حروب الولايات المتحدة العديد من الجرائم الكبيرة التي اهتز لها العالم اجمع منذ بداية الحرب العالمية الثانية، وتحديدا قصف الطائرات الأمريكية لليابان بالقنابل الذرية.

وعلى الرغم من ان الولايات المتحدة تتصدى وبشكل دائم لقضايا حقوق الإنسان الا إننا نجد أجهزتها الحكومية وخصوصا الأمنية والعسكرية منها آخر من يعتبر او يحترم تلك الحقوق بحسب الوقائع المرصودة بهذا الصدد.

حيث تكشف لنا التقارير الميدانية ذات المصداقية العالية العديد من الانتهاكات والجرائم التي يقترفها قادة الجيش الأمريكي وتشكيلاته بحق الشعوب والمجتمعات في العديد من دول العالم.

قنابل انشطارية

فقد اكدت منظمة العفو الدولية ان صاروخا اميركيا محملا قنابل انشطارية استخدم في هجوم اوقع 55 قتيلا، معظمهم من المدنيين، في كانون الاول/ديسمبر 2009 في اليمن.

وفي واشنطن رفض متحدث باسم وزارة الدفاع التعليق على هذه الاتهامات وقال ان على الصحافيين استجلاء الامر من الحكومة اليمنية.

واضاف المتحدث براين وايتمان "تجدر تهنئة حكومة اليمن لرفعها تحدي تهديد القاعدة". وتابع "نحن ندعم بكل قوة العمليات ضد القاعدة في شبه الجزيرة العربية ونتعاون بشكل وثيق مع اليمن وبلدان اخرى في مستوى المبادرات المضادة للارهاب".

ونشرت منظمة العفو الدولية صورا قالت انها تظهر بقايا صاروخ توماهوك من صنع اميركي وقنابل انشطارية لم تنفجر استخدمت على ما يبدو في الهجوم الذي وقع في 17 كانون الاول/ديسمبر 2009 على المعجلة في محافظة ابين جنوب اليمن.

وقال مسؤول الابحاث في المنظمة مايك لويس ان "المنظمة تشعر بقلق بالغ من الادلة التي تثبت ان قنابل انشطارية استخدمت على ما يبدو في اليمن".

واضاف ان "القنابل الانشطارية تضرب بدون تمييز والقنابل التي لا تنفجر تهدد حياة ووسائل عيش (السكان) لسنوات".

من جهته، صرح فيليب لوثر مساعد مدير فرع المنظمة للشرق الاوسط وشمال أفريقيا ان مثل هذا الهجوم على "ناشطين مفترضين بدون محاولة توقيفهم غير شرعي وكون الضحايا نساء واطفالا يثبت ان الهجوم تعسفي للغاية". بحسب فرانس برس.

وكانت وزارة الدفاع اليمنية اعلنت ان القوات اليمنية شنت هذا الهجوم بدون ان تشير الى دور للولايات المتحدة وقالت انها قتلت بين 24 وثلاثين ناشطا في الهجوم على معسكر للتدريب لتنظيم القاعدة. لكن مسؤولا محليا اكد بعد ذلك ان "49 مدنيا بينهم 23 طفلا و17 امرأة قتلوا في هذا الهجوم".

وبحسب منظمة العفو التي اشارت الى 55 قتيلا، فان لجنة برلمانية اكدت في شباط/فبراير مقتل 41 مدنيا بينهم نساء واطفال في الهجوم وقالت انها لاحظت خلال زيارة لموقع القصف ان "كل المنازل احرقت". وقالت المنظمة ان الصور تكشف اضرارا تسبب بها الصاروخ "بي جي ام-190 دي".

واضافت ان "هذا النوع من الصواريخ التي تطلق من سفينة حربية او من غواصة مصمم لنقل 166 شحنة انشطارية ينفجر كل منها الى مئتي قطعة ذخيرة انشطارية يمكن ان تتسبب بجروح في دائرة شعاعها 150 مترا". وتابعت ان "هذه الذخائر تحوي مادة حارقة".

ولم توقع واشنطن وصنعاء معاهدة حظر القنابل الانشطارية التي يفترض ان تدخل حيز التنفيذ في الاول من آب/اغسطس.

وقالت العفو الدولية في بيانها "استنادا الى الادلة التي تقدمها هذه الصور، على الحكومة الاميركية ان تكشف الدور الذي ادته في هذا الهجوم".

واكدت انها "طالبت وزارة الدفاع الاميركية بمعلومات بشأن تورط قوات اميركية في الهجوم على المعجلة" لكنها لم تتلق اي رد.

وعند تبنيه الاعتداء الفاشل الذي نفذه نيجيري يوم عيد الميلاد 2009 على رحلة بين امستردام وديترويت، اكد فرع القاعدة في اليمن انه جاء ردا على هجمات كانون الاول/ديسمبر على الشبكة.

قتل المدنيين

في سياق متصل كشفت مصادر أن موقعاً إلكترونيا متخصصاً بنشر التقارير السرية المسربة من الجيش الأمريكي ووزارة الدفاع "بنتاغون" وعدة أجهزة أمنية أمريكية أخرى على وشك كشف النقاب عن شريط فيديو يظهر تفاصيل غارة جوية جرت في أفغانستان، وأدت إلى مقتل عدد من المدنيين.

وبحسب المصادر، فإن موقع "ويكي ليك" الذي سبق له أن نشر تسجيلاً مماثلاً لغارة أمريكية في بغداد أدت لمقتل صحفيين تابعين لوكالة "رويترز في أبريل/نيسان الماضي يخضع لمراقبة الاستخبارات التي وصفته بأنه "أحد المخاطر الممكنة التي تهدد القوات الأمريكية وجهود مكافحة حركات التمرد المسلح."

وكان الموقع الذي يعتقد أنه يدار من قبل خمسة أشخاص يعاونهم مئات المتطوعين قد جذب الانتباه إليه منذ أن بدأ العمل انطلاقاً من موقع مجهول في أوروبا، وذلك اعتباراً من يناير/كانون الثاني 2007.

كما قام الموقع عام 2008 بتسريب مذكرة داخلية صادرة عن وزارة الدفاع الأمريكية تتعلق بالمخاطر التي يفرضها الموقع نفسه عن الأمن الأمريكي جاء فيه: "النشر الأخير لوثائق سرية من الوزارة يقدم لوكالات الاستخبارات الأجنبية والتنظيمات الإرهابية المعادية وحركات التمرد الأجنبية المعلومات الضرورية لاستهداف قوات أمريكية." بحسب السي ان ان.

ولا يعرف أحد هوية الجهات الحقيقية التي تقف خلف الموقع، إلا أن هناك شخصية واحدة معروفة تقدم نفسها للإعلام، وهو جوليان أسنج، الذي يتولى منصب مدير الموقع.

وكان أسنج قد أجرى عدة مقابلات قال فيها إن هدف الموقع هو كشف الوثائق والمعلومات الفائقة السرية بهدف إحداث "أكبر أثر سياسي ممكن."

وأضاف أسنج: نريد أن نقدم كل ما لدينا من معلومات ووثائق للجمهور، وسنترك الحكم له.. نحن نوفر المواد وللناس التحليل والتقييم."

يذكر أن القوات الأمريكية كانت قد قامت في أبريل/مايو الماضي باعتقال عنصر في البحرية بتهمة تسريب شريط فيديو القصف الذي أدى إلى مقتل الصحفيين برويترز إلى الموقع.

اوامر سرية

من جانب آخر قال مسؤولون أمريكيون ان قائدا عسكريا كبيرا أصدر العام الماضي أمرا سريا كان السبب وراء تصاعد العمليات المستترة في منطقة الشرق الاوسط والقرن الافريقي.

وذكر المسؤولون ان الامر الذي أصدره في سبتمبر ايلول الماضي الجنرال ديفيد بتريوس رئيس القيادة العسكرية المركزية الامريكية سمح بالتصعيد الذي شمل زيادة المساعدات العسكرية والمخابراتية لمساعدة القوات اليمنية على ضرب أهداف للقاعدة وأيضا نشر المزيد من الطائرات بلا طيار لجمع المعلومات وتعقب أهداف ذات قيمة عالية.

كما أجاز الامر لوحدات العمليات الخاصة الامريكية العمل مع قوات الامن المحلية لمواجهة القاعدة والمخاطر الاخرى وهو هدف لا يخفيه مسؤولو وزارة الدفاع الامريكية (البنتاجون).

وبوصفه رئيسا للقيادة العسكرية المركزية يشرف بتريوس على حربي العراق وأفغانستان ويلعب دورا محوريا في التخطيط لاي عمل عسكري ضد ايران بسبب برنامجها النووي.

وكانت صحيفة نيويورك تايمز أول من نشر الامر السري نقلا عن وثيقة حصلت عليها جاء فيها ان الهدف هو اقامة شبكات يمكنها "اختراق أو تعطيل أو هزيمة أو تدمير" القاعدة والجماعات المتشددة الاخرى وأيضا "تهيئة المناخ" لهجمات مستقبلية تنفذها الولايات المتحدة او قوات عسكرية محلية.

وذكرت الصحيفة ان الامر يسمح أيضا فيما يبدو بعمليات محددة في ايران في الاغلب لجمع المعلومات عن برنامجها النووي ومعرفة الجماعات المنشقة التي يمكن ان تكون مفيدة في حالة اي هجوم عسكري مستقبلي. بحسب رويترز.

وأشير الى بعض العمليات العسكرية التي أعقبت صدور الامر السري ومنها هجوم وقع في سبتمبر ايلول عام 2009 نفذته قوات العمليات الخاصة المحمولة جوا على سيارة كان يستقلها صالح علي صالح نبهان الكيني المولد وكان من أكثر قادة القاعدة المطلوبين في شرق أفريقيا.

وتنشر القيادة المركزية طائرات بلا طيار من طراز ريبر في قاعدة بالقرن الافريقي. ويقول مسؤولون امريكيون انه يمكن استخدام هذه الطائرات ضد متشددين في اليمن والصومال بل أيضا ضد القراصنة الذين يهاجمون السفن التي تعبر خليج عدن والمحيط الهندي.

وعن الامر الذي أصدره بتريوس قال مسؤول أمريكي ان الطائرات بلا طيار مجرد "جزء منه لكنه أوسع من ذلك كثيرا."

وفي فبراير شباط خصص روبرت جيتس وزير الدفاع الامريكي 150 مليون دولار كمساعدات أمنية لليمن في العام المالي 2010 بزيادة عن العام السابق الذي بلغت المساعدات فيه 67 مليون دولار.

وأبلغ مسؤولون رويترز ان جانبا من هذه الاموال سيستخدم لدعم قوات العمليات الخاصة في اليمن في شن هجوم يستهدف تنظيم القاعدة في جزيرة العرب الذي اعلن المسؤولية عن محاولة فاشلة لتفجير طائرة ركاب أمريكية في 25 ديسمبر كانون الاول الماضي.

وبرز هذا التنظيم كواحد من أنشط فصائل القاعدة وأقدمت ادارة الرئيس الامريكي باراك أوباما مؤخرا على خطوة غير معتادة وصرحت لوكالة المخابرات المركزية الامريكية (سي.اي.ايه) بقتل شخصية بارزة على علاقة بالقاعدة هو انور العولقي رجل الدين المسلم الامريكي المولد.

تحت عنوان الولايات المتحدة ستوجه ضربات سرية ضد أهداف إرهابية قالت صحيفة الاندبندنت إن البيت الأبيض قد أعطى الضوء الأخضر للقوات الخاصة بالقيام بمهام سرية في أنحاء الشرق الأوسط وإفريقيا، وإن ذلك يمهد الأرضية قبل اتخاذ أي قرار رئاسي بمهاجمة إيران.

وتنقل الصحيفة عن صحيفة النيويورك تايمز في عددها الأربعاء قولها إن الأمر التنفيذي للقوات الخاصة بخصوص هذه المهام وقعه الجنرال بيتريوس قائد المنطقة الوسطى بالجيش الأمريكي والمسؤول عن العمليات العسكرية الأمريكية في الشرق الأوسط وأفغانستان والقرن الإفريقي في الثلاثين من أيلول/سبتمبر الماضي.

وتقول الإندبندنت إنه بموجب هذا الأمر يمكن للقوات البحرية الخاصة وقوات دلتا وغيرهما من القوات الخاصة تنفيذ مهام في دول صديقة أو في دول معادية ليست في حالة حرب فعلية مع الولايات المتحدة.

وتضيف أن الهدف الرئيسي لهذه العمليات السرية كما ينص الأمر هو بناء شبكات من أجل اختراق وتعطيل وهزيمة أو تدمير منظمات إرهابية، وكذلك من اجل تهيئة البيئة من أجل قيام قوات الأمريكية كانت أو محلية بهجمات خاصة ، في إشارة سافرة إلى إيران، كما تقول الصحيفة.

وتقول الصحيفة أنه في الأشهر الثمانية منذ توقيع الأمر تم الكشف عن بعض هذه العمليات، ومنها قتل عضو القاعدة صالح علي صالح نبهان، والذي ارتبط اسمه بتفجير السفارتين الأمريكيتين في نيروبي ودار السلام، حيث قتل في الصومال.

ومن العمليات الأخرى ـ كما تذكر الاندبندنت ـ تعزيز التعاون العسكري مع الجيش اليمني، حيث ضاعف البنتاجون المعونة السنوية له لتصل إلى 155 مليون دولار، وذلك بغرض تزويد القوات اليمنية بالمروحيات والعربات المدرعة والأسلحة الخفيفة.

أما الدولة الثالثة التي يستهدفها الأمر ـ كما تقول الصحيفة ـ فهي إيران، حيث تشير إلى رفض أوباما استبعاد شن ضربات عسكرية لوقف ما يشتبه بأنه برنامج لبناء أسلحة نووية.

وتعرض الاندبندنت لاحتمال تضارب المهام المنفذة بموجب هذا الأمر مع عمليات وكالة الاستخبارات الأمريكية، وتقول إن مسؤولي البنتاجون والوكالة قد اشاروا إلى أن هذا الأمر يعطي البنتاجون موطأ قدم أكبر في العمليات التي كانت في السابق قاصرة على الوكالة، وهذا يعني أن هذه العمليات لن تكون بحاجة إلى إقرار الرئيس أو الكونجرس.

وتشير الصحيفة إلى أن صحيفة النيويوركر قد افادت منذ عام 2005 إلى أن القوات الأمريكية الخاصة تقوم بعمليات استطلاعية داخل إيران عبر الحدود مع العراق.غير أن الوضع يتغير كما يبدو مع قرار خروج القوات الأمريكية المقاتلة من العراق بحلول عام 2011.

وتقول الاندبندنت لو كان رامسفيلد الجلف إشارة إلى وزير الدفاع الأمريكي السابق دونالد رامسفيلد لا يزال مسؤولا عن البنتاجون لأثار الأمر الجديد ضجة كبرى، لكن في المناخ الأكثر هدوءا تحت إدارة خلفه بوب جيتس، يبدو التغيير وقد حدث بهدوء.

وتنقل الصحيفة عن الناطق باسم وكالة الاستخبارات قوله هناك من العمل ما يكفي ليوزع على الجميع ، ويضيف أن كلمة السر هي التنسيق .

حرب اليمن

فيما قال مسؤولون أمريكيون ان الجيش الامريكي وأجهزة الاستخبارات الامريكية كثفت جمع المعلومات باستخدام طائرات استطلاع وأقمار صناعية واعتراض الاشارات لتتبع أهداف القاعدة داخل وخارج قواعدهم في اليمن.

وأضاف المسؤولون الذين اشترطوا عدم الكشف عن هويتهم أنه يجري تبادل بعض المعلومات المخابراتية مع قوات الامن اليمنية لتسهيل عملياتهم ضد تنظيم القاعدة في جزيرة العرب كما أنها قد تعزز أيضا العمليات الامريكية ضد الجماعة وقادتها. وقال مسؤول مخابرات أمريكي "هناك قدر هائل من التركيز على تلك الدولة."

وأثار هجوم أمريكي جوي في اليمن يوم ا تكهنات بأن الجيش الامريكي أو وكالة المخابرات المركزية الامريكية بدأت في استخدام طائرات بدون طيار في شن هجمات في اليمن.

وقال مسؤول محلي يمني ان الهجوم الجوي استهدف تنظيم القاعدة لكنه أخطأ هدفه فقتل وسيطا بدلا من قيادي متشدد.

وعند سؤال المسؤولين الامريكيين عن الهجوم قالوا ان واشنطن تستمر في لعب دور داعم بمساعدة القوات اليمنية في تعقب الاهداف وتحديدها بدقة مشيرا الى أن الهجوم لم تشنه طائرة بدون طيار تتحكم فيها الولايات المتحدة. وقال مسؤول عسكري أمريكي "ما زلنا ندعم اليمنيين في تصديهم لهذا التهديد داخل حدودهم."

لكن مسؤولا اخر اعترف بأن هناك "خطا دقيقا" بشكل متزايد يفصل بين لعب دور داعم وأخذ زمام المبادرة.

وأصبح تنظيم القاعدة في جزيرة العرب وأحد قياداته البارزة -أنور العولقي وهو رجل دين اسلامي متشدد أمريكي المولد- أهدافا تحظى بأولوية قصوى للولايات المتحدة منذ أعلنت الجماعة المسؤولية عن محاولة فاشلة لتفجير طائرة ركاب أمريكية في ديسمبر كانون الاول.

وربط بين العولقي وبين طبيب نفسي بالجيش الامريكي قتل بالرصاص 13 شخصا في قاعدة فورت هود العسكرية بتكساس في نوفمبر تشرين الثاني.

وجرى توسيع جمع المعلومات في أعقاب أمر سري أصدره في سبتمبر أيلول الماضي الجنرال ديفيد بتريوس قائد القيادة الوسطى بالجيش الامريكي.

وتسعى واشنطن للتقليل من أي دور مباشر في الهجمات في اليمن خشية أن يزيد ذلك المشاعر المعادية للولايات المتحدة وتزيد من شعبية القاعدة. لكن وزارة الدفاع الامريكية (البنتاجون) لم تخف توسيع المساعدات الامريكية لقوات الامن اليمنية.

أفغانستان

الى ذلك ولأول مرة منذ غزو العراق عام 2003، تراجع عدد القوات الأمريكية هناك، أمام تلك المنتشرة في أفغانستان.

وبلغ عدد الجيش الأمريكي بأفغانستان 94 ألف جندي، مقابل 92 ألف في العراق، بحسب وزارة الدفاع الأمريكية، بنتاغون.

وبدأت الولايات المتحدة في تقليص تواجدها العسكري بالعراق وفق اتفاقية أمنية وقعت مع الحكومة العراقية في 2008، تقضي بخفض قواتها هناك إلى 50 ألف عنصر في مطلع سبتمبر/أيلول هذا العام.

ويعتزم البنتاغون سحب كافة قواته بنهاية عام 2011، كما تنص الاتفاقية.

ويولى الرئيس الأمريكي باراك أوباما أهمية خاصة للحرب التي تقودها بلاده ضد طالبان وتنظيم القاعدة في أفغانستان، وبدأ في تطبيق إستراتيجية عسكرية جديدة تضمنت زيادة القوة الأمريكية هناك بـ30 ألف جندي إضافي. بحسب السي ان ان.

وتواجه الولايات المتحدة وحلفاؤها في أفغانستان مقاومة شرسة من حركة طالبان التي لم ينجح التحالف الغربي في قمع قواها العسكرية أو تحييدها رغم قرابة تسعة أعوام من  الغزو والعمليات العسكرية المتواصلة.

طفلان عراقيان

من جانب آخر يخضع الجندي الأمريكي "روبرت رودريغيز" الذي نشر شريطاً في "فيسبوك" الإلكتروني للتفاعل الاجتماعي يظهره وهو يستهزىء بطفلين عراقيين للتحقيق.

ووفقاً لهيئة الإذاعة البريطانية (بي.بي.سي)، يظهر الشريط الذي نشر في الموقع الخاص بـ "رودريغيز" على فيسبوك شخصاً ما يحمل جهاز تسجيل، وهو يسأل صبيين عراقيين ما إذا كانا من المثليين، وما إذا كانا سيصبحان "إرهابيين" عندما يكبران وما إذا كانا يقومان ببعض الممارسات الجنسية.

ويظهر الصبيان، اللذان لا يبدو عليهما إنهما يفهمان اللغة الإنجليزية، وهما يبتسمان ويرفعان إبهاميهما.

وبحسب "بي.بي.سي"، فقد أمر الجيش الأمريكي "رودريغيز" بإزالة الشريط من صفحته الخاصة في فيسبوك.

ولم يتضح ما إذا كان "رودريغيز" هو الشخص الذي صور الشريط، أو أنه قام بوضعه في صفحته فقط.

وكان الشريط، الذي أعطي عنوان "إرهابي مثلي مستقبلي" في فيسبوك، يحمل وصفاً يقول "رودريغيز" فيه، "كنت أعاني من الضجر في العراق، لذا قررت أن أمتع نفسي".

وذكرت بي.بي.سي، أنه في معرض تطرقه للتحقيق الجاري في القضية، قال "بيل كوبرنول" الناطق باسم الجيش الأمريكي يوم الإثنين الماضي، "إن الحادث قيد التحقيق وسنقرر الإجراء المناسب الذي سنتخذه اعتمادا على نتيجة التحقيق".

وأضاف الناطق العسكري قوله، "نريد أن نتوصل إلى هوية الشخص الذي صور الشريط، والذي وضعه على الموقع، واعتماداً على ذلك سيقرر الجيش الخطوات التي سيتخذها في هذا المضمار".

ووفقاً لبي.بي.سي، فقد ذاع صيت الشريط بعد أن أرسله جندي آخر إلى بعض أصدقائه، قام أحدهم بإرساله إلى إحدى محطات التلفزيون الأمريكية المحلية في ولاية نورث كارولاينا التي قامت بدورها ببثه.

وقال الناطق العسكري "كوبرنول"، "إن ما يحتويه الشريط مخز، ولا يتماشى مع السلوك الذي نتوقعه من جنودنا".

بكتيريا حرب العراق

من جهة اخرى كشفت دراسة طبية حديثة بدولة الإمارات العربية المتحدة عن انتشار مجموعة من السلالات القاتلة لبكتيريا "حرب الخليج"، في عدد من المستشفيات بإمارة أبوظبي، وأكدت أن هذه السلالات تتميز بقدرتها الكبيرة على مقاومة المضادات الحيوية.

وذكرت الدراسة أن البكتيريا المعروفة علمياً باسم "أسنتوباكتير باوماني"، لا تشكل أي خطر تقريباً على الأشخاص الأصحاء، ولكنها يمكن أن تتسبب في أمراض خطيرة للأشخاص الذين تعرض جهازهم المناعي لخطر فعلي، مثل ضحايا الحروق، أو المرضى الذين يتم تزويدهم بأنابيب القسطرة أو التنفس، كجزء من علاجهم، نظراً لأن علاج هذه البكتيريا صعب للغاية، كونها مقاومة للعديد من المضادات الحيوية.

وتناولت الدراسة، التي أجرتها باحثة بجامعة الإمارات العربية المتحدة، بعنوان "دراسة بكتيريا أسنتوباكتير باوماني المقاومة للمضادات الحيوية في مستشفيات أبوظبي على المستوى الجزيئي"، سلالات من البكتيريا التي يمكن أن تسبب مضاعفات تهدد حياة المرضى في المستشفيات، في حال انتقلت العدوى إليهم. بحسب السي ان ان.

وظهر هذا النوع من البكتيريا لدى العديد من الجنود الأمريكيين، الذين أصيبوا خلال المعارك ضد القوات العراقية في "حرب الخليج الثانية"، أو "حرب تحرير الكويت"، ولذلك أصبحت تُعرف باسم "بكتيريا حرب العراق."

وتسبب سلالات خطيرة من هذا النوع من البكتيريا التهابات رئوية حادة، بالإضافة إلى التهابات بالغة في الجروح، وتعتبر شديدة الخطورة في حالات الإصابة بحروق، وكذلك الأشخاص الذين يعانون من ضعف في الجهاز المناعي، أو أمراض الرئة المزمنة، أو المصابين بداء السكري.

وقالت صاحبة الدراسة، نورة عبد الله المنذري، إنه "على الرغم من دراسة تفشي هذه البكتيريا بالتفصيل في جميع أنحاء العالم، إلا أنها لم تتناول بالبحث المعمق على المستوى المحلي.. وهذا هو السبب وراء بداية دراستنا لهذه البكتيريا في المستشفيات المحلية في أبوظبي."

وأضافت قائلة: "وجدنا أن عدة مجموعات من سلالات البكتيريا المقاومة للمضادات الحيوية موجودة في الدولة، الأمر الذي يشير إلى تفشي البكتيريا محلياً، ومعظم هذه السلالات تمثل أنواعاً موجودة في أجزاء أخرى من العالم أيضاً، ولكن تم تحديد مجموعات نعتقد أنها قد تكون مميزة لمنطقة الخليج."

وعلق البروفيسور تيبور تشاكي، أستاذ علم الأحياء الدقيقة في كلية الطب والعلوم الصحية بجامعة الإمارات، على نتائج الدراسة بقوله إن "الزيادة السريعة في مقاومة المضادات الحيوية، تُعتبر واحدة من أكثر المشاكل إلحاحاً في مجال الرعاية الصحية اليوم."

وأوضح أن "العقاقير التي كانت فعالة منذ عقود قليلة، أصبحت غير ذات جدوى في كثير من الأحيان في محاربة الأمراض التي تهدد الحياة البشرية"، وفقاً لما نقلت وكالة "وام" الإماراتية للأنباء.

ومن الكائنات الحية التي ظهرت خلال السنوات القليلة الماضية، بحسب تشاكي، بكتيريا "أسنتوباكتير باوماني"، والتي تتميز بقدرة فائقة على اكتساب مقاومة للمضادات الحيوية والمطهرات، مما يشكل مشكلة كبيرة للمستشفيات في جميع أنحاء العالم.

إلى ذلك، نقلت صحيفة "ذا ناشيونال" التي تصدر بالعاصمة الإماراتية باللغة الإنجليزية، والتي أبرزت نتائج الدراسة على صدر صفحتها الأولى الأحد، عن مسؤول بهيئة الصحة أبوظبي قوله إن الهيئة لديها خطط لإقامة نظام لمراقبة البكتيريا المقاومة للمضادات الحيوية بجميع مستشفيات الإمارة.

وأضاف المسؤول الحكومي أن إقامة نظام لمراقبة البكتيريا المقاومة للمضادات الحيوية، يُعد أمر في غاية الأهمية، حيث يسمح بالكشف المبكر عن الحالات المرضية، ومدى انتشارها، وبالتالي إجراء التحاليل اللازمة لمكافحة العدوى ومنع انتشارها.

التحاق الشواذ

من جانب آخر أيد البيت الابيض يوم الاثنين اقتراحا من شأنه ان يضع الولايات المتحدة على الطريق نحو الغاء حظر على التحاق المثليين جنسيا علانية بالجيش.

وسيسمح الاقتراح -الذي كان موضوعا لمحادثات شارك فيها البيت الابيض ووزارة الدفاع (البنتاجون) والكونجرس وجماعات حقوق المثليين- للكونجرس بالغاء سياسة "لا تسأل .. لا تخبر" التي ترجع الي عهد الرئيس الاسبق بيل كلينتون لكنها ستبقى سارية لحين انتهاء البنتاجون من دراسة للمسألة في ديسمبر كانون الاول.

وعقدت المحادثات بينما من المتوقع ان يقترع مجلس النواب الامريكي في وقت لاحق من هذا الاسبوع على مشروع قانون للانفاق لوزارة الدفاع من المرجح ان يتضمن تعديلا يلغي تلك السياسة بشروط.

والسياسة التي استحدثت في 1993 كانت حلا وسط بين اولئك الذين يريدون ان يخدم المثليون جنسيا بشكل علني في الجيش واولئك الذين يريدون حظرا كاملا على الشواذ جنسيا. وأيدت ادارة اوباما الاقتراح المعدل في رسالة الى زعماء الكونجرس. بحسب رويترز.

واتمام الالغاء سيتطلب شهادة من الرئيس باراك اوباما ووزير الدفاع روبرت جيتس ورئيس هيئة الاركان المشتركة الاميرال مايك مولن بأن القانون الجديد لن يكون له أثر سلبي على الاستعداد القتالي وتماسك الوحدات والتجنيد والاحتفاظ بالقوات.

وفي حين أيد مولن الغاء الحظر فان بضعة قادة عسكريين أبدوا شكوكا بشأن رفع الحظر في وقت يخوض فيه الجيش الامريكي حربين في افغانستان والعراق.

شبكة النبأ المعلوماتية- الثلاثاء 3/آب/2010 - 22/شعبان/1431

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1431هـ  /  1999- 2010م