باكستان وطالبان... تحالف ايدولوجيا أم صراع نفوذ

محمد حميد الصواف

 

شبكة النبأ: يدرك اغلب المتابعين لشؤون القاعدة وتنظيمات طالبان إنهما نشئا وترعرعا في حواضن الاستخبارات الباكستانية والمخابرات الأمريكية على حد سواء، وعلى الرغم من الانقلاب المعاكس الذي وقع قبيل أحداث الحادي عشر من سبتمبر، وتحول حلفاء الأمس الى أعداء اليوم، إلا إن بعض الجهات الرسمية والمدنية تؤكد استمرار صلات العلاقة الوطيدة بين استخبارات باكستان وتلك التنظيمات، فيما تبرهن الوثائق التي سربت مؤخرا الى وسائل الإعلام عمق العلاقة التي تربط بين الطرفين، على الرغم من نفيهما لذلك الأمر.

جماعة ويكيليكس

فقد كشفت تقارير عسكرية مسربة ان مسئولين أمريكيين في أفغانستان يشتبهون بقوة في ان باكستان تدعم حركة طالبان الأفغانية سرا بينما تتلقى مساعدات امريكية ضخمة مما اثار شكوكا حول استراتيجية الحرب للرئيس الامريكي باراك أوباما.

ورد البيت الابيض الامريكي على الفور بادانة قوية لهذا التسريب من جانب جماعة ويكيليكس قائلا انه قد يهدد الامن القومي ويعرض أرواح امريكيين وأرواح حلفائهم للخطر.

لكن جيم جونز مستشار الرئيس الامريكي للامن القومي قال في بيان "هذه التسريبات غير المسؤولة لن تؤثر على التزامنا المستمر بتعميق شراكتنا مع افغانستان وباكستان."

ويمكن لهذه التسريبات التي جاءت في أكثر من 90 الف وثيقة ان تزيد من شكوك الكونجرس في استراتيجية أوباما للحرب في أفغانستان مع تنامي عدد القتلى في صفوف الجنود الامريكيين وتقلص تأييد الرأي العام للحرب المندلعة منذ تسع سنوات. بحسب رويترز.

وعلى الرغم من سعي البيت الابيض الى احتواء الموضوع الا ان السناتور جون كيري رئيس لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ الامريكي وهو من أقرب حلفاء أوباما الديمقراطيين قال ان الوثائق المسربة تثير "تساؤلات خطيرة حول واقعية السياسة الامريكية في باكستان وأفغانستان."

وقال كيري "هذه السياسات في مرحلة حرجة وهذه الوثائق قد تبرز بدرجة كبيرة المخاطر وتبرز الحاجة الملحة الى تقييم لتصحيح هذه السياسات."

وقالت صحيفة نيويورك تايمز نقلا عن جماعة ويكيليكس أن باكستان تخدع الولايات المتحدة وذكرت أن 91 ألف وثيقة جمعت من مختلف وحدات الجيش الامريكي في افغانستان تظهر ان باكستان تتعاون بشكل نشط مع حركة التمرد الافغانية.

واضافت قائلة "تشير الوثائق... الى ان باكستان -وهي حليف في الظاهر للولايات المتحدة- تسمح لممثلين لجهاز مخابراتها بالاجتماع بشكل غير مباشر مع طالبان في جلسات تخطيط سرية لتنظيم شبكات الجماعات المتشددة التي تقاتل الجنود الامريكيين في افغانستان بل وتضع مخططات لاغتيال زعماء افغان."

وتتناول واحدة من هذه الوثائق اجتماعا للمتمردين حضره مسؤول سابق كبير في المخابرات الباكستانية يبدو انه يعمل ضد القوات الامريكية في أفغانستان. واتيحت الوثائق ايضا لصحيفة الجارديان البريطانية ومجلة دير شبيجل الالمانية.

وقال جونز ان الوثائق تغطي الفترة من يناير كانون الثاني 2004 الي ديسمبر كانون الاول 2009 عندما بدأ اوباما استراتيجيته الجديدة للحرب في افغانستان.

واضاف قائلا "الرئيس اوباما أعلن استراتيجية جديدة مع زيادة كبيرة في الموارد لافغانستان وزيادة التركيز على الملاذات الامنة للقاعدة وطالبان في باكستان لسبب محدد هو الوضع الخطير الذي تطور على مدى بضعة اعوام."

"نعلم ان امامنا تحديات خطيرة لكن اذا سمح لافغانستان بأن تنحدر الي الوراء فاننا سنواجه مجددا تهديدا من جماعات متطرفة عنيفة مثل القاعدة سيكون لديها مجال أكبر للتخطيط والتدريب."

وتشجع ويكيليكس تسريب المعلومات لمكافحة فساد الحكومات والشركات. وفي وقت سابق من هذا العام سربت تسجيلا مصورا سريا يظهر هجوما بطائرة هليكوبتر عام 2007 قتل فيه 12 شخصا في العراق بينهم صحفيان لرويترز.

وقال حسين حقاني سفير باكستان لدى الولايات المتحدة ان تسريب مثل هذه التقارير من ساحة المعارك تصرف غير مسؤول.

واضاف قائلا في بيان "هذه التقارير لا تعكس سوى تعليقات وشائعات من مصدر واحد تنتشر في جانبي الحدود الباكستانية- الافغانية وغالبا ما يثبت انها خاطئة."

وترددت مزاعم اخرى عن تدخل باكستاني في افغانستان. ففي وقت سابق من هذا الشهر نشرت كلية لندن لعلم الاقتصاد تقريرا اشار بقوة الي أن تأييد طالبان كان "سياسة رسمية" للمخابرات العسكرية الباكستانية. ونفت باكستان بقوة ذلك الزعم.

طالبان الافغانية

من جانبه يحتاج الرئيس الافغاني حامد كرزاي الى مساعدة باكستان لاقناع بعض فصائل طالبان بانهاء تمردها وهو جزء رئيسي من استراتيجيته للسلام لكن الشكوك بشأن دوافع اسلام أباد وقدرتها على تحقيق ذلك لا تزال قائمة.

وتسعى كل من باكستان وأفغانستان الى تشجيع بعض عناصر طالبان على المصالحة مع الحكومة الافغانية من خلال نبذ تنظيم القاعدة والقاء السلاح والمشاركة في العملية السياسية الافغانية.

وقال شاه محمود قرشي وزير الخارجية الباكستاني خلال حفل عشاء في منزل السفير الباكستاني في العاصمة الافغانية كابول "باكستان تريد أن تساعد أفغانستان."

وأضاف "اتخاذ القرار بشأن ما يريدون فعله يرجع لهم. نريد مساعدتهم كجيران طيبين لاننا نشعر أن وجود أفغانستان مستقرة تتمتع بالسلام والرخاء هو في مصلحة باكستان."

وسيكون موقف شبكة جلال الدين حقاني التي تعمل على الحدود الافغانية الباكستانية ولها صلات ممتدة منذ فترة طويلة بالمخابرات العسكرية الباكستانية ضروريا لجهود اسلام اباد.

لكن الولايات المتحدة تتشك في امكانية اقناع واحدة من اكثر الفصائل وحشية وفاعلية في طالبان الافغانية بالقاء السلاح والانخراط في العملية السياسة في أفغانستان.

وقالت وزيرة الخارجية الامريكية هيلاري كلينتون خلال زيارة لباكستان "ننصح أصدقاءنا في أفغانستان بقوة بالتعامل مع من هم ملتزمون بمستقبل سلمي."

ويعتقد ان لشبكة حقاني صلات وثيقة بتنظيم القاعدة. ومن المرجح أن تعلن قريبا وزارة الخارجية الامريكية شبكة حقاني كمنظمة ارهابية دولية.

ويعتقد محللون أن باكستان تحتفظ بجماعات مثل شبكة حقاني كاحتياطي استراتيجي للحفاظ على نفوذها في أفغانستان بعد أن يبدأ الامريكيون الانسحاب العام القادم ولكبح جماح الوجود المتزايد للهند عدوتها اللدود فضلا عن ايران وان كان بدرجة أقل.

وقال كمران بخاري المحلل الامني الذي يعمل لحساب مؤسسة ستراتفور وهي مؤسسة مخابرات خاصة "لايران والهند نفس الحلفاء" في اشارة الى صلات الدولتين بقبائل أفغانستان وجماعاتها العرقية المتنوعة.

وأضاف "تقليديا تحالف الايرانيون مع الطاجيك والهزارا والاوزبك وهي نفس الشعوب التي كان الهنود يدعمونها ايضا. ومن مصلحتهما ضمان الا تهيمن باكستان على أفغانستان."

لكن باكستان تتطلع ايضا الى توسيع نطاق نفوذها في أفغانستان حتى لا ينظر اليها على أنها مجرد تدعم طالبان أو جماعات البشتون التي تهيمن على معظم أجزاء الجنوب مثلما فعلت في التسعينيات.

وقال بخاري "تعلموا درس المرة الماضية... في هذه المرة الباكستانيون لا يريدون دعم طالبان وحسب. سيدعمون كرزاي وسيدعمون طالبان. يريدون تقويض النفوذ الهندي في المجتمع الافغاني." ولكي تفعل هذا سيكون على باكستان أن تقدم شيئا.

وقال حسن عسكري ريزفي المحلل السياسي الباكستاني "يبدو أن بعض التفاعل حدث بين حقاني وربما باكستان وأفغانستان... لكن مرة أخرى ما الذي ستريد الحكومة الافغانية أن تعرضه عليهم.."

وهو لا يعتقد أن مقاتلي حقاني او الجماعات الاخرى سيكون لديهم استعداد "لالقاء أسلحتهم ليعيشوا في وئام بعد ذلك... يجب أن يعرض عليهم شيء ما."

ويعتقد اللفتنانت جنرال الباكستاني المتقاعد طلعت مسعود وهو الان محلل دفاعي بارز أن باكستان ستحاول التوسط في اتفاق لاقتسام السلطة بين متشددي طالبان والحكومة الافغانية.

وقال "اذا استطاعت دمجهم في النظام السياسي فهذا أحد المجالات الرئيسية التي تستطيع باكستان لعب دور فيها خاصة الجيش الباكستاني والمخابرات العسكرية الباكستانية."

وربما لا يكون دافع باكستان واضحا. ويؤدي هذا الغموض الى التشكك فيما قد تقدمه باكستان ولماذا.

ولباكستان منذ فترة طويلة علاقات مع جماعات أفغانية متشددة. وقد أدارتها ودعمتها بتمويل أمريكي وسعودي خلال الحرب ضد السوفيت في الثمانينات وكانت واحدة من ثلاث دول فقط اعترفت بحكومة طالبان التي تحالف معها حقاني حين تولت الحكم في التسعينات.

وعلى الرغم من التصريحات الرسمية بأن باكستان قطعت الاتصالات مع حركة طالبان الافغانية بعد هجمات 11 سبتمبر ايلول عام 2001 على الولايات المتحدة فان مسؤولين بارزين بالمخابرات الباكستانية كانوا قد قالوا انهم احتفظوا بمستوى من الاتصال ولو لمراقبة مجلس القيادة الذي يعتقد محللون على نطاق واسع أن أعضاءه يختبئون في باكستان.

وقال بخاري "أعتقد أن هناك نوعا من عدم الارتياح في واشنطن... البعض يقولون اننا بحاجة للباكستانيين للمساعدة في تحقيق الاستقرار الشامل في أفغانستان. لكن هناك من يقولون نحن غير راضين عن شبكة حقاني وشبكة حقاني مرتبطة بكل أجهزة المخابرات الباكستانية وتنظيم القاعدة."

وأضاف "هناك فجوة بين كيفية تعريف الباكستانيين للعناصر (الصالحة) و (الطالحة) في طالبان ومن تصفهم واشنطن بعناصر طالبان القابلة وغير القابلة للمصالحة."

باكستان تقر

على صعيد متصل اقر وزير الداخلية الباكستاني بان فيصل شهزاد المتهم بمحاولة تفجير سيارة في ساحة تايمز سكوير في نيويورك في الاول من ايار/مايو، حضر الى باكستان مرارا والتقى زعيم طالبان الباكستانية حكيم الله محسود.

وقال رحمن مالك للصحافيي في بابي (شمال غرب) في تصريح نقلته قنوات التلفزة المحلية انه قبل محاولة تفجير السيارة، "حضر فيصل شهزاد سبع مرات الى باكستان والتقى حكيم الله محسود واخرين يسمون زعماء طالبان".

وتاكد اللقاء بين محسود وشهزاد في الايام الاخيرة عبر شريط مصور بث على الانترنت يظهر فيه محسود مبتسما يعانق شهزاد ويصافحه.

ويتزعم محسود طالبان الباكستانية المتحالفة مع تنظيم القاعدة والمتمركزة خصوصا في المناطق القبلية المحاذية لافغانستان في شمال غرب باكستان.

وسبق ان ظهر محسود في شريط فيديو مع الاردني همام خليل البلوي الذي نفذ هجوما انتحاريا استهدف في 30 كانون الاول/ديسمبر الفائت قاعدة عسكرية في خوست (جنوب شرق افغانستان) واسفر عن مقتل سبعة عناصر في وكالة الاستخبارات المركزية الاميركية (سي آي ايه) وموظف اردني.

واعتقل شهزاد في الولايات المتحدة، وفي نهاية حزيران/يونيواقر بذنبه امام القضاء الاميركي المتخصص بمكافحة الارهاب وبانه حاول استخدام سلاح دمار شامل.

وفي القرار الاتهامي الذي اعدته، اتهمت هيئة المحلفين ايضا طالبان الباكستانية بالتحضير للاعتداء. بحسب فرانس برس.

واكد شهزاد امام القضاء انه امضى اربعين يوما، بين كانون الاول/ديسمبر 2009 وكانون الثاني/يناير 2010، مع طالبان الباكستانية، بينها خمسة ايام تدرب فيها على صنع قنابل.

واضاف وزير الداخلية الباكستاني ان "فيصل شهزاد ليس مواطنا باكستانيا، انه اميركي. قلنا للاميركيين اننا نقر باصله الباكستاني وانه ينبغي ايضا التحقيق حول ما قام به في الولايات المتحدة". وكرر التزام بلاده التصدي لطالبان التي "تقتل ابناءنا".

مطالب بريطانية

الى ذلك قال ديفيد كاميرون رئيس الوزراء البريطاني ان باكستان يجب الا تصبح قاعدة للمتشددين "تروج تصدير الارهاب" حول العالم مشيرا الى ان العلاقات الثنائية بين البلدين تعتمد على ذلك.

ومن المتوقع ان يستقبل المسؤولون في نيودلهي تصريحات كاميرون بحفاوة كبيرة والتي ادلى بها خلال زيارة للهند التي تتهم جارتها دوما بمساندة هجمات على اهداف هندية.

وخاضت الجارتان اللدودتان ثلاث حروب ومازالت عملية السلام الهشة بينهما متعثرة وتعطلت تماما بعد هجمات متشددين على مومباي العاصمة التجارية للهند عام 2008 .

وقال كاميرون للصحفيين بعد ان القى خطابا في مدينة بنجالور بجنوب الهند "علينا ان نكون واضحين تماما مع باكستان بشأن رغبتنا في ان نرى باكستان قوية ومستقرة وديمقراطية.

"لن نقبل بأي حال فكرة ان يسمح لهذه الدولة بالنظر في اتجاهين وان تكون قادرة بأي طريقة على دعم تصدير الارهاب سواء كان للهند او لافغانستان او اي مكان من العالم."

وجاءت تصريحات كاميرون بعد ايام من نشر ويكيليكس على موقعها على الانترنت تقارير عسكرية امريكية سرية تتحدث عن مخاوف أمريكية من ان باكستان تدعم سرا مقاتلي طالبان بينما تتلقى مساعدات امريكية بمليارات الدولارات. ويعتقد محللون ان المجلس الذي يقود طالبان الافغانية مختبيء في باكستان. بحسب رويترز.

وتعيش في بريطانيا أقلية كبيرة نسبيا من أصحاب الاصول الباكستانية وأكد كاميرون على أهمية علاقة بلاده بالدولة المسلمة.

وقال "يجب ان تكون علاقة قائمة على رسالة واضحة للغاية.. ليس من الصواب اقامة اي علاقات مع جماعات تروج للارهاب.

"الدول الديمقراطية التي تريد ان تصبح جزءا من العالم المتقدم لا يمكنها ان تفعل ذلك. الرسالة الموجهة لباكستان من الولايات المتحدة والمملكة المتحدة واضحة تماما فيما يتعلق بهذه النقطة."

ولبريطانيا 9500 جندي في أفغانستان ومع تنامي عدد القتلى بينهم تزداد المعارضة الشعبية للحرب. وتبرر بريطانيا الحرب قائلة ان معظم الخطط الارهابية التي كشفتها لها اصول في منقطة الحدود الباكستانية الافغانية التي يغيب عنها القانون.

ادانة هندية سريعة

فيما انتقدت الهند بشدة دور باكستان في دعم المتمردين الافغان بعد نشر مستندات سرية تشير الى وجود علاقة لاجهزة المخابرات الباكستانية بعناصر حركة طالبان.

وقال متحدث باسم الخارجية الهندية ان "دعم الارهاب واستخدامه كاداة سياسية امر مدان كليا ويجب وضع حد فوري له".

وقد نددت الهند اكثر من مرة بفشل باكستان في اتخاذ اجراءات ملموسة لقمع المجموعات الاسلامية التي تعمل انطلاقا اراضيها مثل حركة عسكر طيبة التي تتهمها نيودلهي بالمسؤولية عن اعتداءات بومباي التي اوقعت 166 قتيلا في تشرين الثاني/نوفمبر 2008.

واضاف المتحدث ان "استخدام اراض خاضعة لسيطرة باكستان كمعقل لتجنيد ودعم مجموعات ارهابية وانشطة ارهابية ضد جيران لها امر يجب وقفه فورا".

وكانت باكستان اعتبرت ان هذه المستندات "مغرضة ومجتزأة وليس لها بالتاكيد اي صلة بالواقع".

وباكستان، التي كانت حليفة لنظام طالبان (1996-2001) قبل الانضمام الى الولايات المتحدة بعد طرد "طلاب الدين" من السلطة عام 2001، تنفي دائما تقديم اي دعم للمتمردين الافغان.

ويرى المراقبون ان الهند وباكستان، اللتين دارت بينهما ثلاث حروب منذ تقسيم شبه القارة الهندية عام 1947، تخوضان صراع نفوذ في افغانستان.

شبكة النبأ المعلوماتية- الإثنين 2/آب/2010 - 21/شعبان/1431

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1431هـ  /  1999- 2010م