أوبئة قاتلة وعقاقير عاجزة

شبكة النبأ: يكافح العديد من العلماء للتوصل الى آليات تتيح الوقاية من الإمراض السارية والنادرة التي باتت تنتشر في دول ومجتمعات متباينة في المستوى الصحي، خصوصا بعد تفشي أمراض جديدة وغير مسبوقة لها القدرة على إلحاق ضرر كبير بالإنسان، بالإضافة الى مقاومتها للعقاقير الطبية المضادة.

حيث ذكرت بعض الدراسات التي أجريت مؤخرا وجود أمراض وفيروسات جديدة تم اكتشافها مؤخرا قادرة على قتل الإنسان بسهولة في حالة إصابته، فيما أكدت الدراسات العلمية أيضا على تطور بعض الأمراض القديمة وقدرتها على مقاومة أي مكافحة لها.

جراثيم مقاومة للعقاقير

فقد ذكر تقرير ان منظمة الصحة العالمية وحكومات وجماعات غير ربحية تنقذ ارواحا بتوزيعها عقاقير على دول نامية لكنها لا تعطي الاهتمام الكافي لمخاطر الجراثيم المقاومة للعقاقير.

وقال التقرير الصادر عن مركز التنمية العالمي ان العديد من برامج توزيع العقاقير قد يؤدي الى اذكاء مقاومة الجراثيم للعقاقير ويعرض للخطر ارواح الناس التي تعنى هذه البرامج أصلا بانقاذهم.

وقالت ريتشل نوجنت من مركز التنمية العالمي والتي قادت المجموعة في كتابة التقرير "مقاومة العقار حدث طبيعي لكن الممارسات التي تتسم بالاهمال في امداد واستخدام العقار تزيدها بصورة غير ضرورية."

ووجد التقرير ان ملايين الاطفال في العالم النامي يموتون كل عام جراء سلالات مقاومة للعقاقير من الملاريا والسل ونقص المناعة المكتسب (الايدز) وامراض اخرى.

وحذر التقرير من ان المانحين انفقوا منذ عام 2006 اكثر من مليار ونصف مليار دولار على عقاقير متخصصة لعلاج الفيروسات والبكتيريا المقاومة للعقاقير ويمكن لهذا ان يسوء.

وتبدأ البكتيريا والفيروسات في تطوير مقاومة للعقاقير بعد أول تعرض لها تقريبا. واذا ما خلف العقار المستخدم في العلاج ميكروبا واحدا حيا فانه سيتكاثر كما ستتكاثر في الجيل التالي له الصفات الوراثية التي ساعدته على البقاء. بحسب رويترز.

وقال خبراء للجنة في الكونجرس الامريكي ان لوائح الولايات المتحدة تحتاج الى تقديم مسار واضح لشركات الادوية لتطوير مضادات حيوية جديدة ويجب ان تفكر في تقديم حوافز مالية.

ويسعى تقرير المركز الى تحرك أوسع نطاقا وحث منظمة الصحة العالمية على ان تقود اخرين مثل شركات الادوية والحكومات والمؤسسات الخيرية التي تشتري وتوزع الادوية ومستشفيات وقطاعات الرعاية الصحية الاخرى.

وخلص التقرير الى ان العقاقير الرديئة والمقلدة والاستخدام غير الكامل للدواء وعوامل اخرى تضيف جميعها للمشكلة.

والمركز العالمي للتنمية جماعة مستقلة غير ربحية متخصصة في دراسة الفقر وعدم المساواة على مستوى العالم.

سلّ لا يمكن علاجه

كما حذرت منظمة الصحة العالمية من تنامي مقاومة مرض السل للعلاجات المعروفة، وظهور نوع منه ليس له علاج، مشيرة إلى وفاة ثلث المصابين بالمرض خلال عام 2008.

ويشير تقرير صدر عن المنظمة، إلى أنّ رُبع مرضى السل، في بعض مناطق العالم، يشكون من شكل من المرض لم يعد علاجه ممكناً بالمقررات العلاجية المعيارية.

وقال التقرير "تبين مثلاً، أن 28 في المائة من مجموع إصابات السل الجديدة التي تم تشخيصها في عام 2008 في إحدى مناطق روسيا الغربية هي إصابات بالشكل المقاوم للأدوية المتعدّدة."

ووفقا للتقرير، فإن تلك النسبة تمثل أعلى مستوى أُبلغت به منظمة الصحة العالمية حتى الآن، ذلك أنّ أعلى ما تم تسجيله قبل ذلك كان في مدينة باكو بأذربيجان في عام 2007 وناهز 22 في المائة. بحسب السي ان ان.

وتشير التقديرات الواردة في التقرير إلى أنّ عدد المصابين بالسل المقاوم للأدوية المتعدّدة بلغ، في عام 2008، 440 ألف نسمة في جميع أنحاء العالم وإلى أنّ ثُلث تلك الإصابات أدّت إلى الوفاة.

وقال التقرير إن "آسيا تتحمّل أفدح أعباء الوباء.. ذلك أنّ الصين والهند تشهدان وقوع نحو 50 في المائة من مجموع ما يُسجّل في كل أنحاء العالم من حالات ذلك الشكل المرضي.

أمّا في أفريقيا فإنّ التقديرات تشير إلى حدوث 69 ألف حالة لم يتسن تشخيص الغالبية العظمى منها."

وبحسب المنظمة، فإن السل المقاوم للأدوية المتعدّدة هو "شكل من السل تسبّبه عصيات قادرة عل مقاومة الإيزونيازيد والريفامبيسين على الأقل، وهما أكثر الأدوية نجاعة ضمن أدوية مكافحة السل.. ويظهر هذا الشكل من السل نتيجة التعرّض لعدوى أوّلية بعصيات مقاومة أو قد يظهر أثناء فترة العلاج."

عودة قوية للحصبة

الى جانب ذلك أشارت الأمم المتحدة إلى عودة قوية للمرض شديد العدوى وإصابة نحو 48 ألف طفل في 14 دولة مختلفة بالمرض الخطير هذا العام، وفق موقع "هيلث 24."

ويسبب المرض مضاعفات خطيرة، قد تؤدي للوفاة أحياناً، على البالغين والأطفال على حد سواء،  وتحديداً  بين  الأطفال الرضع والذين يعانون من سوء التغذية وضعف المناعة.

وفتك المرض بقرابة 750 شخص في شرقي وجنوبي القارة الأفريقية.

ويقول الأطباء إن الحصبة واحدة من أخطر أمراض الطفولة، تضعف الناجين منها الذين قد يتوفون في وقت لاحق من العمر جراء سوء التغذية أو الأمراض، كما أنها المسبب الرئيس للتخلف العقلي والعمى.

ويمكن لفيروس المرض أن يسبب عدداً من المضاعفات بما في ذلك التهاب الدماغ والالتهاب الرئوي - وهو المسؤول عن معظم الوفيات - والإسهال والخناق والتهاب الأذن الوسطى.

وكانت منظمة الصحة العالمية قد لفتت الشهر الماضي إلى أن الجهود الدولية للقضاء على الحصبة قد عانت من انتكاسة كبيرة، الأمر الذي أسفر عن عودة قوية للمرض شديد العدوى.

وأشارت المنظمة إلى أن التراجع الكبير في التمويل وعدم وجود التزام سياسي قد أسفرا عن ركود الجهود المبذولة لاستئصال المرض القاتل في مرحلة الطفولة.

وذكرت أن الوفيات الناجمة عن الحصبة، فيما بين الأطفال دون سن الخامسة، قد انخفضت بنسبة 89 في المائة، من مليون ومائة ألف حالة وفاة عام 1990، إلى 118 ألف حالة في 2008. بحسب السي ان ان.

إلا أن عودة ظهور المرض في أكثر من ثلاثين دولة على مدى العام الأخير قد شكلت انتكاسة عالمية في جهود القضاء على مرض الحصبة، وفق ما نقلت الأمم المتحدة في وقت سابق.

والحصبة مرض فيروسي معدي يصيب عادة الأطفال دون سن الخامسة من العمر وتنتقل أساساً عن طريق الرذاذ، لكن الهواء وأدوات الأطفال تنقلها أيضا.

ودعا د. بيتر ستريبل، من قسم التطعيم بمنظمة الصحة العالمية إلى تعزيز نظم التطعيم كل عامين إلى أربعة أعوام حتى يمكن تجنب ظهور المرض مجددا على الصعيد العالمي، وتجنب تراجع التقدم المحرز نحو تحقيق الهدف الرابع من الأهداف الإنمائية للألفية.

كما ناشد المانحين زيادة استثماراتهم في مجال تخفيض الوفيات الناجمة عن الحصبة على المستوى العالمي.

انفلونزا تقاوم العقار

من جهتهم قال باحثون إن طفرتي تحور اضافيتين مهدتا الطريق للانفلونزا الموسمية لتتطور بشكل يقاوم حاليا ثلاثة عقاقير من بين اربعة صممت لمكافحتها.

وتوفر الدراسة التي نشرت في دورية العلوم (journal Science) وسيلة للعلماء لمراقبة تحورات خطيرة في فيروسات الانفلونزا الجديدة بما في ذلك وباء انفلونزا (اتش1ان1) المستمر.

ويوجد في السوق حاليا اربعة عقاقير فقط لعلاج الانفلونزا منهما اثنان من مجموعة الادامانتين عديمي الفائدة ضد جميع السلالات المنتشرة لان الفيروسات طورت مقاومتها.

والتاميفلو المعروف تجاريا باسم اوسلتاميفير هو الخيار الحالي. وهو عبارة عن اقراص من انتاج روش ايه. جي بترخيص من جيليد ساينسز. وأنتجت جلاكسوسميثكلاين عقار ريلينزا الذي يؤخذ عن طريق الاستنشاق والمعروف تجاريا باسم زاناميفير.

ويمكن للعقارين تخفيف اعراض الانفلونزا اذا ما اخذا بسرعة ويمكن ان يمكنا المرضى الاكثر عرضة للمرض من البقاء خارج المستشفى او الحفاظ على ارواحهم اذا كانت اصابتهم بالمرض شديدة. لكن منذ عامين اظهرت سلالة متحورة منتشرة من الانفلونزا الموسمية (اتش1ان1) مقاومة للتاميفلو.

ودهش الاطباء لان التحور الذي يساعد الفيروس على مقاومة التاميفلو عادة ما يجعل الفيروس أيضا ضعيفا لا يصيب بعدوى او ينتشر على نحو كبير.

ووجد الباحثون ان طفرتي تحور اخريين سمحتا للفيروس ليس فقط بتجنب تأثيرات التاميفلو لكن ايضا ان يعيش وينتشر.

وبالاضافة لهذا فان طفرات التحور حدثت قبل الطفرة الثالثة والاخيرة مما سمح للفيروس بمقاومة العقاقير.

وهذا يعني انه ينبغي على العلماء مراقبة فيروسات الانفلونزا في اول طفرتين لاعطاء تحذير مبكر بانها على وشك ان تتمكن من مقاومة العقار.

وهذا مهم في التخطيط لكل من الانفلونزا الموسمية والوبائية. وتودي الانفلونزا الموسمية بحياة ما بين 250 الفا و500 الف شخص سنويا على مستوى العالم.

مقاومة الملاريا

فيما حذر المنسق الأمريكي لحملة مكافحة الملاريا تيموثي زيمير من انتشار رقعة مقاومة أحد الأدوية الرئيسية لمرض الملاريا لمناطق جديدة في غرب كمبوديا. مؤشرات لوجود مقاومة للعقار في جنوب بورما، وقال زيمير في مؤتمر علمي في فيتنام إن هذا العقار يعالج بعض انواع الملاريا التي لا تستجيب لأي عقاقير أخرى.

وقد ساهم هذا العقار في رفع معدلات الشفاء من المرض الذي يتسبب في وفاة مليون شخص في العالم كل عام. وكشف زيمير أن حالات المقاومة لهذا العقار اكتشفت لأول مرة في العام 2007.

وقال "هناك مؤشرات على وصول مقاومة الطفيلي لهذا العقار إلى مناطق في جنوب بورما".

وقال زيمير إن عدد الإصابات بالملاريا في تراجع، إلا أنه طالب الحكومات بالتركيز على محاصرة واستئصال المقاومة للعقاقير المضادة للمرض. وينجم داء الملاريا عن طفيلي أحادي الخلية.

وتقوم أنثى بعوض الأنوفيلة بالتقاط ذلك الطفيلي من الأشخاص المصابين لدى لدغهم للحصول على الدم اللازم لتغذية بيضها. وبعد ذلك يبدأ الطفيلي بالتكاثر داخل البعوضة.

وعندما تلدغ تلك البعوضة شخصاً آخر، تختلط الطفيليات بلعابها وتنتقل إلى دم الشخص الملدوغ.

وتتكاثر طفيليات الملاريا بسرعة في الكبد وبعدها في كريات الدم الحمراء. وبعد مضي أسبوع إلى أسبوعين على إصابة الشخص بالعدوى، تبدأ الأعراض الأولى بالظهور.

البكتريا المعوية

في سياق متصل ذكر تقرير طبي ان اكبر انتشار في بريطانيا لسلالة خطيرة من البكتريا المعوية في مزرعة مفتوحة العام الماضي كان يمكن تجنبه لو ظل الزائرون بمنأى عن روث الحيوانات.

وكشف التحقيق ان ما فاقم التفشي الذي اصاب 93 شخصا اغلبهم اطفال هو بطء رد فعل السلطات الصحية قبل اغلاق مزرعة لرعاية الحيوانات في ساري. وذكر التحقيق انه لم يكن ليصب سوى 33 شخصا اذا تحركت السلطات بوتيرة اسرع.

واحتاج ثمانية من الاطفال المصابين الى غسيل كلوي واصيب البعض بتلف دائم في ذلك العضو الحيوي.

وكان الضحايا يشغلون جميع الاماكن بخدمات اجهزة رعاية الكلى الخاصة بالاطفال في لندن خلال احدى مراحل التفشي في اغسطس اب وسبتمبر ايلول الماضيين. ويستعد عدد من اسر الاطفال المتضررين الى رفع دعاوى قضائية ضد المزرعة. بحسب رويترز.

وقال التحقيق في تقرير مؤلف من 250 صفحة ان فريقا للسيطرة على التفشي يتكون من مسؤولين من مجالس محلية وسلطات طبية ووكالة حماية الصحة اجتمعوا "بعد فوات الاوان". وكشف انه كان هناك تأخير غير مقبول في فرض اجراءات رقابية صارمة على مزرعة جدستون.

وقدم التقرير 43 توصية لكنه لم يحظر مزارع رعاية الحيوانات. وقال انه يتعين وضع ميثاق للممارسة لضمان ابقاء زوار مثل هذه المزارع بعيدا عن روث الحيوانات. وبالاضافة الى ذلك نادى التحقيق بوجوب توعية الجماهير بأخطار البكتريا المعوية (أو 157) وكيفية تقليل مخاطرها بغسل الايدي جيدا خاصة الاطفال الصغار.

وتندر حالات الاصابة بهذه السلالة من البكتريا المعوية لكن مضاعفاتها التي تشمل الاسهال المدمم والفشل الكلوي تكون شديدة وربما قاتلة خاصة للصغار والمسنين. وتعيش البكتريا في احشاء حيوانات المزرعة المجترة مثل الماشية والاغنام والماعز وتنتقل عبر روثها. وغسل الايدي الجيد ضروري لمنع دخول هذه البكتريا الى الجهاز الهضمي للانسان.

وقال جورج جريفين الذي قاد التحقيق "تجنب هذا التفشي كان مرجحا للغاية لو كان قد اولي اهتمام بمنع الزوار من التعرض لروث الحيوانات." واضاف "ما من شك في ان هذا التفشي طالما بدأ سيكون كبيرا حتى مع التحرك السريع. ومع ذلك كان هناك نقص في القيادة من جانب وكالة حماية الصحة وفرصة ضائعة لممارسة تحرك حاسم بشأن الصحة العامة وبالتالي تقليل حجم التفشي."

وتجذب حديقة جودستون التي فتحت منذ ذلك الحين اكثر من 200 الف زائر سنويا. وابلغ عن ثلاث حالات يشتبه باصابتها بالبكتريا المعوية لها صلة بالمزرعة بحلول الجمعة التي سبقت عطلة البنوك في أواخر اغسطس.

لكن استغرق الامر اسبوعا اخر حتى تم قيام المزرعة باغلاق حظيرتها الرئيسية التي تضم الاغنام والماعز والخنازير حيث يجري تشجيع الاطفال على اللعب مع الحملان. ولم يجتمع فريق السيطرة على التفشي الا يوم الاثنين من الاسبوع التالي ولم تغلق المزرعة الا بعد اسبوع اخر.

ولم تظهر حالات عدوى جديدة قبل اغلاق الحظيرة الرئيسية. واكتشف المحققون لاحقا اصابة 23 من 28 حيوانا بالحظيرة بالبكتريا المعوية.

وتستمر فترة الحضانة عدة ايام قبل ظهور الأعراض. وقال فريق المحققين انه لو كانت الحظيرة قد اغلقت الذي يسبق عطلة البنوك ما كان ليظهر سوى 33 حالة اصابة وهي ثلث العدد الاجمالي للحالات.

فايروس هندرا

من جانب آخر قال باحثون ان فتاة استرالية عمرها 12 عاما وامها كانا اول شخصين يخضعان لعلاج تجريبي لفيروس قاتل بعد نفوق حصان الفتاة نتيجة اصابته بالفيروس.

وظهر هذا الفيروس الذي يطلق عليه اسم هندرا في استراليا في التسعينات ويمكن ان يقتل ما يصل الى 75 في المئة من الاشخاص المصابين.

وارسل كريستوفر برودر من جامعة يونيفورمد سيرفيسيس لعلوم الصحة في بيثيسدا بولاية ماريلاند وزملاء له هذا العلاج وهو نسخة معالجة وراثيا لبروتين من جهاز المناعة البشري الى الفتاة بعد السماع عن ظهور الفيروس. وذكرت وسائل الاعلام الاسترالية ان الفتاة وامها اخذا الجرعة الاولى من الدواء.

وقال توماس جيسبرت من جامعة بوسطن والذي يعمل مع الفريق الذى طور هذا العلاج "حدثت اصابة حصان في استراليا. "لدينا جسم مضاد احادي النسيلة استخدمناه في المعامل." بحسب رويترز.

وتحدث فريق البحث الامريكي الاسترالي عن الجسم المضاد في دورية بلواس باثوجينس التي تصدر عن المكتبة العامة للعلوم في اكتوبر تشرين الاول. وتم تطوير الجسم المضاد للعمل ضد فيروس نيبا المرتبط به بشكل وثيق.

وينقل فيروسا هندرا ونيبا عن طريق نوع من خفافيش الفاكهة يطلق عليها اسم الثعالب الطائرة.

وادت الاصابات التي ظهرت في الاونة الاخيرة الى حالات حادة في استراليا وماليزيا وسنغافورة وبنجلادش والهند.

ويصيب فيروس هندرا الخيول ايضا. ويمكن ان يسبب الفيروس تورم المخ وخللا حادا في الجهاز التنفسي. ويلتصق الجسم المضاد الاحادي النسيلة بالفيروس ويساعد على تحييده.

وقال جيسبرت ووسائل الاعلام الاسترالية ان الفتاة وامها لم تمرضا ولكنهما كانتا على اتصال وثيق بالحصان.

الفيروسات القهقرية

الى ذلك أكدت دراستان جديدتان المخاوف من أن استخدام مضادات الفيروسات القهقرية للوقاية من فيروس نقص المناعة البشري يمكن أن يؤدي إلى مقاومة الجسم لهذه العقاقير إذا ما تم استخدامها بشكل غير مقصود من قبل أشخاص مصابين بالفيروس بالفعل.

وتشير نتائج هذه الدراسة التي تم طرحها في المؤتمر الدولي لمبيدات الجراثيم في بيتسبرغ بالولايات المتحدة، إلى أن الفحص العادي للكشف عن الإصابة بفيروس نقص المناعة البشري  يجب أن يكون جزءاً لا يتجزأ من أي برنامج للوقاية يعتمد على استخدام العقاقير المضادة للفيروسات القهقرية.

ولا تزال مناهج الوقاية المرتكزة على استخدام العقاقير المضادة للفيروسات القهقرية قيد الاختبار في التجارب السريرية ولكن الخبراء يعتقدون أنها تشكل إحدى أكثر التدخلات الواعدة لمكافحة فيروس نقص المناعة البشري.

وينطوي أحد هذه المناهج الذي يعرف باسم "العلاج الوقائي قبل التعرض" على إعطاء جرعة يومية من عقار واحد مضاد للفيروسات القهقرية للأشخاص الذين أظهرت الفحوصات عدم إصابتهم بالفيروس ولكنهم معرضون لمخاطر عالية للإصابة به.

ويمكن لهذا المنهج أن يكون فعالاً في الوقاية من فيروس نقص المناعة البشري ولكنه لا يشكل علاجاً لشخص مصاب. بل في الواقع إن تناول عقار واحد مضاد للفيروسات القهقرية  بدلاً من مزيج من ثلاثة عقاقير - التي توصف عادة لعلاج فيروس نقص المناعة البشري - يمكن أن يجعل الفيروس مقاوماً لذلك العقار أو لغيره من العقاقير من نفس المجموعة. وما يثير القلق بشكل أكبر حقيقة أن الأشخاص الذين يطورون سلالات مقاومة لمضادات الفيروسات القهقرية قادرون على نقل العدوى بهذه السلالات للآخرين.

وقد استخدمت دراسة أجراها أومي عباس، من مؤسسة كليفلاند كلينيك في ولاية أوهايو بالولايات المتحدة بالتعاون مع زملاء من جامعة بيتسبرغ، نموذجاً رياضياً لتحديد الأثر المحتمل للعلاج الوقائي قبل التعرض على الوقاية من فيروس نقص المناعة ومدى مقاومته للأدوية في منطقة بإفريقيا جنوب الصحراء الكبرى تعاني من ارتفاع معدل الإصابة بفيروس نقص المناعة البشري.

وفي سيناريو متفائل، خفض العلاج الوقائي قبل التعرض من خطر الإصابة بفيروس نقص المناعة البشري بنسبة 75 بالمائة عندما استخدمه 60 بالمائة من الأشخاص في الفئة المستهدفة، الذين كان 5 بالمائة منهم مصابين بالفيروس دون أن يعلموا ذلك.

وفي ظل هذه الظروف، فإن 2.5 بالمائة من الأشخاص في عينة الاختبار سيحملون سلالات مقاومة للأدوية من فيروس نقص المناعة البشري بعد 10 أعوام. بحسب شبكة ايرين الانسانية.

في المقابل، افترض السيناريو المتشائم أن العلاج الوقائي قبل التعرض سيساهم في خفض خطر فيروس نقص المناعة البشري بنسبة 25 بالمائة فقط عندما استخدمه 15 بالمائة فقط من الأشخاص في الفئة المستهدفة، التي كان 25 بالمائة منهم مصابين بالفعل. وفي هذه الحالة، فإن 40 بالمائة من الأشخاص في عينة الاختبار سيقاومون الأدوية بعد 10 سنوات.

من جهتها، فحصت دراسة أجرتها جامعة ماك جيل ومركز ماك جيل للإيدز في مونتريال بكندا، إمكانية نجاح مضادات الجراثيم المرتكزة على العقاقير المضادة للفيروسات القهقرية، مثل الهلام الذي يتم وضعه قبل ممارسة الجنس لمنع انتقال فيروس نقص المناعة البشري في الحماية من سلالات فيروس نقص المناعة البشري المقاومة للعقاقير والتي يحتمل أن تصبح أكثر انتشاراً في الأماكن التي توجد فيها برامج علاج واسعة مثل جنوب إفريقيا.

ووجد الباحثون أنه في الاختبارات المعملية، كانت أربعة مبيدات ميكروبات مرتكزة على مضادات الفيروسات القهقرية – قيد التجارب السريرية حالياً – فعالة ضد سلالات فيروس نقص المناعة البشري المقاومة للأدوية، ولكن تلك التي تستخدم توليفة من عقارين مضادين للفيروسات القهقرية كانت أكثر فعالية من تلك التي تستخدم عقاراً واحداً فقط.

وفي اختبارات معملية أخرى، توصل الباحثون إلى أن مبيدات الجراثيم المرتكزة على مضادات الفيروسات القهقرية يمكن أن تسهم أيضاً في ظهور سلالات مقاومة للأدوية إذا ما تم استخدامها من قبل أفراد مصابين بالفعل بفيروس نقص المناعة البشري.

وأفاد الباحثون أن النتائج التي توصلوا إليها لا تقلل من آمال العلاج الوقائي قبل التعرض وغيره من مناهج الوقاية القائمة على مضادات الفيروسات القهقرية، ولكنها قدمت صورة أوضح "لما يمكنه أن يضمن أن تقدم هذه المناهج أعظم فائدة لأكبر عدد ممكن من الناس وبأقل قدر من المخاطر".

الحمام ناقلا لحشرات ضارة

على صعيد متصل توصل علماء يدرسون الحمام الى أن أسرابه التي تحلق فوق الميادين في المدن وعادة ما تلقى استهجانا تحمل حشرتين تسببان الامراض مما يجعله مثار خطر على الصحة العامة.

وتشير نتائج دراسة أجراها فريق من الباحثين في اسبانيا الى أنه على الرغم من أن هذه البكتيريا ضارة بالبشر فانه لا يبدو أنها تضر بالطيور نفسها.

وقال العلماء ان الحمام الذي يصفه عادة من يعتقدون أنه ينشر الامراض بأنه "فئران لها أجنحة" يمكن أن يعمل كمخازن حية لبعض الحشرات الضارة.

وكتب فرناندو اسبيرون من مركز أبحاث صحة الحيوان في مدريد والذي قاد الدراسة "الحيوانات التي تكون على اتصال وثيق مع البشر يمكن أن تكون ناقلا خطيرا للكائنات التي تسبب أمراضا للبشر. وقد تمثل هذه الطيور بذلك خطرا على الصحة العامة للبشر."

ولسكان مدن مثل لندن وفينيسيا ونيويورك وسان فرانسيسكو علاقة تتفاوت بين الحب والكره للملايين من طيور الحمام التي تهيمن على ميادين المدن والمقاهي والاثار. وتترك فضلات هذا الحمام اثارها في ميدان الطرف الاغر في لندن وميدان القديس مارك في فينيسيا وساحة تايمز سكوير في نيويورك حيث تقتات على كسرات الخبز وبقايا الطعام.

ونشرت الدراسة في دورية (اكتا فتريناريا سكاندينافيكاActa Veterinaria Scandinavica) التابعة لجهة نشر طبية تعرف باسم بايو ميد سنترال وقام اسبيرون وزملاء له فيها بتحليل 118 طائر حمام جمعوها باستخدام شباك من مناطق حضرية في مدريد لمعرفة مدى انتشار بكتيريا معينة يعرف أنها تصيب البشر بالامراض. بحسب رويترز.

وتوصل العلماء الى أن حشرة تعرف باسم تشلاميدوفيلا بسيتاكي موجودة في 52.6 في المئة من الحمام وأن حشرة أخرى تعرف باسم كامبيلوباكتر جيجوني موجودة في 69.1 في المئة منه.

وتبدأ اصابة البشر بمرض يعرف باسم المتدثرات الطيري بأعراض تشبه الانفلونزا ويمكن أن تتطور الى التهاب رئوي يهدد الحياة. وقال اسبيرون ان الحشرات من فصيلة كامبيلوباكتر تمثل أحد الاسباب الرئيسية للاصابة بالاسهال الحاد في العالم.

وكتب قائلا "تسبب حالات الاصابة من حشرة كامبيلوباكتر جيجوني اصابات بالاسهال الحاد تفوق ما تسببه فصيلة السالمونيلا في دول عديدة مثل انجلترا وويلز وكندا وأستراليا ونيوزيلندا."

ومثلها مثل حشرات أخرى فان بكتيريا السالمونيلا يمكن أن تسبب الحمى والاسهال والغثيان والقيء في المصابين بها.

وقال العلماء انه على الرغم من أن الطيور نفسها لا يبدو أنها تصاب بالبكتيريا فان من المحتمل أن تنقلها الى البشر. وكتب "يجب وضع هذه البيانات في الاعتبار عند التعامل مع أسراب الحمام."

حمى الدنج

من جانبها أصبحت الشرطية السابقة جايسي تشوي قعيدة تدفع على مقعد متحرك وظلت فاقدة القدرة على تناول الطعام لمدة أسبوع حين اصيبت بحمى الدنج عام 2005 وهو العام الذي شهدت فيه سنغافورة أسوأ وباء لتلك الحمى النزفية.

وقالت تشوي وعمرها الان 38 عاما وتعمل محققة خاصة "كان يجب نقلي الى المستشفى لكن المستشفيات كانت ممتلئة عن اخرها بمرضى حمى الدنج ولم يجدوا سريرا شاغرا لي. غلبني الهزال ولم استطع الوقوف. لم أمرض بهذا الشكل مطلقا وظننت انني سأموت."

وتحدث كثيرون ممن اصيبوا بحمى الدنج عن تجربتهم هذه على انها أسوأ مرض أصيبوا به قط.

لكن الغريب ان هؤلاء لا يشكلون سوى قلة ضئيلة من بين من يصيبهم الفيروس الذي ينقله البعوض. فالغالبية العظمى لا تمرض او انها تصاب باعراض طفيفة لدرجة عدم ملاحظة الاصابة بالمرض أصلا.

وأظهرت الدراسات التي أجريت على بروتينات النظام المناعي التي تعرف باسم الاجسام المضادة ان عددا كبيرا من الناس أصيب فعلا بالمرض.

وقال مارتن هيبرد مساعد مدير قسم الامراض المعدية في معهد العوامل الوراثية بسنغافورة "في سنغافورة 50 في المئة من السكان لديهم الاجسام المضادة (الخاصة بالدنج) بينما تصل النسبة بين سكان فيتنام الى ما يتراوح بين 90 و95 في المئة."

وقال هيبرد وهو خبير في علم الجينات "من الواضح ان ليس كل من يصاب (بالفيروس) يمرض." بحسب رويترز.

وبدأ هيبرد وزملاؤه في فيتنام وسنغافورة وماليزيا وتايلاند وكمبوديا دراسة واسعة النطاق للتعرف على سبب اصابة البعض بالمرض وعدم اصابة اخرين رغم انهم حاملون للفيروس. ويأملون ان تساعد نتيجة دراستهم في التوصل الى دواء.

ويبحث الخبراء عما اذا كان من يصابون بحمى الدنج هم أصلا عرضة للمرض بسبب بعض التحور في الحمض النووي (دي.ان.ايه) وما اذا كانت تحورات اخرى لنفس الجين هي التي تحمي اخرين من الاصابة بالمرض.

شبكة النبأ المعلوماتية- الإثنين 2/آب/2010 - 21/شعبان/1431

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1431هـ  /  1999- 2010م