القاعدة في أفريقيا تكشر عن أنيابها وفرنسا تعلن الحرب

 

شبكة النبأ: تبرز العملية العسكرية التي قامت بها فرنسا ضد تنظيم القاعدة في المغرب العربي اتخاذ الدول الأوربية منحى أكثر جدية في التعامل مع ما تعتبره تصاعد كبير في حجم التهديدات التي باتت تؤرقها.

وأدى تصاعد في نشاط المتطرفين في موريتانيا ومالي والنيجر والذي اتخذ في الأغلب شكل عمليات خطف تدر عدة ملايين من الدولارات في صورة فدى الى زيادة الدعم الدولي للبلدان التي تقاتل تنظيم القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي.

معركة الصحراء

 من جانبه يقول اندريه لوساج كبير الباحثين في شؤون أفريقيا في جامعة الدفاع الوطني بالولايات المتحدة ان الغارة أظهرت مدى الجدية التي يتم بها التعامل مع التهديد الاسلامي. وقال "يفكر بعض اللاعبين حاليا في الدعم العسكري المباشر.. ليس مجرد تدريب وتقديم معدات."

وصعد الغرب بقيادة فرنسا والولايات المتحدة اللتين أرسلتا في مايو أيار مئات من جنود القوات الخاصة لتدريب جيوش المنطقة من حجم تدخله ودعا في المقابل الى تحسين التنسيق الاقليمي بين دول عادة ما تسودها الانقسامات.

ويضيف لوساج "لكن بالرغم من الجهود الدولية لبناء قدرات عسكرية والتشجيع على تبادل المعلومات الاستخباراتية على المستوى الاقليمي وحشد الارادة السياسية في المنطقة لم تتخذ دول الساحل سوى القليل من الاجراءات المنسقة ضد تنظيم القاعدة ببلاد المغرب الاسلامي."

ويعتقد على نطاق واسع أن مالي التي تمت العملية على أرضها هي الحلقة الاضعف في القتال ضد القاعدة بسبب ما يتردد عن وجود روابط بين بعض السلطات والاسلاميين.

وقال مسؤولون هناك انهم لم يبلغوا بأمر الغارة واتهم مسؤول كبير في وزارة الدفاع في مالي موريتانيا بشن حرب على ارض بلاده. وقام وزير دفاع موريتانيا بزيارة لمالي في مسعى على ما يبدو لتهدئة العلاقات.

ولم يصدر أي بيان من الجزائر التي تزعم انها تحمل لواء القيادة الاقليمية في المعركة ضد جناح القاعدة بشمال أفريقيا لكن مسؤولين عبروا في أحاديث خاصة عن الانزعاج.

وبالرغم من رضاها عن اتخاذ نهج أكثر شدة بعد أن أطلقت مالي في وقت سابق سراح اسلاميين مقابل رهينة فرنسي سابق من المرجح أن يغضب الجزائريون من تدخل القوة الاستعمارية السابقة في منطقتهم. وتستضيف الجزائر مقرا عسكريا اقليميا لقتال تنظيم القاعدة ببلاد المغرب الاسلامي.

ويرى ريتشارد باريت رئيس فريق الامم المتحدة لرصد أنشطة القاعدة ان التعاون الاقليمي سيستغرق وقتا وسيتطلب عددا من النجاحات لتعزيز الثقة بين الاطراف الاساسية.

لكن وولفرام لاتشر رئيس وحدة الشرق الاوسط وشمال أفريقيا في كونترول ريسكس يرى أن استبعاد الجزائر ومالي يشير الى ان العملية تنطوي على مشكلات. ويضيف "باختصار لا تنم العملية عن التغلب على العقبات التي تعترض سبيل التعاون الاقليمي للتصدي لتنظيم القاعدة ببلاد المغرب الاسلامي بل العكس تماما."

وأضاف "أهمية ذلك تكمن في أنه يجب التعامل مع التهديد الذي يمثله تنظيم القاعدة ببلاد المغرب الاسلامي بمنهج اقليمي."

وذكرت وسائل اعلام اسبانية ان مدريد التي يحتجز التنظيم اثنين من مواطنيها غضبت أيضا لعدم استشارتها.

وتسير الدول الغربية على حبل مشدود في جهودها لمساعدة دول اغلبها فقيرة تحاول قواتها العسكرية الضعيفة أن تبسط سيطرتها على مناطق صحراوية شاسعة حيث عادة ما تتجاوز سلطة المهربين والمتمردين وقطاع الطرق نفوذ الحكومة المركزية.

وتحمل فرنسا العبء الاكبر باعتبارها القوة الاستعمارية السابقة لمعظم بلدان المنطقة في الوقت الذي اضطرت فيه الولايات المتحدة الى التراجع عن اقامة قاعدة دائمة لها في القارة.

يقول لوساج "على الدول الغربية أن تتوخى الحذر من أن تدخلها المباشر في منطقة الساحل لن يعزز أو يمنح التبريرات لدعاية تنظيم القاعدة ببلاد المغرب الاسلامي."

وبالفعل وجه الاسلاميون الجزائريون المتشددون الذين يشكلون اللبنة الاولى للتنظيم اللوم لموريتانيا لطلبها مساعدة فرنسا.

وتقول انيلي بوثا كبيرة الباحثين في شؤون الارهاب في معهد الدراسات الامنية بجنوب أفريقيا ان من المحتمل أن تسعى فرنسا لان تثبت للرأي العام الداخلي انها تتحرك لكنها أضافت أن ارسال جيشها لمطاردة الارهابيين في الصحراء هو مغامرة قد تعطي ميزة للمتطرفين.

وأردفت "عليهم أن يسلكوا نهجا أكثر اجراما. ليس دائما الخيار الاسهل لكنه الاكثر فاعلية في الامد الطويل."

وقال كلود مونيك الرئيس التنفيذي للمركز الاوروبي للمعلومات الاستراتيجية والامن "من الواضح أن فرنسا وقعت بالفعل تحت وطأة تهديد تنظيم القاعدة ببلاد المغرب الاسلامي."

وتابع "مع ذلك أعتقد أن دعم الجيش الفرنسي للهجوم الذي نفذته القوات الموريتانية ضد تنظيم القاعدة ببلاد المغرب الاسلامي زاد من حجم المخاطر."

مضيفا أن المستهدفين الرئيسيين هم الدبلوماسيون وغيرهم من المواطنين في منطقة الساحل والصحراء بالرغم من انه لا يمكن استبعاد احتمال وقوع هجوم في أوروبا.

ويرى محللون أن تحرك التنظيم صوب الجنوب جاء نتيجة فشله في نقل حملته الى أوروبا فضلا عن الضغوط الجزائرية.

تهديد جدي

فقد رأت الخارجية الأمريكية أن تنظيم القاعدة في المغرب، والذي شنت القوات الموريتانية عملية ضده خلال الأيام الماضية بمساعدة استخباراتية فرنسية، يشكل تهديداً حقيقياً لدول شمالي أفريقيا، وكذلك لأوروبا والولايات المتحدة.

وذكرت الخارجية أنها تتعاون عبر أساليب تبادل المعلومات مع الدول التي تحاول التصدي لهذا التنظيم لأنه تنظر إليه على أنه "تهديد مشترك."

وقال بي جي كراولي، الناطق باسم الخارجية الأمريكية: "التهديد الأكبر لتنظيم القاعدة في المغرب يشمل الدول الواقعة في تلك المنطقة، ولكننا رأينا في الكثير من الأحيان كيف امتد الخطر إلى أجزاء من أوروبا."

وأضاف: "التنظيم لديه القدرات على تهديد الولايات المتحدة أيضاً، ولكن اهتمامنا لا ينحصر عليه، بل يمتد ليشمل كافة فروع الشبكة الإرهابية من المناطق القبلية الواقعة بين أفغانستان وباكستان وصولاً إلى أي مكان يتواجد فيه من يختار التعاون مع القاعدة واعتناق أيديولوجيتها." بحسب السي ان ان.

وشدد كراولي على أن التعاون مع الدول التي تواجه تنظيم القاعدة في شمال أفريقيا "مهم جداً بالنسبة لواشنطن ويصب في إطار الجهد المتواصل في هذا الإطار ضمن المنطقة."

نحن في حرب

من جهتها اعلنت فرنسا على لسان رئيس وزرائها فرانسوا فيون انها في حالة حرب ضد جناح تنظيم القاعدة في شمال افريقيا وانها ستكثف الدعم العسكري لحكومات في المنطقة تحارب المقاتلين الاسلاميين الذين قتلوا رهينة فرنسيا مسنا.

لكن فيون قال ان باريس ستواصل التفاوض مع محتجزي الرهائن ما أمكن لانقاذ حياة المواطنين الفرنسيين ما دام الخاطفون لم يتخطوا "الخط الاحمر" بتعريض حياة الرهائن للخطر.

جاءت تصريحات فيون في مقابلة اذاعية بعد يوم من تأكيد الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي أن رهينة فرنسيا يبلغ من العمر 78 عاما كان تنظيم القاعدة ببلاد المغرب الاسلامي قد خطفه في النيجر قتل بعد مهمة انقاذ فرنسية فاشلة جرت في مالي.

وقال فيون لاذاعة (أوروبا 1) "اننا في حرب ضد القاعدة ولهذا ندعم القوات الموريتانية التي تحارب القاعدة منذ شهور." وأضاف أن القاعدة ببلاد المغرب الاسلامي تضم حوالي 400 مقاتل ينشطون في منطقة صحراوية بحجم أوروبا.

وردا على سؤال عما كان يقصده ساركوزي عندما قال ان قتل الرهينة ميشيل جرمانو لن يمر دون عقاب قال رئيس الوزراء الفرنسي "يعني هذا أن محاربة الارهاب سوف تستمر وتشتد."

وردا على سؤال حول امكانية أن ترد فرنسا عسكريا على قتل المهندس الفرنسي قال فيون "لا تمارس فرنسا الانتقام."

ووعد وزير الخارجية الفرنسي برنار كوشنر الذي يقوم بزيارة حساسة الى مالي التي أغضبها عدم استشارة باريس لها فيما يبدو بشأن الهجوم بتعاون أفضل مع دول اقليم الساحل في محاربة الارهاب.

وقال بعد محادثات مع الرئيس المالي أمادو توماني توري "أما بالنسبة للعمليات المنسقة اذا أمكنك أن تقوم (بها) فأنا من أنصار القيام بها بشكل صحيح ولفترة طويلة."

وأشار الى أن قوات مالي جزء من قيادة التنسيق العسكري في تمنراست في جنوب الجزائر حيث تعمل على محاربة تنظيم القاعدة ببلاد المغرب العربي.

وقال ساركوزي انه لم يتخذ قرار شن غارة في مالي مع القوات الموريتانية الا بعد الفشل في اقامة أي قناة للتفاوض مع الخاطفين وخوفا على حياة الرهينة بسبب الانذار الذي أطلقته القاعدة.

وذكر الحزب الاشتراكي المعارض في فرنسا أنه لن ينتقد ما فعلته الحكومة في موضوع الرهينة الا أن حزبين صغيرين ينتميان الى أقصى اليسار أدانا استخدام القوة العسكرية.

وقال بينوا هامون وهو متحدث باسم الحزب الاشتراكي لاذاعة (فرانس انتر) "لن نخوض معركة لو تم فعل كل شيء لحماية أمن مواطنينا .. وأمن الاراضي الفرنسية."

وأوضح فيون أن فرنسا تقف في أقصى درجات التأهب الامني وأشار الى احباط محاولات عدة لشن هجمات على الاراضي الفرنسية وفي دول مجاورة كل عام.

لكن كوشنر قال انه لا يلمس تزايدا لخطر وقوع عمل ارهابي في فرنسا في أعقاب مقتل جرمانو الذي خطف في ابريل نيسان.

وأضاف في مقابلة مع محطة (أر.تي.ال) الاذاعية "لا أعتقد أن لدينا أدنى دليل على تزايد الخطر."

الرهينة الفرنسي

الى ذلك اعلن تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الاسلامي مؤخرا انه قتل الرهينة الفرنسي ميشال جيرمانو الذي اعتقلته المجموعة المتشددة في صحراء مالي.

وقال زعيم التنظبم ابو مصعب عبد الودود في تسجيل صوتي بثته قناة الجزيرة القطرية المقربة من الجماعات الاسلامية المتطرفة، "نعلن قتل الرهينة الفرنسي ميشال جيرمانو يوم السبت 24 تموز/يوليو ثأرا لاخواننا الستة الذين استشهدوا خلال العملية الجبانة لفرنسا" التي تمت بالتعاون مع القوات الموريتانية ضد وحدة تنتمي الى القاعدة.

وخطف جيرمانو (78 عاما) في 19 نيسان/ابريل الفائت في النيجر.

واكد مسؤول فرنسي طلب عدم الكشف عن اسمه ان باريس "على قناعة" بأن جيرمانو "توفي منذ اسابيع عدة".

واعلن مسؤول فرنسي ان جنودا فرنسيين شاركوا في 22 تموز/يوليو في عملية عسكرية في صحراء مالي ضد مجموعة من القاعدة في المغرب الاسلامي في محاولة لانقاذ جيرمانو.

لكن هذه العملية فشلت بعد ان تبين عدم وجود المهندس الفرنسي السابق في معسكر التنظيم الاسلامي الذي هاجمته مجموعة الكومندوس الفرنسية وجنود موريتانيون. وقتل في العملية سبعة من عناصر القاعدة فيما تمكن اربعة اخرون من الفرار.

واضاف ابو مصعب عبد الودود المعروف بعبد الملك دروكدل في التسجيل الذي لم يتم التثبت من صحته حتى الساعة ان نيكولا "ساركوزي فشل في تحرير مواطنه في هذه العملية، لكنه من دون شك فتح على نفسه وشعبه وبلده ابواب الجحيم". وتابع "في دليل على اننا نقرن اقوالنا بالافعال (...)، نعلن اننا قتلنا الرهينة الفرنسي".

وكانت مصادر امنية واستخباراتية في مالي اكدت في وقت سابق ان القلق بلغ ذروته على مصير الرهينة الفرنسي الذي يعمل في المجال الانساني.

وقالت وزارة الخارجية الفرنسية "منذ خطف مواطننا، فان الخاطفين رفضوا، رغم جهود السلطات الفرنسية، اي حوار ولم يقدموا اي مطالب محددة".

وكان خاطفو جيرمانو نشروا في 14 ايار/مايو صورة له بدا فيها متعبا جدا ووجهوا نداء الى ساركوزي.

ونشر التنظيم الاسلامي رسالة موجهة الى باريس هدد فيها بتصفية الرهينة الفرنسي في حال رفضت باريس الاستجابة الى مطالبها.

وخطف جيرمانو على يد خلية للقاعدة في بلاد المغرب الاسلامي بقيادة عبد الحميد ابو زيد وصفت بانها "عنيفة وقاسية"، واعدمت العام الماضي الرهينة البريطاني ادوين داير بعد 6 اشهر من الاعتقال.

ورفضت لندن في حينها القبول بشروط التنظيم الذي طالب البريطانيين بالعمل على تحرير عدد من اعضائه المسجونين في بلاد الساحل.

وطالب التنظيم -الذي لا يزال يعتقل رهينتين اسبانيين- فرنسا بالمطلب نفسه للافراج عن جيرمانو.

الا ان باريس اعلنت انها لم تتزود باي معلومات عن هوية او مكان سجن الاشخاص الذين طالب التنظيم باطلاق سراحهم.

اتركوا دول الصحراء

من جهته قال وزير الخارجية الجزائري مراد مدلسي بعد مشاركة قوات فرنسية خاصة في محاولة فاشلة لانقاذ رهينة فرنسي ان محاربة جناح القاعدة في شمال افريقيا من اختصاص دول منطقة الصحراء.

ونقلت وكالة الانباء الجزائرية عن مدلسي قوله في قمة الاتحاد الافريقي في أوغندا ان النهوض بمسؤولية الامن في الوقت الراهن من شأن دول المنطقة.

وتشعر الجزائر بحساسية خاصة بشأن أي دور لفرنسا في المنطقة. وتقول ان أفضل حل لمشكلة القاعدة في الصحراء يكمن في أيدي دول المنطقة ويغضبها اي تحرك للقوى الغربية في المنطقة دون التشاور معها.

وقال مدلسي انه لا حاجة لتدخل دول أجنبية ما دامت دول الساحل تنسق جهودها بالمشاركة الفعالة للجزائر لضمان ان تتولى دول المنطقة أمن المنطقة.

واضاف ان التعاون مع دول أجنبية بشأن الامن في منطقة الساحل التي تضم الجزائر ومالي وموريتانيا والنيجر ممكن ولكن عند الضرورة فقط.

وتقول الجزائر ان دول المنطقة هي وحدها التي تملك المعرفة بالواقع المحلي اللازمة لتعقب المتمردين. بحسب رويترز.

ويشير المسؤولون الى انشاء قيادة عسكرية مشتركة في الصحراء في وقت سابق هذا العام كدليل على انهم يتولون أمر التهديد بأنفسهم.

حقائق عن جناح تنظيم القاعدة في منطقة الصحراء

فيما يلي بعض الحقائق عن تنظيم القاعدة ببلاد المغرب الاسلامي بسب ما نقلته وكالة رويترز.

برز اسم تنظيم القاعدة ببلاد المغرب الاسلامي الذي يقوده عبد الملك دروكدال في يناير كانون الثاني 2007 وكان اسمه في السابق الجماعة السلفية للدعوة والقتال.

وكان السلفيون شنوا الحرب على قوات الامن الجزائرية لكنهم سعوا في أواخر 2006 الى تبني أيديولوجية جهادية أوسع عن طريق تحالفهم مع تنظيم القاعدة.

وحقق التنظيم نجاحات كبيرة في باديء الامر بشن هجمات على أجهزة حكومية وأمنية ومكتب الامم المتحدة في الجزائر العاصمة عام 2007 . وتراجعت الهجمات منذ 2008 مع تدمير قوات الامن خلايا للتنظيم في الجزائر.

لكن الجناح الجنوبي للتنظيم نشط بشكل متزايد في السنوات القليلة الماضية وخطف أجانب للحصول على فدى كما هاجم منشات موالية للغرب في موريتانيا.

ويقول محللون ان ضغط قوات الامن الجزائرية يجبر التنظيم على نقل قاعدة عملياته جنوبا حيث يتمتع بمزيد من الحرية في النشاط.

ماذا عن جناح الصحراء أو الجناح الجنوبي لتنظيم القاعدة ببلاد المغرب الاسلامي؟

على الرغم من عدم توفر معلومات مخابرات كثيرة فان محللين يرون أن هناك عدة مئات من المقاتلين الذين ينشطون في منطقة الصحراء الشاسعة بشمال شرق موريتانيا وشمال مالي والنيجر.

وما زالت أغلبية مقاتلي القوة من الجزائريين لكنها نجحت في تجنيد عدد من مواطني مالي والنيجر وبعض الاسلاميين المحرومين في موريتانيا.

واللاعبان الرئيسيان في هذه المنطقة هما مختار بلمختار وعبد الحميد أبو زيد الذي يعرف باسم عبيد حمادو.

وذهب بلمختار الى أفغانستان لتلقي التدريب في التسعينات من القرن الماضي لذا ظل لاعبا رئيسيا بالنسبة للاسلاميين الجزائريين بمنطقة الصحراء. وتزوج من القبائل المحلية ويتولي أمر الامدادات والتموين والجزء المتعلق بغنائم العمليات.

وساعدت خلافات مع القيادة المركزية للتنظيم ونجاح بلمختار في عمليات اجرامية تدر الربح في تصويره على أنه نشط مستقل أكثر من كونه جهاديا مخلصا.

ويقود أبو زيد فصيلا اخر في التنظيم بمنطقة الصحراء وهو متهم بقتل رهينة بريطاني العام الماضي ويعتبر أيضا أيديولوجيا متشددا بشكل أكبر. وتقول قوات الامن ان أبو زيد يحتجز الرهينة الفرنسي جيرمانو.

ويحتجز الفصيلان في التنظيم رهائن لكن مستوى التعاون بينهما غير واضح.

ماذا يريد تنظيم القاعدة ببلاد المغرب الاسلامي؟

يقول التنظيم ان هدفه الرئيسي "الصليبيين" الغربيين في المنطقة وهي استراتيجية ظهرت في الخطف والهجمات القليلة على أهداف موالية للغرب خاصة في موريتانيا.

لكن لم يقتل التنظيم سوى واحد من عشرات الرهائن الذين خطفهم.

وتسمح جرائم الخطف للتنظيم بتنفيذ أجندة سياسية بينما يجني في الوقت ذاته فدى بملايين الدولارات. وأدى هذا أيضا الى خلق سوق لمسلحين لا ينتمون لجماعة بعينها يخطفون الاجانب ثم يسلموهم الى الاسلاميين.

وللتنظيم صلات بشبكات تهريب كوكايين تحقق أرباحا كبيرة في المنطقة.

ما هي الاهداف الرئيسية؟

يتجنب تنظيم القاعدة ببلاد المغرب الاسلامي بشكل عام الاتصال بالسلطات المحلية لكن -والى جانب جرائم الخطف- اندلعت عدة اشتباكات مع جيوش المنطقة وقتل التنظيم عددا من الاجانب ونفذ هجوما انتحاريا في موريتانيا.

ولم يتضح بعد ما اذا كان التنظيم سيحاول الاستفادة من ضعف دول المنطقة لتعزيز هذه الهجمات.

وسلطت جرائم الخطف الاضواء مرة أخرى على نقاش بشأن ما يمكن أن تفعله الدول الغربية لدعم القوات الافريقية في جهود مكافحة الارهاب. وكانت مبادرات سابقة قادتها الولايات المتحدة أثارت مخاوف في بعض الدوائر من أن مثل هذه السياسات تأتي بنتيجة عكسية وتؤجج المشاعر المعادية للغرب.

ويعمل عدد قليل من شركات النفط والتعدين في المنطقة على الرغم من أن نطاق عملياتها من المقرر أن يتسع في السنوات المقبلة ما سيزيد من الاهمية الاستراتيجية للمنطقة.

وأكبر مشروع مقرر في المنطقة هو انشاء خط أنابيب قيمته مليارات الدولارات لنقل الغاز عبر منطقة الصحراء وتأمل نيجيريا والنيجر والجزائر أن يرسل امدادات تصل الى 30 مليار متر مكعب سنويا الى أوروبا.

شبكة النبأ المعلوماتية- السبت 31/تموز/2010 - 19/شعبان/1431

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1431هـ  /  1999- 2010م