زحام في فتاوى التنفير والتحريم

 

شبكة النبأ: وسط زحام فتاوى التنفير والتحريم التي تصدر من المتشددين والمتطرفين، كان آخر ما أفتاه دعاة الفضائيات فتوى تثير التساؤلات المرة، حيث بات الدين مطية لكل من اطلق لحية، عدم جواز رؤية المرأة لمباريات كرة القدم حيث إن اللاعبين رجال متجردون غالبًا عن اللباس الساتر وقد يبدو بعض الفخذ وقد تتمثل العورة وراء اللباس وذلك فتنة للنساء .

وأكثر الفتاوى التي أثارت جدلاً كبيراً كانت فتوى إرضاع الكبير التي أطلقها أحد مشايخ الأزهر وعارضها أغلب العلماء منذ سنوات قليلة، ثم طلّ علينا العبيكان بها من جديد ثم تبرأ منها في النهاية. وتستمر مسلسل الفتاوي المضحكة ليرى كل من له عقل فضائح من يدعون العلمية وامامة الناس في المجتمع الاسلامي.

الغناء حلال بالموسيقى وبدونها!!

الى ذلك دافع الشيخ عادل الكلباني إمام الحرم المكي السابق عن فتواه التي أباح فيها الغناء من قبل، وذهب بعيدا هذه المرة في تحدي مخالفيه بالقول إن الغناء مباح بكل حالاته، سواء كان بالموسيقى أم من دونها، شريطة ألا يصاحبه مجون أو سكر أو تلفظ بكلام ماجن.

وانتقد خطيب وإمام جامع الراجح الكبير بالرياض كل من اتهمه بالإتيان بشيء جديد أو منتقدٍ له بشكل شخصي، مؤكدا أنه لا نص صريحا في الكتاب أو في السنة يحرم الغناء، معتبرا أن ذلك الأمر كان مثار جدل كبير بين الفقهاء على مر العصور.

تحريم بوق المونديال

من جانب آخر نفت الهيئة العامة للشؤون الإسلامية والأوقاف في الدولة إصدار فتوى بتحريم استخدام أبواق " الفوفوزيلا" للتشجيع في الملاعب، التي أصبحت أحد أبرز سمات بطولة كأس العالم التي اختتمت الأحد بجنوب أفريقيا. وجاء في بيان للهيئة، أن الفتوى التي نشرتها على موقعها في الثاني من يوينو/ حزيران الماضي "لا تحرم استخدام أبواق " الفوفوزيلا" .. بل على العكس تجيز استخدامها والتجارة بها."

وأوضحت الهيئة في بيانها:" إن الكلام المنشور والمنقول في بعض الصحف حول هذا الموضوع قلب نص الفتوى وحرّفها ووضع لها عنوانا خلاف الفتوى مما قد يحدث أثرا غير صحيح لدى القراء.

وأوردت الهيئة نص خلاصة الفتوى كما هي منشورة في موقعها الالكتروني، والتي تؤكد على انه يجوز استخدام الأبواق في الملاعب والتجارة بها، لكنه يجب على من سيجلبها أو يتاجر بها أن يتأكد من مقدار طاقتها حتى لا يكون الضجيج الصادر منها سببا للأذى وإلحاق الضرر بالناس،" حسب البيان الذي نقلته وكالة الأنباء الرسمية "وام".

وجاء في الفتوى الصادرة برقم 11625: "ومن المعروف اليوم أن تعرض الأذن البشرية لضجيج أكثر من 100 دسيبل لمدة معينة يمكن أن يسبب الصمم، أو يلحق أضرارا بالخلايا السمعية، (الدسيبل وحدة لقياس شدة الصوت)، وآلات الفوفوزيلا الموجودة الآن متفاوتة الأحجام وقد تصل قوة الضجيج في أكبرها إلى 127 دسيبل، وبناء على القاعدة الشرعية: (لا ضرر ولا ضرار)، فلا يجوز تعريض الناس لمثل هذا الخطر، وإذا كان لا بد من استخدام هذه الآلة في الملاعب فليقتصر ذلك على صغيرة الحجم ذات الضجيج المنخفض نسبيا."

وتابعت الفتوى: "وعليه فرغم أن ملاعب كرة القدم ليست مكانا للهدوء، إلا أن تعبير المشاهدين عن دعمهم لفريق معين ينبغي أن يكون بطريقة لا تؤذي الحاضرين، علماً بأن الترخيص في استخدامها يرجع إلى الجهات المختصة في هذا الشأن.

وأكد جوزيف بلاتر، رئيس إتحاد كرة القدم الدولي (الفيفا)، على أن لن يصدر قرارا يحرم استخدام الأبواق التي تعد، إلى جانب الطبول والغناء، جزءا مهماً من إرث جنوب إفريقيا ومن تقاليد كرة القدم في العالم.

تحريم ارتداء القمصان

الى ذلك نصح مسؤولون دينيون رفيعو المستوى موخراً مسلمي ماليزيا بعدم ارتداء قميص فريق مانشستر يونايتد الشهير لأن شعاره يتضمن شيطاناً.

وبحسب ما نشرت صحيفة "ميرور" الانجليزية، نصح العلماء كذلك بعدم ارتداء قمصان عدة منتخبات بارزة مثل البرازيل والبرتغال وصربيا والنرويج ونادي برشلونة بسبب وجود صليب في شعارها.

وقال نوح غادوت المسؤول الديني في ولاية جوهر (جنوب)، الأمر في غاية الخطورة نحن المسلمين يجب ألا نرتدي رموز ديانات أخرى وكذلك صورة الشيطان. وأضاف "هذا سيقضي على إيماننا بالإسلام، حتى لو تلقينا القميص هدية فيجب رفضها.

تحريم الجلوس على الكراسي

كما تناقل في الفترة الماضية فتوى عن (تحريم الجلوس على الكراسي)، وهي موقعة بقلم «أم أنس»، تقول الفتوى: إن من أخطر المفاسد التي بُليت بها أمتنا العظيمة ما يُسمى بالكرسي وما يشبهه من (الكنبات) وخلافها مما هو شر عظيم يُخرج من الملة كما يخرج السهم من الرميّة.

وتبرر التي تدعو نفسها بـ «أم أنس» التحريم لأربعة أسباب: أولها أنه من صناعة الغرب، وثانيها أن جيل السلف كانوا يجلسون على الأرض، وثالثها أن الجلوس على الأرض يذكر المرء بالخالق وعظمته. أما السبب الرابع –وهو الأغرب على الإطلاق- أن الجلوس على الكرسي مدعاة للفتنة والتبرج.

وبالرغم أن هنالك أقوالاً تؤكد أن «أم أنس» وكل فتاواها ما هي إلا أحد الأساليب المختلقة من قبل شخص يرغب في الاستهزاء بـ «الدين الإسلامي»، إلا أن وجود تلك الفتاوى بشكل أو بآخر أمر مريع بحق «الإسلام». ومع أن «هيئة الاتصالات والمعلومات» مشكورة قامت بحجب الصفحة، لكن ذلك لا يحل لب المشكلة.

كشف المرأة شعرها أمام النساء

من جهتها استنكرت جهات قانونية وإعلامية سعودية وصف الشيخ عبدالرحمن البراك الصحافيين بأنهم "جنود الشيطان".

وقالت إن هذا الوصف يدل على ضيق أفق، كما أنه لا يجوز رمي الناس بالتهم، ويجب إبداء حسن الظن بالآخرين ولو اختلفت آراؤهم.

وجاءت تصريحات البراك، وهو أستاذ العقيدة في جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية في الرياض سابقاً، في معرض حديثه عن عدم جواز كشف المرأة شعرها ورقبتها أمام بنات جنسها في الحفلات والأعراس، معتبراً ذلك مدخلاً "من مداخل الشيطان"، مشيرا في الوقت نفسه إلى أن هذه الفتوى ستثير الصحافيين ضده، لأنهم لا يرتضون الستر للمرأة، بحسب ما نقلت الطبعة السعودية لصحيفة "الحياة" اللندنية.

وجاء في سياق درس الشيخ البراك قوله: "أنصح الأخوات الصالحات أن يقاومن هذه العادة، ويخرجن عليها بالمخالفة، ويُعودن أنفسهن لبس الخمار على رؤوسهن، حتى في حفلات الأعراس والمدارس. ولو أنهن فعلن ذلك، لا بد أن يثور جنود الشيطان من الصحافيين على هذا التوجه، فلا يرضيهم توجه الستر". ولم يمانع الشيخ البراك كشف المرأة وجهها وشعر لأقاربها وفي الجلسات المختصرة.

وزارة الإعلام السعودية اعتبرت ما قاله البراك بحق الصحافيين قذفاً، إلا أنها أكدت أنه لا يوجد ضمن أنظمتها ما يمكنها من ملاحقته قضائياً.

وتعليقاً على تصريحات البراك، تحدث رئيس هيئة الصحافيين السعوديين ورئيس تحرير صحيفة "الرياض" تركي السديري لأحد الوسائل الإعلامية العربية، معتبراً أن تصريح البراك "لا يمثل رأي هذا الرجل وحده، بل يمثل اندفاع الانغلاق، الذي كان مغطى في السنوات الماضية، بحيث كان الواحد منا لا يعرف نوعية ثقافته الدينية، وكان المجتمع مضغوطاً بقيود دينية سار عليها بدون شرح أو قناعة. ومن الواضح أن انتشار الثقافة والوعي والثقاقات أوضح أن المجتمع السعودي عاش بعيداً عن حقائق العقيدة الإسلامية".

ويشير السديري إلى أنه، "منذ وقت قريب، استمعنا إلى شيخ الأزهر في ندوة مع الزميل داود الشريان، فتحدث بكلام لا أعتقد أن الشيخ البراك أو أمثاله قادرين على التحدث بمثل ذلك الوعي ولو بنسبة 2%".

ورأى أنه "عندما يصف الصحافيين بأنهم "جند الشيطان"، فهو يتحدث من واقع انغلاق بعيد جداً عن المعرفة الدينية. توسع الاتصالات والمعارف والعلاقات، فكيف أن نحو مليار مسلم يعيشون في علاقات إيجابية، هي من إيجابيات الإسلام نفسه، بينما نحن نختلف معه. في حين أن ما يقارب 200 ألف منغلق سعودي هم الذين يعيشون الإسلام الصحيح، بينما هؤلاء الملايين هم على خطأ؟"، معتبراً ذلك "الخطأ الكبير الذي يجب أن يُزاح عن مجتمعنا، فرمي هذه التهمة بحد ذاته تجاوز إسلامي غير منطقي.

استبدال القبلة

علم مسلمو اندونيسيا أنهم كانوا يولون وجوههم في الصلاة في اتجاه خاطيء للقبلة بعد أن قالت أرفع هيئة دينية بالبلاد ان فتواها بشأن اتجاه مكة جعلت الناس يصلون في اتجاه افريقيا.

وكان مجلس العلماء الاندونيسي قد أصدر فتوى في مارس أذار جاء فيها أن اتجاه القبلة هو الغرب.

وقال تشوليل رضوان رئيس مجلس العلماء لرويترز "لكن تقرر أن المساجد تواجه الصومال او كينيا وبالتالي ننصح الناس بتحويل الاتجاه الى الشمال الغربي قليلا... لا داعي لهدم المساجد غيروا اتجاهكم قليلا اثناء الصلاة."

وصرح رضوان بأنه لا داعي أن يخاف المسلمون من أن تكون صلاتهم باطلة لانهم كانوا يصلون في اتجاه خاطيء للقبلة. وأضاف "لن يحول هذا دون أن يسمع الله صلاتهم."

وقال عقيل سراج رئيس منظمة نهضة العلماء وهي اكبر منظمة للمسلمين في اندونيسيا لصحيفة جاكرتا جلوب التي تصدر بالانجليزية ان هذا الخلط يظهر أن مجلس العلماء الاندونيسي يتسرع في اصدار الفتاوى وان هذا درس لاعضائه.

وكان مجلس العلماء الاندونيسي قد أصدر فيما مضى فتاوى مثيرة للجدل تمنع المسلمين من الغناء اثناء ممارسة اليوجا والتدخين. ويغلب على اندونيسيا المسلمون لكنها دولة علمانية رسميا.

شبكة النبأ المعلوماتية- الثلاثاء 27/تموز/2010 - 15/شعبان/1431

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1431هـ  /  1999- 2010م