
شبكة النبأ: بالغ الكثيرون برفع سقف
آمالهم عند انتخاب أوباما كرئيس للولايات المتحدة، فيما عول البعض
كثيرا على ما سوف يحققه هذا الرجل، الا إن المعطيات على الأرض أثبتت
العكس مما تمناه هؤلاء، فلم يأتي أوباما بجديد أو مختلف عمن سبقه سيما
على صعيد السياسات والعلاقات الدولية، بل كانت قرارات إدارته في سياق
معظم الإدارات الماضية للبيت الأبيض، أما على الصعيد الداخلي فقد
انخفضت بشكل كبير شعبية هذا الرجل خلال السنتين الماضيتين، وهو أمر كان
متوقع نظرا لسقف الآمال العالي وقدرة اوبما على تلبيتها.
معظم الامريكيين فقدوا الثقة
فقد أفاد استطلاع للرأي نشرت نتائجه بأن قرابة 60 في المئة من
الناخبين الامريكيين يقولون انهم فقدوا الثقة في الرئيس باراك أوباما.
وتأتي نتائج الاستطلاع الذي أجرته صحيفة واشنطن بوست مع قناة (ايه.بي.سي
نيوز) عكس ما قاله الناخبون في بداية رئاسة أوباما قبل 18 شهرا عندما
أبدى نحو 60 في المئة ثقتهم في صنع أوباما للقرار.
وتراجعت الثقة في أوباما لكن الاستطلاع أظهر أن الارقام التي حصل
عليها لازالت أعلى مما حققه أعضاء الكونجرس من كلا الحزبين الرئيسيين
قبل أربعة أشهر من انتخابات التجديد النصفي للكونجرس.
وردا على سؤال حول مدى ثقة الامريكيين في أن أوباما سيتخذ القرارات
الصائبة للبلاد في المستقبل رد 58 بالمئة من المشاركين في الاستطلاع
بقول "بعضها" أو "لا."
وعبرت نسبة 68 في المئة عن المشاعر نفسها تجاه الديمقراطيين في
الكونجرس وقالت نسبة 72 في المئة الشيء نفسه عن الجمهوريين. بحسب
رويترز.
وذكرت صحيفة واشنطن بوست ان وجود مشاكل في قطاع الاسكان والنمو
البطيء في الوظائف وقضايا اقتصادية أخرى ربما أثر على مدى شعبية أوباما.
وتقول نسبة 43 في المئة فقط من كل الامريكيين والتي يمثل
الديمقراطيون ثلثها انهم يوافقون على أداء أوباما في الاقتصاد بينما
يرفضه 54 في المئة.
وتوصل الاستطلاع أيضا الى تنامي المشاعر المناهضة لاعضاء الكونجرس
الحاليين اذ قالت نسبة 62 في المئة من الناخبين انهم لا يميلون لتأييد
ممثلهم الحالي.
وتشمل انتخابات التجديد النصفي للكونجرس والتي تجرى في الثاني من
نوفمبر تشرين الثاني كل مقاعد مجلس النواب وعددها 435 مقعدا بالاضافة
الى 36 من مقاعد مجلس الشيوخ البالغ عددها مئة مقعد.
ويسيطر الديمقراطيون الان على مجلسي النواب والشيوخ لكن أغلبية
طفيفة من المشاركين في الاستطلاع قالت انها ستفضل أن يسيطر الجمهوريون
حتى يراقبوا سياسات أوباما.
وأجري الاستطلاع الذي شارك فيه 1288 شخصا في الفترة من السابع وحتى
11 يوليو تموز وبلغ هامش الخطأ فيه 3.5 نقطة مئوية بالزائد أو بالناقص.
النبي المخلص
على الصعيد ذاته بحثت ورشة عمل دعت إليها مؤسسة “عالم واحد”
بالتعاون مع مؤسسة كونراد اديناور الألمانية في القاهرة، التطورات التي
حدثت بعد مرور عام على الخطاب الذي وجهه الرئيس الأمريكي باراك أوباما
من القاهرة للعالم الإسلامي وحملت ورشة العمل عنوان “ماذا قال أوباما .
. وماذا فعل أوباما؟” .
وفي بداية الورشة التي عقدت في أحد فنادق القاهرة، قدم أستاذ العلوم
السياسية بجامعة القاهرة أمين الإعلام بالحزب الوطني الديمقراطي الحاكم
علي الدين هلال مجموعة من العوامل والتفسيرات التي خلقت في منطقتنا
شعوراً يتراوح ما بين الإحباط وفقدان الثقة بشخصية أوباما خلال العام
الماضي، بعدما كان الجميع يرونه “نبيا مخلصاً” .
واعتبر هلال أن أولى تلك التفسيرات ما يطرحه بعض المحللين من أن
أوباما على المستوى الشخصي وإن كان يملك الكاريزما في التحدث إلى الناس
واجتذابهم إليه إلا أنه ليس رجل دولة قادراً على الحسم واتخاذ القرارات
الصعبة، فضلاً عن قلة خبرته السياسية.
أما ثاني تلك التفسيرات فتقول إن أوباما كان صادقا في ما قدمه من
وعود للعالم الإسلامي، إلا أنه اصطدم سريعا بتعقيدات الواقع الأمريكي
من استمرار نفوذ المحافظين الجدد الذين يقفون له بالمرصاد ونفوذ اللوبي
اليهودي .
أما ثالث هذه التفسيرات فهو اقتراب موعد انتخابات التجديد النصفي
للكونغرس الأمريكي في نوفمبر .
ويرى هلال أن الوضع الدولي بتوازنات القوى فيه يقدم لنا التفسير
الرابع، وأما التفسير الخامس والأخير فيقول إن العرب أنفسهم لم يساعدوا
أوباما على العمل والتحرك لحل مشكلاتهم، وهنا يلفت هلال لاستمرار
الانقسام الفلسطيني وإعطاء “إسرائيل” فرصة التذرع بأنه لا يوجد شريك
فلسطيني تفاوضه، فضلاً عن الانقسام العربي .
من جهتها، رفضت أستاذ العلوم السياسية بالجامعة الأمريكية بالقاهرة
منار الشوربجي ما يتردد عن أن أوباما تراجع عن دعم الديمقراطية في
العالم العربي، موضحة أن إدارته تخلت عن سياسة سلفه التي كانت تستخدم
الديمقراطية والمطالبة بضرورة تحقيقها في الوطن العربي كوسيلة لابتزاز
الأنظمة السياسية فيه .
ولفتت الشوربجي للنهج الجديد الذي أعلنه أوباما بجامعة القاهرة
والذي تنفذه إدارته حاليا في الانفتاح مع كل القوى داخل بلدان المنطقة
.
تراجع ثقة المسلمين
كما اظهرت استطلاعات رأي نشرت نتائجها أن الثقة في الرئيس الامريكي
باراك اوباما تراجعت بشدة في العديد من الدول الاسلامية بعد عام من
سعيه لبدء صفحة جديدة من العلاقات مع العالم الاسلامي بخطاب القاه في
العاصمة المصرية القاهرة.
وخلصت استطلاعات رأي اجراها مشروع بيو جلوبل اتيتيودز الى أن معدلات
التأييد للولايات المتحدة في بلدان حليفة مصر وتركيا وباكستان تراوحت
حول 17 في المئة بينما بلغت الثقة في اوباما في تلك البلدان 33 في
المئة و23 في المئة و8 في المئة على التوالي.
وانخفضت شعبية اوباما في البلدان الاسلامية بين عامي 2009 و 2010
بسبب توقف خططه لدفع عملية السلام في الشرق الاوسط للامم ومواصلته
لحربين في بلدين مسلمين هما افغانستان والعراق.
وجاء التراجع الاشد في كل من تركيا ومصر حيث انخفضت الثقة في اوباما
10 نقاط مئوية و9 نقاط مئوية على التوالي. بحسب رويترز.
وانخفضت الثقة في اوباما بنسبة 5 في المئة او اقل في بلدان اسلامية
اخرى جرت بها الاستطلاعات.
وفي دول اسلامية اخرى لاقت الولايات المتحدة مزيدا من الترحيب. ففي
اندونيسيا ايد 50 في المئة الولايات المتحدة وكذلك فعل 52 في المئة من
اللبنانيين. لكن 21 في المئة فقط من الاردنيين قالوا ان لهم رؤية
ايجابية تجاه الولايات المتحدة.
وبالمقارنة جاءت نسبة التأييد للقاعدة بين المصريين والاردنيين اعلى
من نسبة التأييد للولايات المتحدة. فقد أيد 34 من الاردنيين التنظيم
الذي يتهم بالضلوع في هجمات 11 سبتمبر ايلول 2001 بينما ايده 19 في
المئة من المصريين.
وقال 67 من الاندونيسيين انهم يثقون في أن اوباما يقوم بالعمل
الصحيح في الشؤون الدولية فيما جاءت النسبة في لبنان 43 في المئة وفي
الاردن 26 في المئة بحسب ما اظهره الاستطلاع.
وجاء في نتائج الاستطلاع الذي اجرته بيو ان الولايات المتحدة بقيادة
اوباما حظيت بتقدير اوسع بين الدول غير الاسلامية. ففي فرنسا سجل
التأييد للولايات المتحدة 73 في المئة وفي بريطانيا 65 في المئة وفي
المانيا 63 في المئة وفي اليابان والهند 66 في المئة و58 في المئة في
الصين. وجاءت شعبية اوباما اقل بشكل عام عن النسب التي حققها العام
الماضي.
وجرت استطلاعات الرأي في ابريل نيسان ومايو ايار في 22 بلد مختلف.
ووجه الباحثون اسئلة الى ما يتراوح بين 700 و 3262 شخصا في كل بلد.
وتمت بعض الاستفتاءات عبر الهاتف وجرى البعض الاخر من خلال مقابلات
مباشرة. وقالت بيو جلوبل ان هامش الخطأ تراوح بين 2.5 في المئة و 5 في
المئة.
مشاكل عرقية
وفيما كان كثيرون من مؤيدي الرئيس الأمريكي باراك أوباما يأملون أن
انتخابه كأول رئيس أسود للولايات المتحدة قد يؤذن بحقبة من سياسات ما
بعد العنصرية لكن العرق فيما يبدو قضية لا تستطيع إدارته تجنبها.
وبرزت الخلافات والتوترات بين الأمريكيين السود والبيض بشكل متكرر
على مدى الأشهر الثمانية عشر التي مرت منذ تولي أوباما الحكم مما أضر
بشعبيته بالإضافة الى أن هذا كان أحد مصادر الإلهاء عن جدول أعماله
السياسي.
طفت هذه القضية على السطح هذا الشهر حين ضغطت وزارة الزراعة على
مسئولة سوداء لتستقيل بعد مزاعم بأنها مارست التمييز ضد مزارع ابيض
لتعتذر الوزارة بعد ذلك بيوم لتسرعها في التصرف ودون توافر الحقائق.
وقال البعض ان البيت الأبيض حريص جدا على أن يثبت لمنتقديه من
اليمين أنه لا يحابي السود. بحسب رويترز.
وقال اندرا جيليسبي المتخصص في العلوم السياسية بجامعة ايموري "
ادارة أوباما خسرت قدرا من الرصيد السياسي لانها تحركت دون أن تمعن
التفكير." وتصدر أوباما والعلاقات بين الاعراق عناوين الصحف في أحيان
كثيرة.
وفي يوليو تموز الماضي في ذروة نضال البيت الأبيض لتمرير إصلاحات
نظام الرعاية الصحية التي وضعها تعرض أوباما لانتقادات لاذعة لتصريحه
بأن الشرطة "تصرفت بغباء" حين ألقت القبض على هنري لويس جيتس الباحث
بجامعة هارفارد وهو اسود بتهمة اقتحام منزله الخاص.
وفي الآونة الأخيرة أسقطت وزارة العدل اتهامات ضد جماعة نيو بلاك
بانثر بترويع ناخبين مما يثير انتقادات من جماعات محافظة تقول إن
الرئيس الأسود لا يريد محاكمة أبناء عرقه لارتكاب انتهاكات للحقوق
المدنية.
وكتب الصحفي بول كروجمان في نيويورك تايمز يقول "حين تبدأ الة الصخب
اليمينية تروج لفضيحة مزعومة أخرى يجب الا نشتبه أنها زائفة يجب أن
نفترض أنها زائفة الى أن يتاح المزيد من الأدلة."
ومر أكثر من 40 عاما منذ حظرت قوانين الحقوق المدنية الأمريكية
التمييز ضد السود. لكن قضية العرق في أمريكا ما زالت عاملا قويا ومثيرا
للانقسامات في مجالات تتراوح من الوظائف الى فرص التعليم والمصارف
وملكية المنازل.
ويمثل السود 13 في المائة من سكان الولايات المتحدة ومتوسط دخولهم
أقل واحتمالات حصولهم على وظائف تكون في الغالب أقل من الجماعات
العرقية الأخرى. كما أن احتمال القاء القبض عليهم وصدور أحكام أقسى
ضدهم اكبر.
وكتب مايكل جيرسون في صحيفة واشنطن بوست "الصراع العرقي هو أعمق
جروح أمريكا ولم يلتئم جيدا بعد." ويتبادل اليمين واليسار الاتهامات
بإقحام قضية العرق في الخطاب السياسي.
ويقول خبراء انه لا مفر من هذا نظرا لوضع أوباما كأول رئيس غير أبيض
للولايات المتحدة. وكان والد أوباما كينيا ووالدته أمريكية بيضاء.
وقالت شيرلي شيرود وهي مسؤولة سوداء بوزارة الزراعة ان رؤساءها
ضغطوا عليها لتستقيل بعد أن بثت وسائل اعلام محافظة اكثر من مرة شريطا
يظهرها فيما يبدو وهي تقول انها مارست التمييز ضد مزارع ابيض بسبب عرقه.
واكتشفت الوزارة فيما بعد أنه تم التلاعب بالشريط ليظهر تصريحات
شيرود خلال اجتماع للرابطة الوطنية للنهوض بالملونين على غير حقيقتها.
وكانت في الحقيقة تقول انه يجب الا يوضع العرق في الاعتبار.
واعتذر وزير الزراعة توم فيسلاك علنا وعرضت عليها الوزارة وظيفة
أخرى. وقالت انها لم تقرر ما اذا كانت ستقبلها.
وسواء كان هذا متعمدا ام لا فان الغضب بشأن قضية شيرود شتت انتباه
وسائل الإعلام مؤخرا عن أحد اكبر انجازات أوباما وهو توقيعه إصلاحات
تاريخية لقواعد تنظيمية مالية عارضها المحافظون.
وكان المحافظون قد ربطوا بين الشريط وبين مطالبة الرابطة الوطنية
للنهوض بالملونين لحركة (تي بارتي) السياسية بنبذ النزعة العنصرية التي
يبديها بعض أعضائها. وكثيرا ما يتم عرض صور مثل واحدة تصور أوباما
وداخل فتحتي أنفه عظمتان وأخرى للبيت الابيض وأمامه حديقة مزروعة
بالبطيخ في التجمعات التي تقيمها حركة (تي بارتي).
ويقول زعماء (تي بارتي) ان الحركة ليست عنصرية لكنهم يعترفون بأن
هناك عناصر هامشية عنصرية بين اعضائها.
وقال جيليسبي ان المخاطر أعلى بالنسبة لاوباما لان حملته لانتخابات
الرئاسة سعت الى تأكيد أنها لن تدخل في نزاعات عرقية.
وأضاف "وبالتالي حين تم انتخاب أوباما... كان هذا يعني أنه لم يكن
من المفترض أن يعالج القضايا العرقية وأنه اذا ناقش القضايا العرقية
فسيحدث رد فعل عنيف."
تسميم العلاقة الخاصة
في سياق متصل كشف استطلاع للرأي ان البريطانيين يحملون الرئيس
الأميركي باراك أوباما مسؤولية تسميم العلاقة الخاصة بين الولايات
المتحدة والمملكة المتحدة، بسبب الهجوم المستمر الذي يشنه بلا هوادة
على الشركة النفطية البريطانية (بي بي) بعد التسرب النفطي في خليج
المكسيك.
ووجد الاستطلاع الذي اجرته مؤسسة «يوغاف» لصحيفة «ذي صنداي تايمز»
الصادرة امس، وشمل 1500 شخص على جانبي المحيط الأطلسي، أن الغالبية
العظمى من البريطانيين تعتقد أن الرئيس أوباما أضرّ بالعلاقة الخاصة.
بحسب يونايتد برس.
وأظهر الاستطلاع أن الرأي الإيجابي للبريطانيين حيال الولايات
المتحدة تضرر أيضاً، وانخفض من 65 في المئة قبل مشكلة التسرب النفطي
إلى 54 في المئة الآن. وأشار إلى أن 64 في المئة من البريطانيين و47 في
المئة من الأميركيين يعتقدون أن معالجة الرئيس أوباما أزمة التسرب
النفطي أضرت بالعلاقة الخاصة، فيما عارض ذلك 2 في المئة فقط من
البريطانيين و5 في المئة من الأميركيين.
وتبين أن 22 في المئة من الذين شملهم الاستطلاع في الولايات المتحدة
والمملكة المتحدة يعتقدون أن الرئيس أوباما عدو للبريطانيين. ووجد
الاستطلاع أيضاً أن 45 في المئة من المشاركين البريطانيين يرون أن
العلاقة بين بلادهم والولايات المتحدة ازدادت سوءاً منذ تولي أوباما
الرئاسة في تشرين الثاني (نوفمبر) 2008، بزيادة مقدارها 20 في المئة عن
الشهر الماضي، حين ابدى 25 في المئة من البريطانيين هذا الرأي.
تكثيف الانتقادات
من جهتها تتهم بعض جماعات الاعمال الامريكية الرئيس باراك أوباما
بالسعي لتنفيذ أجندة تضر بالتعافي الاقتصادي الامريكي وسط قلق بشأن
سياسات الميزانية والسياسات التنظيمية التي ترى هذه الجماعات أنها تؤدي
الى الغاء وظائف.
وتأتي الانتقادات وسط تباطؤ وتيرة توفير فرص العمل في القطاع الخاص
بالولايات المتحدة بينما يرد البيت الابيض قائلا ان غياب القواعد
التنظيمية أوقد شرارة الازمة الاقتصادية وان هناك حاجة لتحقيق توازن
لحماية الشعب الامريكي.
وقد يمنح هذا الموضوع الجمهوريين سلاحا قويا في انتخابات نوفمبر
تشرين الثاني والتي يأملون في التخلص من خلالها من هيمنة الديمقراطيين
على الكونجرس. بحسب رويترز.
وتعتزم غرفة التجارة الامريكية التي تمثل الشركات الكبرى التعبير عن
مخاوفها ازاء سياسات أوباما في قمة بشأن الوظائف تعقد في واشنطن.
ومن المقرر أن يوجه توم دونوهيو الرئيس التنفيذي للغرفة خطابا
مفتوحا لاوباما والكونجرس يحثهما فيه على "التصرف فورا لمواجهة القيود
التنظيمية الجديدة على الشركات الامريكية التي توفر فرص عمل".
وقال دوجلاس هولتز ايكين وهو خبير اقتصادي كان أكبر مستشار لجون
مكين المرشح الرئاسي الجمهوري في انتخابات 2008 ان أجندة أوباما "لا
شيء فيها" لمجتمع الاعمال.
وأضاف هولتز ايكين وهو مدير سابق لمكتب الميزانية بالكونجرس "ننمو
ببطء شديد الاسر مفلسة والحكومات عليها خفض الانفاق. المجال الوحيد
لتحقيق نمو قوي هو في مجتمع الاعمال وفي صافي الصادرات وليس لديهم شيء
بخصوص ذلك."
لكن فاليري جاريت مستشارة أوباما والمسؤولة بالبيت الابيض عن
التواصل مع مجتمع الاعمال والجماعات الخارجية الاخرى قالت ان أجندة
الادارة الامريكية لا تخنق النمو بل تشجعه.
وقالت "الحقائق واضحة وهي أن سياسات الرئيس أوباما كانت فعالة في
انقاذ اقتصادنا بعد أن كان على حافة أكبر انهيار اقتصادي منذ الكساد
الكبير."
وأضافت أنه عندما تولى أوباما السلطة في يناير كانون الثاني 2009
كانت الولايات المتحدة قد فقدت 700 ألف وظيفة وسوق الاسهم في حالة
انهيار. وقالت "قلبنا الموقف والان نتطلع لتحقيق نمو في الوظائف للشهر
السادس على التوالي."
أفضل وظيفة في العالم
من جانبه أكد الرئيس الأميركي باراك اوباما انه يشغل "أفضل وظيفة في
العالم" واعتبر أن شعبيته ما زالت مرتفعة نظرا إلى الصعوبات التي
واجهتها حكومته خلال 17 شهرا من توليه السلطة.
وفي مقابلة مع محطة "سي ان ان"، قال اوباما "أنها أفضل وظيفة في
العالم. انه امتياز استثنائي أن انهض كل صباح واعرف انه ستكون لي فرص
خدمة الأميركيين والعمل بشكل تكون معه حياتهم أفضل نوعا ما. أو ربما
حياة الجيل المقبل".
وردا على سؤال حول نسبة شعبيته التي لا تزال اقل بقليل من 50%، قال
اوباما "نظرا إلى ما اجتزناه، استطلاعات الرأي بشأن شعبيتي ليس سيئة
جدا". بحسب فرانس برس.
وأضاف "عشنا أسوء تضخم منذ التضخم الكبير" في 1930 كما أن الولايات
المتحدة تشن "حربين" في أفغانستان والعراق. وأوضح "ظهرت عدة أزمات أخرى
والناس لم تخرج منها بعد في مجال الوظائف أو في السكن".
ثروة تصل الى 7.7 مليون دولار
من جهة أخرى أظهرت نماذج اقرار الذمة المالية أن ثروة الرئيس
الامريكي باراك اوباما بلغت عام 2009 بين 2.3 مليون دولار و 7.7 مليون
دولار.
وتظهر السجلات أيضا أن كلب أسرة أوباما (بو) تبلغ قيمته 1600 دولار
وكان كلب الماء البرتغالي هدية لاوباما وزوجته ميشيل وطفلتيهما من
السناتور الراحل ادوارد كنيدي.
وأظهرت السجلات أن أوباما وزوجه لديهما بعض حسابات مدخرات تقاعد مع
صندوق استثمار شركة فانجارد وحسابات في جيه بي مورجان تشيس نورثرن ترست.
ولديهما أيضا سندات وأذون خزانة.
وبالاضافة الى ذلك للزوجين حسابات ادخار للجامعة لابنتيهما ماليا
(11 عاما) وساشا (8 اعوام). ولا تشمل هذه الارقام قيمة منزلهما في
شيكاجو.
ويأتي جزء كبير من ثروة أوباما من حقوق تأليف كتابيه الاكثر مبيعا "أحلام
من والدي" و "جرأة الامل" ونشرا قبل ان يصبح رئيسا للبلاد.
وبلغت ثروة نائب الرئيس الامريكي جوزيف بايدن وزوجته جيل باستثناء
منزلهما من 155 الف دولار الى 679 الف دولار.
وتظهر الاقرارات الضريبية لعائلة أوباما لعام 2009 التي اعلنت في
أبريل نيسان أنها كسبت 5.5 مليون دولار ومعظمهما من حقوق تأليف الكتب.
وذكرت عائلة بايدن ان دخلها 333182 دولارا في عام 2009.
اليد الممدودة
الى ذلك اعلن المتحدث باسم البيت الابيض روبرت غيبس تحسنت علاقات
الولايات المتحدة مع كل دول العالم تقريبا بفضل سياسة "اليد الممدودة"
التي ينتهجها الرئيس باراك اوباما.
وقال غيبس خلال مقابلة ضمن برنامج "ميت ذي برس" على شبكة ان بي سي
"نحن نقيم علاقات افضل مع كل دول العالم تقريبا بفضل سياسة اليد
الممدودة التي ينتهجها الرئيس"، وذلك في اشارة الى السياسة الخارجية
للرئيس السابق جورج بوش والتي تعرضت لانتقادات شديدة. واوضح غيبس "من
الواضح اننا اتخذنا وجهة مختلفة تماما في السياسة الخارجية".
وقام الصحافي عندها بسرد ما يعتبره النقاد اخفاقات لاوباما، مثل
الفشل في اغلاق معسكر غوانتانامو والوضع في افغانستان والمماطلة حول
مكان محاكمة المشتبه في تورطهم في اعتداءات 11 ايلول/سبتمبر، كما شكك
في فاعلية العقوبات التي اقرتها الامم المتحدة ضد ايران وكوريا
الشمالية.
الا ان غيبس رد بالقول ان هناك "مبالغة في تبسيط" هذه الانتقادات،
مشيرا الى ان الولايات المتحدة نجحت في الحصول على دعم روسيا والصين
لفرض عقوبات جديدة على ايران بسبب برنامجها النووي المثير للجدل.
وشدد غيبس على ان اوباما "قال للعالم انه سيسره التحدث مع ايران اذا
اتت الى طاولة المفاوضات ووفت بالتزاماتها".
وقال متوجها الى الصحافي "اعتقد انك بالغت في تبسيط ما يحاول الرئيس
القيام به، لان ما حققه لم يكن ممكنا في الادارة السابقة". |