الاكتئاب... وباء عصر ما بعد الحداثة

 

شبكة النبأ: ببطء شديد ولكن بآثار واضحة بات داء الاكتئاب ينتشر بين أفراد المجتمعات بكثرة، مما قد يشكل ظاهرة خطيرة إن لم نستطع التصدي لها والوقاية من مسبباتها.

فقد نشرت العديد من الدراسات نتائج تؤكد على بوادر جدية لانتشار هذا الداء في مختلف دول العالم سيما المتحضرة منها، وتعزو اغلب تلك الدراسات أسباب تفشي الاكتئاب الى الظروف الاجتماعية مزاولة بعض السلوكيات الخاطئة كالتدخين وقلة النوم.

في الوقت ذاته نوه بعض العلماء الى ضرورة ممارسة الرياضة والتعامل مع الأسباب الدافعة الى الاكتئاب بطرق تجنب الأشخاص الوقوع فيه.

الشعور بالألم

فقد أكدت دراسة إيطالية أن الاكتئاب يزيد من شعور الإنسان بالألم. وعثر أخصائيون في طب الأعصاب في إيطاليا على أدلة جديدة على أن الاكتئاب لا يغير فقط الحافز على الشعور بالألم بل يكثف هذا الشعور أيضا.

ويعتقد الباحثون أن السبب وراء ذلك هو أن مركز التعامل مع المشاعر العاطفية في المخ يشترك في كثير من أجزائه مع مركز التعامل مع الألم الجسدي وكذلك مراكز الاتصال العصبي.

وقدم فريق الباحثين الإيطالي تحت إشراف البروفيسور ميشيل تينازي نتيجة دراسته في الملتقى السنوي العشرين للجمعية الأوروبية لطب الأعصاب الذي بدأ أعماله في برلين أمس الأول السبت و يستمر حتي بعد غد الأربعاء ويشارك فيه نحو ثلاثة آلاف أخصائي في طب الأعصاب. بحسب الوكالة الالمانية.

قام الباحثون خلال الدراسة بمقارنة مدى شعور 25 شخصا مصابين بأعراض اكتئاب لم تعالج بعد بالألم ومدى تحملهم له مع 25 شخصا آخرين أصحاء.

عندما عرض الباحثون أعضاء المجموعتين لدفعات خفيفة من التيار الكهربائي عبر الأيدي والأقدام وجدوا أن المصابين بالإحباط يشعرون أسرع بالألم من أقرانهم الأصحاء وكذلك كان هذا الشعور أقوى من شعرو الأصحاء بالألم.

ويأمل العلماء في استخدام العقاقير المضادة للاكتئاب أيضا في معالجة الشعور بالألم إذا تأكدت نظريتهم التي يذهبون فيها إلى أن الاكتئاب يزيد من الشعور بالألم.

غير أن أستاذ الأعصاب الإيطالي زامبيتو ماسالا أكد ضرورة إثبات هذه النظرية أولا من خلال دراسات أخرى أكثر تفصيلا.

التدخين احد الأسباب

وعلى عكس ما هو سائد لدى الكثيرين تبين ان التدخين يعد واحدا من اسباب الاكتئاب التي تتراوح من عسر المزاج الى الاكتئاب الشديد واشارت الدراسة الى ان الاشخاص الذين يبدأون التدخين في سن مبكرة اكثر عرضة للاصابة بالاكتئاب (4 مرات من اقرانهم من غير المدخنين)، كما ان هناك علاقة قوية بين التدخين والميول الانتحارية لدى المراهقين والمزاج الاكتئابي لدى البالغين، وان الاصابة بالاكتئاب لدى المدخنين تزيد بنسبة %41 عن غير المدخنين، وان حوالي %70 من المدخنين الذكور و%80 من المدخنين الاناث كانوا اكثر عرضة للاصابة بالاكتئاب الشديد من غيرهم من غير المدخنين. بحسب صحيفة الوطن.

واوضحت الدراسة ان النيكوتين المسبب للادمان والموجود في السجائر له بعض الخصائص المنعشة للحالة المزاجية الا انه على المدى البعيد يلعب الدور الاساسي في الاصابة بالاعراض الاكتئابية.

قلة النوم

كما قالت دراسة جديدة، إن المراهقين الذين يعانون مشاكل في النوم ليلا، ويذهبون إلى المدرسة في اليوم التالي متكاسلين، هم عرضة للاكتئاب، أكثر بثلاث مرات من زملائهم الذين يحصلون على حصة كافية من النوم.

ويقول المؤلف الرئيسي للدراسة الدكتور محمود صديق اختصاصي طب النوم في كلية روبرت وود جونسون في نيوجيرسي إن "قلة النوم والاكتئاب يسيران جنبا إلى جنب بين المراهقين.. وبدلا من منحهم الأدوية، يجب منحهم فرصة للنوم بشكل أفضل."

ويبدو أن النعاس أثناء النهار هو أمر طبيعي عن المراهقين، إذ وجد أن أكثر من نصف طلاب المدرسة الثانوية البالغ عددهم 262 والذين شاركوا في هذه الدراسة، يشعرون "بنعاس مفرط،" من خلال تعريضهم لنموذج يقيس الصحو. بحسب السي ان ان.

وقال هؤلاء الطلبة إنهم ينامون في المتوسط من ست ساعات ليلة المدرسة، إلى ثماني ساعات في عطلة نهاية الأسبوع، أي أقل بكثير من معدل التسع ساعات على الأقل، التي توصي بها الأكاديمية الأميركية لطب النوم لطلاب المدارس الثانوية.

ووجدت الدراسة أنو معدل الاكتئاب بين الطلاب عال جدا، وأظهر نحو 30 في المائة من المراهقين أعراضا قوية للاكتئاب، في حين أن 32 في المائة منهم لديهم بعض أعراض الاكتئاب، وفقا للدراسة.

ووجد الدكتور صديق وزملائه أن الطلاب الذين كانوا يشعرون بنعاس مفرط خلال النهار، كانوا أكثر عرضة بنحو ثلاث مرات من غيرهم للإصابة بأعراض الاكتئاب الشديد، ومع ذلك، فإنه ليس من الواضح ما إذا كانت قلة النوم عرض من أعراض الاكتئاب، أم العكس.

خطر الإصابة بالخرف

وتشير الدراسة التي نشرت في دورية "الطبيعة" شملت نحو ألف شخص تم تتبعهم لنحو 17 عاماً، وقد قيم الباحثون إصابتهم بالخرف والاكتئاب استناداً إلى معايير فحوص عيادية.

وتبين أن الأشخاص الذين كانوا مصابين بالاكتئاب عند بدء الدراسة كانوا عرضة بنسبة مضاعفة للإصابة بالخرف وازداد خطر إصابتهم بمرض الزهايمر. بحسب "سي أن أن".

غير أن الباحثين طمأنوا أن الإصابة بالاكتئاب لا تعني حتمية الإصابة بالخرف، ودعت الباحثة جاين ساتشينسكي من كلية الطب في جامعة ماساتشوستس الأميركية إلى معالجة الاكتئاب في وقت مبكر لتفادي أي خطر محتمل.

وأشارت إلى أنه ثمة احتمال ضئيل بأن يكون الاكتئاب دليلا مبكرا على تغيرات في الدماغ تقود إلى الخرف، وأوضحت أن التمارين الرياضية والانخراط الاجتماعي يساهمان في الحدّ من الإصابة به غير أن تناول بعض المأكولات الغنية بحمض الأوميغا 3 قد يزيد الخطر.

العالم رمادي

في سياق متصل ذكر موقع لايف ساينس أن الباحثين في جامعة فريبيرغ في ألمانيا أكدوا من خلال دراسة سابقة أن الشخص الكئيب يجد صعوبة في التفريق بين اللونين الأبيض والأسود.

وأجرى الباحثون دراسة شملت 40 مريضاً يعانون من حالة اكتئاب شديدة و 40 آخرين يتمتعون بصحة جيدة، ثم طلبوا منهم تأمل لوحات والكشف عن التناقضات المختلفة بينها.

ثم قام الباحثون في الدراسة التي نشرت في دورية التحليل النفسي البيولوجي ،بإخضاع الجميع لفحص شبيه بتخطيط القلب " إي سي جي" ولكن لشبكية العينين.

وفوجئ الباحثون أن المرضى الذين يعانون من الاكتئاب كانت استجابة شبكية العينين لديهم أكثر للالوان ما بين الابيض والأسود على عكس نظرائهم الاصحاء الذين كانت استجابتهم للألوان أكثر تنوعا.

وقال الدكتور جون كريستال الذي شارك في الدراسة إن المعلومات التي توصلت إليها الدراسة تشير إلى أن الكآبة تؤثر على الطريقة التي ينظر فيها المرء إلى الأشياء ومن ضمن ذلك الألوان.

وكان الشاعر وليام كوبر قد قال إنه عندما يكون المرء كئيباً تقل قدرته على رؤية التناقضات في العالم المليء بالصور. ورأى "أن ذلك يجعل العالم أقل متعة ".

الفتيات في المانيا

كما كشفت دراسة حديثة في المانيا أن الفتيات اللاتي تتراوح أعمارهن بين 14 و 16 عاما يعانين من مشكلات نفسية أكثر من الشباب، في حين أن الشباب يتعاطون المخدرات ويتناولون المشروبات الكحولية أكثر من الفتيات.

وأظهرت الدراسة التي أعلنتها المستشفى الجامعي بمدينة هايدلبرج جنوب غرب ألمانيا أن نحو ثلث التلميذات ذكرن أنهن يعانين من الاكتئاب، كما كشف 8% منهن أنهن حاولن الانتحار.

وهذه الدراسة جزء من مشروع أوروبي يهدف إلى الوقوف على المشكلات النفسية التي يعاني منها الشباب والفتيات وبحث إمكانيات الوقاية منها.

وأشارت الدراسة أن 12% من الشباب يتناولون أسبوعيا أو أكثر من مرة في الأسبوع مشروبات كحولية، في حين تبلغ النسبة بين الفتيات نحو 6% فقط.

كما كشفت دراسة جامعة هايدلبرغ، التي شملت 1411 تلميذا في 26 مدرسة بمنطقة راين نيكار بجنوب غرب ألمانيا، أن ثلث التلميذات اصبن أنفسهن عن عمد مرة واحدة على الأقل، بينما تقوم 18% من الفتيات و 8% من الشباب بجرح أنفسهم في بشرتهم بشكل دوري.

ومن المنتظر أن يوضح جزء لاحق للدراسة التي لم تكتمل بعد كيفية وقاية الشباب والفتيات من إلحاق أضرار بأنفسهم. بحسب الوكالة الالمانية.

يشار إلى أن المفوضية الأوروبية تدعم المشروع الذي يحمل اسم "إنقاذ ودعم حياة الشباب في أوروبا" بنحو ثلاثة ملايين يورو.

وقد بدأ الاستطلاع في كانون ثان/يناير الماضي في 11 دولة أوروبية. ومن المقرر أن تشمل الدراسة على مدار عام أكثر من 11 ألف تلميذ تتراوح أعمارهم بين 14 و 16 عاما.

اكتئاب العاملين

الى ذلك جاء في تقرير ان العاملين المصابين بالاكتئاب يتغيبون عن العمل أكثر من أقرانهم الأصحاء حتى لو عولجوا من المرض بمضادات الاكتئاب المعتادة.

واقترح التقرير الذي طلبته شركة سونافي أفينتيس لصناعة الدواء على أصحاب العمل الحرص على توفير علاجات أفضل لمرضى الاكتئاب لان ذلك سيعود عليهم بالنفع في نهاية المطاف.

وكتب فريق بحث لاحدى الشركات في دورية الطب المهني والبيئي "حتى اذا عولج مرضى الاكتئاب بمضادات للاكتئاب فانه ستكون هناك خسائر ملموسة في الانتاج.

أما العلاجات التي تسيطر على الاكتئاب بشكل أفضل فقد تتيح فرصة لأصحاب العمل للتوفير." بحسب رويترز.

وقالت سوولين كركندال مديرة النتائج البحثية في طومسون رويترز في بيان "على الرغم من الفاعلية المعترف بها على نطاق واسع لعلاج مضادات الاكتئاب تستمر خسائر الانتاج ذات الصلة بالاكتئاب حتى بعد تلقي المرضى العلاج."

وأضافت كركندال التي أشرفت على الدراسة "قد يرجع ذلك الى ان المرضى عادة لا يستجيبون للنوع الاول من مضادات الاكتئاب التي يصفها لهم الطبيب. او ربما أيضا لا يأخذون الدواء بشكل منتظم."

وحللت كركندال وزملاؤها مطالبات التأمين الصحي وبيانات الانتاج لأكثر من 22 الف مريض عولجوا بمضادات للاكتئاب وقارنوها مع بيانات عاملين غير مرضى بالاكتئاب.

ووجدوا ان الخسائر الناجمة عن عدم القدرة على العمل بلغت خلال عام واحد 1038 دولارا لمرضى الاكتئاب مقابل 325 دولارا فقط للعاملين الأصحاء.

حبوب سعادة

من جانب آخر جزمت دراسة حديثة تناولت الأدوية المضادة للاكتئاب التي يصفها الأطباء لمئات لملايين حول العالم، وخاصة في ظل الأزمة المالية الحالية، بأن تأثيراتها الفعلية محدودة، ولا يمكن لها أن تساعد إلا المرضى من ذوي الحالات البسيطة.

ولفتت الدراسة، التي نشرت على موقع مجلة "علم النفس" الأمريكية الإلكتروني إلى أن هذه الأدوية لن تنفع أولئك الذين يعانون الاكتئاب جراء حالات معقدة، ما يعني أن ما بين 45 إلى 60 في المائة ممن يتناولونها لن يحصلوا على النتائج المتوخاة منها.

واعتمدت الدراسة على مسح أجرته الحكومة الأمريكية حول العقاقير البديلة لمواجه الكآبة، وقد قام المسح بجمع بيانات لأكثر من 41 مركزا صحيا يعنى بالأمراض النفسية في الولايات المتحدة بين عامي 2001 و2004، وتعتبر قاعدة البيانات التي وفرها هذا البحث الأكبر من نوعها في أمريكا لأنها ضمت كل حالات الاكتئاب المتقدمة تقريباً.

ويضم الفريق الذي عمل على الدراسة 11 باحثاً، يقودهم ستيفن وسناوسكي، المتخصص في علم الأمراض الاجتماعية من جامعة بيترسبورغ، وقد اكتشف أن معظم المرضى الذين يعانون من الاكتئاب المصاحب لحالات مرضية واختلالات نفسية أخرى غالباً ما يتم استبعادهم من الاختبارات الحكومية التي تجيز استخدام الأدوية المضادة للاكتئاب.

ووجد الفريق أن 22 في المائة فقط من مرضى الاكتئاب يمكن تصنيفهم ضمن الشريحة التي يحق لها المشاركة في تلك الاختبارات، وبالتالي الشريحة التي يمكن أن يكون للأدوية مفعول مؤكد حيال أمراضها، وفق مجلة "تايم."

وبدراسة تلك الشريحة، تمكن الفريق من إثبات أن تناول دواء "سيليكسا" مثلاً نجح في معالجة 52 في المائة من الحالات، في حين أن الشريحة الثانية التي يعاني أفرادها أكثر من عارض نفسي، إلى جانب الكآبة، فلم تتجاوز نسب النجاح فيها 40 في المائة، كما احتاج المرضى إلى جرعات أكبر على فترات زمنية أطول.

ودعا وسناوسكي إلى عدم النظر تجاه نتائج بحثه على أنها دليل يؤكد قيام شركات الأدوية بإجراء تجارب على مرضى يعانون أمراضاً بسيطة بهدف زيادة نسب نجاح الدواء، معتبراً أن للأمر تفسيرات علمية أخرى، حيث غالباً ما الاستغناء عن إجراء تجارب على أصحاب الأمراض المعقدة بهدف عزل التأثيرات المختلفة.

غير أنه لفت إلى ضرورة أن يتم في المستقبل ملاحظة الأمراض المعقدة وشمولها في التجارب الطبية خلال مرحلة إنتاج الأجيال الجديدة من الأدوية المضادة للاكتئاب.

يذكر أن الأدوية المضادة للكآبة المستخدمة حالياً يشار إليها بتعبير SSRI وتضم عائلة من سبع عقاقير أساسية، أبرزها "بروزاك" و"أفيكسور" و"باكسيل."

المعالجة بالكهرباء

فيما يشير بعض العلماء الى كون تحفيزات كهربائية يومية قد تسمح خلال فترة معينة تستهدف منطقة محددة من الدماغ أن تشفي أشخاصا يعانون الاكتئاب حتى أولئك الذين جربوا ومن دون نجاح تناول مضادات عدة للاكتئاب. هذا ما خلصت إليه دراسة سريرية جديدة.

وكانت ادارة الدواء والغذاء الأميركية «اف دي ايه» منحت ضوءها الأخضر لتسويق هذا العلاج واسمه «ترانسكرانيال ماغنيتيك ستيموليشون» او «تي ام اس» في عام 2008 بناء على معطيات وفرتها الشركة التي طورته. غير أنه على الرغم من ذلك، بقي عدد كبير من الأطباء متشككين في فاعلية العلاج.

يهدف هذا العلاج الى اعادة تنشيط الشبكات الدماغية التي تنظم المزاج عبر استهداف أعلى الجزء اليساري من الدماغ ومن خلال استخدام ملف اسطواني كهرومغناطيسي يصدر ثلاثة الاف نبض عصبي خلال جلسة من 37.5 دقيقة.

شملت الدراسة السريرية 190 مريضا واخضع الباحثون نصف هؤلاء لعلاج «تي ام سي» والاخرين لعلاج «تي ام ام» الصوري، وذلك يوميا خلال 37.5 دقيقة على مر ثلاثة اسابيع. وفي نهاية هذه الفترة، تخطى %14 من المشاركين الذين اخضعوا لعلاج «تي ام اس» الفعلي الاكتئاب بالمقارنة مع 5% من الفريق الاخر.

العلاج باليوغا

في حين نصحت أحدث الأبحاث الطبية مرضى الاكتئاب بأهمية مزاولة رياضة «اليوغا» والتأمل للتغلب على النوبات التي تعتريهم وتعكر صفو حياتهم.

وكانت أبحاث أجريت على مجموعة من الأصحاء، وأخرى على مرضى الاكتئاب حيث تم اعطاؤهم تمارين اليوغا بصورة يومية ومنتظمة في الوقت الذي مارس فيه الأصحاء رياضة المشي.

وكشفت المتابعة النقاب عن ان الأشخاص الذين مارسوا جلسات وتمارين اليوغا قد تحسنت حالتهم المزاجية والنفسية بصورة ملحوظة مقارنة بالذين مارسوا رياضة المشي أو أي نشاط رياضي بدني. بحسب وكالة انباء الشرق.

وأرجع الباحثون السبب في ذلك الى ان جلسات اليوغا تعمل على زيادة مستوى مادة «جابا»، وهي احدى المواد الكيميائية التي يفرزها المخ التي تعمل بدورها على تقليل حدة الاكتئاب حيث لا تفرز بصورة كافية بين مرضى الاكتئاب والقلق.

التمارين تبدل مزاج الدماغ

من جهته يطور أخصائي الطب النفسي الأمريكي، جاسبر شميت، نظاماً جديداً للعلاج النفسي الخاص بمكافحة الاكتئاب، يحاول من خلاله تجنب النتائج الجانية للأدوية العادية التي تؤدي إلى تبدلات في الوزن وأنماط النوم، وذلك من خلال التركيز الرياضة البدنية فحسب للتغلب على المرض الذي يصيب مئات ملايين الأشخاص حول العالم.

وقال شميت الذي يعمل من عيادته في دالاس، أنه يعتمد على بيانات سبق وظهرت في دراسة أجرتها جامعة "ديوك" عام 1999، أكدت خلالها أن المكتئبين الذين انضموا لبرنامج تمارين سويدية تحسنوا بنفس مقدار المرضى الذين تناولوا عقار "زولوفت" الذي تبلغ مبيعاته السنوية ثلاثة مليارات دولار. بحسب السي ان ان.

وذكر شميت أن الأبحاث التي يجريها لا تؤكد قدرة التمارين الرياضية بمفردها على معالجة الاكتئاب الراهن فحسب، بل يمكن أن يكون لها دور أساسي في عدم عودته مستقبلاً.

وأضاف شميت: "منذ أن بدأت في دخول هذا المعترك والذهول يزداد لدي حيال عدم وجود علماء يدرسون هذه النتائج بجدية،" وفقاً لما نقلته عنه مجلة "تايم."

وتشير الأبحاث إلى أن التمارين تدفع الدماغ إلى القيام بنفس العمل الذي تقوم أقراص الدماء، فبعد أسابيع من التمارين المنتظمة تظهر في الجسم تبدلات جينية معينة تؤدي إلى ارتفاع إفراز الدماغ لمادة "غالانين" التي ثبت أن لها الدور الأساسي في الحد من التوتر العصبي.

كما تؤكد الاختبارات التي جرت على الفئران أن الرياضة تخفف من وطأة الصدمات العصبية الناتجة عن التعرض لأمور غير معتادة، فقد تمكنت الفئران التي خضعت لبرنامج رياضي من التعامل بهدوء مع ظروف صعبة مثل الوقوع المفاجئ في مياه شديدة البرودة.

ويقول شميت إن الرياضة لمدة ثلاثين دقيقة متواصلة في اليوم يحسن الشعور النفسي ويرفع المعنويات بشكل كبير، مضيفاً أنه لاحظ تزايد رضا الناس عن أدائهم كلما تزايدت سرعة دقات قلوبهم.

سم النحل

من جانبهم قال علماء إن مادة مستخرجة من سم النحل قد تساعد على صنع أدوية جديدة من أجل التخفيف من الآلام الناتجة عن الضمور العضلي والكآبة والخرف.

وذكر موقع "ساينس ديلي" أن مادة " أبامين" السامة الموجودة في سم النحل باستطاعتها سدّ نوع من القنوات الأيونية ion channels ،وهو ما يساعد على تدفق انتقائي و قوي وسريع جدا لأيونات البوتاسيوم وخروجها من الأعصاب.

وأوضح العلماء أن سدّ هذه القنوات في الدماغ وحقن المريض بمادة "أبامين" يخفف من عوارض الألم الناتج عن الإصابة بالضمور العضلي والخرف والكآبة.

وذكرت الدراسة التي نشرت في مجلة كيمياء علم الأحياء إن الآلية التي تعمل بها مادة "أبامين"غير معروفة بشكل كافٍ حتى الآن.

وأجرى فريقان علميان من جامعتي بريستول و ليجي في بلجيكا دراسة حول سم النحل وأثره في التخفيف من آلام الضمور العضلي والكآبة والخرف.

وقال البروفوسور نيل ماريون من قسم علم الفيسيولوجيا وعلم الأدوية في جامعة بريستول " إن النتائج التي توصلنا إليها في هذه الدراسة توفر مقاربة جديدة لصنع أدوية قد تساعد على علاج الكثير من الأمراض".

وأضاف "تغمرني الحماسة بعد التوصل إلى هذه النتائج في دراستنا وأعتقد أنه بعد الاستعانة بهذه المعلومات فإن استهداف هذه القنوات بهدف تطوير أدوية في المستقبل صار أمراً أكثر سهولة".

شبكة النبأ المعلوماتية- الأحد 25/تموز/2010 - 12/شعبان/1431

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1431هـ  /  1999- 2010م