أزمة الحكم في مصر تتفاقم مع قرب غياب مبارك

 

شبكة النبأ: في الوقت الذي يفكر فيه مصريون في نهاية لحكم الرئيس حسني مبارك المستمر منذ 30 عاما يريد جيران مصر وحلفاؤها الغربيون استمراره ويتوقعونه في دولة تعد مثالا للاعتدال في الشرق الاوسط.

فاستمرار حكم مبارك بالنسبة للقوى الغربية مثل الولايات المتحدة التي تسعى الى انهاء الصراع الفلسطيني الاسرائيلي المستمر منذ عقود يعني ضمان أن تظل مصر صوتا للاعتدال الدبلوماسي ودعامة في مواجهة انتشار التشدد الاسلامي.

وبالنسبة لزعماء منطقة الشرق الاوسط التي يفتقر الحكم فيها للشفافية ويندر التسامح مع المعارضة ربما كان تولي مبارك الحكم لولاية أخرى او فوز خلف له يختاره بنفسه أمرا محبذا نظرا لقلقهم من أن أي انفتاح ديمقراطي في مصر قد يفرض تغييرا في الداخل.

غياب مبارك خلال عام

فبحسب مزاعم أوردتها صحيفة "واشنطن تايمز" الأمريكية نقلاً عن وكالات استخبارات أمريكية وغربية، فإن الوضع الصحي للرئيس مبارك (البالغ من العمر 82 عامًا) سيء جدا، وأنه قد يغيب عن الحياة السياسية خلال العام الحالي، ما دفع إدارة الرئيس الأمريكي باراك أوباما إلى مراقبة مسألة انتقال السلطة عن كثب في بلد كان لعقود مرساة للاستقرار في الشرق الأوسط وحليفًا رئيسيًا للولايات المتحدة.

ووفق تلك المزاعم التي تجيء بعد يوم حافل من النشاط والمحادثات التي أجراها الرئيس مبارك وتمحورت حول قضية السلام بالمنطقة، فإن الرئيس المصري يحتضر من "مرض" خطير ينتشر في المعدة و البنكرياس، وقالت استنادًا إلى ضابط بجهاز مخابرات في أوروبا الوسطى إن التقارير بجهاز المخابرات تفيد بأن الرئيس مبارك سيكون غائبا في غضون سنة وقبل موعد الانتخابات الرئاسية في سبتمبر 2011.

وذكرت الصحيفة نقلاً عن ثلاثة مسئولين أمريكيين، أن مجلس الاستخبارات القومي والقيادة المركزية الأمريكية قاما بتكليف محللي استخبارات لوضع السيناريوهات المحتملة بعد وفاة مبارك، ومدى تأثير ذلك على عملية انتقال السلطة.

ونقلت في هذا الإطار عن الخبير في الشئون المصرية ستيفن كوك قوله، إنه خلال زيارته الأخيرة إلى العاصمة المصرية قبل شهرين قال له كثيرون إن الرئيس المصري ليس في صحة جيدة.

وقال: "عندما كنت في القاهرة في مايو كان الأمر مثيرًا للاهتمام، فالناس كانوا مبتهجين حول احتمال كونه مريضًا. الجميع أدركوا أن النهاية قد اقتربت، وتراوحت التقديرات ما بين 12 إلى 18 شهرًا"، على حد زعمه.

وأضاف كوك أنه سمع أن طابقًا بأكمله من مستشفى القوات المسلحة بالمعادي كان مجهزًا لعلاجه: "سمعت أنهم قاموا بتوصيله بشيء ما لجعله قادرًا على العمل ليتمكن من حضور هذه الاجتماعات وحضور المناسبات العامة".

ونقلت الصحيفة عن ضابط كبير بالاستخبارات الأمريكية قوله: "نحن على صلة بـ (بلاطه الملكي)، لعدم وجود كلمة أفضل، ونحن نعرف (أي مبارك) أنه على وشك الرحيل، ولكننا لا نعرف متى ، و يمكنه أن يحتضر لفترة طويلة. أنظروا إلى (الرئيس الكوبي السابق فيدل) كاسترو".

غير أن رد الفعل الرسمي في الولايات المتحدة بدا متحفظًا بشكل كبير على الخوض في تلك المسألة، ونقلت الصحيفة عن فيليب كراولي، المتحدث باسم الخارجية الأمريكية، قوله: "لا أحد ينظر لما بعد مبارك، هو لا يزال رئيس مصر، ونحن نعتمد عليه وعلى حكومته للدور الحاسم الذي تلعبه في تحقيق الأمن و الاستقرار في الشرق الأوسط"، وأضاف: "هو لا يزال الرئيس و لا يزال يلعب دورًا حيويًا".

ونسبت الصحيفة إلى مسئول كبير في الحكومة المصرية- دون ذكر اسمه- القول: "هناك عملية خطيرة جدًا ودقيقة للانتخابات الرئاسية في حال أصبح الرئيس عاجزًا، وهذه العملية تنافسية، وفكرة أن يكون ذلك محدد سلفًا خاطئة تمامًا".

وقالت إن مسئولاً كبيرًا بالخارجية الأمريكية وصف رحيل مبارك المرتقب بأنه سيكون"حدثًا تاريخيًا" وأشار إلى أن "هناك جمال مبارك (نجل الرئيس) كبديل محتمل، ولكن هناك أيضًا (الدكتور محمد) البرادعي (المدير السابق للوكالة الدولية للطاقة الذرية) وهو شخص مستعد للمنافسة في ظل ظروف معينة".

وأكد المسئول أن الحكومة المصرية ستواجه قرارًا تاريخيا بعد وفاة الرئيس مبارك، وفي النهاية سيكون عليها مراعاة رغبات الشعب المصري بمزيد من الانفتاح بعد سنوات من الحكم الاستبدادي.

وأضاف قائلاً: "لقد بدأت حملة الانتخابات الرئاسية بالفعل في بعض النواحي. هذا يختلف عن الديناميكية التي تراها في بلدان أخرى، هناك بعض المساحات المفتوحة في المجتمع المصري، ولكن ليس هناك حتى الآن ما يكفي لتمكين انتخابات تنافسية حقيقية بين المتنافسين، حيث يكون هناك أكثر من مرشح واحد لديه فرصة حقيقية في الفوز".

أما فرانك ويزنر، سفير الولايات المتحدة لدى مصر بين عامي 1986 و 1991 فأكد أن لديه إيمانا بالعملية الانتقالية التي أنشأتها التعديلات الدستورية في عام 2007، وأضاف: "لا أعرف من سيتولى السلطة بعد الرئيس، وليس لدي فكرة عن الصيغة التي سيتم إتباعها بالضبط، ولكني أفترض أن خليفة الرئيس مبارك هو شخص نعرفه. أنا لا أعرف اسمه، ولكني أعرف أنه سيسعى لتحقيق الاستقرار في مصر والحفاظ على الصداقة مع الولايات المتحدة والتي هيمنت على نهج مصر في عهد مبارك".

وأكد الخبير بالشئون المصرية ستيفين كوك أن أنه يؤيد قيام الحكومة الأمريكية بالضغط على مصر من أجل المزيد من الديموقراطية، إلا أنه حذر من أن إجراء انتخابات تنافسية بعد وفاة الرئيس مبارك قد يجبر المرشحين على التنافس من أجل أن يصبحوا أكثر مناهضة لإسرائيل مما قد يضر بمعاهدة السلام بين البلدين، وأضاف: "لا نريد وضعًا حيث يتم الضغط على المرشحين من أجل تلبية مطالب المتطرفين".

لكن مارتن كرامر، الباحث في مركز شاليم بالقدس ومحلل الشأن المصري يتوقع أن تستمر معاهدة السلام بين مصر وإسرائيل حتى بعد حكم مبارك، قائلاً: "لقد احتفظت مصر باتفاقية السلام مع إسرائيل خلال حروب لبنان و الانتفاضات. يقومون بسحب السفير أحيانًا، ثم يعيدونه أحيانًا أخرى. هذه ليست سمة من سمات حسني مبارك، هذا يعكس اهتمام الدولة المصرية ومن المرجح أن يدوم بعد مبارك".

على الصعيد نفسه طرحت قيادة سياسية مصرية ـ رفضت نشر اسمها ـ تساؤلات وشكوك حول إثارة تلك القضية الحساسة الآن ، وشككت في دقة المصادر التي اعتمدت عليها الواشنطن تايمز .

مصر تنفي ان صحة مبارك تتدهور

من جهته قال وزير الاعلام المصري أنس الفقي ان تقارير عن تدهور صحة الرئيس حسني مبارك "غير صحيحة بالمرة" وذلك بعد يومين من قول صحيفة امريكية ان مبارك في مرحلة متقدمة من اصابة بالسرطان.

وقال الفقي في بيان ان "الرئيس في حالة صحية جيدة وهذا ما أعلنه الاطباء بعد عملية ازالة المرارة التي تمت في المانيا."

واضاف الفقي قائلا "نحن بالطبع نتفهم الاهتمام بهذا الموضوع نظرا للثقل الجغرافي والسياسي الذي تحظى به مصر بالاضافة الى دور الرئيس في الشرق الاوسط كقوة لحفظ الاستقرار. لكن التقارير الاعلامية المنشورة حول صحة الرئيس تبنى فقط على الشائعات والتكهنات دون أي أساس من الصحة بما في ذلك تقرير صدر مؤخرا مستشهدا بمصادر مخابراتية مجهولة."

وذكر مقال في صحيفة واشنطن تايمز ان معظم وكالات المخابرات الغربية تعتقد ان مبارك في مرحلة متقدمة من الاصابة بالسرطان في المعدة والبنكرياس. بحسب رويترز.

وأثرت الشائعات بشأن صحة مبارك على الاسواق في السابق لانه بلا خليفة واضح. ولم يعين مبارك نائبا للرئيس وهو المنصب الذي كان يشغله في العام 1981 قبل توليه الرئاسة.

كما ظهر على شاشات التلفزيون المصري وهو يحضر حفل تخريج دفعة من كلية الشرطة. وأظهرت لقطات فيديو مبارك وهو يقف لتوزيع الاوسمة على الخريجين.

ونفت مصر الاسبوع الماضي تقريرا في صحيفة السفير اللبنانية ذكر ان مبارك سيسافر للعلاج في الخارج.

وقال الفقي ان "الرئيس مبارك يواصل برنامجه كاملا وخلال الايام العشرة الاخيرة سافر الرئيس الى الجزائر لتقديم العزاء للرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة في وفاة شقيقه كما التقى الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي في باريس وعند عودته الى مصر شهد مراسم تخرج العديد من دفعات الكليات العسكرية."

وقال سماسرة في سوق الاسهم في مصر انهم لم يسمعوا أي تكهنات جديدة بشأن صحة الرئيس لكن التقارير الاخيرة قد تضع بعض الضغوط على السوق.

بنيامين بن اليعازر

كما اعتبر وزير التجارة والصناعة الاسرائيلي بنيامين بن اليعازر ان الرئيس المصري حسني مبارك يتمتع بوضع صحي جيد وسيبقى في منصبه فترة اطول.

واضاف الوزير الاسرائيلي في تصريح لاذاعة الجيش الاسرائيلي "تحدثت معه في الفترة الاخيرة. ومن دون ان اكون طبيبا، استطيع ان اؤكد لدى سماع صوته انه يتمتع بوضع صحي جيد وسيشغل الساحة السياسية فترة اطول".

وقال "لاحظت انه صلب وغاضب جدا من كل التدابير المتعلقة بصحته". بحسب فرانس برس.

وقد ادلى بن اليعازر بهذه التصريحات فيما سيتوجه رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو الاحد الى مصر لاجراء محادثات مع مبارك حول عملية السلام بين اسرائيل والفلسطينيين.

واجريت لمبارك (82 عاما) في السادس من اذار/مارس عملية جراحية لازالة الحوصلة المرارية وزائدة لحمية في الاثني عشر في مستشفى هايدلبرغ في المانيا.

جمال مبارك مرشح

في سياق متصل نقلت صحيفة مصرية امس عن قيادي في الحزب الوطني الحاكم ورجل أعمال بارز قوله ان قيادة الحزب سترشح جمال مبارك للانتخابات في حال عدم ترشح الأب.

ونقلت «المصري اليوم» عن إبراهيم كامل قوله «هناك قرار لا بد أن يتخذه السيد الرئيس.. إذا قرر أن يخوض الانتخابات في 2011 فهو رئيس مصر القادم وكلنا نعرفه، أما إذا قرر ألا يخوضها لأي سبب فأتصور أن مرشح الهيئة العليا للحزب سيكون السيد جمال مبارك». ووصفه بانه «رجل مصري لديه إمكانات ذهنية وثقافية عالية.. وأتمنى أن أراه رئيساً لمصر ليكمل مسيرة التنمية والاستقرار».

ويعتقد ان رجال أعمال بارزين يشغلون مواقع قيادية في الحزب ومن بينهم ابراهيم كامل يقفون وراء حملات دعم جمال مبارك (46 عاما) لتولي الرئاسة خلفا لوالده الذي يشغل المنصب منذ 1981. ولم يعلن مبارك الذي سينهي فترة ولاية خامسة العام المقبل، ما إذا كان سيعيد ترشيح نفسه. بحسب يونايتد برس.

السلطة لا تترك مجالا للمعارضة

من جهته قال زعيم لحزب مصري معارض ان السلطات المصرية والحزب الحاكم لم يدعا مجالا يذكر للمعارضة في الانتخابات المقبلة بعد منع الوصول لمراكز الاقتراع وأشكال أخرى من التجاوزات في الانتخابات التشريعية التي أجريت في مايو ايار.

وقال أسامة الغزالي حرب رئيس حزب الجبهة الديمقراطية الليبرالي ان التجاوزات التي ارتكبت في انتخابات مجلس الشورى والتي حصل خلالها الحزب الوطني الديمقراطي الحاكم على كل المقاعد تقريبا تبرر قرار حزبه بمقاطعة هذه الانتخابات والانتخابات المقبلة.

لكنه قال ان أحزاب المعارضة تتحمل جزءا من اللوم لانها لم تشغل حيزا أكبر في الساحة السياسة لعجزها عن حشد تأييد المواطنين وعدم تقديم بديل حقيقي للرئيس حسني مبارك وحزبه. بحسب رويترز.

وقال حرب ان مشكلة مصر ليست الحزب الوطني فقط "انما مشكلة المعارضة والعجز عن الحد الادنى من الاتفاق."

ووافقت مصر رسميا على تشكيل عدد من أحزاب المعارضة لكن محللين يقولون انه تم اخماد أصواتها من خلال صراعات داخلية عادة ما تكون السلطات هي السبب في اذكائها أو ضمان سكوتها جزئيا من خلال التنازلات السياسية التي تقدمها الدولة.

وفي الوقت ذاته فان أكبر جماعة سياسية معارضة هي جماعة الاخوان المسلمين التي لها قاعدة شعبية كبيرة محظورة رسميا.

وهي تشغل حاليا 20 في المئة من مقاعد مجلس الشعب بعد أن خاض مرشحوها الانتخابات كمستقلين لكنها لم تفز بأي مقعد في انتخابات مجلس الشورى.

ويقول محللون ان لوائح جديدة منعت الاشراف القضائي على اللجان الانتخابية سهلت على السلطات التلاعب في بطاقات الاقتراع وهو ما تنفيه الحكومة.

وقال حرب ان حزبه قاطع الانتخابات لان "الحكومة رفضت طلباتنا بالاشراف القضائي والرقابة الدولية على الانتخابات."

وكان حرب يشغل مقعدا في مجلس الشورى لمدة 15 عاما بما في ذلك الفترة التي سبقت تشكيل حزبه قبل خمس سنوات.

وكان مقعده ضمن ثلث مقاعد المجلس (264 مقعدا) التي يعين الرئيس أعضاءها وهو من التنازلات التي يقول محللون انها تستغل في جعل المعارضة أكثر طوعا.

غير أن حرب قال انه لم يقبل عرضا جديدا بشغل مقعد في المجلس بعد قرار حزبه مقاطعة الانتخابات. وقال أيضا انه اتضح أن العضوية أثببت عدم فاعليتها في التعبير عن المعارضة.

ومضى حرب يقول "انتخابات الشورى هذه المرة كان فيها تزوير بشكل فج" جدا وأضاف أن المصريين لم يتوجهوا أصلا للادلاء بأصواتهم وأنها أظهرت عدم رغبة السلطات في اجراء انتخابات حقيقية.

وكرر حرب اتهامات من جماعات لحقوق الانسان ومراقبين مصريين للسلطات وأنصار الحزب الحاكم بمنع المعارضين من الوصول الى مراكز الاقتراع وحشو صناديق الاقتراع بالاصوات.

وقال مسؤول في اللجنة الانتخابية انه تم التحقيق في الشكاوى ونفى اتهامات بأن انتخابات مجلس الشورى كانت مزورة. وتجري في وقت لاحق من العام انتخابات مجلس الشعب.

وتتركز الانظار على انتخابات الرئاسة التي تجرى عام 2011.

ولم يحدد مبارك (82 عاما) والذي يتولى السلطة منذ عام 1981 ما اذا كان سيرشح نفسه لكن الكثير من المصريين يعتقدون أنه سيترك الساحة لنجله جمال (46 عاما) ان لم يرشح نفسه. وقال حرب انه يتوقع أن يرشح مبارك نفسه.

وأردف حرب قائلا "أنا أعتقد أنه في الانتخابات الرئاسية القادمة لا مرشح الا الرئيس مبارك."

وتابع قوله "مصر لم تعرف رئيسا على المعاش (متقاعدا) أو خارج الحكم والحالة الوحيدة... لا تشجع على الاطلاق" في اشارة الى الرئيس المصري الراحل محمد نجيب أول رئيس لمصر بعد الغاء النظام الملكي.

وزاد محمد البرادعي المدير العام السابق للوكالة الدولية للطاقة الذرية من الجدل عندما قال انه قد يرشح نفسه في انتخابات الرئاسة.

ويؤيد حرب جبهة للتغيير الديمقراطي هي الجمعية الوطنية للتغيير تدعو الى تعديلات دستورية لمساعدة البرادعي على خوض الانتخابات لكن وسائل الاعلام تحدثت بالفعل عن وجود خلافات حول الاستراتيجية والاهداف بين أعضاء الجمعية.

من ياسمين صالح

الاخوان يجمعون التواقيع

الى ذلك أنشأت جماعة الاخوان المسلمين أكبر جماعات المعارضة المصرية موقعا على الانترنت لمساعدة المرشح الرئاسي المحتمل محمد البرادعي على جمع التأييد في حملته من أجل التغيير والاصلاح السياسي.

وجمع الموقع الذي تشارك فيه جماعات معارضة أخرى ما يقرب من 3000 توقيع منذ اطلاقه في علامة على أن الجماعة المحظورة لديها القدرة على جمع عدد كبير من المؤيدين.

ويقول البرادعي المدير العام السابق للوكالة الدولية للطاقة الذرية انه ربما يرشح نفسه للرئاسة في الانتخابات عام 2011 اذا أجريت تعديلات دستورية. وتحول القوانين الحالية تقريبا دون ترشح مرشح مستقل.

ويقود البرادعي (68 عاما) منذ عودته الى مصر في فبراير شباط حملة لجمع التوقيعات جمع خلالها 72 ألف توقيع. بحسب رويترز.

وقال عصام العريان عضو مجلس شورى الجماعة "حملة الاخوان حملة تنشيط لجمع التوقيعات.. حملة الدكتور البرادعي بدأت في مارس وأخذت دفعة قوية في االبداية لكن النمو بطئ جدا في الشهرين الاخيرين."

ويقول محللون ان الحملة قد لا تؤدي الى تغيير دستوري فوري لكنها يمكن أن تجتذب التدقيق الدولي في النظام السياسي المصري. وتقول الحكومة ان النظام الحالي حر ومنصف.

وتحتوي المذكرة التي تجمع على اساسها التوقيعات على سبعة مطالب اثنان منها يدعوان الى تعديلات دستورية بما يسمح للمستقلين بالترشح لمنصب رئيس الجمهورية والغاء قانون الطوارئ الذي يقول المنتقدون ان الحكومة تستخدمه لكبت المعارضة.

وقالت جماعة الاخوان الشهر الماضي انها تسعى الى جمع مليون توقيع دعما للبرادعي.

ولم يعين الرئيس المصري حسني مبارك (82 عاما) خليفة له ولم يعلن عما اذا كان سيرشح نفسه لفترة رئاسية جديدة في انتخابات عام 2011.

ويسيطر الاخوان على خمس مقاعد مجلس الشعب. ولم تحصل الجماعة على أي من مقاعد مجلس الشورى في الانتخابات التي أجريت في مايو ايار.

المخاطر السياسية

وتمثل حالة عدم التيقن بشأن من سيقود مصر بعد الرئيس حسني مبارك (82 عاما) الذي يتولى السلطة منذ نحو ثلاثة عقود الخطر الداهم الذي يتعين متابعته خلال العام المقبل مع اقتراب الانتخابات الرئاسية لعام 2011 .

يضاف الى ذلك بعض المخاوف المستمرة بشأن الحكم الرشيد والاضطراب الاجتماعي والتشدد الاسلامي.

حيث تتجلى بعض المخاطر السياسية الرئيسية التي تواجه مصر منها ليس لمبارك خليفة معين ولم يفصح عما اذا كان سيسعى لخوض الانتخابات لفترة جديدة في 2011.

واذا لم يفعل فإن أكثر وجهات النظر شيوعا هو انه سيسلم السلطة لابنه جمال (46 عاما) وهو سياسي في الحزب الوطني الحاكم.

وقد يسعد هذا مجتمع الاعمال اذ أن حلفاء جمال في الحكومة يقفون وراء اجراءات تحرير الاقتصاد التي ساهمت في تحقيق نمو سريع خلال السنوات الخمس الماضية. لكن نجل الرئيس ليست لديه خلفية عسكرية وهو ما يمكن أن يمثل عقبة في بلد يحكمه ضباط كبار سابقون في الجيش منذ عام 1952 .

شهدت مصر أول انتخابات رئاسية تعددية في 2005 لكن القواعد تجعل من المستحيل تقريبا على أي شخص أن يخوض محاولة حقيقية للترشح دون مساندة من الحزب الحاكم. وبالتالي لا يزال من المرجح أن تتم عملية اختيار أي رئيس جديد خلف الابواب المغلقة وليس عبر صناديق الاقتراع. بحسب وكالة رويترز.

وفي الماضي كانت الصلاحيات الرئاسية تنتقل دون أي فترة فراغ في السلطة. وكان هناك نائب للرئيس عام 1970 حينما توفي جمال عبد الناصر وعام 1981 حين اغتيل أنور السادات.

لكن مبارك لم يختر نائبا مما يشيع حالة من عدم اليقين عن كيفية انتقال السلطة. ولا يتوقع معظم المحللين حدوث اضطرابات اجتماعية لكن الشكوك لا تزال باقية.

فقد انضم نحو ربع مليون شخص لصفحة على موقع فيسبوك للتواصل الاجتماعي لتأييد محاولة لمحمد البرادعي المدير العام السابق للوكالة الدولية للطاقة الذرية للترشح لانتخابات الرئاسة رغم غير أن محللين يقولون ان تحويل هذا الى حركة تخرج الى الشوارع يحتاج الى قاعدة أكبر من المواطنين.

أما جماعة الاخوان المسلمين وهي جماعة معارضة محظورة لكنها الوحيدة القادرة على حشد الالاف من الانصار المنظمين فانها تتحاشى الدخول في مواجهة مفتوحة مع الحكومة. لكن ربما تتحول الى قوة فعالة ان هي غيرت أسلوبها.

وتضع مؤسسات التصنيف الائتماني الكبرى مصر في درجة أدنى مباشرة من درجة التوصية بالاستثمار فيها.

شبكة النبأ المعلوماتية- السبت 24/تموز/2010 - 11/شعبان/1431

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1431هـ  /  1999- 2010م