أكبر مما كنا نتوقعه فأن للابتسامة مفعول سحري مثير, فالإنسان
الميال الى التبسم والسرور والسعادة يكون أقل عرضة للمرض ويعيش لفترات
أطول من العمر,هذا ما أثبتته الأبحاث العلمية الجديدة.؟
حتى النبي الأعظم أوصانا بالتبسم في قوله - و تبسمك في وجه أخيك
صدقة - أنها دعوة لأخي الإنسان في كل مكان لتعلم ثقافة التبسم و ثقافة
الاستيقاظ لأن كل منا أمامه مهام عظيمة عليه أن يؤديها في هذه الحياة
كي ينعم البشر بالأطمئنان والسلام.
قال تعالى مخاطباً رسوله الكريم – وما أرسلناك ألا رحمة
للعالمين-الأنبياء-107
وقال تعالى - قل بفضل الله وبرحمته فليفرحوا هو خير مما
يجمعون-يونس-58-
يحكى عن المفكر الفرنسى-سان سيمون-أنه أوصى خادمه أن يوقظه كل صباح
من فراشه وهو يقول له:
- أنهض سيدي الكونت - فأنت أمامك مهام عظيمة لتؤديها للبشرية-
فيستيقظ بهمة ونشاط, ممتلئاً بالحيوية والأمل والتفاؤل، مستشعراً
أهميته في الوجود لخدمة الحياة التي تنتظر منه الكثير الكثير.؟
العجيب في الأمر أن -سان سيمون- لم يكن لديه عمل مصيري خطير ليؤديه،
فهو ليس قائداً للجيش أو حاكماً لمقاطعة،أنما هو يمتهن القراءة
والتأليف فقط، ومهمته تبليغ رسالته الإنسانية القائمة على إيجاد حياة
شريفة يسودها العدل والتعاون والمحبة. وليس الصراع الرأسمالي والمنافسة
الشرسة باستخدام القوة.
وكان إيمانه بهدفه جعله يعد نفسه أمل الحياة في مجتمعه كي يصبح له
مكاناً أجمل وأرحب للعيش بمحبة وسلام.؟
العالم لا يريد أن يكون كل واحد منا مخترع الكهرباء أديسون أو
غاليلو أو أنشتاين أو فان كوخ.. يراد منا أن نتعامل مع الحياة بهدوء
لتحديد الأهداف لخدمة المجتمع فالإخلاص في العمل الوظيفي أو الاجتماعي
أو الديني هو عمل نبيل، وأن تعهدك لنفسك وللآخرين بأنك إنسان صالح فاعل
في المجتمع وتسعى الى التغيير والتجديد في الحياة نحو الأصلح هو في حد
ذاته عمل عظيم.
* النرويج
sadikalsafy@yahoo.com |