
شبكة النبأ: تتباين التصريحات
باستمرار حول طبيعة الصراع السياسي بين إيران وإسرائيل وما سوف تترتب
من تداعيات أخرى مع كل تصعيد تقدم عليه إحدى الدولتين في ساجلهما
الخطابي المحتدم.
فيما يشير بعض المتابعين لهذا الشأن إلى مخاوف جدية من احتمال قيام
إسرائيل بتوجيه ضربة عسكرية لمنشآت إيران النووية، التي وحسب تلك
الآراء ستقود المنطقة إلى صراع عسكري مباشر طويل الأمد، خصوصا إن إيران
تتمتع بما يشبه قواعد عسكرية موالية لها في أكثر من منطقة محيطة
بإسرائيل قادرة لها القدرة في توجيه ضربات موجعة في صميم الدولة
الصهيونية.
إلا إن البعض لا يزال يراهن على إن كل ما يثار حول خطر مواجهة
محتملة يبقى زوبعة في فنجان، نظرا لتعقيدات المشهد في تلك المنطقة
والعواقب التي تجهلها جميع الأطراف المتنازعة فيما لو شهدت اندلاع أي
حرب في المستقبل.
الحرب الطويلة
فقد قال مركز للبحوث ان شن إسرائيل هجوما على المنشآت النووية
الايرانية سيؤدي لاندلاع حرب طويلة وربما لن يحول دون حصول ايران في
نهاية الامر على أسلحة نووية.
وقالت مجموعة أوكسفورد للبحوث التي تروج للحلول غير العنيفة
للنزاعات ان العمل العسكري ينبغي استبعاده كرد على طموح ايران في
الحصول على أسلحة نووية.
وقالت في تقرير "ان هجوما اسرائيليا على ايران سيكون بداية لصراع
مطول من المستبعد أن يحول دون حصول ايران في نهاية الامر على أسلحة
نووية بل ربما يشجعها على ذلك."
كما سيقود الى حالة من عدم الاستقرار والعواقب الامنية التي لا يمكن
توقعها في المنطقة وفي العالم.
وفرض مجلس الامن التابع للامم المتحدة مجموعة عقوبات رابعة على
ايران في الشهر الماضي بسبب برنامج نووي يشك الغرب في أنه يهدف الى
تطوير أسلحة ذرية سرا. وتقول ايران انها لا تريد من وراء برنامجها
النووي الا توليد الطاقة الكهربائية. بحسب رويترز.
وأفاد التقرير الذي أعده بول روجرز أستاذ دراسات السلام في جامعة
برادفورد ان العمل العسكري الامريكي ضد ايران بدا غير مرجح ولكن قدرات
اسرائيل قد زادت.
وأضاف "ان الحصول من الولايات المتحدة على طائرات هجومية بعيدة
المدى مع تحسن أسطول طائرات التزويد بالوقود ونشر طائرات بدون طيار
بعيدة المدى واحتمال توافر منشآت دعم واسناد في شمال شرق العراق
وأذربيجان.. كل ذلك يزيد من احتمال أن تشن اسرائيل عملا ضد ايران."
وعادة ما تتحدث القيادة الاسرائيلية عن ترك جميع الاختيارات متاحة
على الطاولة وكان نائب رئيس الوزراء موشي يعالون قال في مايو أيار ان
اسرائيل تملك القدرة على ضرب ايران.
ومن المعتقد على نطاق واسع أن اسرائيل هي الدولة الوحيدة في الشرق
الاوسط التي لديها ترسانة نووية. ولا تؤكد اسرائيل ذلك أو تنفيه.
وأفادت التقديرات الواردة في تقرير أوكسفورد بأن ايران قد تحتاج الى
ما بين ثلاثة وسبعة أعوام لصنع ترسانة صغيرة من الاسلحة النووية اذا
قررت صنع مثل هذه الاسلحة. واضاف التقرير انه ليس ثمة دليل واضح على ان
ايران اتخذت مثل هذا القرار.
وقال التقرير ان اي هجوم اسرائيلي لن يتركز على تدمير اهداف نووية
او اهداف تتعلق بالصواريخ فحسب وانما سيشمل ايضا مصانع ومراكز بحوث بل
ومختبرات الجامعات لالحاق الضرر بما تملكه ايران من خبرة. واضاف ان هذا
سيسبب خسائر كبيرة في الارواح بين المدنيين.
ومضى قائلا ان العمل العسكري سيشمل القصف المباشر لاهداف في طهران
وسيتضمن على الارجح محاولات لقتل الخبراء الفنيين الذين يديرون برنامجي
ايران الصاروخي والنووي.
وزعم العالم النووي الايراني شهرام اميري انه تعرض للخطف في
السعودية ونقل جوا الى الولايات المتحدة. وتنفي واشنطن خطفه. وقالت
وزارة الخارجية الايرانية ان اميري في طريق عودته الى بلاده.
وقال التقرير ان رد ايران على اي هجوم اسرائيلي قد يشمل الانسحاب من
معاهدة حظر الانتشار النووي والعمل على الفور لصنع أسلحة نووية لردع اي
هجمات اخرى.
كما قد يتضمن ايضا هجمات صاروخية على اسرائيل واغلاق مضيق هرمز لرفع
اسعار النفط وهجمات صاروخية او باستخدام هيئات شبه عسكرية على منشات
النفط الغربية في الخليج.
وذكر التقرير انه بعد الضربة الاولى قد يتعين على اسرائيل تنفيذ
ضربات دورية لمنع ايران من صنع قنابل ذرية وصواريخ متوسطة المدى. وقال
روجرز "سيكون رد ايران ايضا طويل الامد مما ينذر بحرب طويلة ذات عواقب
عالمية واقليمية."
وقال التقرير ان من بين الخيارات الاخرى المتاحة للغرب مضاعفة
الجهود للتوصل الى تسوية دبلوماسية او قبول ان ايران قد تحوز في نهاية
الامر قدرة نووية واستخدام ذلك كبداية عملية متوازنة لنزع السلاح
النووي على المستوى الاقليمي.
الصراع في افريقيا
يشار الى كل من ايران واسرائيل نقلتا صراعهما الدبلوماسي الى
افريقيا في محاولة للتودد للقارة بكل شيء من التجارة الى الروابط
الامنية في اطار سعيهما لحشد الدعم داخل الامم المتحدة.
وتوفد الدولتان رجال السياسة والاعمال لمختلف أرجاء القارة لاقامة
علاقات جديدة أو انعاش علاقات قائمة مبرمة مجموعة من الصفقات تتراوح من
السلاح والزراعة الى تعهدات ببناء سدود وصفقات نفطية وأخرى تتعلق
بالحماية.
ورغم أن التنافس لم يصل الى مستوى الحرب الباردة التي خاضت خلالها
روسيا وأمريكا حروبا بالوكالة في افريقيا يقول المحللون ان أهمية
القارة السوداء تتزايد بالنسبة لايران واسرائيل ويرون أن الدول
الافريقية ستأخذ كل ما يعرضه الجانبان. بحسب رويترز.
وقال فيليب دوبونتيه من مجموعة يوراسيا للاستشارات السياسية "ساحة
المعركة الرئيسية هي الامم المتحدة حيث يمكن لاصوات افريقيا وعددها 53
صوتا احداث فرق."
وأضاف "هذا ليس من المرجح أن يأخذ شكل تسابق في مزاد لكن تصعيدا
للدبلوماسية المالية من جانب الدولتين بما في ذلك استثمارات موجهة
ومشروعات مساعدات وضعت لاستمالة" الدول الافريقية.
وفي يونيو حزيران تبني مجلس الامن الدولي جولة رابعة من العقوبات
على ايران بسبب رفضها وقف انشطتها النووية التي تقول طهران انها سلمية
لكن تعتقد الدول الغربية انها غطاء لبرنامج تسلح نووي.
ويضم مجلس الامن بين 15 دولة عضو فيه ثلاث دول أفريقية هي الجابون
ونيجيريا وأوغندا وأيدت جميعها فرض العقوبات.
ويقول أحمدي نجاد ان افريقيا تمثل أولوية لسياسته الخارجية وقام
بزيارات متكررة للقارة خلال 18 شهرا مضت.
وقبل نيجيريا كان أحمدي نجاد في مالي حيث تعتزم ايران بناء سد
لتوليد طاقة كهربية من مساقط المياه. وقبيل تصويت جرى في الفترة
الاخيرة في الامم المتحدة زار أحمدي نجاد أوغندا ملوحا بعروض للنفط
وطاقة التكرير.
كما اعتاد كذلك زيارة السنغال التي يصفها بانها "بوابة ايران الى
افريقيا" وحيث انتج مصنع اقامته ايران الاف من سيارات الاجرة.
وقالت سانام وكيل من كلية الدراسات الدولية المتقدمة بجامعة جونز
هوبكينز "ايران تستغل فعليا بعض هذه الدول الافريقية لموازنة عزلتها
المتزايدة والاستفادة من دخول أسواقها. افريقيا أرض خصبة."
وأضافت "هذه ليست بالضرورة سياسة ناجحة لكن الايرانيين عمليون. انها
سياسة تأمين قد تؤتي بثمارها يوما."
ورغم فشلها في كسب تأييد الدول الافريقية الثلاثة الاعضاء في مجلس
الامن في التصويت على العقوبات في يونيو حزيران الماضي الا أن أحمدي
نجاد استقبل استقبالا حافلا من السنغال الى زيمبابوي وحظيت ايران
بتأييد لبرنامجها النووي من جانب بعض الدول الافريقية. وشنت اسرائيل
كذلك حملة لكسب الود.
وكانت اسرائيل تحظى بتقدير الدول الافريقية باعتبارها تمثل قصة نجاح
بعد انتهاء فترة الحماية البريطانية منذ تأسيسها عام 1948 الا انها
خسرت التعاملات مع العديد من الدول الافريقية بعد احتلالها لاراض
فلسطينية عام 1967 .
وقام وزير الخارجية الاسرائيلي افيجدور ليبرمان ومجموعة من رجال
الاعمال بجولة شملت خمس دول افريقية في سبتمبر أيلول من العام الماضي
متطلعين لحشد التأييد الدبلوماسي ولصفقات الاعمال.
وفيما يتعلق بالمساعدات تروج الحكومة الاسرائيلية لخبراتها في الصحة
وزراعة الارض القاحلة. ويعمل رجال الاعمال الاسرائيليون كذلك في مجالات
التعدين والامن والاتصالات في مختلف أرجاء القارة.
وقال مارك شرويدر مدير بحوث افريقيا جنوب الصحراء في شركة ستراتفورد
العالمية للمعلومات عن أنشطة اسرائيل في افريقيا انها "معركة لتقييد
عمليات او مجموعات يمكن استقطابها واستخدامها ضدهم."
وفي شرق افريقيا تشعر اسرائيل بالقلق من الاسلاميين في الصومال. وفي
الغرب تشمل مخاوفها جالية تجارية كبيرة من أصول لبنانية والتي قد تقدم
تبرعات لجماعة حزب الله في لبنان.
وصرح جاك روزين رئيس المؤتمر اليهودي الامريكي الذي يعمل على حشد
تأييد قادة افريقيا بأن اسرائيل والولايات المتحدة لا تأخذان التهديد
الذي تمثله ايران في افريقيا بجدية كافية.
وقال في اتصال هاتفي "لا نريد ان نراها (أفريقيا) تتحول الى تربة
خصبة (للمتشددين) لذلك تمثل ايران مشكلة."
وذكر أن تصويت الافارقة لصالح العقوبات كان بمثابة اشارة واضحة على
أن الزعماء يتفهمون أوجه القصور في الوقوف الى جانب ايران وأهمية ان
يكونوا مع اسرائيل والولايات المتحدة في المستقبل.
ورغم مساعيهما الدبلوماسية مازالت ايران واسرائيل تأتيان بعد دول
أخرى كثيرة فيما يتعلق بالتجارة مع افريقيا.
فبلغت قيمة اجمالي صادرات اسرائيل لافريقيا العام الماضي ما يزيد
على مليار دولار ووارداتها نحو 1.5 مليار دولار.
وذكرت وكالة فارس شبه الرسمية الايرانية للانباء ان صادرات ايران
غير النفطية لافريقيا في الاشهر التسعة الاخيرة من عام 2009 بلغت نحو
230 مليون دولار.
وذلك بالمقارنة مع ما يزيد على مئة مليار دولار سنويا هو حجم تجارة
افريقيا مع الصين. بينما بلغت صادرات البرازيل لافريقيا 8.7 مليار
دولار في عام 2009 .
ولم يتحقق العديد من مشرعات ايران في افريقيا مثل المشروع الطموح
لتوليد الكهرباء من مساقط المياه او مشروع لتصنيع الجرارات في مالي أو
سيطر عليها منافسون من الصين أو الهند.
وقالت وكيل ان المقارنة بالحرب الباردة مبالغ فيها وتخدم الخطاب
الايراني. وتسعد بعض الدول مثل جنوب افريقيا ونيجيريا وكينيا بخطب ود
الطرفين.
وقالت سانوشا نايدو من مركز فاهامو وهو شبكة معنية بالعدالة
الاجتماعية تتخذ من جنوب افريقيا مقرا ان القضية الاهم هي ما اذا كانت
الدول الافريقية هي التي ستستفيد أم مجرد النخبة فيها مشيرة الى ما
وصفته "بالضعف والعزلة" لاسرائيل وايران.
اللاعقلانية والاسلحة النووية
من جانبه قال رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو في حديث
لمحطة تلفزيون أمريكية انه لا يمكن السماح "لانظمة لا عقلانية" مثل
ايران بحيازة أسلحة نووية وان من الخطأ الاعتقاد بأن بالامكان احتواء
طموحات ايران النووية.
وقال نتنياهو الذي اجتمع مع الرئيس الامريكي باراك اوباما خلال
زيارة لواشنطن ونيويورك في حديث لبرنامج تذيعه محطة فوكس نيوز ان ايران
"تمضي قدما في جهودها" لتطوير أسلحة نووية وهو احتمال وصفه بأنه "خطير
جدا جدا". بحسب رويترز.
وسئل عما اذا كان بالامكان احتواء ايران في حالة حصولها على أسلحة
نووية فقال "لا أظن..اعتقد أن هذا خطأ واعتقد ان الناس وقعوا في سوء
فهم."
وقال نتنياهو في مقابلة مسجلة "لا اعتقد ان بامكانكم الاعتماد على
ايران.. ولا يجب ان نسمح لانظمة لا عقلانية مثل ايران بحيازة أسلحة
نووية. انه التهديد الارهابي الاساسي اليوم."
ورفض نتنياهو الافصاح عما اذا كان لديه أي موعد نهائي للسماح للجهود
الدبلوماسية بأن تأخذ مسارها مع ايران.
وقال "نحن نحتفظ دائما بالحق في الدفاع عن انفسنا" في تكرار لسياسة
اسرائيل الجوهرية التي لا تؤكد أو تنفي اعتقادات سائدة على نطاق واسع
بأنها تمتلك الترسانة النووية الوحيدة في الشرق الاوسط.
وتقول ايران ان برنامجها النووي مخصص للاغراض السلمية فقط. لكن
الولايات المتحدة وحلفاءها يخشون من أن ايران تواصل برنامجا نوويا
وضغطوا من اجل فرض سلسلة من عقوبات الامم المتحدة والعقوبات احادية
الجانب ضد ايران.
وقال نتنياهو "هناك مرة واحدة أوقفت فيها ايران فعليا البرنامج وهي
عندما خشيت من التعرض لعمل عسكري أمريكي."
وتابع "ولذلك فانه عندما يقول الرئيس (اوباما) انه عاقد العزم على
منع ايران من تطوير أسلحة نووية وان جميع الخيارات مطروحة فانني اعتقد
بان هذا هو التصريح المناسب الممثل للسياسات."
ولم يرد نتنياهو مباشرة على سؤال بشأن اقامة منطقة خالية من الاسلحة
النووية في الشرق الاوسط لكنه اتهم ايران والعراق وليبيا بانتهاك
اتفاقية حظر انتشار الاسلحة النووية.
وقال "ولهذا فانني اعتقد ان تركيزنا يجب ان يظل منصبا على المشكلة
الحقيقية في الشرق الاوسط.." وأضاف "انها ليست اسرائيل.. انها هذه
الدكتاتوريات التي تطور أسلحة نووية بهدف محدد وهو القضاء على اسرائيل."
السعودية وأذربيجان
الى ذلك تواردت عدة تقارير تحدثت عن توجيه ضربة عسكرية وشيكة إلى
إيران، بسبب تمسكها ببرنامجها النووي، الذي يثير مخاوف لدى إسرائيل
ودول غربية، في مقدمتها الولايات المتحدة الأمريكية، وسط أنباء تفيد
بأن عمليات القصف قد تنطلق من قواعد عسكرية في كل من السعودية
وأذربيجان.
ولكن المثير في تلك التقارير أن معظمها أوردته وسائل إعلام
إسرائيلية نقلاً عن مصادر مقربة من الجانب الإيراني، فيما أوردت وكالات
أنباء إيرانية بعضاً من تلك التقارير، نقلاً عن تقارير أمريكية مماثلة.
بحسب السي ان ان.
ونقل تلفزيون "العالم" الإيراني عن موقع "إسلام تايمز" قوله إن
طائرات عسكرية إسرائيلية حطت في قاعدة "تبوك" الجوية شمال غربي المملكة
العربية السعودية، وأفرغت حمولتها من العتاد والتجهيزات، مشيراً إلى أن
تلك الخطوة جاءت "استعدادا لمهاجمة دولة إسلامية"، لم يذكرها بالاسم.
كما نقلت الإذاعة الإسرائيلية عن نفس الموقع، الذي وصفته بأنه مقرب
من إيران، أن إدارة الطيران السعودي ألغت جميع الرحلات الداخلية
والخارجية، يومي الجمعة والسبت الماضيين 18 و19 يونيو/ حزيران الجاري،
وذكرت أنه يُعتقد بأن هذه الخطوة لها علاقة بهبوط الطائرات العسكرية
الإسرائيلية في مطار تبوك.
أما صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية فقد تناولت نفس التقرير، ولكن نسبته
إلى وكالة "فارس" الإيرانية للأنباء، كما أشارت إلى تقرير مماثل لصحيفة
"التايمز" البريطانية، أشارت فيه إلى أن السعودية وافقت على فتح مجالها
الجوي شمال البلاد للمقاتلات الإسرائيلية لضرب إيران، وهو ما نفته
الحكومة السعودية بشدة.
وبالفعل تناولت وكالة "فارس" شبه الرسمية نفس التقرير، ولكنها
أرجعته إلى موقع "إسلام تايمز"، وقالت إن "الكيان الصهيوني أوجد لنفسه
قاعدة عسكرية في منطقة تبوك"، مشيرةً إلى أن أفراد كانوا على متن
مجموعة من الطائرات الإسرائيلية التي هبطت بالمدينة السعودية، "اصطحبوا
معهم معدات عسكرية."
كما نقل التقرير عن أحد المسافرين من جدة إلى تبوك، قوله إن مسؤولي
المطار قاموا بنقل المسافرين إلى بعض الفنادق، مع منحهم نفقات الإقامة
على حساب الحكومة، لامتصاص غضبهم عن تأخير الرحلات، لكن المسؤولين في
مطار تبوك امتنعوا عن إعطاء أسباب تأخير رحلات الطيران بشكل مفاجئ."
وأضافت الوكالة الإيرانية أن الخطوة السعودية تهدف من كل ذلك إلى "وضع
كافة إمكانات هذا البلد، لضرب خط المقاومة في العالم الإسلامي، مما
أثار المسلمين في جميع العالم ضد تلك الأعمال"، وتابعت أن " العلاقات
السرية مع الكيان الصهيوني، بات الحديث عنها كثيراً بين سكان المدينة"
السعودية.
كما أوردت "فارس" تقريراً آخر أشار إلى أن "الكيان الصهيوني تبنى
خطة لمهاجمة إيران من أراضي جورجيا، فيما أطلق قمراً اصطناعياً للتجسس
على إيران"، في إشارة إلى القمر الذي أطلقته إسرائيل، ذكرت وسائل إعلام
إسرائيلية أنه سيعمل على مراقبة البرنامج النووي الإيراني.
ونقلت عن تقرير صادر عن دورية "فورين آفيرز جورنال" الأمريكية، أن "إسرائيل
وتركيا كانتا ترتبطان باتفاق يجيز للطائرات الصهيونية عبور المجال
الجوي التركي في الحالات الطارئة"، دون أن يتضح ما إذا كانت تلك
الحالات تتضمن توجيه ضربات لمنشآت نووية إيرانية.
وأشار التقرير إلى أن رئيس الوزراء التركي، رجب طيب أردوغان، ألغى
الأسبوع الماضي سلسلة من الاتفاقيات الثنائية التي لم تكن معلنة بين
أنقرة وتل أبيب عقب الهجوم على "أسطول الحرية"، مما أسفر عن سقوط تسعة
قتلى جميعهم من الأتراك.
كما ذكر التقرير، بحسب وكالة فارس، أن "أردوغان ألغى أيضاً اتفاقا
كان يسمح للكيان بإرسال طيارين للتدريب في المجال الجوي التركي بصورة
دورية"، وقالت إن إسرائيل كانت ترغب في "استغلال هذه التدريبات في
المرور إلى الأراضي الجورجية، تحت دعوى تدريب الطيارين، ولم تكن تعلم
تركيا بالخطة الصهيونية."
وألمحت الوكالة الإيرانية إلى أن "العلاقات بين الصهاينة وجورجيا
وثيقة جداً، حيث ساندت إسرائيل التمرد الجورجي ضد روسيا، وزودتها
بأسلحة متطورة، وتردد أن وزير الدفاع الجورجي يحمل الجنسية الإسرائيلية،
وزار إسرائيل أكثر من مرة، ويتباهى علناً بعلاقاته الوثيقة مع تل أبيب."
إلى ذلك، أفاد تقرير آخر لمجلة "ديبكا فايل" الإسرائيلية، وهي مجلة
متخصصة في الشؤون العسكرية، أن إيران أعلنت "حالة الحرب" بمنطقة الحدود
الشمالية الغربية، ونقلت عن مصادر إيرانية قولها إن قيادة الحرس الثوري
الإيراني نشرت عدد كبير من قواتها ومعداتها العسكرية في منطقة "بحر
قزوين."
وقال التقرير إن تلك التحركات تأتي رداً على "مزاعم" إيرانية بأن
قوات أمريكية وإسرائيلية تتجمع بإحدى القواعد الجوية في أذربيجان،
استعداداً لتوجيه ضربات إلى منشآت نووية إيرانية.
وكانت صحيفة "التايمز" البريطانية قد ذكرت، في وقت سابق من الشهر
الجاري، أن المملكة العربية السعودية أجرت اختبارات لإيقاف دفاعاتها
الجوية لتسمح للمقاتلات الإسرائيلية بالمرور في سمائها، وتنفيذ ضربة
جوية للمفاعل النووية الإيرانية.
ولكن الحكومة السعودية شددت على أن المملكة لن تكون منصة لأي هجوم
على إيران، وقال مصدر مسؤول في وزارة الخارجية: "تابعت المملكة ما
تناقلته بعض وسائل الإعلام البريطانية لمزاعم ركيزتها البهتان والتجني،
تضمنت سماحها لإسرائيل بشن هجوم على إيران عبر أجوائها."
توجيه ضربة من جورجيا
في السياق ذاته أكدت تقارير أمريكية أن إسرائيل تبنت خطة لمهاجمة
إيران من أراضي جورجيا، وأن الادعاءات التي سربتها عمداً في الآونة
الأخيرة عن استعداد دول أخرى للتعاون مع جهودها لضرب إيران كانت تهدف
لإبعاد النظر عن الخطة التي وضعت بالتنسيق مع المسؤولين الجورجيين.
ذكرت صحيفة "القدس العربي" نقلاً عن دورية "فورين آفيرز جورنال" في
تقرير كتبه المعلق العسكري "جوردون هاف"، أن إسرائيل وتركيا كانتا
ترتبطان باتفاق يجيز للطائرات الإسرائيلية عبور المجال الجوي التركي في
الحالات الطارئة.
وأضاف التقرير: "ألغى رئيس الوزراء التركي أردوجان سلسلة من
الاتفاقيات الثنائية التي لم تكن معلنة أنقرة وإسرائيل، عقب الهجوم على
أسطول الحرية، مما أدى إلى مقتل تسعة أتراك وإصابة العشرات".
وأوضح "جوردون" أن التسريب الإسرائيلي لصحيفة بريطانية حول تعاون
دول أخرى لقصف إيران كان يهدف لثني "أردوجان" عن عزمه إلغاء اتفاق عبور
المجال الجوي التركي في الحالات الأمنية الاستثنائية.
إلا أن "أردوجان" ألغى أيضاً اتفاقاً كان يسمح لإسرائيل بإرسال
طيارين للتدرب في المجال الجوي التركي بصورة دورية بسبب اتساع ذلك
المجال وتنوع جغرافية الأراضي التركية.
وكانت إسرائيل ترغب في استغلال هذه التدريبات في المرور إلى الأراضي
الجورجية تحت دعوى تدريب الطيارين طبقاً لذلك الاتفاق، فيما لم تكن
تعلم تركيا بالخطة الإسرائيلية.
وأضاف التقرير: "إن إنهاء تركيا للاتفاقيات الثنائية مع إسرائيل لا
يعني بالضرورة أن الأخيرة قد ألغت تماماً خطة مهاجمة إيران من الأراضي
الجورجية، خاصة وهي التي تتمتع بتواجد عسكري بالغ القوة هناك لاسيما
بعد الحرب الأخيرة بينها وبين القوات الروسية".
وتردد أنباء أن العلاقات بين إسرائيل وجورجيا وثيقة جداً، حيث ساندت
إسرائيل التمرد الجورجي ضد روسيا، وزودتها بأسلحة متطورة، وتردد أن
وزير الدفاع الجورجي يحمل الجنسية الإسرائيلية، وزار إسرائيل أكثر من
مرة، ويتباهى علناً بعلاقاته الوثيقة مع إسرائيل.
ويرى مراقبون أن سماح جورجيا للطائرات الإسرائيلية باستخدام أراضيها
وأجوائها لضرب إيران سيسجل سابقة، فالوضع في جورجيا غير مستقر على
الصعيد الداخلي، وإيران تستطيع أن تلعب دوراً في زعزعة استقرار الجارة
الجورجية، خاصة إذا تحالفت مع روسيا ضد العدو المشترك للبلدين.
وكانت مصادر ملاحية في مدينة السويس كشفت للصحيفة، الجمعة الماضية،
أن 12 بارجة حربية أمريكية من بينها بارجة إسرائيلية عملاقة عبرت قناة
السويس، في طريقها للبحر الأحمر، وأعلنت إيران استعدادها لأي مواجهة
أمريكية إسرائيلية في الخليج.
قمر صناعي للتجسس
على صعيد متصل وزير في الحكومة الاسرائيلية ان اسرائيل أطلقت أحدث
أقمارها الصناعية العسكرية للتجسس لزيادة قدراتها على جمع المعلومات في
مواجهة البرنامج النووي الايراني.
وأطلقت اسرائيل القمر الصناعي (افق 9) من قاعدة بالماتشيم الجوية
جنوبي تل أبيب وحمله صاروخ اسرائيلي الصنع الى مداره لينضم الى ثلاثة
اقمار صناعية اسرائيلية اخرى للتجسس موجودة بالفعل في الفضاء.
وقال وزير المالية الاسرائيلي يوفال شتاينيتز لراديو اسرائيل "تعزيز
اسرائيل لقدراتها الاستخباراتية موجه... الى حد كبير الى الخطر الذي
تشكله ايران الخطر النووي أولا وأخيرا."
وصرح البريجادير جنرال نمرود شيفير نائب قائد السلاح الجوي
الاسرائيلي ان القمر (افق 9) أرسل بيانات أولية وانه سينقل أولى صوره
خلال أيام.
وذكرت وسائل اعلام اسرائيلية ان الكاميرات العالية الدقة التي
يحملها القمر الصناعي ستمكن اسرائيل من الابقاء على مراقبة أكثر تدقيقا
لعدوها اللدود ايران.
وتعتقد اسرائيل والدول الغربية أن انشطة ايران لتخصيب اليورانيوم
تهدف الى انتاج اسلحة نووية وهو اتهام تنفيه طهران.
ولم تستبعد اسرائيل مثلها مثل واشنطن الخيار العسكري اذا فشلت
الجهود الدبلوماسية لاقناع ايران بالحد من برنامجها النووي. |