وسام العار

هادي جلومرعي

لا أعلم الصيغة التي يتلى بها بيان التكريم في بقية البلدان لكني حفظت الصيغة العراقية لكثرة ماكان يمنح من أوسمة وانواط لاشخاص اجانب ومحليين ولأسباب مختلفة. فمنهم الجندي المقموع والمثقف والأكاديمي والسياسي والفنان والصحفي والضابط في الجيش وشرائح أخرى تفوق الحصر.

كان المسؤول الكبير يقف وإلى جانبه عدد من الوزراء والشخصيات وفي مقابلهم يقف المكرمون. وعلى مسافة يقف شخص محدد بعناية ليتلو البيان: نظرا للجهود المبذولة من قبل السيد فلان الفلاني.. ونظرا للشجاعة الفائقة التي يتمتع بها الجنود المدرجة اسماؤهم ادناه فقد تقرر منحهم انواط شجاعة من النوع العسكري ..

ونظرا للدور البارز الذي لعبه العميد فلان والعقيد فلان فقد تقرر منحهما وسام الرافدين العطشانين من الدرجة الاولى ومن النوع العسكري.. والى آخر الأنواط والأوسمة.

توقف سيلان تلك التكريمات بعد العام 2003 لكننا نسمع بشئ منها من حين لآخر. حاولت أن أستجمع افكاري وأن أقترح نوعا من الأوسمة والانواط التي تلائم المرحلة الحالية ولعل واحدا منها يمكن ان اسميه ( وسام العار) ويمكن منحه لكل لص سرق أكثر من عشرة ملايين دينار عراقي فما فوق. وقد حسبت ان اعتراضات شتى ستصلني على أعتبار أن آلا ف العراقيين من الذين يلعبون شاطي باطي بالاملاك العامة وأموال الدولة سرقوا مئات الملايين ما سيؤدي الى مشاكل إدارية في حصر ومعرفة المكرمين. عدا عن التحضيرات والتغطية الاعلامية.

وأستطيع أن أقول: إني املك خططا لمعالجة الموقف من خلال آليات غير مسبوقة منها: أن يتم التكريم عبر البريد الالكتروني ومن دون ان يحضر المكرم الى مكان محدد ويمكن إرسال بيان التكريم عبر الانترنت. إضافة الى ان المكرم يمكن له أن يذهب الى المجالس المحلية ويستلم ( وسام العار) من رئيس المجلس القريب الى محل سكناه. وعادة مايتم التفاهم لأن اغلب المسؤولين هم من المنتفعين من المال العام وسيقدرون مجئ ومكانة الشخص المكرم. إضافة الى أنه معهم من صنف واحد.

هذا الوسام من شأنه أن يسلط الضوء على حالات الفساد والتجاوز على الصلاحيات. العراقيون فقدوا الصلة بوطنهم( ملعون أبو وطن يعذب أبناءه) لذلك يسارعون لتحقيق المكاسب المادية على حساب المجموع العام.. ولايهمهم التخريب المتعمد لكل مرافق الدولة العراقية وهو ماأعتاد عليه العاملون في مؤسساتها منذ 2003 حين سقط النظام الذي أسس لهذا الخراب وكان له الدور الاساس في صناعة نفوس عراقية تكره الوطن وتتلذذ بتعذيبه ونهبه دون ان تلتفت إليه.

hadeejalu@yahoo. com

شبكة النبأ المعلوماتية- الأربعاء 14/تموز/2010 - 1/شعبان/1431

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1431هـ  /  1999- 2010م