العائلة الملكية البريطانية: التقشّف يحجّم الإرث المعنوي

 

شبكة النبأ: كلفت العائلة المالكة الشعب البريطاني 38,2 مليون جنيه استرليني (57,8 مليون دولار) خلال العام الأخير، وفقا للسجلات المالية التي نشرها قصر باكنغهام مؤخرا.

وأتى الإعلان عن هذه الأرقام في ظل محاولات تقوم بها الحكومة الائتلافية برئاسة دايفيد كاميرون لتخفيض العجز في الميزانية.

وأوضح المسؤولون أن العائلة المالكة، لا سيما الملكة إليزابيت الثانية وأسرتها، "تدرك جيدا الصعوبات الاقتصادية المهيمنة" وقد اتخذت في هذا الإطار بعض الإجراءات، بما في ذلك الحد من أعداد موظفيها.

وتبين أرقام السنة المالية 2009-2010 تراجعا بنسبة 7,9% مقارنة مع السنة التي سبقتها. ويعزى ذلك بجزء منه إلى تخفيض عدد الرحلات التي قام بها أفراد العائلة في طائرات خاصة مستأجرة. لكن معارضي الملكية تظاهروا أمام قصر باكنغهام مطالبين بتوضيحات أشمل حول كيفية صرف هؤلاء "الملكيين" الأموال العامة. بحسب بي بي سي.

وأكد غراهام سميث، من مجموعة "ريبابليك" (جمهورية)، أنهم يطالبون "بشفافية حقيقية وبمساءلة" العائلة الحاكمة "كي نعلم حجم الأموال العامة التي تصرفها في حين تلجأ الحكومة إلى عصر النفقات". وأضاف أن "إصلاحات العائلة المالكة المالية التي كانت الحكومة قد وعدت بها ما هي إلا بداية، لكنها محدودة وتتقدم ببطء".

ويأتي تراجع تكاليف معيشة الملكة جراء انخفاض عدد الرحلات الجوية الخاصة التي تسافرها سنويا، إلى جانب ردها لبعض المبالغ المالية لموازنة الحكومة بعد بيع طائرتها المروحية الخاصة، وفق البيان المالي السنوي للأسرة المالكة. وعموماً، انخفض الإنفاق السنوي للملكة بنسبة 17 في المائة منذ عام 2001.

وكان وزير الخزانة البريطاني، جورج أوسبورن، قد ذكر في سياق الموازنة التي أعلن عنها الشهر الماضي، أن ميزانية الملكة ستبقى مجمدة عند 7.9 مليون دولار العام المقبل. وأكد أن الملكة أعطت موافقتها الكاملة على قرار التجميد، التي لا تشمل تكلفة الحماية الأمنية الموفرة لها.

وتغطي الحكومة البريطانية موازنة الملكة مقابل تلقي عائدات من الممتلكات الملكية، لتشمل الفترة من أول إبريل/نيسان 2009، وحتى 31 مارس/آذار 2010.

ويذكر أن إليزابيث الثانية، احتفلت في منتصف يونيو/ حزيران الماضي، بعيد ميلادها الـ84، وسط احتفال رسمي سنوي يعرف بـ"تروبينغ ذا كلار" Trooping the Color)، أي "حمل العلم".

وتقدر ثروة الملكة بنحو 290 مليون جنيه إسترليني (446 مليون دولار)، مما يضعها في المرتبة الـ245 على لائحة أثرياء المملكة المتحدة، وفق تصنيف صحيفة "صندي تايمز" الذي نشر في إبريل/ نيسان.

100 مليون جنيه تكاليف حماية العائلة الملكية

وفي ذات السياق كشفت صحيفة صندي ميرور أن دافعي الضرائب البريطانيين ينفقون 100 مليون جنيه استرليني كل عام لحماية الملكة إليزابيث الثانية و20 فرداً من الأسرة الملكية.

وقالت الصحيفة إن 1000 شرطي يتولون حماية أفراد الأسرة الملكية البريطانية ومنازلهم على مدار الساعة، في وقت تواجه فيه قوى الشرطة في المملكة المتحدة تخفيضاً يصل إلى 25 في المئة في ميزانياتها.

واضافت أن معظم افراد العائلة الملكية الخاضعين لحماية الشرطة لا يواجهون خطراً معيناً أو يُعتبرون أهدافاً للارهاب، لكنهم ما زالوا يحظون بحماية الشرطة المسلحة في جميع أنحاء المملكة المتحدة، ومن ضمنهم أبناء الأمير إدوارد، والأميرة ألكساندرا ابنة عمة الملكة ومايكل أميرة كنت.

ووجد تحقيق اجرته الصحيفة أن التكلفة الحقيقية لفاتورة الحماية الأمنية للأسرة الملكية البريطانية بلغت 38 مليون جنيه استرليني لا تشمل تكلفة حماية الشرطة، وذلك بعد أسبوع فقط من الاعلان عن أن الملكة وعائلتها تكلف كل دافع ضرائب بريطاني 62 بنساً في العام. بحسب رويترز.

واشارت الصحيفة إلى عدم توفر أي أرقام رسمية عن تكاليف حماية الأسرة الملكية، لكن مصادر قدّرت بأن فاتورتها النهائية تصل إلى 140 مليون جنيه استرليني على الأقل في العام، أي ما يعادل 2.25 جنيه استرليني لكل رجل وامرأة وطفل في بريطانيا.

وتكلّف العائلة الملكية دافعي الضرائب البريطانيين أكثر من 40 مليون جنيه استرليني في العام، واعلن وزير الخزانة (المالية) البريطاني جورج أوزبورن الشهر الماضي تجميد المخصصات التي تحصل عليها الملكة إليزابيث الثانية من أموال دافعي الضرائب لادارة قصورها الملكية والبالغة سبعة ملايين و900 ألف جنيه استرليني في العام.

إحياء عيد ميلاد الملكة إليزابيث الـ84

ومؤخرا احتفلت ملكة بريطانيا، إليزابيث الثانية، بعيد ميلادها الـ84، وسط استعراض عسكري للحرس الملكي ببزاته الحمراء وقبعاته السوداء، في احتفال رسمي سنوي يعرف بـ"تروبين ذا كلار" Trooping the Color)، أي "حمل العلم".

وشاهدت إليزابيث، التي توسطت العائلة المالكة، في منطقة "وايت هول"" الاستعراض العسكري الذي تقتصر المشاركة فيه على أفراد الحرس الملكي الراجل،  في حدث يراه البريطانيون كأبرز المناسبات الاحتفالية للعائلة المالكة.

يذكر أن الملكة إليزابيث، ولدت في 21 إبريل/نيسان، إلا أنه يحتفل بالمناسبة رسمياً في يونيو/حزيران بيوم سبت يصادف أن يكون فيه الطقس البريطاني، الممطر دوماً، صحواً.

ويعود تاريخ "حمل العلم" إلى مطلع القرن الثامن عشر، حيث دأب كل فوج على حمل رأيته الخاصة ليتسن للجنود معرفة الرايات الخاصة بفرقهم أثناء المعارك. بحسب رويترز.

ومنذ عام  1748 أصبحت المناسبة السمة الرسمية المميزة للأعياد الملكية، وشارك فيه تنفيذه هذا العام "الكتيبة الأولى لحرس غرينايدر" التي عادت مؤخراً من أفغانستان.

وقامت الفرقة بتأدية التحية الملكية إلى إليزابيث الثانية، علماً أنها تلقت أول تحية ملكية  عام 1951، عندما انتدبت لحضور المناسبة نيابة عن والدها الراحل، الملك جورج السادس، الذي كان مريضاً حينذاك، واستمرت في تلقي تحية الاحترام هذه سنوياً، باستثناء عام 1955 عندما أدى أضراب لعمال السكة حديد لإلغاء المناسبة.

ويشار إلى أن الملكة تحتفل بعيد ميلادها مرتين في العام، الأولى في 21 إبريل/نيسان، والآخر في يونيو/حزيران، وهو فصل الصيف ما يتيح إقامة احتفالات رسمية بالمناسبة.

زلات ملكية لا حصر لها..

وأضاف الأمير فيليب، دوق أدنبره، وزوج ملكة بريطانيا، إليزابيث الثانية، للمزيد من زلاته أثناء زيارة ملكية إلى منطقة "أكستر" مؤخرا.

وكان فيليب يتفقد وزوجته الملكة مجموعة من الطلاب العسكريين في ثكنة "ويفرين" عندما تجاذب الحديث مع إحدى المجندات البحريات، أليزابيث ريندل، 24 عاماً.

وسأل ريندل عن وظيفتها، وردت بالقول إنها تعمل في ناد ليلي، ليعاود زوج الملكة سؤالها: هل هو نادي للتعر، إلا أنه تدارك سريعاً بالقول: "ربما البرد قارس للغاية للعمل بذلك."

ويعرف دون أدنبره بزلاته التي كثيراً ما وضعت الملكة أليزابيث في حرج بالغ، آخرها في ديسمبر/كانون الأول الماضي، بتعليق ساخر أطلقه في وجه مجند بالجيش أصيب بالعمى بانفجار إرهابي.

وسألت الملكة إليزابيث المجند ستيفن مناري، عما تبقى له من بصره بعد الانفجار، ليرد الأمير فيليب مازحاً: "ليس بالكثير، ويمكن الحكم على ذلك من ربطة العنق التي يرتديها."

ويشتهر "دوق أدنبره" بهفواته التي استدعت، أحياناً، تقديمه الاعتذار، وكان آخرها  عندما وصل في زيارة رسمية إلى سلوفانيا العام الماضي، ووصف فيها السياحة بأنها "بغاء قومي"، أثناء اجتماعه بمجموعة من خبراء السياحة هناك.

وحادثة أخرى، التفتَ إلى ديكتاتور باراغواي الجنرال سترويسنر وقال: "إنه لمن دواعي سروري أن أحل ضيفاً في دولة لا يحكمها شعبها."

وأحبط صبياً، 13 عاماً، عندما قال له: "أنت بدين للغاية لتصبح رائد فضاء."

وعقب قائلاً لمدرب قيادة سيارات: "كيف يتسن لكم إبعاد الأهالي عن الشراب بما يكفي وحتى أداء أمتحان القيادة؟" في إشارة لما يعرف عن سكان اسكتلندا من حب احتساء الكحول، وفق "سكاي نيوز" البريطانية.

ومن بين زلاته: أنه توجه بحديثه إلى مجموعة من الموسيقيين خلال مشاركته في فعالية لـ"جمعية الصم البريطانية" قائلاً..أصم أنت؟.. إذا كنت تقف قريباً من هناك.. فلا عجب أنك أصم."

وأغضب الصينيين خلال زيارته إلى بكين التي وصفها بـ"الشنيعة" وخاطب أحد التلاميذ البريطانيين قائلاً: "إذا مكثت هناك فترة أطول ستصبح أعينك ضيقة"؟ في إشارة لملامح الآسيويين الذين يتميزون بضيق العيون.

وسخر محدِّثاً أحد سكان أستراليا الأصليين قائلاً "هل ما زلتم تطلقون الرماح على بعضكم البعض؟"

ويذكر أن فيليب، دوق أدنبره، متزوج من الملكة إليزابيث الثانية منذ العام 1947، وولد في اليونان عام 1921، وحمل لقب "أمير اليونان والدنمارك،" لكن عائلته اضطرت لمغادرة اليونان إلى المنفى في صغره، فانتقل إلى فرنسا ومنها إلى بريطانيا.

البابا يرفض لقاء الأمير تشارلز..

ومن جهة أخرى كشفت صحيفة 'ميل أون صندي' أن بابا الفاتيكان بنديكتوس السادس عشر رفض طلباً للقاء ولي العهد البريطاني الأمير تشارلز خلال أول زيارة له إلى المملكة المتحدة، بذريعة انشغاله الشديد.

وقالت الصحيفة إن الرجلين لن يلتقيا على الرغم من أن الأمير تشارلز سيكون في اسكتلندا حين يبدأ بابا الفاتيكان زيارة تستغرق ثلاثة أيام إلى بريطانيا بدعوة من الملكة إليزابيث الثانية وزوجها الأمير فيليب. وأشارت إلى أن ولي العهد البريطاني كان يريد لقاء البابا بشكل منفصل في أدنبره في اليوم نفسه وفي مكان آخر غير قصر والدته (هوليرود)، لكن بابا الفاتيكان رفض الطلب. بحسب يو بي أي.

وأضافت الصحيفة أن الأمير تشارلز وحسب الادعاءات، طلب عقد لقاء خاص مع بابا الفاتيكان لإثبات استقلاله عن والدته الملكة إليزابيث الثانية، غير أنه أُصيب بخيبة أمل بعدما رفض بنديكتوس السادس عشر طلبه، وسيبقى في المنزل الذي يتقاسمه مع زوجته كاميلا في بالمورال بينما سيقوم والداه برحلة مسافتها زهاء 170 كيلومترا للقاء البابا في قصر هوليرود في السادس عشر من أيلول/سبتمبر المقبل.

ونفى متحدث باسم ولي العهد البريطاني أن يكون البابا تجاهل طلب الأمير تشارلز عقد لقاء معه، أو أن يكون الأمير تشارلز رفض بدوره لاحقاً دعوة من البابا لمشاركته في مناسبة بين الأديان في لندن اليوم التالي.

وأبلغ المتحدث الصحيفة 'كانت هناك مناقشات بين الفاتيكان وقصر كلارنس (المقر الرسمي لولي العهد البريطاني) حول إمكانية عقد لقاء منفصل، لكن تبين أنه لم يكن هناك وقت في جدول أعمال البابا'.

وقالت 'ميل أون صندي' إن البابا عرض الدعوة على الأمير تشارلز كبديل عن عقد لقاء منفصل معه، لكن ولي العهد البريطاني رفضها على أساس أنها لا تطابق وضعه.

حماية بلير تكلف 250 ألف إسترليني

وبموازاة ذلك كشفت صحيفة ميل أون صنداي ان الحراس الأمنيين المكلفين بحماية طوني بلير رئيس الوزراء البريطاني الاسبق مبعوث اللجنة الرباعية لعملية السلام في الشرق الأوسط، يكلفون دافعي الضرائب البريطانيين 250 ألف جنيه إسترليني في العام.

وقالت الصحيفة ان تكاليف فريق الحماية الذي يرافق بلير في العطلات الفاخرة ورحلات الأعمال التجارية الدولية «تعادل تقريبا ضعف تكاليف حماية خلفه غوردون براون قبل أن يترك منصبه في مايو الماضي، وتصل إلى زهاء ربع مليون جنيه استرليني سنويا في النفقات وحدها، فيما يعمل هو على تضخيم ثروته الشخصية البالغة 20 مليون جنيه استرليني».

وأضافت ان فريق الحماية المرافق لبلير، الذي يمكن أن يكسب ما يصل إلى 80 ألف جنيه استرليني في الساعة الواحدة مقابل أي كلمة يلقيها في المناسبات العامة، انفق 5000 استرليني في الأسبوع خلال مرافقته لمبعوث اللجنة الرباعية في عطلاته الفاخرة ورحلاته التجارية الدولية، كما ان انفاقه السنوي وصل إلى ربع مليون استرليني من أموال دافعي الضرائب البريطانيين بالمقارنة مع 135 الف استرليني انفقت على فريق الحماية لخلفه براون في السنة الأخيرة له كرئيس للوزراء.

ويرافق بلير، الذي يقضي معظم وقته في الخارج بموجب عمله ونشاطاته التجارية، فريق حماية مكون من خمسة حراس شخصيين من وحدة الحماية التخصصية في الشرطة البريطانية، المكلفة بتوفير الحماية المسلحة للوزراء والمسؤولين الحكوميين وكبار الشخصيات الأجنبية الزائرة.

شبكة النبأ المعلوماتية- الأربعاء 14/تموز/2010 - 1/شعبان/1431

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1431هـ  /  1999- 2010م