شبكة النبأ: يبدو أن الخطة الأميركية
في أفغانستان، التي تهدف إلى تثبيت الحكم الأفغاني في وجه حركة طالبان
بدأت تتعثر بفعل تجاذب القوى الذي تعيشه قوات التحالف في هذا البلد.
وبعد أن كان مفترضاً أن تتم قوات التحالف استعداداتها لبدء الحملة
الحاسمة التي وعدت بها ضد مقاتلي حركة طالبان. انشغلت في الأيام
الأخيرة بمصير قائدها الجنرال ستانلي ماكريستال، بعد التصريحات الصحفية
التي أدلى بها صحفي عسكري رفيع الرتبة ضد رئيسه وحكومته.
وإذ بدا الجنرال وكأنه يصفي حساباته مع السياسيين، فإنه جازف
ببقائه في منصبه، وربما أيضاً بالخطة التي حصل بموجبها على زيادة عدد
القوات الأميركية.
في أي حالٍ، لم تعبّر تصريحات ماكريستال عن آرائه ومزاجه فحسب،
وإنما أشارت إلى عدم التناغم بين أطرافٍ أميركية عدة تقوم بأدوارٍ غير
منسقة على الساحة الأفغانية.
فالبيت الأبيض والخارجية والبنتاغون والاستخبارات لديها مندوبون
يعملون وفقاً لتقييمات متعارضة أحياناً، ووفقاً للارتباطات التي
أقاموها مع الحكومة الأفغانية أو مع أمراء الحرب في البلد.
وقد اتضح ذلك من التقارب الحاصل بين ماكريستال والرئيس الأفغاني
حميد كرزاي، الذي ناشد الرئيس أوباما عدم إقالة الجنرال. في حين أن
السفير الأميركي في كابول، والمبعوث الخاص ريتشارد أولبروك كانا دائماً
من أبرز الناقدين لكرزاي ولحمايته ظاهرة الفساد.
ويعتقد أن استقالة وزير الداخلية ورئيس الاستخبارات الأفغانيين،
جاءت على خلفية صراع الأجنحة الأميركية.
وتأتي هذه التطورات خلال الشهر الأكثر دموية لقوات التحالف هذه
السنة، ووسط هبوطٍ حاد لشعبية هذه الحرب في مجمل الدول المشاركة في تلك
القوات، والباحثة بدأبٍ عن مخرج قريب وسريع من أفغانستان.
لكن الأهم أنها قد تنعكس على الخطة العسكرية. وبالتالي فإنها تعطي
طالبان انطباعاً ولو ملتبَساً بأنهم كلما تمكنوا من إطالة الحرب، كلما
انقلبت المعادلة لمصلحتهم.
حرب أمريكية بامتياز
وتحت عنوان "أفغانستان: إنها الآن حرب أمريكا"، جاء الموضوع الرئيسي
لصحيفة الاندبندنت، واعتبرت الصحيفة أن القوات البريطانية تمر الآن بـ
"أوقات عصيبة ومؤلمة في الصراع القاسي في أفغانستان"، مشيرة إلى ان عدد
الجنود البريطانيين الذين سقطوا هناك بلغ 312 قتيلاً، فيما قدر الجنرال
ريتشارد دانات القائد السابق للجيش العدد بأكثر من 400 قتيلاً.
وتمضي الصحيفة قائلة إن للانسحاب من سانجين، حيث قتل 99 جندياً
بريطانياً، صدى استثنائياً فيما تنتقل مهمة الاقليم الى القوات
الأمريكية. معتبرة أن الحرب "باتت أكثر من أي وقت مضى، حرب أمريكا."
وبحسب الصحيفة، هناك شكوك ضئيلة في أن الحكومة البريطانية ترغب في
سحب قواتها من الحرب التي ورثتها عن الحكومة السباقة، والتي أثبتت أنها
مكلفة على الصعيدين البشري والمادي.
وقال رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون إنه يريد لقواته أن تعود
الى البلاد بحلول العام 2015، وهو موعد الانتخابات العامة، فيما قال
وزير الخارجية وليام هيج ان تاريخ الانسحاب سيكون العام 2014.
وكان وزير الدفاع ليام فوكس دعا في وقت سابق إلى أن الخروج مما
وصفها "دولة القرن الثالث عشر" يجب أن يتم في أسرع وقت ممكن. وعاد وشدد
بعد ذلك على ضرورة البقاء طالما تقتضي الحاجة، ليعلن أمس عن إرسال 300
عنصر اضافي من قوات الاحتياط المترمكزة في قبرص إلى افغانستان بشكل
مؤقت.
ومضت الصحيفة قائلة إن الجنرال دانات، والذي يعمل حالياً مستشاراً
للحكومة، راى ان فشل الدعم في الماضي قاد إلى تحول العدد الصغير للجنود
البريطانيين الى أهداف لهجمات، "تماماً كما يجذب إناء العسل الذباب"
على حد تعبيره.
واشارت الاندبندنت ايضاً الى شكاوى من أن الانسحاب من سانجين يعني "هدراً
للدماء" التي سفكت هناك، و"خيانة" للضحايا.
وقال الناطق العسكري في أفغانستان الميجور جنرال جوردون مسنجر: "أقبل
المهمة في سانجين. انها وليدة دماء مسفوكة، محاولة كبيرة وتضحيات عظيمة.
ستبقى سانجين دائماً في دماء الجيش والبحرية الملكية".
وأشارت الصحيفة إلى أن 1400 عنصر يتوزعون على 40 مجموعة قتالية
تابعة لمشاة البحرية الملكية، ستنسحب من سانجين في الخريف. وستحل
مكانهم مجموعة بقيادة الكتيبة الثالثة للمظليين ستنتشر جزئياً في حزام
في عاصمة الولاية وبلدات عسكر جاه وناد وعلي وجرشك.
فيما سيتولى نحو 31 في المائة من القوات حماية 32 في المائة من
السكان. والهدف من ذلك بحسب الصحيفة تأمين "غطاء أمني" في الأماكن التي
تجري بها عمليات إعادة إعمار.
حلف الأطلسي ينفي تفوق طالبان..
ومن جهته قال حلف شمال الأطلسي ان المسلحين في أفغانستان لا يحرزون
تفوقا على القوات الدولية بعد العنف الذي شهدته البلاد في مطلع الاسبوع
وأنه ليست هناك حاجة لتأجيل الانتخابات البرلمانية القادمة.
وكان يوم السبت الماضي يوما دمويا على نحو خاص مع قتل ستة جنود
أمريكيين في حوادث منفصلة وأكثر من 12 مدنيا بينهم 12 قتلوا بالرصاص في
حافلة بالقرب من حدود أفغانستان الشرقية مع باكستان.
وقال الجنرال جوزيف بلوتز المتحدث باسم قوات التحالف للصحفيين "التمرد
لم يصبح أكثر قوة. نحن نضغط بالفعل على التمرد..نحاصر التمرد.. نمنع
الاكسجين عن التمرد."
ووصل عدد القتلى بين قوات حلف شمال الاطلسي والقوات الامريكية التي
تقاتل طالبان الى مستوى قياسي في يونيو حزيران ويتوقع القادة العسكريون
زيادة في أعمال العنف بالتوازي مع عملية مقررة ضد المتشددين في الشهور
القادمة في وقت تستعد فيه البلاد لانتخابات برلمانية في 18 سبتمبر
ايلول.
ولقي 14 على الاقل من الشرطة الافغانية ومسؤول اقليمي حتفهم يوم
السبت في هجمات للمتشددين في الشمال الذي نجا الى حد كبير من اسوأ
المعارك بين طالبان والقوات الاجنبية التي يقودها حلف الاطلسي والبالغ
قوامها 150 ألف جندي.
وقتل تسعة من الشرطة عندما هاجم متشددون نقطة تفتيشهم النائية في
منطقة امام صاحب باقليم قندوز في حين أدى انفجار قنبلة بدائية الصنع
الى مقتل رئيس شرطة منطقة قلعة زال بنفس الاقليم.
وقال اقا نور كينتوز رئيس شرطة اقليم بدخشان الذي يتسم عادة بالهدوء
لقي خمسة من رجال الشرطة حتفهم عندما اصطدمت مركبتهم بقنبلة مزروعة على
الطريق في منطقة كيشيم.
وقالت المجموعة الدولية للازمات انه مع تراجع الوضع الامن الى ادنى
مستوى له على الاطلاق وعدم وجود أي دلالة على تجنب حالات التزوير
الكبيرة والعنف واسع النطاق الذي شهدته الانتخابات الرئاسية العام
الماضي فان من الضروري تأجيل الانتخابات البرلمانية.
وكتبت كانديس روندو المحللة الكبيرة بالمجموعة الدولية للازمات في
صحيفة واشنطن بوست "من المحتمل تماما ألا تسفر انتخابات سبتمبر سوى عن
كارثة بمعنى الكلمة."
وأضافت "اذا لم تتمكن الولايات المتحدة وشركاؤها في التحالف من
اثناء الحكومة الافغانية عن اصرارها غير الواقعي بأن قوات الامن
الافغانية مستعدة لتأمين نحو 6800 مركز انتخابي فان من المؤكد حدوث
تصاعد كبير في اعمال العنف في يوم الانتخابات وما بعده."
وقال الجنرال بلوتز في افادة صحفية معتادة ان " استعراض الوجود" من
قبل القوات الافغانية والدولية خلال فترة ما قبل الانتخابات ويوم
الانتخابات ستضمن الامن بالاضافة الى معلومات المخابرات التي يجري
تجميعها حاليا. وقال "لا أرى من وجهة النظر الامنية اي سبب لتأجيل
الانتخابات."
ونفى بلوتز ايضا ما أوردته صحف أمريكية بأن الرئيس الافغاني حامد
كرزاي تشاحن مع الجنرال ديفيد بتريوس القائد الجديد للقوات الامريكية
وحلف الاطلسي بشأن خطط لتشكيل مجموعات دفاع مدني على غرار المليشيات
بسبب تدهور الوضع الامني.
ودافع بلوتز عن سجل حلف الاطلسي في حماية المدنيين مع تصاعد الحرب
ضد المتشددين وذلك في اعقاب احتجاجات الشوارع التي اندلعت يوم السبت في
مدينة مزار الشريف والتي خرج خلالها مئات الاشخاص الى الشوارع للاحتجاج
على تزايد اعداد القتلى في صفوف المدنيين.
CIA: الحرب أصعب وأبطأ مما كان متوقعا
ومن جانب آخر خلص مدير وكالة المخابرات المركزية الامريكية(سي آي
أيه) ليون بانيتا الى ان الحرب في افغانستان اكثر صعوبة وبطئا مما كان
متوقعا.
وقال بانيتا، الذي عينه الرئيس باراك اوباما على رأس وكالة
المخابرات المركزية العام الماضي، في لقاء تلفزيوني انه على الرغم من
تحقيق تقدم في افغانستان الا ان مشكلات خطيرة في الادراة الحكومية
والفساد وتمرد طالبان مازالت باقية.
واضاف: ان الولايات المتحدة تخوض منذ تسع سنوات في افغانستان حربا
قاسية جدا ، موضحا اننا نحرز تقدما لكنها (الحرب) اكثر صعوبة وبطئا مما
كان متوقعا .
وجاء تصريحات بانيتا هذه بعد ايام من تولي الجنرال ديفيد بترايوس
قيادة القوات متعددة الجنسيات في افغانستان إثر اقالة الجنرال ستانلي
ماكريستال الاسبوع الماضي بعد تعليقات انتقد فيها مسؤولين كبار في
الادارة الامريكية.
شدد بانيتا، الذي كان يتحدث الى شبكة ايه بي سي الامريكية، على ان
الامر الرئيسي هو معرفة ما اذا كان الافغان سيقبلون تحمل المسؤولية في
المعركة ضد المتمردين بعد إنسحاب القوات الاجنبية من البلاد.
ودافع بانيتا عن الضربات الجوية بطائرات بدون طيار ضد مسؤولين كبار
في القاعدة واصفا الاعتراض عليها ووصفها بأنها تنتهك القانون الدولي
بأنه خاطئ تماما .
واضاف : لدينا واجب، ومسؤولية في الدفاع عن هذه البلاد، حتى لا تقوم
القاعدة بمثل هذا النوع من الهجمات ثانية . بحسب رويترز.
واوضح بانيتا ان القاعدة قد تكون في اضعف حالاتها منذ هجمات 11
سبتمبر/ايلول عام 2001 على الولايات المتحدة الامريكية، قائلا ان تحقيق
النصر في افغانستان يعني بالنسبة للولايات المتحدة ان ينعم هذا البلد
بالاستقرار الكافي لكي لا يشكل ملاذا للقاعدة كما كانت الحال عندما
استغل تنظيم اسامة بن لادن هذا الوضع لشن هجمات 11 ايلول/سبتمبر.
وقال بانيتا ان 50 الى 100 من مسلحي طالبان هم من يعملون داخل
افغانستان، اما البقية فيختبئون في المناطق الجبلية شمال غرب باكستان
على امتداد الحدود الافغانية اي في المنطقة التي ربما تكون الاكثر
صعوبة في العالم على مطارديهم.
وأضاف: لقد قمنا بعمليات هجومية تعد الاكثر نجاحا في تاريخ السي آي
ايه في هذا الجزء من العالم، وكانت نتيجتها اننا تمكنا من تعطيل
قيادتهم .
إلا أن بانيتا ابدى تفاؤلا نسبيا بشأن اخراج بن لادن من مخبئه مشيرا
الى ان الولايات المتحدة وحلفاءها تمكنوا من تصفية اكثر من نصف قياديي
هذا التنظيم المتطرف.
وقال اذا واصلنا هذه الضغوط اعتقد ان الامر سينتهي بنا الى ارغام بن
لادن و الرجل الثاني في القاعدة ايمن الظواهري على الخروج من مخبئهما
وملاحقتهما
واضاف اننا نواصل التضييق عليهم والتاثير على شبكتهم القيادية.
ونواصل ايضا التأثير على قدرتهم على التخطيط لهجمات في الولايات
المتحدة. وأشار الى انه منذ اسابيع اسقطنا رجلهم الثالث مصطفي ابو
اليزيد.
بيد أن بانيتا اشار الى شبكة القاعدة وجدت طرقا جديدة في سياق
محاولاتها مهاجمة الولايات المتحدة، حيث بدأت في الاعتماد على ناشطين
ليست لديهم سجلات سابقة او على اولئك الذين يعيشون في الولايات المتحدة.
أمريكا تموّل المليشيات الأفغانية!
وقال محققو الكونجرس الأمريكي في تقرير أن الولايات المتحدة تدفع
ملايين الدولارات لقادة الميليشيات الأفغانية وربما لطالبان أيضا
لتأمين مرور قوافل الإمدادات للقوات الأمريكية في أفغانستان.
وتتبع وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاجون) نظاما بتكليف شركات خاصة
بمهمة نقل الامدادات لافغانستان وتترك لهذه الشركات مهمة تأمين نفسها
وقوافلها حتى تركز القوات الامريكية على محاربة المتمردين.
لكن يقول تقرير تناقشه لجنة في الكونجرس ان العواقب غير المتعمدة
لهذا النظام تقوض الجهود الامريكية لمحاربة الفساد وتشكيل حكومة
أفغانية فعالة.
وقال النائب جون تايرني رئيس لجنة أمنية فرعية في مجلس النواب
الامريكي في بيان "هذا الترتيب أفسح الطريق امام تشكل شبكة حماية واسعة
النطاق يديرها قادة ميليشيات سرية ورجال أقوياء وقادة ومسؤولون أفغان
فاسدون وربما اخرون."
وصرح تايرني وهو ديمقراطي بأن هذا النظام "يخالف" اللوائح التي
وضعتها بنفسها وزارة الدفاع وقد يقوض الجهود الاستراتيجية الامريكية في
أفغانستان.
ووصف التقرير الاموال التي تدفع لتوفير الحماية "مصدرا محتملا مهما
لتمويل طالبان" مشيرا الى عدة وثائق وتقارير عن حوادث بعينها ورسائل
الكترونية تشير الى محاولات طالبان الاستيلاء على هذه الاموال في مرحلة
ما من العملية. بحسب رويترز.
وبدأ محققو الكونجرس مراجعة عقد قيمته 2.16 مليار دولار في نوفمبر
تشرين الثاني. ويغطي العقد 70 في المئة من الطعام والوقود والذخيرة
والامدادات الاخرى للقوات الامريكية في أفغانستان.
وجاء في التقرير ان المتعاقدين في هذا العقد والمتعاقدين من الباطن
"يدفعون ملايين الدولارات سنويا لقادة الميليشيات في شتى انحاء
أفغانستان مقابل حماية قوافل" امداد القوات الامريكية.
وذكر التقرير ان كثيرا ما يشير المتعاقدون الى تلك الاموال على انها
"رشى."
وجاء في التقرير ان عددا من المتعاقدين أبلغ مسؤولي الجيش الامريكي
ان قادة الميليشيات يطلبون الحصول على اموال مقابل تأمين مرور القوافل
وان هذه الاموال تمول التمرد وان بواعث قلق المتعاقدين لم يتم التعامل
معها بشكل ملائم.
الشرطة الأفغانية والانسحاب الأمريكي
ينبطح رجال الشرطة الأفغانية على الأرض يتدربون بإطلاق بنادق
كلاشنيكوف الروسية العتيقة على أهداف مرسومة على الورق المقوى استعدادا
ليوم انسحاب القوات الأمريكية العام القادم ليواجهوا وحدهم متشددي
طالبان.
وقال محمود نازلي في ميدان الرماية البدائي على بعد خطوات من بقايا
سيارة أمريكية محطمة نسفتها قنبلة بدائية الصنع يشتبه أن مقاتلي طالبان
زرعوها "أحتاج عاما آخر من التدريب... نستطيع هزيمة طالبان لكننا نحتاج
وقتا أطول بكثير."
ويعتمد استقرار أفغانستان في المدى الطويل على أداء جيشها وشرطتها.
ويقول المسؤولون العسكريون في حلف شمال الاطلسي انهما حققا تقدما كبيرا
وهم متأكدون أنهما سيقدران على منع طالبان من العودة الى السلطة على
الرغم من ان التمرد يزداد قوة بعد تسع سنوات من بداية الحرب.
وقال الكابتن الامريكي كيفن كروبسكي "هؤلاء الرجال لديهم دافع حقيقي...
الافغان سعداء حقا اذ يرونهم."
والخطة هي أن تقوم القوات الامريكية بمهام مشتركة مع الشرطة
الافغانية لتواصل ارشادها حتى يمكنها في النهاية أن تقوم بالمهام
الامنية بنفسها. ويقول رجال الشرطة الافغانية ان ذلك يتطلب المزيد من
التدريب وكذلك الخبرة الميدانية قبل الانسحاب المقرر أن يبدأ في يوليو
تموز 2011.
وبعد 45 يوما من التدريب تخرج 150 شرطيا من أكاديمية الشرطة وأصبحوا
مسؤولين عن حماية كل السكان في منطقة داند في قندهار بجنوب البلاد وهي
معقل طالبان.
المخاطر مرتفعة والفشل في تحقيق السلام في البلاد بعد الانسحاب
الامريكي الذي يبدأ الصيف القادم قد يتسبب في ضربة قوية للرئيس
الامريكي باراك أوباما الذي وضع أفغانستان على رأس أجندة سياسته
الخارجية.
ومن الممكن أن تنزلق أفغانستان مرة أخرى الى الفوضى اذا لم يستطع
الجيش والشرطة السيطرة على الامن.
وتواجه الشرطة تحديات أكبر من مجرد تحسين قدراتهم على الرماية
ولياقتهم البدنية فهم يحتاجون الى تغيير سمعة الشرطة المعروفة بارتفاع
مستوى الفساد ونقص الكفاءة.
وقال تقرير الامم المتحدة بشأن المخدرات ان مستويات تعاطي المخدرات
بين قوات الشرطة مرتفع جدا وأن ما بين 12 و41 بالمئة كانت اختباراتهم
ايجابية فيما يتعلق بعاطى الافيون ومخدرات أخرى كالهيروين.
وتبدو الشرطة الافغانية أقل استنفارا من الجيش. ونادرا ما تحتك
الشرطة في دورياتها مع المواطنين الذين ما زال أكثرهم يخشى طالبان حتى
على الرغم من أن داند تبدو أكثر هدوءا من بقية أنحاء قندهار.
ومن أجل رفع كفاءة الشرطة الافغانية تقوم القوات الامريكية بتدريب
أفرادها على اقامة نقاط التفتيش وعلى تفتيش سائقي السيارات والمزارعين
الذين يمتطون الحمير بحثا عن الاسلحة. وينطوي الامر على صعوبة حيث تخشى
الشرطة الافغانية تنفير السكان المحليين أو تعريضهم للاهانة.
ويقول رجال الشرطة الافغانية انه لا يمكن أن يتوقع منهم أن يحققوا
تقدما سريعا حتى يحصلوا على أسلحة متطورة مثل الامريكيين.
4000 آلاف جندي فرنسي قريبا في أفغانستان
من جانب آخر أعلن قائد أركان الجيوش الفرنسية الجديد ان عديد القوات
الفرنسية في افغانستان سيرتفع "قريبا" من 3750 الى اربعة الاف رجل
مشاركين في حرب "معقدة"، وذلك في تصريح ادلى به اثناء جلسة استماع في
مجلس الشيوخ نشر فحواها على الانترنت نهاية الاسبوع.
وقال الاميرال ادوار غيو كما جاء في النص الذي بث على موقع قيادة
اركان الجيوش "ان عددهم سيبلغ قريبا اربعة الاف مع انتشار طاقم مدربين
(ينضم الى القوات الافغانية) ومدربين اضافيين". واضاف امام لجنة الشؤون
الخارجية والدفاع في مجلس الشيوخ، ان "حربا معقدة تدور في افغانستان،
انها حرب كثيرة القتلى، حرب طويلة الامد".
ولاحظ الاميرال غيو انه "كلما يخرج" الجنود الفرنسيون "يتعرضون لقصف
المقاتلين وعبواتهم اليدوية الصنع". وتابع "اننا نحصي معدل خمسة الى
سبعة اشتباكات في الاسبوع"، واعتبر ان هذه الحرب "معقدة لاننا نواجه
عدوا خفيا وجاهزا لكل شيء" في حين "اننا لا نريد التسبب في خسائر
جانبية تصب في خانة طالبان". واقر بانه "لن تكون هناك اي معركة حاسمة
تؤدي الى القرار النهائي".
واعتبر الاميرال غيو ان 2010 ستكون "سنة حاسمة" رغم انه "سيكون من
الصعب اعداد حصيلة كاملة قبل الخريف مع انعقاد مؤتمر حلف شمال الاطلسي
في لشبونة"، مؤكدا انه يترقب تلك الحصيلة في "صيف 2011" عندما سيكون
اول الجنود الاميركيين على وشك العودة الى بلادهم طبقا لوعد الرئيس
باراك اوباما. وتعد القوات الدولية في افغانستان اليوم نحو 140 الف
جندي ثلثاهم اميركيون.
الأمم المتحدة تنوي خفض موظفيها
وبموازاة ذلك قالت الامم المتحدة التي تواجه بالفعل نقصا حادا في
الموظفين إنها تعتزم سحب بعض عمالها الاجانب من أفغانستان في اعقاب
تقارير مستمرة عن تهديدات للمسلحين ضد موظفيها.
وفي تقرير بشأن أفغانستان قال الامين العام للامم المتحدة بان جي
مون ان المنظمة الدولية لا تزال هدفا محتملا لهجمات مسلحة في جميع
انحاء البلاد وانها ستخفض حجم موظفيها الدوليين.
وأجلت الامم المتحدة المئات من موظفيها في نوفمبر تشرين الثاني
الماضي بعد أيام من اقتحام مسلحين من طالبان يرتدون سترات انتحارية
مبنى ضيافة تابع للامم المتحدة في كابول مما أسفر عن مقتل خمسة من
موظفي المنظمة الاجانب. بحسب رويترز.
وفي حين عاد العشرات من هؤلاء العمال الان الى أفغانستان الا أن
اخرين تخلوا عن وظائفهم بسبب مخاوف أمنية او غادروا بعد انتهاء
تعاقداتهم مما جعل المنظمة تعاني نقصا حادا في العمالة.
وقال بان في تقرير ربع سنوي لمجلس الامن المؤلف من 15 دولة ان
تقارير يعتد بها عن تهديدات من قبل مسلحين" لا تزال تشير الى أن وجود
الامم المتحدة في سائر انحاء البلاد يعد هدفا محتملا لمزيد من
الهجمات." وأضاف"الاجواء الامنية المتقلبة تترجم الى أخطار امنية
لموظفي الامم المتحدة وممتلكاتها وعملياتها."
وقال بان ان الامم المتحدة تنوي نقل "عمليات دعم معينة" ربما في
الشهور الثلاثة القادمة الى الكويت حيث مقر الامم المتحدة الخاص
بالعراق مضيفا ان هذه الخطوة لن تؤثر على المهمة.
ولم يحدد التقرير عدد الموظفين الاجانب المرجح سحبهم لكن دان
ماكنورتون المتحدث باسم الامم المتحدة في كابول قال "لن يكون العديد
منهم " مضيفا ان الذين سيغادرون "لا تستدعي الضرورة وجودهم في
أفغانستان لتنفيذ عمل مهم."
وقالت الامم المتحدة في مارس اذار ان هناك ما بين 900 و1000 موظف
اجنبي في البلاد بعد ان كان 1100 قبل هجوم العام الماضي. ولم يكن لدى
ماكنورتون ارقاما محددة عن عدد الموظفين المتمركزين الان في البلاد.
لكن بعثة الامم المتحدة كانت تواجه مشكلة في ايجاد موظفين حتى قبل هجوم
العام الماضي وقال بان ان احجام مرشحين عن الانتقال الى أفغانستان بسبب
مخاوف أمنية يعرقل تسليم المساعدات على الارض. |