السير على الماء

ريم علي الحاجي محمد

أعشق كثيرا الجلوس عند البحيرة و أتأمل النظر فيها وفي صفاء مياهها

تبادر إلى ذهني سؤال أيمكنني السير على الماء

قد يبدوا الأمر صعبا ولكني أتسائل ما سبب صعوبته فلم لا يمكنني السير على الماء رغم أن السفن وبعض الطيور يمكنها ذلك هل لأن وزن الإنسان أثقل من وزن الماء لذلك يغرق الإنسان في الماء، إذن المشكلة في الإمكانيات التي امتلكها فهي لا تؤهلني لهذا السير. ولأنني لا أستطيع الاحتفاظ بتوازني وأقع ؟

سابقا حاول الإنسان الطيران في الهواء ولكنه لم يتمكن من ذلك وفي المقابل تمكن من صنع الطائرة بمميزات تمكنها من الطيران في الهواء ببساطة، أيضا صنع الإنسان السفن لكي تبحر في البحار والمحيطات دون أن تغرق.

ولكن الإنسان نفسه لم يتمكن لا من الطيران ولا من السير ؟!

هل يمكنني أن أفعل ذلك وأسير على الماء سوف أقع للمرة الأولى ولكني سأحاول وإن كان وزني هو السبب فسأحاول التخفيف من ملابسي ؟

مازلت لا أستطيع لكن ربما لو تحررت مما بداخلي من أفكار مزعجة، أفكار شريرة مؤذية لي ولغيري فذهني منشغل بالعديد من الأفكار التي لن تجدي شيئا لو طبقتها،قد أستطيع ولكن كيف لي أن أتخلص من هذه الأفكار وقد باتت جزءا من عقلي حفرت ونقشت فيه.. يجب أن أزيلها تماما فقد بت أشعر بها حملا ثقيلا على نفسي يعيقني عن السير في طريقي.

تخلصت من أفكاري المزعجة وما زلت أغرق عند محاول السير على الماء.. ترى هل بقي شيء؟

نعم مازال هناك الكثير مشاعر الحقد والكراهية وهناك الكذب والخيانة مشاعر كثيرة متراكمة تعكر صفو حياتي كما يتعكر هذا الماء الصافي بأي شيء يرمى فيه، إذن يجب أن أتخلص منها سأحاول وأجتهد.

تخلصت من أفكاري.. مشاعري وجميع ما يعيقني من السير بتوزان وخفة.

بدأت أشعر بخفة في الجسد وصفاء روح أظن أن بإمكاني الآن المحاولة والنجاح في السير فكل ما أحتاجه هو الصفاء.

الخفة والصفاء هما ما احتاجهما دوما للعبور في المحطات المختلفة في حياتي سواء كان السير على الماء او السير في الهواء أو السير على الجمر.

إن حياتي أشبه بالبحيرة أحتاج أن أتخلص من أشياء كثير لكي أتمكن من السير فيها دون أن أنغمس في مشاكلها ودون أن أتأثر بشياطينها.

كثيرة هي المشاكل التي أمر بها وهذا ليس بعيب ولكن العيب هو ان أجعلها تؤثر في أعماقي بشكل سلبي دون ان أحاول العبور من خلالها إلى حياة إيجابية.

reemalihm.maktoobblog.com

شبكة النبأ المعلوماتية- الاثنين 11/تموز/2010 - 29/رجب/1431

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1431هـ  /  1999- 2010م