
شبكة النبأ: أبدى قادة عسكريون وزعماء
مدنيون في تركيا شعورا متزايدا بالاحباط بشأن دور الولايات المتحدة
والعراق في محاربة المتمردين الاكراد بعد هجوم جديد على قاعدة تركية
قتل فيه 15 شخصا.
وقتل أكثر من 80 جنديا تركيا في العمليات حتى الان هذا العام اي ما
يزيد على عدد قتلى عام 2009 بمجمله وسقط معظمهم بعد أن ألغى حزب العمال
الكردستاني الانفصالي في بداية يونيو حزيران وقفا لاطلاق النار استمر
14 شهرا.
وطالبت تركيا العراق والولايات المتحدة بشكل متكرر بمزيد من الدعم
في حربها ضد حزب العمال الكردستاني الذي له قواعد في شمال العراق.
وتتعرض حكومة رئيس الوزراء طيب أردوغان لضغوط لاحتواء العنف المتصاعد
الذي يهدد بالحاق الضرر بشعبيتها في الانتخابات العامة المقرر لها
يوليو تموز 2011.
وقالت مصادر أمنية تركية انه في أحدث قتال هاجم متمردون أكراد موقعا
عسكريا في جنوب شرق تركيا خلال الليل ووقع اشتباك قتل فيه 12 متمردا
وثلاثة جنود.
وقال وزير الداخلية بشير اتالاي في مؤتمر صحفي "معسكرات الارهاب
داخل العراق.. في شمال العراق غير مقبولة. طلبنا ذلك من العراق
والولايات المتحدة. انتهى وقت الكلام والان وقت العمل."
وفي تصريح مماثل حذر الجنرال ايلكير باشبو رئيس اركان القوات
المسلحة التركية من ان وجود حزب العمال الكردستاني في شمال العراق قد
يضر بعلاقات تركيا معه ومع الولايات المتحدة اذا لم تتخذ اجراءات للحد
من انشطة المتمردين في شمال العراق.
ونقل عنه قوله في مقابلة مع تلفزيون ستار "الوقت حان بل ينفد
بالنسبة الى المسؤولين - الشعب والمؤسسات والدول والهيئات في شمال
العراق - لفعل ما هو صواب."
وقال باشبو "وجود حزب العمال الكردستاني في شمال العراق سيكون له
تأثير سلبي على العلاقات التركية العراقية في المرحلة المقبلة. وأيضا
سيكون له تأثير سلبي على العلاقات التركية الامريكية بمعنى ما." وتقدم
واشنطن معلومات مخابرات بشأن تحركات حزب العمال الكردستاني الى أنقرة.
وأضعف تصاعد العنف محاولة حكومة رئيس الوزراء رجب طيب أردوغان
لتعزيز حقوق الاقلية الكردية ووضع حد للتمرد الانفصالي المستمر منذ 26
عاما.
ونقلت طائرات هليكوبتر عسكرية تعزيزات للبحث عن بقية المتمردين من
حزب العمال الكردستاني الذين شنوا الهجوم في منطقة سمدينلي باقليم
هكاري قرب الحدود مع العراق. وأصيب في الاشتباك أيضا ثلاثة جنود. بحسب
رويترز.
وتركزت عملية الجيش في المنطقة القريبة من الحدود العراقية التي
كثيرا ما يعبر منها متشددون من قواعد في شمال العراق لمهاجمة الجيش
التركي.
الصراع مع الأكراد يؤرق تركيا
ويدوي صوت طائرات هليكوبتر حربية فوق الاودية على الحدود التركية
العراقية وهي تبحث عن مقاتلين من المتمردين الاكراد في سفوح الجبال.
وتواجه العربات العسكرية التي تنقل الجنود الى نقاط التفتيش
والمواقع الحدودية على الطرق الملتوية خطر القنابل التي تزرع على الطرق
أو الاكمنة.
وأحيانا تمضي القوات التركية الى مدى أبعد بشن هجمات جوية ضد قواعد
المقاتلين الاكراد في شمال العراق أو باصدار أوامر للجنود بعبور الحدود
لمطاردة وحدات المقاتلين التي تشن غارات. وقصفت طائرات حربية مواقع
للمتمردين الاكراد في الجبال.
وبعد مرور عام على اعلان رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان عن
اتفاق جديد بين الدولة والاقلية الكردية تبددت الامال في انهاء صراع
تركيا الممتد منذ عقود نتيجة تزايد أعمال العنف في جنوب شرق البلاد
الذي يغلب الاكراد على سكانه. بحسب رويترز.
وتعودت العائلات في بلدة جوكورجا الحدودية المتربة على الاستيقاظ كل
ليلة على دوي قذائف المورتر والمدفعية في التلال والجبال المحيطة حيث
يتبادل الجنود والمقاتلون الاكراد النيران.
وقال رجل في الثلاثينات من العمر لم يرغب في الكشف عن اسمه خشية
اثارة غضب أي من الجانبين "لم يتوقع الناس أن يأتي السلام في الحال ..
وعليه فاننا تعودنا على العنف مرة أخرى."
وكثف حزب العمال الكردستاني في الاسابيع الاخيرة الهجمات على الجيش
بعد أن أنهي هدنة دامت 14 شهرا في يونيو حزيران.
ولقي أكثر من 80 جنديا حتفهم هذا العام وهو عدد أكبر من عدد الجنود
الذين قتلوا في عام 2009 بأكمله.
وتحمل أمهات ثكلى صور رجال وجوههم كالاطفال يرتدون زيا عسكريا بينما
تعطي القنوات الاخبارية احساسا بالحداد الوطني في تغطيتها للصلوات على
جثامين الجنود القتلى.
وتعرض مسؤولون حكوميون للهجوم أثناء تشييع الجنود القتلى حيث لوحت
الحشود بعلم تركيا ورددت شعارات قومية.
وراهن حزب العدالة والتنمية الذي يتزعمه أردوغان في العام الماضي
على تعزيز الحقوق الكردية أملا في أن ينهي هذا "الانفتاح الديمقراطي"
حربا عمرها 26 عاما حصدت حوالي 40 ألفا من الارواح.
والان تقول الحكومة التي تتعرض لضغوط كي ترد على هجمات حزب العمال
الكردستاني المتصاعدة ان المتمردين "سيغرقون في دمائهم" وتم نشر الاف
من القوات الخاصة على طول الحدود.
وتلقى العمليات العسكرية ضد المتمردين دعما من تبادل المعلومات مع
السلطات العراقية والامريكية رغم احتجاجات العراق أحيانا على انتهاك
القوات التركية لسيادته.
وقد يعرقل العنف محاولة اردوغان تشكيل حكومة من حزب واحد لفترة
ثالثة على التوالي بعد الانتخابات العامة التي لم يتبق على موعدها سوى
12 شهرا أو أقل.
وسعى اردوغان الى تخفيف المظالم التي يعاني منها الاكراد فألغى في
العام الماضي بعض القيود على الحقوق الثقافية والسياسية للاكراد وعدل
عن بعض السياسات التي وضعت بعد انقلاب عسكري في الثمانينات والتي لم
تؤد الا الى تعزيز الدعم لحزب العمال الكردستاني.
وفي حين أن الاصلاحات مطلوبة لانضمام تركيا للاتحاد الاوروبي الا أن
من غير المرجح ان تقدم الحكومة مزيدا من التنازلات مع اقتراب
الانتخابات بعدما لاحظت رد الفعل القومي القوي.
وأثارت صور أعضاء بحزب العمال الكردستاني وهم يلقون استقبال الابطال
عند عودتهم الى تركيا بموجب خطة للعفو استياء الرأي العام في غرب تركيا
الاكثر ثراء حيث لا يبالي كثير من الناس بالاعباء في جنوب شرق البلاد
الفقير.
وقال عارف كوباران رئيس اتحاد التجارة والاعمال في بلدة هكاري
القريبة "حل المشكلة الكردية يقتضي أن تكون شجاعا وهذه الحكومة لم تكن
شجاعة بما يكفي."
ومضى يقول "الحكومة وعدت الاكراد بأشياء كثيرة لكن في النهاية كانت
كلمات فحسب. أردوغان يخشى أن يخسر الناخبين ومن ثم فان العملية لم
تنطلق قط."
مخاوف من الاضطراب العراقي الداخلي
وقال مسؤولون عراقيون ان جنودا عراقيين ومقاتلين من قوات البشمركة
اشتبكوا بالايدي وتبادلوا اطلاق الاعيرة النارية على امتداد خط
المواجهة المضطرب بين الاقلية الكردية والغالبية العربية في العراق.
وقعت هذه المواجهة في قره تبه بمحافظة ديالى بينما كان نائب الرئيس
الامريكي جو بايدن يجري محادثات مع زعماء عراقيين في بغداد مما يذكر
بالنقاط المشتعلة التي مازال يتعين على العراق حلها فيما تستعد القوات
الامريكية للانسحاب.
ويخشى قادة عسكريون امريكيون من ان النزاعات المستمرة منذ فترة
طويلة بين الاكراد والعرب العراقيين بشأن الارض والنفط والسلطة يمكن ان
تؤدي الى الصراع الرئيسي التالي في العراق مع انحسار اعمال العنف
الطائفية التي أطلقها الغزو الذي قادته الولايات المتحدة للعراق في عام
2003. وقال مسؤولون ان زعماء محليين وقادة امريكيين تدخلوا في قره تبه
وان الهدوء عاد. ولم يسقط قتلى.
والروايات التي تتعلق بالاشتباكات بالايدي وتبادل اطلاق الاعيرة
النارية التي رواها عراقيون متناقضة ولم يتوفر تعقيب لدى الجيش
الامريكي. بحسب رويترز.
وقال مسؤول شرطة في البلدة ان الحادث بدأ عندما أوقفت قوة من
البشمركة الكردية عربة في وضع "استفزازي" في سوق وعرقلت حركة المرور.
وأمرت قائد دورية تابعة للجيش العراقي المقاتلين الاكراد بالتحرك
لكن افراد البشمركة رفضوا ذلك. ثم بدأ الجانبان تبادل الاهانات الى ان
تفجرت مشاجرة بينهم.
وقال قائد الدورية "العربة الكردية تحركت بعيدا ويبدو انها ذهبت
لجلب مساعدة. وعندما عادوا في وقت لاحق اندلعت الاشتباكات."
وأضاف "كان افراد البشمركة الاكراد هم الذين بدأوا باطلاق النار على
قوة الجيش العراقية وأصابوا جنديين عراقيين بجروح." وقال ان احد افراد
البشمركة الاكراد أصيب أيضا.
وقال مسؤول في مركز عمليات ديالى ان التقرير الرسمي عن الحادث ذكر
ان الاشتباكات بدأت عندما اصطدمت عربة تابعة للجيش العراقي بعربة همفي
تابعة للبشمركة وسيارة اخرى.
وقال المسؤول ان معركة بالاعيرة النارية نشبت بين جنود عراقيين
والشرطة الكردية. وأصيب جندي وشرطي بجروح واندلعت معركة بالايدي في وقت
لاحق بين المقاتلين الاكراد وجنود عراقيين يشاركون في نقاط تفتيش
بالمنطقة.
وقال المسؤول "لم يكن هذا الامر خطيرا. هؤلاء الجنود وأفراد
البشمركة الذين يعملون في نقاط التفتيش صغار السن. ولا يمكنهم السيطرة
على مشاعرهم."
وهناك رواية ثالثة ذكرها زعيم كردي محلي وقال ان المقاتلين الاكراد
ضربوا جنودا بدرجة شديدة حتى ان قائدهم أمر القوات باقتحام مقر القيادة
المحلي للبشمركة.
وقال ان الجنود العراقيين أخذوا يطلقون النار. واصيب أربعة منهم.
ولم تتوفر له معلومات بشأن الاصابات في صفوف البشمركة.
وحاولت القوات الامريكية تضييق الخلافات بين القوات الكردية وقوات
الجيش العراقي في المناطق المتنازع عليها والتي يطالب الاكراد بها ضمن
الجيب الشمالي شبه المستقل من خلال تنظيم نقاط تفتيش امنية مشتركة من
الاكراد والعراقيين.
أكراد يفجرون خط أنابيب النفط بين العراق
وتركيا
وتوقف تدفق النفط عبر خط أنابيب النفط الرئيسي بالعراق الى تركيا
لثلاثة أيام بعد أن فاقم هجوم شنه متمردو حزب العمال الكردستاني في
تركيا من مشكلة فنية على الجانب العراقي.
وأضاف التفجير الذي نفذه حزب العمال الكردستاني بعدا جديدا
للتهديدات التي يواجهها خط الانابيب الذي يحمل نحو ربع صادرات العراق
النفطية بعدما انهى الحزب في يونيو حزيران وقفا لاطلاق النار دام 14
شهرا.
وقالت مصادر أمنية تركية ان الانفجار وقع قرب مدينة مديات في اقليم
ماردين بالقرب من الحدود السورية. وما زال عمال من شركة بوتاش التركية
التي تديرها الدولة يعملون على اصلاح الاضرار التي لحقت بخط الانابيب.
وذكرت المصادر ان تدفق النفط ربما يستأنف يوم الاثنين.
وعلى الجانب العراقي من الحدود قالت مصادر بشركة نفط الشمال
العراقية ان الفنيين تمكنوا من حل مشكلة في خط الانابيب تسببت في تعطيل
ضخ النفط في وقت متأخر يوم الخميس وبدأوا الضخ عند مستويات التجارب.
بحسب رويترز.
ويحمل خط الانابيب الذي يمتد لمسافة 960 كيلومترا 500 ألف برميل من
النفط يوميا في المتوسط من حقول النفط حول كركوك بشمال العراق الى
ميناء جيهان التركي على البحر المتوسط حيث يجري تحميله في ناقلات
للتصدير.
وتعطل تدفق النفط عبر خط الانابيب بين العراق وتركيا بسبب أعمال
التخريب والمشاكل الفنية في معظم الاحيان حتى عام 2007 منذ الغزو الذي
قادته الولايات المتحدة للعراق في 2003 .
وتحسنت الاوضاع الامنية لكن المتمردين مازالوا يستهدفون خط الانابيب
من حين لاخر كما عانى الخط مشاكل فنية متكررة بسبب تقادمه وضعف عمليات
الصيانة على مر السنين.
الموساد يدرب البي كي كي والبيجاك..
وأشار كاتب تركي في مقال بصحيفة الزمان اليوم التركية، الى وجود
نشاط مخابراتي اسرائيلي في شمال العراق لتدريب مسلحي حزب العمال
الكردستاني وجناحه الايراني حزب الحياة الحرة.
وكتب عمر اوسلو في صحيفة الزمان اليوم، انه “في 31 من ايار مايو
استيقضت تركيا على حادثين مروعين وقعا في شرق المتوسط. فقد هاجم مسلحو
البي كي كي مخفرا بحريا في الاسكندرون بمحافظة هاتاي الجنوبية، وبعد
ساعات قليلة هاجمت اسرائيل قافلة مدنية في المياه الدولية، فقتلت تسعة
اتراك من ناشطي حقوق الانسان وجرحت العشرات”.
ويضيف الكاتب “منذ ذلك الحين بدأت بعض وسائل الاعلام التركية تلمح
الى وجود علاقات بين اسرائيل والبي كي كي”.
ويشيرالكاتب الى ان “مثل هذا الموقف ليس بجديد في الاعلام التركي.
اذ منذ ان قتل مسلحو البي كي كي سبعة جنود في الرشادية في محافظة توكات
الشمالية، والاعلام التركي ينظر في امكانية وجود علاقة بين اسرائيل
والبي كي كي. ونظرا لحساسية العلاقات بين الاعلام التركي ومنظمات اخرى
وافراد، فان الصحفيين لا يتحدثون بنحو مباشر عما يعرفونه عن تلك
الحادثة”.
ويقول الكاتب في مقاله ان “هناك محللين قلائل تحدثوا صراحة عن وجهات
نظرهم الخاصة. وان سيدات لاتشينر من منظمة البحوث الاستراتيجية الدولية
ومقرها انقرة، هو واحد منهم”.
وينقل المقال عن لانتشير قوله ان “هناك بعض المجموعات في اسرائيل
تعمل بنشاط مع البي كي كي باستعمال جناحها الايراني، حزب الحياة الحرة
في كردستان (بيجاك)، الذي يشن حربا على منطقة غرب ايران”.
وقال لانتشير ان “هذه العلاقة اكبر من مجرد نظرية مؤامرة، بل هي
علاقة ثابتة لحقيقة اكتشاف بعض عناصر الموساد ومتقاعدين من الجيش
الاسرائيلي وهم يدربون مسلحين اكراد في منطقة شمال العراق الكردية”.
ويضيف لانتشير، وفق المقال، ان “الاحداث الارهابية الكبيرة التي
نفذها البي كي كي في مدن كبيرة تحمل بصمات اسرائيلية”.
وقال ان “هؤلاء الارهابيين يدربهم ضباط مخابرات اسرائيليين على
كيفية اختراق المدن بطريقة مثلى”، مشددا على ان الحكومة الاسرائيلية
غير مرتاحة لحزب العدالة والتنمية الحاكم في تركيا. واوضح “انهم يريدون
تصوير الحكومة التركية بانها مقربة كثيرا من تنظيم حماس المتطرف في
عيون الراي العام العالمي. وما البي كي كي الا مجرد متعهد لدى اسرائيل
يخدم هذا الغرض”.
ويقول الكاتب عمر اوسلو ان “سياسيين اتراك، بعد هجوم الاسكندرون،
توصلوا الى الاستنتاج نفسه وراحوا يشيرون الى احتمال وجود علاقة بين
اسرائيل وهذا الهجوم ايضا. اذ قال نائب رئيس حزب العدالة والتنمية،
حسين تشيلك، بمقر الحزب في انقرة يوم الاثنين الماضي: اننا لا نعتقد ان
هذا الحادث [هجوم الاسكندرون] مجرد حادث اتفاقي”.
ويتابع “رئيس حزب الشعب الجموري، كمال كيلتشداروغلو، قال ايضا بان
الشبه بين الاحداث كان كبيرا”.
ويقول الكاتب “يقال ان هذه المعلومات روجها نائب رئيس الاركان،
الجنرال اصلان غونر، الذي كان من المحاربين القدامى القلائل في انقرة،
والمعروف بخبرته في عالم الاستخبارات”.
ويزيد الكاتب “عندما سمعت كلاما عن دعوة الجنرال لصحفيين بمكتبه في
انقرة تماما بعد حادثة الرشادية، واعلمهم بان هناك صلة بين هجمات البي
كي كي واسرائيل، لم اهتم وتعاملت مع الامر كواحدة من ملايين نظريات
المؤامرة التي تروج في انقرة في اي لحظة كانت…. لكن بعد حادثة
الاسكندرون، اتصلت بنحو مباشر بصحفيين في انقرة وسالتهم عما اذا حدث
فعلا مثل هذا اللقاء، فاكدوا كلهم انهم حضروا اللقاء. ومع ان بعضهم قال
انه لا يتذكر بالضبط تفاصيل ما دار، لانهم لم يهتموا كثيرا بهذا الجزء
الخاص من اللقاء، لكن اي منهم لم ينكر بان عسكريا رفيع المستوى ذكر
وجود علاقة بين البي كي كي واسرائيل”.
ويختتم الكاتب مقاله بالقول “لا اعرف ان كنت كشفت سرا من اسرار
الدولة، لكن هناك حقيقة تقول ان الجيش التركي يعتقد بوجود علاقة بين
اسرائيل والبي كي كي. وهذا هو السبب الذي جعل من رجب طيب اردوغان يرفع
صوته منتقدا اسرائيل”.
حل مشكل أكراد تركيا موجود في العراق
ومن جانب آخر نقلت صحيفة حريت ديلي نيوز Hurriyet Daily News
التركية عن خبير بقضايا الشرق الاوسط قوله إن استقبال تركيا للزعيم
الكردي العراقي مسعود بارزاني يدل على تغير رئيس في سياسة من شأنها أن
تعطي انقرة اليد العليا في حل مشكل اكرادها، مبينا أن اقتراب الادارة
الكردية العراقية من تركيا يعني حماية الاخيرة لها في حال اندلاع صراع
بين العرب والاكراد في العراق.
وقال هنري ج. بيركي، الباحث في مؤسسة كارنيجي للسلام العالمي، في
لقاء اجرته معه الصحيفة إنه “عندما تكون العلاقات مع الاكراد العراقيين
سيئة، تكون العلاقات سيئة ايضا مع اكراد تركيا”، موضحا أن “الاكراد
العراقيين خففوا من تأثيرهم على الاكراد الاتراك؛ فقد صارت لديهم خبرة
اكثر وفهم اكثر تتمثلان في جوانب عدة افضل امل لكل الاكراد من اجل وجود
مسالم ومحترم”.
وكان بيركي كتب في تقرير له في ايار مايو الماضي بشأن الدور التركي
الجديد في العراق حمل عنوان “احتضان كردستان العراق”، قائلا إن تركيا
بعدما كانت نصل المعارضة لادارة بارزاني الاقليمية الكردية، انعطفت 180
درجة وطورت علاقات اقتصادية وثيقة وروابط سياسية مع شمال العراق.
وبينت الصحيفة أن بيركي قال قبل بضع سنوات إن المسؤولين الاتراك
كانوا يشيرون إلى بارزاني والرئيس العراقي جلال طالباني على أنهما
“زعيمان عشائريان”، إلا أن تركيا الآن تتعاون مع ادارة بارزاني في نطاق
واسع من القضايا، من بينها جهود احتواء حزب العمال التركي المحظور، PKK.
وقال بيركي للصحيفة إنه “كلما طبعت تركيا علاقاتها مع [الادارة
الكردية الاقليمية]، كلما سهل العمل في العراق والعمل على القضية
الكردية المحلية”، مشيرا إلى أن “حماية رفاه كردستان العراق مهم لكل
الاكراد وليس للاكراد في العراق حسب”.
وطبقا للتقرير السابق لبيركي، فإن قدرة تركيا على التأثير في
الاحداث على الارض تتعاظم في شمال العراق، بينما انهيار مقترحات
الحكومة في الاصلاح الكردي في تركيا قد تكون له تبعات خطرة على
العلاقات مع العراق.
وقال التقرير “لعله ينبغي تفادي ضرورة نزع سلاح البي كي كي نفسه
فيما يؤدي هذا، وهو الاكثر اهمية، إلى زيادة العنف في المناطق الكردية
التركية، الذي من شأنه أن يعقد علاقات انقرة باربيل”.
وأشارت الصحيفة إلى أن البي كي كي يعد تنظيما “ارهابيا” من جانب
تركيا والولايات المتحدة والاتحاد الاوربي.
وقال بيركي إن “ادراك أن الادارة الكردية الاقليمية موجودة لتكون
الحاث الاول على تغير جذري في العلاقات بين اكراد العراق وتركيا”،
مضيفا أن “العلاقات التركية العراقية لا يمكن أن تتحسن من دون حدوث
تحسن في العلاقات مع ادارة بارزاني، التي هي الآن جزء مهم ومعترف به من
العراق الفيدرالي”.
ورأى الباحث أن تركيا ادركت أنها لا تستطيع احراز تقدم يذكر في
مشكلتها الكردية من دون أن تحسن اولا علاقاتها مع الادارة في شمال
العراق.
وعلى الرغم من ازدياد عدد هجمات البي كي كي على الاراضي التركية،
إلا أن بيركي يعتقد أن “هذه التطورات لا تسمم روابط انقرة بالزعماء
الكرد العراقيين”، مستدركا “منذ تحسن العلاقات، كانت أنقرة حريصة جدا
على أن لا تقول شيئا اكثر درامية مما ينبغي، والعكس صحيح، الجميع يدرك
مدى السرعة التي يمكن أن تنهار بها الامور. ويبدو أن ضبط النفس هو
النظام اليومي”، بين الطرفين.
وقالت الصحيفة إن هناك سيناريو يناقش عادة، ووراء الكواليس، ما تريد
تركيا فعله إذا اندلع صراع داخلي بين الاكراد والعرب في العراق. وعن
هذا السيناريو يقول بيركي “إنها مسألة صعبة جدا؛ فالشيطان يكمن في
التفاصيل”، مبينا أنه يفترض أن انقرة تريد التأكد من أن شيئا من هذا
القبيل لن يحدث.
ورأى بيركي أنه “كلما اندمجت الادارة الاقليمية الكردية مع تركيا،
كلما سيزداد اهتمام تركيا برعايتها ومستقبلها”، و”إذا كان النزاع بشأن
النفط، فمن المحتمل جدا أن تنضم تركيا إلى جانب اربيل، وإذا كانت
القضية اثنية تحديدا، عندها ستكون انقرة إلى جانب العرب، لكن بنحو فاتر”.
بارزاني يتعهد بتقديم الدعم لتركيا
وتعهدَ رئيس اقليم كردستان العراق مسعود بارزاني خلال زيارة تاريخية
الى انقرة جرت مؤخرا، بعد سنوات من العداوة، ببذل "كافة الجهود" لوقف
اعمال العنف المتزايدة التي يشنها المنشقون الاكراد ضد تركيا.
وصرح عقب محادثات مع وزير الخارجية التركي احمد داود اوغلو "نحن ضد
استمرار العنف. نحن لا نرى ان امن تركيا ينفصل عن امننا. وسنوسع جهودنا
لانهاء هذا الوضع السيء". وقال "نحن نرى مستقبلنا في تحسين العلاقات مع
تركيا (...) ونحن مستعدون لكافة اشكال التعاون لتحسين هذه العلاقات".
ويخوض حزب العمال الكردستاني، الذي تعتبره تركيا وعدد كبير من
البلدان منظمة ارهابية، صراعا مسلحا منذ 1984 للدفاع عن حقوق الاكراد
في تركيا. واسفر النزاع عن 45 الف قتيل على الاقل. وتنشط الحركة
المتمردة انطلاقا من قواعد في جنوب شرق تركيا وشمال العراق.
وبدوره اشاد داود اوغلو بتحسن العلاقات بين البلدين مؤكدا ان تركيا
لديها رؤية "بالاندماج الاقتصادي التام" مع اقليم كردستان، يكون مبنيا
على "استراتيجية مشتركة للتجارة والطاقة والنقل".
الا انه قال ان على اكراد العراق بذل المزيد من الجهود لوقف انشطة
حزب العمال الكردستاني. واضاف "ان اهم عامل يهدد هذه الرؤية المشتركة
هو وللاسف النشاطات الارهابية المتواصلة والهادفة الى زرع الخلاف
بيننا". واكد "نحن نتوقع تعاونا تاما من كافة اخواننا العراقيين خاصة
من ادارة اقليم كردستان العراق. ونحن مسرورون لازدياد هذا التعاون
مؤخرا".
وهذه اول زيارة يقوم بها بارزاني الى تركيا منذ الغزو الاميركي
للعراق في 2003 الذي ادى الى تدهور العلاقات بين الجانبين بسبب مخاوف
تركيا من انشقاق اكراد العراق عن العراق مما قد يشجع الاكراد في تركيا
على الانفصال.
ومن المقرر ان يلتقي بارزاني كذلك رئيس الوزراء رجب طيب اردوغان
والرئيس عبد الله غول ورئيس الحزب الكردي الرئيسي في تركيا. |