العراقيون يحيون ذكرى استشهاد راهب آل محمد

حداد عام ومظاهر العزاء تنتشر في مدن العراق

تقرير – منتصر الطائي

 

شبكة النبأ: شهدت مدينة الكاظمية في العاصمة العراقية بغداد، بدءا من يوم الاربعاء الماضي وحتى هذا اليوم، غلق الكثير من أصحاب المحال فيها، محالهم التجارية مواساة وإحياء لذكرى استشهاد الإمام موسى الكاظم (ع).

وذكر الكاسب همام حسن هو صاحب محل لتجارة المواد الإنشائية في مدينة الكاظمية، انه قد عمد محله التجاري منذ يوم البارحة وحتى مساء هذا اليوم إحياء للذكرى الأليمة لاستشهاد الإمام موسى بن جعفر (ع).

وأوضح حسن خلال حديثه مع (شبكة النبأ)، أن "غلقه لمحله التجارية خلال هذين اليومين أي ليلة ويوم الاستشهاد هي موروث او عادتها أخذها من أبيه عن جده، وقد ربى أولاده على ذلك".

ويؤكد الكاسب محسن الانباري والذي يملك محلا للبقالة في الكاظمية انه "ترك محله منذ ثلاثة ايام مغلقا وانشغل بالإعداد والترتيب ضمن المواكب او السرادق التي تستقبل زائري الامام الكاظم (ع) وتقدم الخدمات لها".

وأضاف لـ(شبكة النبأ)، انه "لا يجد بوسعه ألا ان يغلق محل كسبه وعيشه غير مبال بالخسارة أو الربح التي يتكبدها محله بغلقه هذه طيلة الأيام".

معتبرا ان "مكسبه الوحيد الذي يرومه هذه الأيام هو خدمة زائري الإمام موسى بن جعفر (راهب آل البيت) (ع)".

ولفت محمد السعدون والذي يعمل في محل للقصابة في الكاظمية، إلى "استحالة قبوله فكرة العمل والتجارة والكسب، والشيعة يعيشون الذكرى الأليمة لاستشهاد الإمام الكاظم (ع)".

متسائلا "أي كسب هذا الذي يطيب لي، وأنا ارى الشيعة وانصار واحباب الامام الكاظم (ع) وقد جاءوا من كل حدب وصوب رغم بعد الطريق وخطورته وحرارة الجو، ليواسوا الرسول الاعظم (ص) والامام علي (ع) واهل البيت (ع) بهذا المصاب الجلل؟!".

واضاف السعدون لـ(شبكة النبأ)، "ان كان محل ولادتي وعيشي في الكاظمية حرمني من تكبد عناء السفر من الاماكن البعيدة لزيارة الامام واحياء ذكرى استشهاده، فأنه بوسعي ان اغلق محلي وأشارك في خدمة الزوار علّي احصل على كفل من الثواب او اجر الزائرين".

وتعتقد المواطنة ام رؤى القريشي ان "صور إحياء ذكرى أئمة أهل البيت (ع) والتي دعوا إليها حينما قالوا (احيوا أمرنا رحم الله من أحيا أمرنا) لا تتوقف على شكل معين وزمان معين او مكان معين".

وأضافت "بالرغم من كوني املك محلا تجاريا في مدينة الكاظمية، لكني لا اعمل فيه بل تركت ذلك لبعض العاملين لدي، إلا أني أأبى على نفسي ان افتح محلي واكتسب منه الربح، في حين يعيش محبو اهل البيت مصيبة ذكرى استشهاد باب الحوائج الامام موسى الكاظم (ع)".

وبيّنت انها "اعتادت على غلق محلها في مناسبة كل وفاة من وفيات الأئمة، سواء في وفاة الرسول الاعظم (ص) او الامام علي وفاطمة الزهراء والامام الحسين وبقية الائمة (ع)".

واستدركت "لكن الغريب وهذا ليس بالغريب على الله وبركة اهل البيت (ع) ان يعوضني الله بعد ذلك، عن بقية الايام التي غلقت بها محلي، بل يجازيني بما هو اكثر من الربح الذي ارجوه من محلي فيما فتحته".

شبكة النبأ المعلوماتية- السبت 9/تموز/2010 - 27/رجب/1431

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1431هـ  /  1999- 2010م