إصدارات جديدة: الصورة والجسد في دراسات نقدية إعلامية

 

 

 

 

الكتاب: الصورة والجسدْ

المؤلف: الدكتور محمد حسام الدين اسماعيل

الناشر: مركز دراسات الوحدة العربية

الطبعة الأولى/ بيروت/ 2008

 

 

 

 

 

شبكة النبأ: يشتمل هذا الكتاب على فصول أربعة، الأول: الإعلام وما بعد الحداثة وهو يرصد الظروف الاقتصادية والفكرية والتقنية وراء صعود الصورة وسقوط الكلمة بدءا من المجتمعات الغربية وحتى مجتمعاتنا العربية الإسلامية تلك الظروف التي تشكل المشهد الإعلامي الكوكبي الراهن.

وهو فصل نقدي عن الدور الذي تؤديه وسائل الاعلام الغربية في المجتمعات الرأسمالية المتقدمة وهي دراسة عن القيم التي تحملها هذه الوسائل ويتم تداولها من خلالها لتصل الى اقصى اطراف المعمورة وهي بعد ذلك تبحث في الطريقة التي تشكل بها وسائل الاعلام اوجه الحياة النفسية والاجتماعية والاقتصادية والسياسية في المجتمعات الغربية وهي بهذا المعنى مراجعة نقدية للرأسمالية الغربية المعاصرة في زمن العولمة ونوع المجتمعات التي أفرزتها..

اطلاق الاغاني للمشاعر المكبوتة يصاحبه نفي للعقلاني ولتقديم معنى لأي شيء في الحياة ولذلك فأن كلمات هذه الاغاني تستأهل دراسة مستقلة لتحديد شبكة الألفاظ او حقول الدلالة للأغراض الشعرية.

فضاء الانترنت يمثل فضاء للديمقراطية يتم فيه نقد النظم القائمة دونما مساهمة كبيرة في تغيير ثوري لها..

تحليل مضمون مواقع الدردشة العربية يمكن ان يوضح: سقوط الأفكار الكبرى ونفي العقلاني وشيوع التفسير الغريزي للحياة والخصوصية والهوية او بمعنى آخر الحتمية الثقافية..

والفصل الثاني بعنوان: الاغاني المصورة العربية المعاصرة: الفصام الثقافي وتأثير العولمة وهو يقدم تحليلا ثقافيا لواقع اقتصادي وسياسي عربي راهن انتج نوعا ما من الفن يخدر الجماهير في لحظة تاريخية معينة.

لقد حاول المؤلف في هذا الفصل تطبيق تحليل علاماتي (semiotic analysis) كيفي لعينة من الاغاني المصورة المسجلة في الفترة من تشرين الثاني / نوفمبر 2002.

إلى آذار / مارس 2003 هذا التحليل المساند للاطروحات النظرية في دراسته هذه وكان مجموع الاغاني المصورة 45 أغنية بث إرسالها عبر القمر الصناعي المصري نايلسات على قنوات متخصصة مثل قناة ميلودي وقناة مزيكا فضلا عن قنوات دريم وزين.

استخدم المؤلف ايضا التحليل الاقتصادي الاجتماعي والتحليل الثقافي والقراءة ما بعد الحداثة لفهم ضاهرة الاغاني المصورة علاوة على ذلك فقد التقى المؤلف في مقابلات متعمقة ستة من مخرجي الاغاني المصورة كي تساعد نتائج هذه المقابلات في تفسير النتائج الكيفية للتحليل العلامي

إن الغرض الأساسي للأغنية المصورة هو أن تقوم مقام الإعلان لتشجيع الجمهور على إجراء (معاملة تجارية) في شكل شراء الألبوم الموسيقي مثلا.

كما ان المنطق الاقتصادي يقول ان كليهما يحقق الغرض نفسه فتعاقب الأغاني المصورة في القنوات الفضائية سواء المتخصصة او التي تكرس مساحة كبيرة من وقتها للاغاني المصورة يشبه تعاقب اذاعة الاعلانات التلفزيونية.

وكلا النوعين يعتبر في عرف الجماهير ترفيه حر فكلاهما مصمم ليكون ممتعا على المستوى البصري في حد ذاته فضلا عن ان هناك مشابهة اخرى وهي ان الاغاني المصورة استعارت (عناصر اعلانية) كثيرة مثل: المشاهد المفتتة بلا رابط والقطع الاعتباطي السريع وغياب المنطق الفيلمي المتسلسل..

أما الفصام الثقافي فهو مفهوم ما بعد حداثي أسسه عالم النفس الفرنسي جاك لاكان وهو يعتمد على ان خبرة الفصام تحتوي على مؤشرات ومرموزات معزولة ومفتتة وهي تفشل في ان يكون لها رابط متسلسل لذا فلا يعرف الفصامي هوية شخصية لان شعورنا نحن البشر بالهوية يعتمد على وجود الانا المستمرة عبر الزمن.

ويتناول الفصل الثالث" الاقتصاد السياسي لثقافة الصورة" مطبقة على نموذج العارضات الفائقات النجومية هؤلاء الفتيات الجميلات اللواتي يقدمن نموذجا للجمال تقف الرأسمالية العابرة القومية من ورائه ليكون أداة من أدواتها للتحكم والسيطرة الاجتماعية..

ورأى المؤلف أن السوبر موديل هي عارضة الازياء الشهيرة التي يكثر الطلب عليها وهي المانيكان الفائقة الحسن التي يعرفها الجمهور أكثر من غيرها والتي تظهر مجاورة للسلع المعلن عنها او الخدمات المروج لها،

وتساءل المؤلف كيف احتلت مجموعة من الفتيات هذه المكانة في المجتمع الغربي وما سبب هذه النجومية التي تصنعها وسائل الاعلام وما المعنى الثقافي الرمزي لظهور الجسد والولع به على هذا النحو؟ وكيف فارقت ثقافة الصورة العقل لتحول الجسد إلى معبودها الأوحد؟!

أما الفصل الرابع فيتناول التحليل الثقافي للعري الإعلامي ويذهب إلى أن الثقافة بوصفها مجموعة من الممارسات المجتمعية عبر التاريخ قد أثرت على نحو مباشر ولا يقبل الشك في العري الذي تقدمه وسائل الإعلام المختلفة وذلك عبر التطور التاريخي لهذه الوسائل الإعلامية..

يقصد الكاتب بالعري الإعلامي في هذا الفصل العري المقدم في كافة الوسائط الإعلامية منذ نشأتها وحتى وقتنا الراهن من السينما الصامتة حتى الأغاني المصورة ومن المجلات المطبوعة حتى شبكة الانترنت.

إن الثقافة بوصفها مجموعة من الممارسات المجتمعية عبر التاريخ قد أثرت على نحو مباشر ولا يقبل الشك في العري الذي تقدمه وسائل الإعلام المختلفة وذلك عبر التطور التاريخي لهذه الوسائل الإعلامية أيضا..

وبعد، فأن ثقافة الصورة هذه بكل معطياتها وتداعياتها تتطلب ما هو ابعد من الاتفاق أو الاختلاف... بل تستدعي التحليل والتأمل...

شبكة النبأ المعلوماتية- الأربعاء 7/تموز/2010 - 24/رجب/1431

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1431هـ  /  1999- 2010م