شبكة النبأ: يرى محللون أن باكستان
تتطلع لاستغلال تغيير القيادة الأمريكية في أفغانستان لتقوية حلفائها
في صفوف حركة طالبان وزيادة نفوذها على حكومة كابول في المستقبل.
وتعتمد الإستراتيجية على تطويع شبكة حقاني العنيفة المستقلة وهو أمر
يقول كثيرون انه مستحيل.
وقال أحمد رشيد وهو محلل سياسي وصحفي وخبير في شؤون طالبان ان علاقة
الجنرال ديفيد بتريوس القائد المقبل للقوات الامريكية في أفغانستان
بأشفق كياني رئيس أركان الجيش الباكستاني "غير جيدة."
وأضاف "الجيش لا يثق به (بتريوس) ولا يحبه. ستستغل الحكومتان
الافغانية والباكستانية هذه الفجوة لرؤية ما اذا كان من الممكن تحقيق
شيء."
وتأمل باكستان في الاساس أن يعطي الفراغ في القيادة الامريكية مساحة
لاسلام اباد حتى تتعامل مباشرة بشكل أكبر مع كابول لتفرض تسوية مع
حلفائها من المتشددين مثل شبكة حقاني.
وتعارض الولايات المتحدة هذا الامر في الوقت الحالي لكنها ستمنح
باكستان قدرا كبيرا من النفوذ في أفغانستان التي كانت قبل هجمات الحادي
عشر من سبتمبر أيلول تقع في نطاق نفوذ اسلام اباد كما كانت رصيدا لها
في تنافسها القديم مع الهند. بحسب رويترز.
واضطر الجنرال ستانلي مكريستال القائد السابق للقوات الامريكية
وقوات حلف شمال الاطلسي في أفغانستان الى تقديم استقالته الاسبوع
الماضي بعد مقال نشر واستخف فيه هو ومعاونون له بالرئيس الامريكي باراك
أوباما وفريق القيادة المدنية التابع له. وعين أوباما بتريوس قائد
القيادة المركزية في الجيش الامريكي خلفا لمكريستال في المنصب. ولم
يعلق الجيش الباكستاني على الامر.
وقال رشيد ان باكستان تأمل الان في خلق "حقيقة على الارض" قبل أن
يتولى بتريوس مهام عمله بالكامل.
وأضاف "أعتقد أنه ستكون هناك مراجعة للسياسة الامريكية سريعا بمجرد
وصول بتريوس وأعتقد أن جهودا تبذل في محاولة للتأثير في هذه المراجعة
حتى تتولى باكستان القيادة." وشبكة حقاني وطالبان من أدوات باكستان
الرئيسية لممارسة النفوذ.
وقال رحيم الله يوسف زاي الخبير في تشدد طالبان والشؤون الباكستانية
الافغانية "باكستان ليست مستعدة فحسب لكنها حريصة للغاية على لعب دور
في احلال السلام في أفغانستان ... ولها بالفعل نفوذ في طالبان لكن اذا
اعتقد أحد أنها (الحركة) في أيدي باكستان فهذا غير صحيح."
وتنشط شبكة حقاني بالقرب من حدود أفغانستان مع باكستان ويديرها جلال
الدين حقاني زعيم المقاومة ضد القوات السوفيتية في الثمانينيات من
القرن العشرين.
وانتقلت زعامة الشبكة بشكل كبير من حقاني الكبير في السن الى ابنه
سراج الدين الذي يرى مسؤولون أمريكييون أنه أكثر تشددا من أبيه.
وللشبكة قاعدة نفوذ في منطقة وزيرستان الشمالية القبلية الباكستانية
عبر الحدود مع اقليم خوست الافغاني.
وقال سراج الدين لرويترز في مارس اذار ان مجموعته تقع تحت القيادة
الكاملة للملا محمد عمر زعيم حركة طالبان. لكن مسؤولين أمريكيين
يعتقدون أن شبكة حقاني لا تقبل دائما سلطة طالبان وأنها تتصرف غالبا
بشكل مستقل. ويرى يوسف زاي ورشيد أن من الصعب جدا اقناع مقاتلي حقاني
بالقاء سلاحهم.
وقال رشيد "انه (سراج الدين) ملتزم للغاية بالجهاد العالمي. وتشمل
شبكته تنظيم القاعدة والحركة الاسلامية لاوزبكستان وجماعات أخرى في
اسيا الوسطى وجماعات شيشانية. وهو يقوم بحماية كل هذه الجماعات وهي (الجماعات)
تشكل قوته في الوقت الحالي.
"ثانيا لم تصدر هذه الجماعات قط أي نوع من البيانات ولو من بعيد حول
قضية المصالحة والسلام في أفغانستان."
وذكرت قناة الجزيرة الفضائية مطلع هذا الاسبوع أن سراج الدين التقى
في الاونة الاخيرة الرئيس الافغاني حامد كرزاي وكياني وأحمد باشا رئيس
المخابرات الداخلية الباكستانية لمناقشة اتفاق سلام.
لكن مصادر مسؤولة في كل من أفغانستان وباكستان وكذلك متحدثين باسم
طالبان يتكلمون باسم حقاني نفوا بشدة هذا الاجتماع.
وقال يوسف زاي "جماعة حقاني ليست كيانا منفصلا. انها جزء بالكامل من
حركة طالبان ... جلال الدين عضو في المجلس الاعلى لشورى طالبان وهو
موال لها.
"أعتقد ان من المستحيل أن يبرم جلال الدين حقاني أو ابنه اتفاقا
منفصلا مع كابول دون أن يبلغ طالبان. اذا كان هناك أي اتفاق فانه سيكون
معهما."
وتشكك الولايات المتحدة في امكانية ابرام اي اتفاق قبل أن يشعر
مقاتلو حقاني ومتشددو طالبان أنهم في وضع الدفاع في أفغانستان.
وقال مسؤول كبير في المخابرات في اسلام اباد انه على الرغم من أن
باكستان تريد أفغانستان مسالمة وهو أمر من الممكن أن توفره حكومة
أفغانية تهيمن عليها طالبان الا أن بامكانها التعامل مع أفغانستان
العدائية طالما عمها السلام.
وقال "يمكننا التعامل مع أفغانستان معادية طالما عمها السلام." وكان
المسؤول يشير الى علاقات أفغانستان المتنامية مع الهند منافسة باكستان
القديمة في شبه القارة الهندية. وترى باكستان في النفوذ الهندي في
أفغانستان خطرا على حدودها الغربية. وسخر رشيد من تصور أن باكستان لا
تريد الا أفغانستان " المسالمة."
وقال "لنا مصالح واضحة ومميزة جدا فيما نريد من هذه العملية. انه
أكثر من ذلك بالطبع والا لم نكن نبذل كل هذه الجهود."
باكستان تدرس خياراتها..
وأثارت إقالة الرئيس الأمريكي باراك اوباما للجنرال ستانلي
ماكريستال الأسبوع الماضي مخاوف واحتمالات لدى العديد من أطراف الصراع
الافغاني.
وقبل ان يستقر خلفه، الجرنال ديفيد بتريوس، في منصبه قد يضطر
الامريكيون لتقييم اسباب رؤية كثيرين ان "الهجوم الكبير" في اقليم
هلمند قد فشل، ولماذا لم يحدث الهجوم في قندهار حتى الان.
ومن شان اي مراجعة للاستراتيجية الامريكية ان تفرض مطالب على
الحكومة الافغانية والجيش الباكستاني. ويبدو الرئيس الافغاني حامد
كرزاي مهتما بالفعل بمصالحة واسعة تتضمن محادثات مع طالبان.
ففي يونيو/حزيران اوصى مؤتمر للسلام عقد في كابول بازالة اسماء قادة
طالبان من قائمة سوداء للامم المتحدة والافراج عن مقاتلي طالبان من
السجون لتمهيد الطريق امام تلك المحادثات.
اما بالنسبة لباكستان فيقول المحللون ان هناك فرصة لخلق حقائق على
الارض يصعب على الجنرال بتريوس ان يتجاهلها.
وفي الاونة الاخيرة تسرب المخابرات الباكستانية للاعلام معلومات
تفيد بان باكستان تتوسط في محادثات بين الرئيس كرزاي وجماعة حقاني،
المرتبطة بالمخابرات الباكستانية منذ امد طويل.
لكن قبل اربعة اشهر فقط، اعتقل الباكستانيون احد كبار قادة طالبان
هو الملا برادر لانه كما يقال دخل في محادثات مع حكومة كرزاي دون علمهم.
وتلك اشارات متناقضة تدل على اضطراب اليات التعامل مع المشاكل
الجيوسياسية الباكستانية. فباكستان عبارة عن شريط من الارض لا يتجاوز
عرضه احيانا 300 كيلومتر محصور بين مناطق توتر، وتشعر بانها مكشوفة
امام الهند، جارتها الشرقية القوية، التي خاضت معها حربين بسبب اقليم
كشمير المتنازع عليه. والى الغرب تمتد حدودها المتنازع عليها مع
افغانستان، الحليف التقليدي للهند.
وادت سيطرة المؤسسة العسكرية على السياسة الباكستانية الى الحيلولة
دون البحث عن حلول دبلوماسية لتلك المشاكل. بحسب رويترز.
وفي الثمانينات موّل تحالف دولي تقوده الولايات المتحدة برنامجا
للمخابرات الباكستانية لتكوين جماعات اسلامية مسلحة لمحاربة القوات
السوفيتية في افغانستان.
وورثت تلك الجماعات، ومن بعدها طالبان، امر افغانستان ومن خلالهم
تمكنت باكستان من تقييد النفوذ الهندي في افغانستان نحو عقدين من الزمن.
وفي تلك الفترة تعززت فكرة "عمق استراتيجي" باكستاني في افغانستان
يحول دون غزو هندي محتمل.
وبعد انسحاب السوفييت عام 1988 استخدمت المخابرات الباكستانية تلك
الجماعات لاثارة اضطرابات في كشمير الهندية.
وحين وقعت هجمات سبتمبر/ايلول 2001 واجهت باكستان مهمة مستحيلة
تتضمن حماية تلك الجماعات وفي الوقت نفسه الوقوف مع التحالف الدولي ضد
القاعدة وطالبان. وكلف ذلك البلاد ثمنا باهظا.
وهناك تكهنات واسعة بان عناصر في المخابرات الباكستانية "تعمل" مع
الجماعات المسلحة المتورطة في قتل الاف الباكستانيين من المدنيين
والعسكريين على السواء.
ويقول شهود ثقاة في وزيرستان انهم شاهدوا في الاشهر الاخيرة شاحنات
تنقل مسلحي طالبان من البنجاب ـ المشهورين بهجماتهم على الاهداف
العسكرية الباكستانية ـ تمر عبر عشرات من نقاط التفتيش يوميا في طريقها
للبلدات الحدودية.
ويقول هؤلاء انهم شاهدوا مسلحين بنجاب ومحليين يستخدمون وسائل نقل
عسكرية في تحركهم في المناطق الحدودية.
الا ان سياسة حظر تلك المناطق على المسؤولين المدنيين والصحفيين
وغيرهم من المراقبين المدنيين تلقي بشك كثيف حول ما يجري فيها.
وفي شهادته امام لجنة في مجلس الشيوخ الامريكي خلال التصديق على
تعيينه قال الجنرال بتريوس: "ما يتعين علينا معرفته فيما يتعلق
بباكستان هو ان كانوا يعملون مع طالبان لدعمهم ام لتجنيد عناصر منهم
داخلهم؟"
ويعتقد كثيرون ان تلك الضبابية "المحسوبة" ساعدت الجيش الباكستاني
على اضاعة الوقت وطلب المال من حلفائه الغربيين دون تحقيق نتائج في
الصراع الأفغاني. إلا أن ذلك اضعف أيضا قوة الدولة الباكستانية.
ففكرة المسؤولية المؤسسية فقدت معناها، واصبحت الادارة العامة فوضى
وتدهور الاقتصاد وسيطر الانقسام السياسي على البلد بكامله.
واصبح من الصعب تحمل ثمن اضافي لتحقيق اهداف استراتيجية في وقت وضع
فيه الامريكيون خريطة طريق لعملياتهم في افغانستان وعليهم تفعيل خطة
خروج من هناك تتضمن القضاء على تهديد القاعدة. ويعرب كثيرون في باكستان
عن خشيتهم من ان ذلك قد يؤدي الى مغامرة خطرة.
ويرى هؤلاء ان التسريبات الاخيرة حول مصالحة افغانية مدعومة
باكستانيا ربما لا تعدو كونها محاولة باكستانية للدفع باتجاه اضطراب
الامور اكثر.
دعوة الأحزاب ورجال الدين لمحاربة المتشددين..
من جانب آخر دعا رئيس الوزراء الباكستاني الاحزاب السياسية والزعماء
الدينيين الى مساعدة الدولة والجيش على محاربة التشدد بعد أن قتل
مفجرون انتحاريون العشرات في أهم منطقة اقتصادية في البلاد.
وقتل 42 شخصا على الاقل وأصيب 175 حينما هاجم مفجران انتحاريان أهم
معبد ديني صوفي في باكستان ليل الخميس وهو ثاني أكبر هجوم على ولاية
البنجاب معقل الثقافة في البلاد خلال شهر.
وأدى الهجوم في مدينة لاهور الى تجديد الضغوط على الحكومة المدعومة
من الولايات المتحدة من أجل الحد من الهجمات التي يشنها مقاتلو طالبان
الذين أظهروا عزيمتهم بعد عدة هجمات قال الجيش الباكستاني انها أضعفتهم.
بحسب رويترز.
وافتتح رئيس الوزراء يوسف رضا جيلاني اجتماعا خاصا رفيع المستوى
بشأن القانون والنظام بالتعبير عن "القلق العظيم" بشأن أعمال العنف
الدامية التي وقعت في الاونة الاخيرة وبالدعوة الى مؤتمر وطني لصياغة
استراتيجية لمحاربة الارهاب.
ونسب بيان الى جيلاني قوله في بيان أصدره مكتبه ان الحكومة
الاتحادية لا تستطيع التعامل مع المشكلة بمفردها.
وقال "الى جانب الجيش وأجهزة تنفيذ القانون فان هناك حاجة للتعامل
مع الارهاب والطائفية والانقسام العرقي من خلال ركائز مهمة في الدولة
بما في ذلك وجود ممثلين عن جميع الاحزاب السياسية والزعماء الدينيين
والمجتمع المدني."
ولم تعلن أي جهة مسؤوليتها عن الهجوم على المعبد ولكن مسؤولين حملوا
"طالبان البنجابية" المسؤولية عن الهجمات التي وقعت في الماضي في
الاقليم. وهذا التعبير يستخدم للدلالة على المتشددين المنتمين للاقليم
الذين انضموا لصفوف طالبان في شمال غرب البلاد وللذين أقاموا صلات
بالقاعدة.
لا انتصار لباكستان في أوراكزاي..
وعندما أعلنت باكستان هزيمة مقاتلي طالبان في واحدة من قواعدهم
الكبرى في الفترة الاخيرة كان ذلك أبعد ما يكون عن الحقيقة في منطقة
اوراكزاي المضطربة.. كانت حالة تقليدية من الغطرسة العسكري.
يقول محللو الجيش الباكستاني ان النصر المعلن استند الى "حسابات
خاطئة" اذ تصور الضباط أن المتشددين سيفرون من المنطقة بعد الاستيلاء
على العديد من قواعدهم. تماما مثلما حدث في اللحظة التي أعلن فيها
الرئيس الامريكي جورج بوش "انتهاء المهمة" في عام 2003.
ويقولون ان الاعلان في حد ذاته بدا محاولة لدعم معنويات الشعب الذي
عاني على مدى سنوات طويلة من هجمات ومن حملات عسكرية شبه متصلة ولم
يشهد سوى القليل من النتائج.
وقال الجنرال المتقاعد طلعت مسعود وهو محلل أمني وعسكري "الاعلان
بدا ملائما بالنسبة للرأي العام الباكستاني. الرأي العام يتصور انه أمر
لا ينتهي خاصة في أوراكزاي. لذلك كانوا على الارجح يريدون اشاعة حالة
من الارتياح بين الناس. بحسب رويترز.
"كان ذلك للاستهلاك المحلي. لكن للاسف لم تكن هذه هي الحقيقة وأثيرت
الشكوك الان حول مصداقيتهم.
"اعتقد انه كان سوء تقدير حقيقي مع بعض المبالغة غير الضرورية."
وأوراكزاي واحدة من أكبر قواعد طالبان الباكستانية التي تقاتل
الدولة الباكستانية وقوات التحالف في أفغانستان. ويلقي الوضع المضطرب
في المنطقة الضوء على التحديات التي يواجهها الجيش الباكستاني في
محاربة المتمردين.
واستولت قوات الامن الشهر الماضي على جابوري وهي معقل رئيسي
للمتشددين على مسافة 60 كيلومترا من كالاي البلدة الرئيسية في اوراكزاي.
وبعد فترة وجيزة توجه رئيس أركان الجيش الباكستاني الجنرال أشفق
كياني الى أوراكزاي يوم الاول من يونيو حزيران وأعلن النصر على طالبان
هناك قائلا ان الجيش ينهي هجومه هناك بعد طرد المقاتلين من المنطقة.
ولكن بعد يوم واحد اندلعت اشتباكات عنيفة قتل فيها 20 متشددا.
وقال الزعيم القبلي لال جان "الوضع خطير للغاية في أوراكزاي.
المقاتلون مازالوا يسيطرون على الجبال المهمة ويمكنهم العودة."
ويوم الثالث من يونيو هاجم عشرات المقاتلين مركز تفتيش أمنيا في
المنطقة وقتلوا ستة جنود. وقالت الحكومة ان 30 مقاتلا على الاقل قتلوا
أثناء التصدي لهم.
ومنذ ذلك الحين تقع اشتباكات يوميا تقريبا ويعلن المسؤولون
الحكوميون أنهم يلحقون خسائر بالمقاتلين كلها تقريبا غير مؤكدة وتنفيها
الجماعات المقاتلة. ويقول المحللون ان ارتفاع أعداد القتلى والجرحى
يظهر أن المقاتلين مازالوا يعملون بأعداد كبيرة في المنطقة على الرغم
مما تعرضوا له من ضربات.
وقال رحيم الله يوسفزاي وهو رئيس تحرير صحيفة وخبير في الشؤون
العسكرية "العملية العسكرية لم تنته بعد في أوراكزاي." وأضاف " أعتقد
أنهم (الجيش) تسرعوا في اعلان النصر."
ويقول سكان المنطقة ان المقاتلين مازالوا يسيطرون على مساحات كبيرة
من الاراضي في أوراكزاي خاصة في الاماكن العليا التي أصبحت الان ملاذا
للمتشددين من خيبر وكورام المجاورتين.
ويقول المحللون ان النصر في أوراكزاي سيمكن باكستان من نقل قوات الى
بؤر صراع أخرى مثل وزيرستان الشمالية وهي قاعدة كبيرة لحركة طالبان
الافغانية وهو ما تلح عليه الولايات المتحدة في اطار سعيها لتحقيق
الاستقرار في البلاد.
ولكن باكستان لم تبد استعدادا بعد للقيام بذلك نظرا للاوضاع
المضطربة في أوراكزاي وغيرها من الاماكن في الحزام القبلي.
واوراكزاي واحدة من سبع من مناطق قبائل البشتون في شمال غرب البلاد.
ولكنها على عكس المناطق القبلية الست الاخرى لا تقع على الحدود مع
أفغانستان.
لكن هذه المنطقة الجبلية الوعرة تمثل رابطا حيويا لعمليات المقاتلين
في مناطق قبلية أخرى اذ انها تقع على الحدود مع خيبر وكورام الواقعتين
على الحدود الافغانية.
وكانت اوراكزاي هي القاعدة الاصلية لحكيم الله محسود زعيم طالبان
الباكستانية قبل أن ينتقل الى وزيرستان الجنوبية لتولي قيادة طالبان
بعد مقتل سلفه بيت الله محسود في هجوم صاروخي أمريكي العام الماضي.
وشنت قوات الامن الباكستانية هجوما على وزيرستان الجنوبية معقل
مقاتلي محسود في أكتوبر تشرين الاول الماضي. وامتد الهجوم ليشمل
اوراكزاي في مارس اذار اذ أن العديد من مقاتلي محسود الذين فروا من
الهجوم في وزيرستان الجنوبية لجأوا الى هناك.
وتقع أوراكزاي كذلك على الحدود مع بيشاور المدينة الرئيسية في شمال
غرب باكستان ومع بلدة كوهات التي توجد بها حامية. وتقول قوات الامن
الباكستانية ان العديد من الهجمات الانتحارية والتفجيرات التي وقعت في
المدينتين في وقت سابق هذا العام خطط لها ونفذها مقاتلون متمركزون في
اوراكزاي.
وتقول قوات الامن ان هجمات المقاتلين في بيشاور وكوهات تراجعت بدرجة
كبيرة بعد الحملة العسكرية على أوراكزاي.
لاهور: مئات القتلى والجرحى بتفجيرات
انتحارية
وارتفع عدد قتلى التفجيرات الانتحارية التي استهدفت أحد الأضرحة
الدينية في مدينة لاهور مؤخرا إلى 50 قتيلاً، فيما وصل عدد الجرحى إلى
نحو 200 جريح، فيما أدانت حركة طالبان باكستان الهجوم، مشيرة أنها لا
تستهدف المدنيين أو الأماكن العامة.
وكان انتحاريان قد فجرا نفسهما وسط المواطنين داخل ضريح بمدينة
لاهور، عاصمة إقليم البنجاب، فيما فجر ثالث نفسه خارجه. بحسب رويترز.
وقال مفوض شرطة لاهور، خسرو برويز إن بقايا جثث الانتحاريين داخل
ضريح "داتا داربار" تشير إلى أن أحدهما في العشرينيات من عمره والآخر
مراهق أصغر سناً.
وأوضح قائد الشرطة شودري شفيق أحمد أن أحد الانتحاريين فجر نفسه
داخل صحن الضريح، فيما فجر الثاني نفسه في الطابق الأول، بعد خمس دقائق
على الانفجار الأول.
وكان شريط فيديو بثته قناة تلفزيونية قد كشف أن أجهزة الإنذار
انطلقت بينما كان أحد الانتحاريين يدخل إلى الضريح، فركض إلى الداخل
وهو يحمل حقيبة متفجرة ثم فجر نفسه.
وأوضحت قناة "جيو" الباكستانية التي بثت لقطات الانفجار، أن المهاجم
الثاني استغل حالة الفوضى والارتباك، فصعد إلى الطابق الأعلى، ثم وقع
الانفجار الثاني. في حين وقع الانفجار الثالث خارج الضريح، ولم يتضح
توقيته.
ونقلت عن قناة "أي أر واي" الإخبارية الباكستانية، التي أوردت
النبأ، أن المتحدث باسم حركة طالبان باكستان، أعظم طارق، أوضح لوسائل
الإعلام في اتصال هاتفي "أن الحركة لا تنتهج سياسة استهداف المدنيين أو
ضرب الأماكن العامة.. مشيراً إلى أن حركته تدين هجمات لاهور."
وأضاف طارق أن "أجهزة استخبارات أجنبية هي التي تقف وراء هجمات
لاهور لخلق الفوضى والخلافات الطائفية في باكستان." |