أيها المسلمون تعلموا من الكافر!

حسن محمد الأنصاري

الذين نثروا بذور الخير والتآلف والمحبة والوحدة بين الشعوب هم الذين اليوم نراهم في سجل عظماء التاريخ البشري، ولو أن معتقداتهم تعددت إلا أنهم كانوا عنوانا واحدا لوحدة أبناء أوطانهم فهم، ولا فخر، رموز في سماء الوطنية الخالصة يقتدى بسيرتهم وأعمالهم ومنهم «غاندي» في الهند الذي استطاع أن يؤلف بين قلوب مئات الملايين من مختلف الأعراق واللغات والقوميات والمعتقدات والطوائف!

«غاندي» هذا الكافر حسب معتقد المسلمين استطاع أن يجمع ثقافات مجتمعات مختلفة في شبه قارة في بوتقة واحدة. هذا الكافر حاسب نفسه أولا واعترف أنه إنسان ولديه الكثير من الأخطاء والذنوب، ولم يقل يوما إنه الأفضل أو إن «الهندوسية» هي الديانة الوحيدة الصحيحة.

هذا الكافر تعلم الاسلام والمسيحية والزرادشتية والبوذية فقال : «أنا هندوسي ومسلم ومسيحي وبوذي ويهودي»، لأنه كان يؤمن «أن من السهل جدا أن تصادق أصدقاءك، ولكن أن تصادق من يعتبر نفسه عدوك هذا هو الدين الحقيقي»! هذا الكافر هو «المهندس» الذي أسس بناء الاحترام المتبادل في قلوب المتخلفين عقائديا وفكريا ولغة، فغرس فيهم أن أرض الوطن هي الأم الحاضنة للجميع. شبه القارة الهندية التي تجمع أكثر من عشرين عرقا وجنسا وأكثر من 1600 لغة ولهجة وجميع الأديان والطوائف والمعتقدات وبثقافات مختلفة، وضع لهم الكافر «غاندي» قاعدة سعادتهم بقوله: «السعادة هي عندما يتناغم فكرك وقولك وفعلك».

هذا الكافر كان يغضب مثله مثل بقية البشر، لكنه لم يكن يدعو للعنف أو التعسف ولا يؤلب النفوس حين الغضب لأنه كان يمتص الغضب وحيدا ليعزل نفسه بالصيام!. أيها المسلمون، هذا الكافر «غاندي» تعلم الكثير من سيرة النبي محمد صلى الله عليه وآله وسلم، كما تعلم من سيرة النبي عيسى المسيح عليه السلام، فما بالكم لا تتعلمون من سيرة نبيكم وسيرة الأنبياء عليهم السلام؟! وإلى متى هذه النزاعات الطائفية المقيتة؟!. ومن المستفيد من هذا التقاتل فيما بينكم؟! وبماذا يتميز هذا الكافر «غاندي» عنكم؟! أو لستم من دعاة «خير أمة» أم أنكم بحاجة لكافر مثله ليؤلف بين قلوبكم وكأن الصلاة والصيام والقرآن والكعبة والرسالة النبوية لم تجد نفعا (العياذ بالله)؟!

 هذا الكافر تقلد سيرة عظماء البشر وأسياد الأمم فاستخدم الدين في خدمة العباد لا لتمزيقهم وبث الفتنة والفرقة بينهم فقال: «إن تخدم قلبا واحدا بعمل واحد، خير من ألف رأس ساجد في الصلاة». نعم الصلاة التي لا تنهى المسلم عن الفحشاء والمنكر لا تأتي بعمل الخير أبدا. أيها المسلمون من هذا الكافر «غاندي» تعلموا أن الدين لله وأن الوطن للجميع!.

ملاحظة: أقوال غاندي مقتبسة من «تأملات المهاتما أجوبة لعصرنا» ترجمة الدكتورة «ماجدة خوري».

www.aldaronline.com

شبكة النبأ المعلوماتية- الأربعاء 7/تموز/2010 - 24/رجب/1431

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1431هـ  /  1999- 2010م