يكفي .. خلوها "المرأة" تلعب وتعدي!

علي ال غراش

قد تكون الدراسة والرياضة هما المتنفس الوحيد للنساء المحرومات من الحقوق واللاتي لا يجدن ما يلهيهن سوى الأطعمة الدسمة والاستمتاع بالخمول.

تباين وتردد وتضارب في الآراء والقرارات والمواقف من قبل المسؤولين السعوديين، وهناك ترصد وتنديد وتحريم من قبل الجهات السلفية المتشددة، حول السماح للمرأة بممارسة الرياضة "اللعب" في المدارس والأندية والملاعب الخاصة.

وقد تحول الموضوع البسيط إلى قضية لاشغال الشعب (وكأن هذا الشعب الغارق في الأزمات فاضي!) وضاعت الطاسة بين الآراء المتقلبة للمسؤولين بين السماح والمنع والدراسة والتحفظ.. الخ!.

يكفي وتكفون يا مسؤولين لقد شغلتم العباد بأمور بسيطة وصغيرة لا تستحق كل هذا العناء، فمن حق المرأة كمواطنة أن تحصل على جميع حقوقها الإنسانية والوطنية والدينية.

بسببكم أصيبت نفسية المرأة الحساسة أصلا بالحساسية المزمنة من كثرة الأزمات التي تعاني منها ومن الجلوس والخمول، لا يوجد متنفس لها سوى في المدرسة والدراسة وان كانت طوال اليوم جالسة، وبعد التخرج من الثانوية تدخل في دوامة البحث عن كرسي في كلية ما فلا تجد، والمحظوظة تجد كرسيا للجلوس في تخصص اخر غير المطلوب وفي مناطق بعيدة جدا، ثم تتخرج بامتياز ولكن لا تجد عملا سوى الجلوس بالمنزل عاطلة كمعظم نساء البلد وكبقية الفتيات اللاتي لم يجدن مقعد لتكملة الدراسة، تنظر للشهادة المعلقة وتتسلى بالأطعمة الدسمة للتعبير عن الغضب والحرمان، والمحظوظة هي من تحصل على وظيفة تدريس في مواقع تبعد مئات الكيلومترات عن أهلها كالهجر في وسط الصحراء، وعليها أن تتحمل المعاناة، وقد ذهب العديد منهن ضحايا للطرق الخطرة. هذا بالإضافة إلى العديد من المشاكل والمعاناة اليومية التي تواجهها لأنها حبيسة الكرسي لا تستطع التحرك والقيام بأي عمل إلا بوجود رجل سائق أو محرم، وبسبب ذلك ليس للمرأة في وطنها الكبير الذي ضاق بها، وضاقت بها الدنيا من الالم والحسرة، سوى الجلوس والخمول والأكل ثم الأكل لقتل الوقت القاتل، الأكل الذي تحول إلى وباء صحي خطير بسبب حرمانهن من ممارسة الرياضة وحرق الدهون المتراكمة على أجسادهن العليلة التي خلفت الخمول وفسادا للعقول.

ولان المرأة في البلد حرمة وصوتها عورة، وان كانت حرمة مدللة مخدومة من قبل الأهل خوفا عليها أو خوفا منها، فليس لها حق سوى الجلوس والخمول فصوتها ممنوع أن يرتفع بالتعبير عن الرأي، وممنوع أن تمشي لتقول أنا موجودة أو لكي تخفف وزنها، لاسيما إن الأوزان زادت والترهلات ساحت والكروش برزت والأمراض تضاعفت والعقول تبلدت، إذ إن العقل السليم في الجسم السليم. والفساد انتشر في كل مكان في الوطن بسبب السياسات والقرارات المتبعة!.

ان المرأة محرومة من الكثير من الحقوق كالرجل في الوطن، وانها في خطر، والخطر الأكبر لاسيما بعدما فقدت حقوقها وأصبحت مجرد رقم من أرقام مقاعد الجلوس والمظلومين والمحرومين من الحقوق الدينية والإنسانية والوطنية، أن تفقد عقلها وأنوثتها ورشاقتها وجمالها ومكانتها، وتصبح بالتالي رقما في سجل العوانس التي تشهد ارتفاعا ملحوظا.

وبلا شك ان حرمان المرأة من حقوقها حسب ما كرمها به خالقها وخاتمة الرسالات، هي خسارة عظمى للمجتمع وللوطن لأنها أم الإنسان ولا قيمة للوطن بدون الإنسان الحر فكيف بأمه!.

خلوها يا جماعة تلعب وتعدي لتسجل هدفا للصحة والفضيلة والعدالة في مرمى المرض والتطرف والتخلف والدكتاتورية، وتسجل انتصارا للإنسان وللوطن وللحرية ونيل الحقوق. خلوها تلعب وتمارس الرياضة وتختار اللعبة التي تريدها وتناسبها بدون وصايا، لتحافظ على صحتها وجمالها ورشاقتها وعقلها - في مواقع خاصة بالنساء كما هو معمول به في العديد من دول العالم - ، قبل ما تصدي!

ali_writer88@yahoo.com

شبكة النبأ المعلوماتية- الثلاثاء 6/تموز/2010 - 23/رجب/1431

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1431هـ  /  1999- 2010م