كأس العالم: هوَس الساسة وتنبؤات الإخطبوط!

ساركوزي غاضب واوباما حزين والمباريات تؤثر على القلب

شبكة النبأ: تحفل مباريات كرة القدم بالكثير من الأمور المثيرة، غير أن الإثارة الأكبر تأتي مع أضخم وأكبر البطولات، ونعني هنا بطولة كأس العالم، وهنا تتأتى الإثارة مع وجود الأشقاء الكرويين، ولا نعني بالتأكيد منتخبات شقيقة وإنما الأشقاء الأفراد أبناء العائلة الواحدة.

ففي مونديال كأس العالم 2010 في جنوب أفريقيا، ثمة أمران يمكن وصفهما بالغريبين، اتسم الأول بمشاركة أشقاء في المنتخب نفسه بالمباريات الجارية حالياً.

وجود الأشقاء أو التوائم في المنتخبات ليس أمراً غريباً بحد ذاته، خصوصاً أن المسألة لم تزد على مشاركة شقيقين في أغلب الأحيان، لكن أن يشارك ثلاثة أشقاء من أصل أربعة أبناء لعائلة واحدة في منتخب قومي، فهذه جديدة، وسابقة تاريخية.

فقد أشرك منتخب هندوراس اللاعب جيري بالاسيوس إلى جانب شقيقيه ويلسون وجوني بالاسيوس.

ويلعب جيرى في وسط نادي هانجزو جرينتاون الصيني، بينما يلعب ويلسون في خط الوسط بنادي توتنام هوتسبر الإنجليزي، أما جونى فيلعب مدافعاً فيفريق أوليمبيا بطل هندوراس الحالي.

الظاهرة الفريدة الأخرى هي التي يقوم ببطولتها شقيقان من غانا، والتي قد تشهدها مباراة المنتخبين الألماني والغاني هذه الليلة في المباراة الأخيرة ضمن دور المجموعات.

المسألة حتى الآن قد تبدو عادية، وربما أقل من عادية مع ظاهرة الأشقاء الثلاثة في منتخب هندوراس.. شقيقان سيخوضان مباراة مصيرية، قد تحدد أي الفريقين سيتأهل للدور التالي.

غير العادي هو أن أحد الشقيقين واسمه برنس بواتينغ، ويلعب في خط وسط المنتخب الغاني، قد يلعب بمواجهة أخيه غير شقيق، جيروم بواتينغ الذي يلعب لصالح المنتخب الألماني، بحسب "دويتشه فيله."

إلا أن هذه المواجهة متوقفة بانتظار أن يشرك مدرب المنتخب الألماني، لوف، الظهير الأيمن جيروم فيليب لام، الذي سينتقل ليلعب ظهيراً أيسر محل هولغار باشتوربير.

الفلسطينيون والمونديال..

يتابع الشاب الفلسطيني زياد يونس (30 عاما) تصفيات كاس العالم ملتقطا الصورة عن التلفزيون الاسرائيلي ومستمعا للتعليق بالعربية الذي تبثه اذاعة فلسطينية محلية.

ولهذه الغاية يكتم زياد صوت التلفاز، كون التعليق على المباريات يتم باللغة العبرية، ويرفع صوت محطة "اجيال" المحلية التي تنقل باستمرار التعليق على المباريات بالعربية، بصوت معلقين فلسطينيين.

ويقول زياد المغرم بمتابعة تصفيات كأس العالم، انه اعتمد هذه الطريقة رغم ان لديه اشتراكا في قناة الجزيرة، ذلك ان التشويش الذي اصاب باقات الجزيرة الفضائية دفعه الى هذه الطريقة بعدما قام بتركيب لاقط للقمر الاسرائيلي. بحسب فرانس برس.

وتقوم بعض الاذاعات الفلسطينية المحلية باعادة بث صوت معلقي الجزيرة، في حين ان بعض المحطات الاذاعية تعتمد على معلقين يعملون لديها من داخل ستوديوهاتها.

ويبدي الفلسطينيون شغفا بمتابعة كأس العالم رغم انشغالهم اليومي بالسياسة، وتنتشر في العديد من المقاهي والفنادق صالات عرض كبرى لمباريات كاس العالم، حتى ان الرئيس الفلسطيني محمود عباس تابع الجمعة مباراة انكلترا والجزائر في احد مطاعم مدينة رام الله.

الا ان تكلفة الاشتراك في فضائية الجزيرة الرياضية التي حظيت بالحق الحصري لنقل المباريات في الدول العربية، والتشويش الذي اصاب قنواتها، دفع الفلسطينيين الى التوجه نحو محطات التلفزة الاسرائيلية لمشاهدتها.

وكانت الجزيرة الرياضية اتهمت جهات لم تسمها بالتشويش على تردداتها خلال نقلها المباشر لمباريات اليومين الاولين من منافسات كأس العالم لكرة التي تستضيفها جنوب افريقيا حتى 11 تموز/يوليو.

ويقول الشاب احسان كمال (40 عاما)الذي يعمل لحسابه الشخصي في تركيب لواقط الاقمار الصناعية انه يتلقى اتصالات هاتفية مكثفة من فلسطينيين لتركيب لاقط للقمر الاسرائيلي (عاموس) كي يتمكنوا من متابعة المباريات لان هذه الطريقة اقل كلفة من الاشتراك في باقة الجزيرة الفضائية.

اما احسان فقال لوكالة فرانس برس "عقب التشويش الذي طرأ على محطات الجزيرة الرياضية مع المباراة الاولى للتصفيات، بدأ العديد من الفلسطينيين يطلبون تركيب لاقط للقمر الاسرائيلي رغم ان التعليق على المباريات يكون بالعبرية".

وتبلغ كلفة تركيب القمر الاسرائيلي حوالي 25 دولارا، في حين ان الاشتراك في قناة الجزيرة الرياضية لمدة شهر تبلغ مئة دولار، بينما تصل كلفة تركيب جهاز اي بوكس الذي يعمل عن طريق الانترنت، الى حوالي 160 دولارا.

وقال احسان "عملت على تركيب القمر الاسرائيلي لزبائن كنت ركبت لديهم الجهاز مع الانترنت ولديهم اشتراك رسمي مع الجزيرة، بمعنى انه عندما حصل التشويش على باقة الجزيرة فضلوا التوجه الى القمر الاسرائيلي".

ولا تشكل قضية توجه الفلسطينيين الى القنوات الاسرائيلية اي اشكالية للعاملين في تلفزيون فلسطين لان الامر مرتبط فقط بوقت المباراة.

إخطبوط يتوقع فوز ألمانيا على انجلترا!

توقعَ إخطبوط ولد في انجلترا وعاش في حوض للأحياء المائية في ألمانيا فوز المانيا على انجلترا في مباراتهما المقبلة في بطولة كأس العالم لكرة القدم وذلك بعد أن صحت توقعاته السابقة في المباريات الثلاث التي لعبتها ألمانيا حتى الآن في كأس العالم بجنوب أفريقيا.

وأصبح الإخطبوط وله ثمانية أرجل ويسمى "بول" مشهورا في ألمانيا بعدما تنبأ بفوز ألمانيا على أستراليا في المباراة الافتتاحية للمجموعة الرابعة وخسارتها أمام صربيا ثم فوزها على غانا.

وخُيِّرَ بول مجددا لاختيار طعام من صندوقين بلاستيكيين وُضعا في حوضه وكان أحد الصندوق به علم انجلترا والآخر به علم ألمانيا.

والصندوق الذي يفتحه بول أولاً يكون هو اختياره. وتحركَ بول سريعا وفتح الصندوق الذي به علم ألمانيا وهو الاختيار الذي تناولته قنوات الأخبار المحلية في ألمانيا.

نادي الجَدّات الأفريقي!..

وفي مقاطعة ليمبوبو في جنوب أفريقيا،على بعد 600 كلم من جوهنسبورغ، يتدرّب فريق فريد من نوعه. فريق لكرة القدم مؤلّف من 40 سيدة جنوب أفريقية تتراوح أعمارهن بين 49 و84 عامًا. في البلاد، يطلقون عليهن اسم "فريق الجدات".

وإذا كنّ لا يشاركن في كأس العالم فذلك لا يمنعهنّ من التلاعب بالكرة للحفاظ على لياقتهنّ البدنية ونسيان أمراضهن الجسدية.

بيكا نتسان ويسي عاملة اجتماعية أسست نادي الجدات لكرة القدم قبل خمس سنوات وحصدت مذاك الحين عدّة جوائز. وهي تلقّب بالأم تيريزا في ليمبوبو.

أصبت بسرطان الرئة في العام 2003. وخلال إقامتي في المستشفى، نصحوني بممارسة بعض التمارين الرياضية. وقد ساعدني ذلك فعلا. ثمّ اكتشفت، خلال زيارتي لعدد من المستشفيات، أن هناك الكثير من العجائز المريضات . فأردت تشجيعهن على القيام ببعض الرياضة. وشيئا فشيئا، تحولت التمارين الرياضية إلى مباريات في كرة القدم.

اليوم، أصبحنا نلعب مرتين في الأسبوع، الثلاثاء والخميس. وكلّ نهار سبت، نلعب ضدّ فرق أخرى في المنطقة. أحب أن تنسى هؤلاء النسوة، لبعض الوقت، أمراضهن وكفاحهن ضد مرض السكّري وداء المفاصل.

أردنا لعب مباراة لافتتاح كأس العالم لكن للأسف لم يسمح لنا بذلك اتحاد جنوب أفريقيا لكرة القدم لأن وحدها المنتخبات التي تأهّلت لها الحق في ذلك. لقد خاب ظنّنا لكن رغم ذلك نبقى أكبر مشجعات منتخبنا الوطني.

لقد حقّق فريقنا شهرة كبيرة حتّى أننا تلقّينا دعوة للمشاركة في بطولة مخصصة لكبار السن بالولايات المتحدة. المشكلة أننا لا نملك ما يكفي من المال لنشارك في هذه البطولة. لذا أطلقنا نداء لجمع التبرعات. كما نقف بقوة إلى جانب نيلسون مانديلا. كافح لأجلنا ونريد أن نهديه هدية جميلة لعيد ميلاده في يوليو المقبل".

أوباما وكاميرون يتبادلان الجعة بعد الرهان..

وبالنسبة للرؤساء تبادلَ باراك أوباما ورئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون الجعة للوفاء برهانهما على مباراة المنتخبين الانجليزي والامريكي في كأس العالم والتي انتهت بالتعادل.

وقال أوباما عقب اجتماعه برئيس وزراء بريطانيا الجديد على هامش قمة مجموعة العشرين في تورونتو "هذه (جعة) جووز ايلاند 312 من بلدتي شيكاجو...نصحته بأننا نشرب الجعة مثلجة في أمريكا."

وقدم كاميرون لاوباما نوعا محليا من الخمور يشيع في دائرته ويتني يطلق عليه هوبجوبلين. بحسب رويترز.

واصطحب اوباما في وقت سابق رئيس الوزراء البريطاني الى تورونتو على متن طائرته المروحية من قمة مجموعة الثماني التي اقيمت في منتجع شمالي تورونتو ويبدو ان الرئيس الامريكي اقترح مازحا ان يدفع كاميرون تكلفة الرحلة.

وعلق كاميرون على ذلك قائلا "شكرا لك أيضا على نقلي..لقد حذرني انه سيرسل لي الفاتورة ولكن كما قلت ان الظروف صعبة للغاية في بريطانيا ولذا يؤسفني انه سيضطر ان يعتبرها نقلة مجانية."

وأرسل أوباما في وقت سابق من العام صندوقا من الجعة الامريكية لرئيس الوزراء البريطاني ستيفن هاربر بعد خسارته لرهان على نهائي اولمبياد الهوكي رجال الذي خسرت فيه الولايات المتحدة امام كندا.

تصفيفات شعر اللاعبين..

وتلفت تصفيفات شعر اللاعبين الانظار في أكبر حدث رياضي عالمي.. فاللاعبون منهم من أطلق لحية ومنهم من ربط شعره الطويل بأربطة للشعر ومنهم من صبغ شعر لحيته وغير ذلك من الموضات.

نجم المنتخب البرازيلي روبينيو أطلق لحية صغيرة خلال البطولة مما دفع المدونين البرازيلين الى اطلاق حملة على الانترنت يحثونه فيها على زيارة الحلاق.

وقال روبينيو (26 عاما) للصحفيين الاسبوع الماضي وهو يضحك بعد تلميحات بأنه أطلق لحيته في محاولة لبث الرعب في نفوس الفرق المنافسة "وجه قبيح ولكن لعبا جميلا باذن الرب... ببساطة لقد نسيت أن أحلق."

أما نجم المنتخب البرتغالي كريستيانو رونالدو فضل الظهور في كأس العالم بشعر قصير وكذلك فعل نجم اسبانيا فرناندو توريس الذي تخلى في الاونة الاخيرة عن شعره الطويل واختار أن يكون شعره قصيرا.

ولكن لا يظهر كل اللاعبين بمثل هذه الصورة في كأس العالم فقد أثار لاعب المنتخب الفرنسي جبريل سيسي دهشة كثيرين في جنوب افريقيا الدولة المضيفة للبطولة بلحيته الشهيرة المصبوغة باللون الابيض وكذلك فعل مدافع منتخب الكاميرون المخضرم ريجوبير سونج. بحسب رويترز.

واخذ عرف الشعر الصغير الاشقر الذي ظهر به من قبل قائد المنتخب الانجليزي سابقا ديفيد بيكام شكلا جديدا في البطولة الحالية فقد اختار لاعب خط وسط المنتخب السويسري فالون بهرامي قصة شعر تظهر مثل هذا العرف في مقدمة الرأس بالتواء بسيط.

أما دييجو فورلان لاعب منتخب أوروجواي فمن عشاق الشعر الطويل واختار وضع رباط للشعر حتى يبعد شعره عن وجهه أثناء اللعب. وقد لا يغير اللاعبون من تصفيات شعرهم على سبيل الموضة فحسب وانما أيضا لجلب الحظ.

في كأس العالم عام 1998 صبغ لاعبو المنتخب الروماني كلهم شعرهم باللون الاصفر لجلب الحظ وتكهنت وسائل الاعلام الاسبانية بأن حارس مرمى منتخب اسبانيا ايكر كاسياس حلق لحيته بعد هزيمة منتخب بلاده أمام سويسرا في أولى مبارياته بالبطولة الحالية صفر-1 في محاولة لجلب الحظ أيضا.

وحتى الان اتت هذه الخطوة ثمارها فقد فازت أسبانيا بمباراتيها التاليتين وتصدرت مجموعتها لتصعد لدور 16 بالبطولة.

أما دييجو مارادونا المدير الفني للمنتخب الارجنتيني يظهر في كأس العالم بلحية بيضاء ينظر اليها على أنها رمز للنضوج. وقال مارادونا انه أطلق لحيته ولا يستطيع أن يحلقها منذ أن عضه كلبه في الوجه ولكن يبدو أنها أصبحت سمة جديدة مميزة له.

مشاهدة المباريات تزيد من الإصابة بأمراض القلب

ومع تصاعد حمى الشغف بمباريات كأس العالم الجارية حذر علماء بريطانيون من أن مشاهدة مباريات كرة القدم والجلوس أمام شاشات التلفزة لساعات طويلة قد تزيد من نسبة الإصابة بأمراض القلب.

وأظهرت دراسة أجريت على 13.197 ألف من النساء والرجال الأصحاء في منتصف العمر في مقاطعة نورفولك البريطانية أن الجلوس أمام شاشة التلفاز لمدة ساعة يوميا يزيد من نسبة الوفيات بسبب أمراض القلب بمعدل 7 في المائة عن المعدل الطبيعي لحالات الوفاة الأخرى.

كما أظهرت دراسة أخرى قام بها مجلس البحوث الطبية نشرت في المجلة الدولية لعلم الأوبئة أن من بين 373 فردا يتعرض 35 شخصا للوفاة بسبب إصابتهم بأمراض القلب. بحسب كونا.

ومن أهم العوامل التي أدت إلى إصابتهم بالمرض هو جلوسهم لمشاهدة المباريات لساعات طويلة إضافة إلى أسباب أخرى كالتدخين والسمنة وعدم ممارسة الرياضة وسوء التغذية.

وقالت الدكتورة كاترين التي شاركت في إعداد هذه الدراسة أن هناك حاجة لمزيد من البحث لمعرفة ما إذا كان هناك أسباب أخرى كالجلوس أمام جهاز الكمبيوتر وقيادة السيارة.

غضب ساركوزي وحزن أوباما!

واستحوذت بطولة كأس العالم المقامة حاليا بجنوب أفريقيا على اهتمام وعقول الرؤساء والحكام في مختلف أركان المعمورة، وشاهد العالم كيف انشغل رؤساء الدول بالبطولة، وكيف أن اجتماع دول "الثمانية" وبعده اجتماع "العشرين" بكندا سيطر عليه مونديال جنوب أفريقيا، لدرجة أن البعض رتب مواعيده حسب المباريات.

فقد دفعت بطولة كأس العالم الرئيس الأمريكي، باراك أوباما، للخروج من أحد الاجتماعات ليرسل برقية تهنئة للمنتخب الأمريكي بعد تأهله للدور الثاني، وتحدث مع مدرب الفريق هاتفياً، قبل أن يبدي حزنه الشديد على خروج منتخب بلاده أمام غانا في دور الستة عشر، كما ظهر الرئيس الأمريكي السابق، بيل كلينتون، في مدرجات ملاعب جنوب أفريقيا مساندا لمنتخب بلاده. بحسب سي ان ان.

اهتمام الساسة بكرة القدم ليس جديدا على اللعبة الشعبية الأولى عالمياً، بل إن هذا الاهتمام بدأ مع انطلاق أول بطولة لكأس العالم، فقد حصلت أوروغواي على شرف تنظيم المونديال عام 1930 احتفالا بمرور مائة عام على استقلالها بمشاركة 13 منتخبا وفازت باللقب الأول في التاريخ.

المونديال الثاني عام 1934 بإيطاليا، شارك فيه 16 فريقا، بمشاركة مصر كأول فريق عربي في المونديال، وغاب حامل اللقب عن البطولة بعد اعتذار أوروغواي عن المشاركة بسبب إضراب لاعبي كرة القدم هناك وفازت إيطاليا باللقب الأول في تاريخها.

وشهد مونديال 1938 ترسيخ اهتمام الساسة بكرة القدم بعدما أرسل الرئيس الإيطالي موسوليني رسالة إلى لاعبي منتخب بلاده قال فيها "فوزوا أو موتوا" في إشارة إلى اهتمامه شخصيا بضرورة فوز منتخب إيطاليا بالبطولة.

وفازت إيطاليا في النهائي على منتخب المجر 4/ 2، وبعد المباراة قال الحارس المجري: "خسرنا البطولة ولكننا أنقذنا لاعبي إيطاليا من الموت."

وفي هذه البطولة رفضت الأرجنتين المشاركة في البطولة بقرار سياسي بعد فشلها في الحصول على حق تنظيم البطولة، كما أن النمسا لم تتمكن من المشاركة في البطولة بسبب وقوعها تحت الاحتلال الألماني، بل إن الزعيم الألماني أدولف هتلر أجبر لاعبي النمسا على المشاركة مع منتخب ألمانيا بعد مشاركتهم بشكل جيد في مونديال 1934.

وألقت الأحداث السياسية والعسكرية بظلالها على بطولة كأس العالم 1950، إذ حصلت البرازيل على حق تنظيم البطولة بسبب التدمير الكبير الذي شهدته أوروبا من جراء الحرب العالمية الثانية، وانسحبت بعض المنتخبات الأوروبية من البطولة وأجبر البعض على المشاركة ليتراجع عدد الفرق المشاركة إلى 13 منتخبا فقط.

وفي مونديال 1966 بإنجلترا عاد الحديث عن السياسة في كأس العالم بعد أن اتهمت ألمانيا حكم اللقاء النهائي الذي جمع بين منتخبها ونظيره الإنجليزي بمجاملة إنجلترا بعدما احتسب الهدف الثالث في الوقت الإضافي دون أن تمر الكرة خط المرمى مجاملة لإنجلترا بسبب حضور ملكة بريطانيا اللقاء في إستاد ويمبلي.

ورفض منتخب الاتحاد السوفيتي المشاركة في مونديال 1974 بعد أن رفض اللعب أمام منتخب تشيلي على بطاقة التأهل للمونديال إثر مقتل الزعيم التشيلي سلفادور ألليندي في انقلاب عسكري أطاح بحكومته الاشتراكية واغتياله في القصر الحكومي على أيدي القوات المسلحة بقيادة الجنرال أوغستو بينوشيه.

وجاء رفض الاتحاد السوفيتي المشاركة في المباراة بعد معرفته بإقامتها على الاستاد الذي شهد حشد الحكومة التشيلية للمعتقلين اليساريين فيه وتصفية المئات منهم في هذا الملعب، عدا الآلاف الذين قتلوا واختفوا عن وجه الأرض، لتشارك تشيلي في البطولة دون لعب المباراة الأخيرة في التصفيات.

ومنح الاتحاد الدولي لكرة القدم "الفيفا" للأرجنتين حق تنظيم بطولة كأس العالم عام 1978 رغم الحكم العسكري الذي سيطر على الأرجنتين، وقال اللاعب الصغير الذي لم يتخط وقتها عامه السابع عشر دييغو أرماندو مارادونا: "نحن لا نعرف كيف نحيى ولكن نعرف كيف نحتفل."

ولم يتوقع أحد نجاح المونديال بسبب الحكم العسكري في بلد يعاني من الفقر والجهل، وتعرض رئيس الاتحاد الأرجنتيني للاغتيال قبل انطلاق البطولة بأشهر قليلة، وتلقت المنتخبات المشاركة تهديدات دفعت البعض للانسحاب، ونجحت الأرجنتين في تنظيم البطولة بمشاركة منتخب تونس الذي حقق أول فوز للعرب في المونديال على حساب منتخب المكسيك 3/1، وحقق المنتخب الأرجنتيني الفوز باللقب بعد أن قدم بطولة مليئة بالبهجة والاحتفالات ونسي الجمهور الأرجنتيني معاناته على يد ماريو كمبس هداف البطولة.

وعاد وجه السياسة ليلقي بظلاله على كرة القدم في مونديال 1998 بفرنسا التي شاركت بمنتخب ضم العديد من اللاعبين المهاجرين على رأسهم النجم الفرنسي الشهير زين الدين زيدان الجزائري الأصل ورفاقه ليليام تورام وكريستيان كريمبو وباتريك فييرا ومارسيل ديسايه.

ونجح المنتخب الفرنسي في الفوز باللقب الأول لفرنسا والوحيد حتى الآن، ويومها علق رئيس الحزب اليميني جون ماري لوبان  على الصورة التذكارية للمنتخب الفرنسي بعد فوزه باللقب قائلا: "من الجيد أن نجد شخصا فرنسيا في تلك الصورة" وكان يقصد الرئيس الفرنسي جال شيراك الذي التقط صورة مع الفريق الفائز ببطولة كأس العالم.

وفي مونديال 2010، راجت شائعات وأقاويل بأنه تم منح جنوب أفريقيا شرف تنظيم البطولة بسبب زعيمها الأفريقي الشهير، نيلسون مانديلا، وتكريماً له بعد عقود من سيطرة نظام التفرقة العنصرية "الأبرتهايد" على تلك الدولة، لتكون بذلك أول دولة أفريقية تنظم المونديال.

وتعود فرنسا للصورة مرة أخرى بعدما أعلن الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي استيائه وغضبه الشديدين من المستوى الذي ظهر عليه منتخب الديوك الفرنسية في مونديال 2010، واستقباله لقائد المنتخب تيري هنري ليعرف منه أسباب ما حدث، وهو ما دفع "الفيفا" لإبداء تخوفه وعدم رضاه عما حدث في فرنسا واعتبر الأمر تدخلا حكوميا غير مقبول.

أمام السحر والغموض والفرحة التي تحققها كرة القدم، ينسى الساسة أنفسهم، فالرئيس الغاني جون إيفانز أتا ميلز هبط لغرفة ملابس منتخب بلاده عقب الفوز على أمريكا في دور الستة عشر ليبلغهم تهنئته بنفسه ويعيش لحظات الفرح مع لاعبيه، وقال إنه صلى من أجل فوز فريقه قبل لقاء أمريكا، وأكد الرئيس الأمريكي أوباما أنه أجرى اتصالا هاتفيا مع نظيره الغاني واتفقا على تبادل قمصان في أول مقابلة تجمع بينهما.

شبكة النبأ المعلوماتية- السبت 3/تموز/2010 - 20/رجب/1431

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1431هـ  /  1999- 2010م