انحراف الكنيسة: طلب البابا للصفح لا يوقف مسلسل الفضائح

شبكة النبأ: طلبَ البابا بنديكتوس السادس عشر للمرة الأولى بشكل مباشر، "الصفح" عن الفضائح المتعلقة باستغلال الأطفال في الكنيسة الكاثوليكية مشيرا خصوصا إلى "التجاوزات بحق الأطفال" وذلك خلال قداس الجمعة في ساحة القديس بطرس بحضور حوالي 15 ألف كاهن.

ووعد أيضا بان الكنيسة "ستبذل كل ما بوسعها" لكي "لا تتكرر أبدا التجاوزات" الجنسية بحق الاطفال من قبل رجال الكنيسة. وكان البابا يحتفل باختتام السنة الكهنوتية التي شهدت الكشف عن فضائح التجاوزات الجنسية في الكنيسة في أوروبا وأميركا.

وقال البابا "نطلب بإلحاح الصفح من الله ومن الأشخاص الذين كانوا عرضة (للتجاوزات) فيما نعتزم الوعد ببذل كل ما بوسعنا لكي لا تتكرر أبدا مثل هذه التجاوزات". ووعد بان الكنيسة "ستبذل أقصى جهودها لكي تدرس بانتباه مدى صدقية رسالة" الكهنة المستقبليين.

وكان أطفال ألمان تعرضوا للاغتصاب والتعذيب السادي في دير كاثوليكي اسمه ايتال في جنوب بافاريا موطن بابا الفاتيكان بنيديكت وفقا لتقرير جديد أشرفت على تقديمه الكنيسة الكاثوليكية.

وقد جاء التقرير في 173 صفحة يروي فيها تفاصيل تعذيب واغتصاب الأطفال، وفي تصريح لتوماس فيستر أحد معدي التقرير قال: "تشير تحقيقاتي بوضوح إلى تعرض الأطفال والمراهقين حتى العام 1990 لانتهاكات وحشية في دير ايتال، وارتفع عدد الضحايا عقب إصدار التقرير الأولي في شهر مارس حيث تعرض المئات من الطلاب في الدير للضرب والاغتصاب".

واهتزت الثقة بالكنيسة الكاثوليكية الألمانية عقب الكشف عن فضائح الاغتصاب الجنسي التي ارتكبت على نطاق واسع بحق الأطفال على مدى عقود. وعقب الإعلان عن خط ساخن للضحايا ورد على الرقم الخاص بذلك الخط أكثر من 12 ألف مكالمة خلال بضعة أيام مما جعل القائمون على متابعة الضحايا يتخلون عن فكرة التواصل مع الضحايا لتقديم مواساة وعلاج نفسي لهم.

وأشار مسح إلى أن ربع الكاثوليك في ألمانيا ينظرون إلى التخلي عن الكنيسة عقب صدور تقارير تكشف مئات الحالات التي تعرض فيها الصغار للاغتصاب من قبل القساوسة، ويعود تاريخ بعضها إلى عقود بعيدة مع تجاوزات قصوى شملت تغاضي عن جرائم تستدعي عادة عقوبات سجن لفترات طويلة.

ارتفاع كبير في الإبلاغ عن انتهاكات

وبموازاة ذلك قال الأساقفة الكاثوليك في سويسرا انه حدث ارتفاع كبير في الابلاغ عن ارتكاب قساوسة انتهاكات جنسية في الأشهر الأخيرة وأعلنوا عن ضوابط مشددة جديدة للمساعدة في الحيلولة دون وقوع مزيد من الحالات.

وقال مؤتمر الأساقفة السويسريين انه تلقى بين يناير كانون الثاني ومايو ايار 2010 تقارير عن ارتكاب 72 مخالفا انتهاكات بحق 104 ضحايا مقارنة مع 14 مخالفا و15 ضحية في عام 2009. وقال ان هذه هي الدراسة الاولى من نوعها على الاطلاق للابرشيات السويسرية.

وكانت الفضائح التي تكشفت في الاونة الاخيرة عن اعتداءات جنسية لقساوسة على اطفال في ايرلندا والولايات المتحدة والنمسا والمانيا واتهامات لاساقفة بالتستر على اساقفة منحرفين لطخ صورة الكنيسة بشكل كبير في انحاء العالم. بحسب رويترز.

وكان للفضيحة وقع كبير في المانيا المجاورة حيث اتهم شقيق البابا المولود في بافاريا بالانتهاكات الجسدية ويجري التحقيق حاليا مع ارفع مسؤول كاثوليكي الاسقف روبرت زوليتش للتستر على اعتداءات.

وكانت هناك بعض التقارير عن اعتداءات في سويسرا هذا العام الا انه لم يكن هناك غضب عام مثل الدول الاخرى.

وقال الاساقفة في بيان "الاعتداءات الجنسية في الابرشيات الرعوية لا يمكن التسامح معها" مضيفين ان الضحايا يحتاجون لان يمارسوا حقوقهم حتى تتحقق العدالة.

وقالوا "مرتكبو الجرائم يجب ان يتحملوا المسؤولية حتى اذا وقع الاعتداء قبل فترة طويلة وتوفي اصحابها."

وكما هو الحال في انحاء اوروبا وقعت اغلب الحالات في سويسرا قبل عقود وتعرض تسعة فقط من بين 104 ضحايا الى الاعتداء منذ 1990. واغلب الضحايا كان عمرهم اقل من 17 عاما.

التحقيق مع رئيس الكنيسة الكاثوليكية

وأعلنت النيابة العامة في فريبورغ (جنوب غرب ألمانيا) أن رئيس الكنيسة الكاثوليكية الألمانية الأسقف روبرت زوليتش موضع تحقيق بتهمة التواطؤ في التحرش جنسيا بأولاد.

ونفى الاسقف على الفور هذه الاتهامات، التي حملت النيابة العامة على فتح التحقيق، ومفادها انه كان على علم بالتحرشات الجنسية التي ارتكبها في ستينات القرن الماضي كاهن في دير بيرنو.

وقال المدعي العام وولفغانغ ماير في فريبروغ ان صاحب الشكوى أكد أن الأسقف لم يكن على علم بتجاوزات الكاهن فحسب بل سمح أيضا بإعادة تعيينه في الدير نفسه في 1987. وأضاف أن القضية رفعت الى النيابة العامة في كونستانس (جنوب) حيث يقيم حاليا الكاهن المشتبه بقيامه بهذه التجاوزات.

وقال الاسقف في بيان انه لم يتبلغ بحصول هذه التجاوزات في هذا الدير الا في 2006 وانه ابلغ على الفور رهبانية البنديكتيين بالامر.

وتواجه الكنيسة الكاثوليكية الالمانية منذ مطلع السنة سلسلة اتهامات بتحرشات جنسية ارتكبها كهنة بحق أولاد.

وقال المدعي العام "لا يمكنني أن أبت في جوهر الاتهامات" وعلى النيابة العامة في كونستانس ان تنظر في الملف. وقالت النيابة العامة في كونستانس انها لم تتلق بعد الملف.

البابا ينتقد اقتحام كنيسة بلجيكية

وندد البابا بنديكت السادس عشر بعملية الدهم التي نفذتها الشرطة البلجيكية على مقر أسقفية كاثوليكية للبحث عن أدلة تتعلق بقضية اتهام أحد الرهبان بالاعتداء الجنسي على أطفال، في إطار ملف التجاوزات الجنسية الذي هز أركان الكنيسة مؤخراً.

ووصف البابا الدهم بأنه "مريع،" وذلك في رسالة "دعم أبوي" لرئيس أساقفة مالين بروكسيل، أندريه ليونار، استنكر فيها "الأسلوب الذي جرت عبره التحقيقات،" متحدثاَ عن قيام الشرطة بانتهاك حرمة قبور للرهبان خلال التفتيش عن وثائق تتعلق بالقضية. بحسب سي ان ان.

وأصدرت أمانة سر الفاتيكان بيانا نددت فيه بشدة بـ"التجاوزات الجنسية من قبل أعضاء في الكنيسة بحق قاصرين داعية إلى مواجهة وتصحيح هذه الأمور وفقا لمقتضيات العدالة وتعاليم الإنجيل."

وأعربت أمانة السر عن "دهشتها للآلية التي جرى فيها تفتيش كاتدرائية مالين بروكسل من قبل السلطات القضائية البلجيكية إذ تمّ تدنيس ضريحي الكردينالين يوزف إرنست فان روي و ليون جوزف سوينينس رئيسي أساقفة مالين بروكسل سابقا. إلى جانب استنكار هذه الأعمال تضاف المخالفات بحق خصوصية الضحايا."

واستجهن البابا، في رسالة حملت توقيعه، الخطوة "المفاجئة والمؤسفة" التي أقدم عليها القضاء بإرسال عناصر شرطة التحقيق لاقتحام كاتدرائية مالين ومركز مجلس أساقفة بلجيكا أثناء انعقاد جمعيتهم العامة التي كانوا سيعالجون فيها مسألة التحرشات بقاصرين من قبل رجال دين.

لفت البابا إلى أنه كرر أكثر من مرة ضرورة معالجة تلك القضايا الخطيرة من قبل السلطات المدنية ومن جانب السلطات الكنسية على أساس الاحترام المتبادل لخصوصية كل جهة واستقلاليتها.

يشار إلى أن الفضائح الجنسية التي تورط فيها عدد من رجال الدين شملت كنائس في عدة طول أوروبية، بما فيها ألمانيا، مسقط رأس البابا.

وشكلت قضية "تستّر" بعض كبار الرهبان على هذه التجاوزات لسنوات القضية الأبرز في هذا الملف، علماً أن البابا اضطر أخيراً إلى تقديم اعتذار لكافة الضحايا.

قس يحوّل مقره إلى سجن للمتعة

وفي هذه الأثناء أصدرت السلطات البرازيلية مذكرة اعتقال بحق رجل دين، بولندي المولد، أحال محل إقامته بالابرشية في العاصمة البرازيلية، ريو دي جنيرو، إلى "زنزانة للمتعة" حيث دأب على الاعتداء جنسياً على القصّر.

وأصدرت الشرطة المدنية بالولاية، "مذكرة اعتقال وقائية" بحق القس، ماركين مايكل ستراشاناوسكي، 44 عاماً، الذي اتهم بتكبيل أيدي قاصر وإجباره على القيام باستعراض جنسي، في مقر إقامته بكنسية "دافينو إسربريتو سانتو" الواقعة في الجانب الغربي من ريو.

ونقلت صحيفة "فولها دي ساوبالو" البرازيلية، إن مراهقاً، 16 عاماً، اتهم القس الذي لم يُعثر له على أثر الجمعة،  بالاعتداء عليه مراراً، وإجباره على التزام الصمت بتهديده بشكل منتظم.

وأوردت الصحيفة عن القاضي أليكسندر آبراهاو دياز تيكسيرا قوله إن التحقيقات كشفت أن القس "يعاني من انجذاب قهري لممارسة الجنس مع القصر"، وقام بتحويل مقر إقامته في بالأبرشية إلى "سجن للمتعة" حيث يجبر الفتيان على ممارسة الجنس معه.

ويضاف التحقيق الأخير إلى مجموعة فضائح اعتداءات جنسية على أطفال تنؤ تحتها كاهلها الكنسية الكاثوليكية، ودعت البعض للمطالبة بتنحي بابا الفاتيكان، بيندكت السادس عشر، وذهب البعض للمطالبة برفع دعوى قضائية على الفاتيكان.

وفي وقت سابق اعتبر رجل دين أن فضائح الاعتداء على أطفال التي انتشرت في الكثير من المؤسسات الدينية المسيحية مؤخراً ناجمة عن "إغواء شيطاني" تعرض له رجال الدين الذين تورطوا فيها، مشيراً إلى أن الشيطان يحاول اختراق الفاتيكان وإغواء الذين يعملون فيه.

وتابع الراهب غابريال أمورث، الذي يرأس هيئة طرد الأرواح والشياطين في الكنيسة الكاثوليكية بروما، والذي يقول إنه أجرى أكثر من 70 ألف عملية طرد لأرواح شريرة تلبست بأشخاص حول العالم، أن الشيطان يمكن أن يتلبس رجال الدين، ولكنه أضاف، في حديث لـCNN، أن ذلك لا ينعكس بالضرورة بصورة اغتصاب أطفال.

الكنيسة تعتذر للشاذين جنسياً!

ومن جهة أخرى قدمت الكنيسة الكاثوليكية في بوسطن بالولايات المتحدة اعتذاراً رسمياً إلى كل الشواذ جنسياً، بعد نشر مقال في صحيفة محلية مقربة منها، يشير إلى أن الأطفال الذين يتبناهم الأزواج المثليون عرضة "لخطر حقيقي" للحصول على مواد إباحية وإحضارها معهم إلى المدارس.

وكان الخلاف حول القضية قد ظهر في الرابع من يونيو/ حزيران الجاري، عندما أثار البعض قيام مدرسة كاثوليكية برفض انتساب تلميذ هو ابن بالتبني لسحاقيتين، وردت الكنيسة عبر مقرّب منها، هو مايكل باكالوك بالقول: "هناك مخاوف حقيقية من قيام التلميذ بإحضار مواد إباحية أو غير مناسبة تتناسب مع حياة المثليين جنسياً إلى المدرسة."

وأضاف: "التلميذ قد يعرض رفاقه في المدرسة لهذا النوع من المواد التي يمكن له العثور عليها بسهولة في المنزل."

وشدد باكالوك على أن قبول العائلات المكونة من زوجين شاذين في مدارس كاثوليكية قد يجعل الأولاد يعتقدون بأن الشذوذ الجنسي أمر عادي ومقبول، ويسمح بالترويج لهذا النمط من الحياة، مضيفاً أن صفة "والدين" لا يمكن إطلاقها إلا على الآباء الطبيعيين، وهي بالتالي لا تنطبق على الأزواج المثليين.

وقدمت الصحيفة اعتذارها الرسمي للقراء الذين قد "يشعرون بالإهانة" جراء ما نشرته من مواقف باكالوك، وقالت إن ما ورد على لسانه لا يعكس موقفها أو موقف أتباع الكنيسة الكاثوليكية الذين "لديهم من الثقافة ما يكفي لاتخاذ موقف من العلاقات المثلية."

فضيحة فساد تمتد لتمس الفاتيكان

ووضعت ايطاليا واحدا من أبرز كردينالات الكنيسة الكاثوليكية ووزيرا سابقا رهن التحقيق مع امتداد فضيحة فساد أساءت الى سمعة الحكومة لتمس الفاتيكان على ما يبدو.

وقالت مصادر قضائية ان قضاة تحقيق أبلغوا الكردينال كرينسيو سيبي وبيترو لوناردي وزير النقل والبنية التحية السابق في حكومة يمين الوسط بأنهما رهن التحقيق فيما يتصل بالفساد.

ويحقق القضاة في مدينة بيروجيا في وسط ايطاليا في مجموعة اجراءات تتسم بالفساد تتعلق بعقود أشغال عامة أغلبها منشآت تخص أحداثا كبرى مثل قمة مجموعة الدول الثماني الصناعية الكبرى التي عقدت العام الماضي واحتفالات الالفية الجديدة.

ويجري التحقيق مع سيبي (67 عاما) في مزاعم فساد تتعلق بعمله عندما كان يتولى المسؤولية في الفاتيكان عن ادارة تمول عمل بعثات التبشير في الخارج. بحسب رويترز.

وظل سيبي يرأس هذه الادارة الى أن نقل الى نابولي في 2006 ويشتبه في ضلوعه في قضية فساد مع لوناردي فيما يتعلق بصفقة عقارية.

وقالت صحف لا ستامبا وكورييري ديلا سيرا ولا ريبوبليكا الايطالية ان لوناردي اشترى مبنى في روما من ادارة سيبي في 2004 بسعر يقل كثيرا عن سعر السوق.

وأقر لوناردي في العام التالي عندما كان وزيرا مرسوما يخصص مبالغ لترميم مبان كنسية تاريخية من بينها مقر ادارة بعثات التبشير الذي يرجع الى القرن السادس عشر.

وقال الفاتيكان في بيان ان ستيبي سيتعاون مع قضاة التحقيق لكن ينبغي اتباع الاجراءات الصحيحة حيث ان الفاتيكان دولة ذات سيادة. وقال ستيبي للصحفيين وهو يغادر كنيسة في نابولي "الحقيقة ستظهر... أنا بريء.

شبكة النبأ المعلوماتية- السبت 3/تموز/2010 - 20/رجب/1431

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1431هـ  /  1999- 2010م