
1-انحطاط في التربية والتعليم..
شبكة النبأ:
كثيرة تصريحات وزارة التعليم العالي العراقي حول تطوير
المؤسسة التعليمية (طلبة واساتذة) وجعلها تنافس مثيلاتها في دول العالم..
الا ان بعض قراراتها المتسرعة تناقض تلك التصريحات المتفائلة.. قبل مدة
أصدرت الوزارة قرارا بإعادة قيود الطلبة الذين تم ترقينها نتيجة الغش
في الامتحانات وهو فعل لا يمكن إيجاد أي تبرير له وكأن الوزارة تكافئ
هذا الفعل وتباركه بأعادة الطلبة الغشاشين الى مقاعد الدراسة وإعطائهم
فرصا متساوية ومنافسة الطلبة الآخرين المجدّين..
وزارة التربية أصدرت قرارا بدورها بشمول الطلبة الراسبين بثلاث مواد
بامتحانات الدور الثاني وساوتهم بمن رسب بمادة واحدة او مادتين على
اكثر تقدير..
قد تتحجج جهات إصدار القرار بحجج الوضع الأمني وخدمات الكهرباء
المتردية وهي حجج لا تصمد اذا ما قورنت بمراحل سابقة ايام الدراسة على
ضوء الفانوس في عقود الستينات وظروف الفقر وفترة الحرب العراقية
الايرانية حيث كان الـتفوق الدراسي عنوانا لــوزارتي التربية والتعليم
العالي ومن رحم تلك المعاناة تخرج خيرة النخب العراقية في المجالات
كافة..
الطالب العراقي أصبح كسولا اتكاليا لا يقرأ أكثر من ساعة واحدة
يعتمد على الملازم المدرسية وعلى الدروس الخصوصية وعلى شراء الأسئلة
الامتحانية حتى لامتحانات نصف السنة ووصلت ببعض الطلاب إلى شراء حتى
أسئلة التاريخ والجغرافية ابسط مادتين في جميع المراحل الدراسية..
2-إنها جحيم..
جزء مما قاله مهندس عراقي يعمل في وزارة الكهرباء شارحا موقف الناس
من الموظفين في تلك الوزارة وتحميلهم مسؤولية قلة امدادها ونظرة
الاحتقار التي يعانون منها رغم انهم يتشاركون مع العراقيين جميعا هذا
الهم الذي أصبح أزليا..
يقول صادق جاسم لـ(شبكة النبأ المعلوماتية) فيما كان العرق يتصبب من
وجهه اثناء وقوفه كمهندس من الوزارة مع كهربائي في وسط بغداد، بعد
انفجار احد المحولات الكهربائية وجلب أخرى لاستبدالها وهو الامر الذي
يحتاج اياما «ان قلة الكهرباء والماء تضع العراقيين في حالة نفسية قلقة
اثناء حرارة الصيف، وان المشكلة بغاية السوء وموظفو الوزارة يتشاركون
احتقار الناس لهم، اننا نكره انفسنا. وليس هناك كهرباء في بيوتنا نحن
ايضا. وأريد أن اترك هذه البلاد انها جحيم».
كانت لي تجربة مع احد دوائر الكهرباء لاستبدال الميزانية العاطلة
بميزانية جديدة وقد جاء معي احد الموظفين الى المنزل للكشف عليها
وكتابة تقريره وقد دعوته الى تناول وجبة الإفطار الصباحي إلا انه رفض
ذلك بشدة نتيجة لرغبته بالعودة سريعا الى دائرته لإكمال بقية أعماله..
في إحدى مناطق بغداد حيث كانت تسيطر إحدى الميليشيات المعروفة والتي
توجد في تلك المنطقة محولة كهربائية ضخمة تغذي المنطقة كانت الكهرباء
لا تنقطع عنها حتى سميت بمصيف بغداد منذ العام 2003 حتى العام 2009 بعد
مجيء مدير جديد لها حيث تعرض هو وموظفوه من قبل تلك الميليشيات الى
الرمي بالحجارة والتهديد بالقتل بعد انحسار نفوذ تلك الميليشيات إلا أن
المدير بقي مصرا على رأيه بإخضاع تلك المنطقة إلى القطع المبرمج حالها
حال بقية المناطق.. وهناك غيرها الكثير من الشواهد الـطيبة لو أمعنا
البحث والتدقيق بدلا من وضع الجميع في سلة واحدة..
3-وأخيراً... ساسة العراق ينضحون العرق
لا ادري ما الذي يجمع بين كلمتي العراق والعرق في الفقه اللغوي إلا
أن هناك مشتركا حروفيا بينهما هو (العين والراء والقاف) ولربما يكون
مفهوما وجود تشابه بين العراق والعروق وهو ما رجحه احد اللغويين تسمية
العراق اليها..
التشابه او الاختلاف بين الكلمتين ليس موضوعنا بل ما قررته الحكومة
من قطع التيار الكهربائي عن المنطقة الخضراء حيث الطبقة السياسية
العراقية واخضاعها الى جداول القطع المبرمج للعاصمة بغداد..
سيعرف التعرق الشديد طريقه إلى أجساد السياسيين التي أثلجها التبريد
طيلة السنوات الماضية وسيعرفون طريقهم الى شراء المهفات اليدوية وسوف
يمازحون بعضم بعبارة المواطن التقليدية (هفّي بيدك محّد يفيدك) وسوف
تمر عليهم ساعات عصيبة حيث يصيب العطل مولداتهم...
وقد أدلى بعضهم بعدد من التصريحات حول تلك الخطوة من جانب الحكومة:
عضو ائتلاف العراقية عالية نصيف أوضحت أن قرار الحكومة في هذا
المجال “كان صائبا وكان من المفروض أن يطبق منذ زمن لكي يشعر السياسي
بمعاناة المواطن العراقي البسيط”.
وأضافت أن القرار المذكور “سيرسخ مبدأ المساواة بين العراقيين”
مثلما اقره الدستور. وأشارت نصيف الى “صعوبات تواجه النخب السياسية
لشمولهم بهذا القرار” إلا إنها أكدت أن الجميع سيتعامل معه بشكل
“موضوعي وايجابي”.
4-مجلس محافظة ذي قار وقراءة الممحي..
في القادم إلينا من أخبار البلدان الفايخة (الفايخة تعني المرتاحة)
توصل العلماء الى قراءة ما يفكر فيه دماغ الإنسان عن طريق مجسات شعاعية..
لا اعرف تفاصيل العملية وكيف تجري الا ان هذا الاكتشاف سوف يعد فتحا
جديدا في ميدان العلوم التطبيقية لو عمم على مستويات النشاطات الحياتية
المتعددة..
وقد سبق المسلمون الاوائل هذه البلدان بهذا الاختراع ويمكن ان نجد
ذلك في قصة خالد بن الوليد حين قتل احدهم في الحرب بعد ان شهد شهادة لا
اله الا الله محمد رسول الله وقد أنّبه الرسول الكريم (ص) بشدة على
تصرفه هذا وقد دافع خالد بن الوليد عن نفسه قائلا انه كان خائفا من
القتل ولهذا تشهّد بتلك الشهادة وقد أجابه رسول الله (ص) هلا شققت
قلبه؟؟
مجلس محافظة ذي قار يستمد من تلك المرجعية الاسلامية الباهرة في
قراءة الممحي وكشف المستور فقد طالب رئيس مجلسها الموقر بفصل الموظفين
الذين شاركوا المواطنين تظاهراتهم ضد تردي الكهرباء لأنه حسب تعبير
رئيس المجلس (لو تم اقتحام المجلس من قبل التظاهرة التي كانت تعادل
اربع مرات حجم تظاهرة البصرة لشكلت خطرا على حياة الأعضاء).. من جانبه
ذكر نائب رئيس اللجنة الامنية في المجلس جميل اليوسف ان “التظاهر حق
لكل مواطن إلا أن هنالك أمر يجب الوقوف عنده وهو أن الكثير من أفراد
الحمايات الشخصية وموظفي المجلس شاركوا ضمن التظاهرات وعندما طلبت منهم
الدخول رفضوا أمري وهذا أمر مقلق لأنهم يتجولون بيننا واقترح تحديد
الأشخاص الداخلين للمجلس”. |