عالم الكواكب... توابع والبحث عن الماء والحياة

الشمس تختطف النيازك ودرعٌ للأرض من الكويكبات الشاردة

شبكة النبأ: دعا علماء إلى الحذر حيال إطلاق افتراضات قد تكون متسرعة عن وجود حياة على قمر تيتان الذي يدور حول زحل، مشيرين إلى أن هناك فارق كبير بين الأدلة العلمية التي ظهرت لتشير إلى أن القمر قادر على توفير ظروف وجود حياة، وبين القفز إلى افتراض أن هناك فصائل حية موجودة عليه بالفعل.

وعن امكانية نشوء حياة على القمر أكد علماء وجود الماء على سطحه بنسب معينه او متكون مع نسيج الصخور مما يدل على إمكانية نشوء حياة عليه.

وفي ذات السياق اكتشف مراقبون فلكيون  اختفاء احد أحزمة المشتري المتكونة من السحب فيما اكتشف علماء آخرون ولأول مرة كوكبا خارج المجموعة الشمسية يدور حول نجمه.

لا وجود للحياة على تيتان

وأكدت وكالة الفضاء الأمريكية "ناسا" عدم صحة لافتراض وجود الحياة على كوكب تيتان الذي يدور حول زحل ، خاصة وأنها تعرضت لضربة معنوية مماثلة عام 1996، عندما جزمت بالعثور على آثار حياة بكتيرية على المريخ، قبل أن يتضح وجود خطأ علمي في الأمر. بحسب سي ان ان.

وقال كريس ماكي، أخصائي علوم أحياء الفلك، إن كوكب تيتان كان يجذب علماء الفضاء منذ سنوات، باعتبار أن حجمه الضخم يوفر فرصة لظهور غلاف جوي يمكن له احتضان الحياة، وكان هذا الأمر هو السبب الأساسي لإرسال مركبة الفضاء "كاسيني" التي تطوف حول الكوكب.

واعتبر ماكي أن العلماء كانوا يطرحون مجموعة فرضيات يمكن لها أن تتسبب بظهور الحياة على هذا الكوكب، وأولها أن تكون الكائنات المفترضة قد طورت - في ظل غياب المياه - سبل للحياة بوجود الميثان السائل مكان المياه في خلاياها.

وأضاف أن هذه الفرضية تتطلب بالضرورة رصد تراجع لمستويات الإيثين والأكتلين في المجال الجوي، باعتبار أن الكائنات الحية ذات الميثان السائل ستمتصها للحياة، إلى جانب رصد مستويات مرتفعة من الهيدورجين على سطح الكوكب مقابل مستويات منخفضة منه في الطبقات العليا من الغلاف الجوي.

ولفت ماكي إلى أن هذه الأمور جرى التثبت منها عبر مركبة "كاسيني" وما جمعته من معلومات عن سطح تيتان، ولكن هذا لا يعني بالضرورة وجود أشكال من الحياة، بل يدل على أن الظروف متوفرة لظهورها، وهما "أمران منفصلان تماماً،" كما يشدد العالم الأمريكي.

ويحذر ماكي من التسرع في افتراض وجود حياة على القمر تيتان، باعتبار أن هذه الظواهر، رغم التأكد من وجودها، قد لا تكون ناتجة عن وجود كائنات حية، بل عن تفاعلات كيميائية عادية على سطح الكوكب.

الحزام الجنوبي لكوكب المشتري

من جانب آخر احتار علماء الفلك في تفسير ظاهرة غريبة وصلت إلى ذروتها خلال الأسبوع المنصرم، إذ اختفى بشكل كلي واحد من بين حزامين من الغيوم كانا يحيطان بكوكب المشتري، في تطور يحدث للمرة الأولى بالنسبة للحزام البني اللون الذي اعتاد العلماء على رؤيته يتضاءل ومن ثم يعاود الظهور دون غياب كامل.

وقال غلين أورتون، أخصائي علم الفلك لدى وكالة الفضاء الأمريكية "ناسا" إن الحزام المختفي هو الذي يقع جنوب خط الاستواء على الكوكب، وأضاف معلقاً على الأمر: "هذا حدث كبير جداً، نحن نراقب الكوكب بشكل مكثف اليوم لكننا لم نعرف بعد سر اختفاء الحزام."

أما عالم الفضاء الاسترالي، أنطوني ويزلي، فقال: "لم أتوقع أبداً أن يختفي الحزام بشكل كامل.. بالفعل فإن كوكب المشتري ما زال قادراً على صنع المفاجآت."

بالمقابل، رجح عدد من علماء ناسا عدم اختفاء الحزام الذي بدأ بالاضمحلال منذ العام الماضي، متوقعين أن يكون مختفياً تحت غمامة سميكة من الأمونيا التي تتكون بشكل طبيعي على الكوكب.

من جهته، قال جون روجرز، رئيس فرع مراقبة المشتري في الهيئة البريطانية للفضاء، إن الحزام اضمحل عدة مرات في السنوات الماضية، دون أن يختفي كلياً كما هي الحال اليوم، وذلك في الفترة ما بين 1973 و1975، ومن ثم ما بين 1989 و1990، وكذلك عام 2007.

وتوقع روجرز أن يعاود الحزام الظهور مجدداً خلال العامين المقبلين، مشيراً إلى أن ظهوره سيحدث بالتزامن مع عواصف هائلة تجتاح الكوكب ويمكن مراقبتها من الأرض بمناظير عادية بسبب ضخامة تأثيرها.

وتابع: "سأنتظر ذلك بفارغ الصبر، لأن العواصف ستظهر فجأة وستدفع الحزام للظهور مجدداً بشكل دراماتيكي ومتسارع خلال فترة لا تتجاوز الأسبوع."

محيط  يغطي سطح المريخ

وفيما يخص الكوكب الاحمر أظهرت دراسة نشرتها مجلة "ناتور جيوسيانس" العلمية ان محيطا شاسعا كان يغطي ثلث سطح كوكب المريخ قبل 3,5 مليار سنة.

وتوصل غايتانو دي أشيل وبريان هينيك الباحثان في جامعة كولورادو الى هذه الخلاصة بعد تحليل معطيات حول رواسب المناطق التي يفترض انها كانت دلتا الانهار او مجاريها المفترضة. بحسب فرانس برس.

وجاء في بيان لجامعة كولورادو "اكثر من نصف ترسبات دلتا الانهار التي درسها الباحثان (...) تشير الى حدود المحيط المفترض، لانها كلها موجودة على الارتفاع نفسه".

وبحسب الباحث بريان هينك فان هذه الدراسة هي الاولى التي ترتكز على معطيات بعثات استكشاف المريخ التي قامت بها منذ العام 2001 كل من وكالة الفضاء الاميركية (ناسا) ووكالة الفضاء الاوروبية.

وقال هينك "كان للمريخ على الارجح دورة مائية شبيهة بدورة الارض المائية، وقوامها الامطار، ومياه الانهار، وتشكل السحب، وتراكم الثلوج، وبحيرات المياه تحت سطح الكوكب".

وبرأي الباحثين، فان المحيط كان يغطي 36% من سطح المريخ، وكان يحتوي على 124 مليون متر مكعب من المياه، أي ما يوازي عشر محيطات الارض.

وقال دي أشيل "ان دلتا الانهار قد تشكل مفتاح دراسة التاريخ البيولوجي للمريخ، ان صح ان حياة كانت موجودة يوما ما هناك". وفي دراسة اخرى نشرتها مجلة "جيوفيزيكال ريسرتش" اشار هينك الى اكتشاف 40 الف حوض نهري على سطح المريخ.

بعد هاتين الدراستين، يبقى السؤال الذي يراود الباحثين: اين ذهب الماء الذي كان على سطح المريخ قبل اكثر من ثلاثة مليارات سنة. وللاجابة على هذا السؤال لا بد من انتظار البعثات الجديدة المرتقبة لاستكشاف الكوكب الاحمر، ومنها بعثة الناسا "مافين" المقررة في العام 2013.

عمر الأرض..

من جانب آخر ذكرت دراسات علمية حديثة أن عمر الأرض هو نفس عمر القمر، وقال البروفيسور تورستن كلاينه من المعهد الألماني لعلم الكواكب في مدينة مونستر غرب ألمانيا اليوم "أكدت نتائج الدراسات التي أجريناها مؤخرا أن عمر الأرض أقل بنحو عشرين إلى 90 مليون عام عما كان يعتقد حتى الآن". بحسب الوكالة الالمانية.

واشتملت الدراسة التي قام بها فريق من العلماء من جامعة مونستر الألمانية وجامعة كامبريدج البريطانية على تحليل عينات من آثار اصطدام الأرض بأجزاء كوكبية أخرى حيث أن الخلاف الظاهري بين عمر الأرض وعمر القمر لم يكن مقنعا للعلماء بشكل كاف. وكان العلماء يعتقدون حتى الآن أن الأرض نشأت قبل نحو 4.53 مليار سنة.

ولكن الدراسات الأخيرة تؤكد الآن أن عمر الأرض يتراوح بين 4.51 و 4.44 مليار عام "فقط" حسبما ذكر الباحثون في دراستهم التي نشروا نتائجها في مجلة "نيتشر جيو ساينس" البريطانية.

من جهته يؤكد البروفيسور كلاينه على أن أهم ما توصلت إليه هذه الدراسة الجديدة هو أن عمر الأرض هو نفس عمر القمر مضيفا:"لم تأخذ القياسات السابقة لعمر الأرض في الحسبان حقيقة أن طبقة "الدثار" التي تلي القشرة الأرضية تحتوي على نفس بصمة الأجسام الجيولوجية التي نشأت منها الأرض".

واعتمد العلماء في هذه الدراسة التي كانت تهدف لتحديد عمر باطن الأرض على تحليل عملية تلاشي عنصر التنجستن الكيميائي.

كوكب يدور حول نجمه!

وفي حادثة هي الأولى رصدَ علماء الفلك كوكبا خارج المجموعة الشمسية يدور حول نجمه. وأشار الباحثون تحت إشراف الأستاذة الفرنسية آن ماري لاجرانج من مرصد جرينوبل الفرنسي إلى أن هذه الحقيقة الجديدة تؤكد اعتقاد العلماء أن شمس بيتا بيكتوريس الفتية سنا لها كوكب يدور حولها.

وحسب الدراسة التي نشرت مؤخرا  بمجلة ساينس الأمريكية فإن المعلومات التي حصل عليها الباحثون تثبت أن الكواكب يمكن أن تتشكل بسرعة كبيرة عقب ميلاد نجمها بملايين قليلة من السنين.

وتم الكشف حتى الآن عن أكثر من 450 كوكبا تابعا لنجوم آخرى ولكن لم يتم رصد سوى أقل من عشرة منها بالتلسكوب حسبما أوضح باحثون في مرصد جارشينج الأوروبي القريب من ميونيخ مؤخرا. بحسب الالمانية.

وتعرف العلماء على معظم هذه الكواكب التي تقع خارج المجموعة الشمسية بشكل غير مباشر من خلال قوة جاذبية هذه الكواكب التي تعلق بنجمها بهذه الجاذبية. وتختفي هذه الكواكب بسبب غلبة قوة سطوع نجمها مما يجعلها لا ترى بالتلسكوبات الأرضية.

وأكد مرصد جارشينج الأوروبي أن الكوكب الذي يدور حول شمس بيتا بيكتوريس هو الأقل بعدا عن نجمه من بين الكواكب التي تم رصدها خارج المجموعة الشمسية حتى الآن وأنه يدور حول نجمه في مدار يشبه مدار زحل حول الشمس وأن عمر نجمه لا يتجاوز 12 مليون عام ويقع في برج آلة الرسام "بيكتور" وهو نجم يعد وليدا بالمقاييس الفلكية. وللمقارنة فإن شمسنا تشرق منذ نحو 4.5مليار عام.

نيازك مخطوفة..

وعلى صعيد ذي صلة يؤمن علماء الفلك منذ عقود بأن المذنبات والنيازك التي تجول في مجموعتنا الشمسية هي وليدة مجرتنا، وقد تشكلت في العصور السحيقة في المناطق المظلمة المتجمدة الواقعة خلف كوكب نبتون، وهي تتحرك بين الكواكب بفعل الجاذبية، ويمر بعضها بشكل دوري قرب الأرض، مثل مذنب "هالي."

ولكن نظرية جديدة ظهرت في العدد الأخير من مجلة "العلوم" أشارت إلى أن المذنبات قد تكون عبارة عن كويكبات تشكلت في مجموعات شمسية ومجرات أخرى، ولكن قوة جاذبية الشمس جذبتها إليها من نجوم بعيدة، في عملية "اختطاف" فلكية. بحسب سي ان ان.

وتشير النظرية القديمة إلى أن هذه الأجرام تشكلت مع الشمس وسائر الكواكب، واستقرت في الأجزاء الأكثر برودة وبعداً عن الشمس منها، ومع الوقت جذبت معظمها الكواكب العملاقة الواقعة بأقاصي المجموعة الشمسية، ومنها زحل والمشتري، ما يفسر حزام الكويكبات والأقمار المتعددة حولهما.

وبعدها بمليارات السنوات تعرضت هذه المنطقة من المجموعة الشمسية لضربة عنيفة، مثل انفجار سحابة من الغاز الكوني أو اصطدام نجم عابر، الأمر الذي تسبب في إطلاق حركة تلك المذنبات والنيازك بالشكل الذي نراه اليوم، من خلال تجوالها الدوري حول الكواكب.

وقال هال ليفيسون، أخصائي علم الفلك لدى مركز "ساوث وست" للأبحاث في كولورادو، بالولايات المتحدة الأمريكية: "للأسف، فإن النظرية التقليدية حول مصدر النيازك لا تصمد أمام الأسئلة العلمية الواقعية."

وأضاف ليفيسون إن حجم النيازك والمذنبات الموجودة في مجموعتنا الشمسية أكبر من يكون ناتج عن شمس واحدة. وأضاف العالم الأمريكي أن النجوم كانت في مرحلة تشكلها الأولى تتبادل الكويكبات والمذنبات، وذلك بحسب قدرتها على إبعاد سحابة الغاز الكوني المحيطة بها، وهو ما يفسر تنقل هذه الأجرام عبر المجموعات الشمسية.

وذكر أن النجوم المختلفة كانت تتبادل قذف بعضها البعض بالمذنبات مع بدء تكونها، وهي ظاهرة ما نزال نراها اليوم من خلال النيازك التي تجول في الفضاء.

مياه على القمر!

وأفاد تقرير علمي جديد انه يوجد مياه على سطح القمر أكثر كثيرا مما يتصور أي شخص وأنه من المرجح انها منتشرة في الأعماق تحت سطحه.

وأظهرت بعثات القمر في الآونة الأخيرة وجود مياه مجمدة في حفر مظللة على سطح القمر وجليد تحت الغبار الرمادي. ومن المحتمل ان تكون هذه المياه قد حملتها الى هناك أجزاء من المذنبات والكويكبات التي تصطدم بسطح القمر.

وخلص الباحثون في دورية محاضر الأكاديمية الوطنية للعلوم الى أن "المياه قد تكون في كل مكان داخل القمر."

وقال فرانسيس مكوبين الذي اشرف على الدراسة من معهد كارنيجي في واشنطن "كنا نظن على مدى أكثر من 40 عاما أن القمر جاف.

"اكتشفنا أن الحد الادنى من المحتوى المائي يتراوح بين 64 جزءا لكل مليار جزء الى خمسة اجزاء لكل مليون وهذه الكمية تصل لمثلي النتائج السابقة على الاقل."

ويقول التقرير ان هذه المياه لا يمكن الوصول اليها على الفور لانها ممزوجة بالداخل الصخري للقمر.

ويعتقد معظم العلماء الان أن القمر تشكل عندما ضرب الارض جسم في حجم المريخ منذ 4.5 مليار سنة الامر الذي نتجت عنه المادة التي انضغطت لتشكل القمر.

وتشكلت صخور منصهرة خلال هذه العملية وفي الوقت الذي كانت تبرد فيه الصخور وتتبلور حافظت على بعض جزيئات المياه. بحسب رويترز.

وعكف الباحثون على دراسة عينات تم جمعها منذ 40 عاما خلال بعثات أبوللو للقمر. وكانت أنواع الصخور الاكثر شيوعا داخل القمر تحمل الدليل الكيميائي لمركبات الهيدروجين والأوكسجين التي تشير الى وجود المياه.

وقال برادلي جوليف من جامعة واشنطن في سانت لويس الذي شارك في الدراسة في بيان "التركيزات منخفضة للغاية وبالتالي كان من المستحيل تقريبا حتى وقت قريب الكشف عنها.

"يمكننا الآن في نهاية المطاف البدء في دراسة المعاني المتضمنة ومصدر المياه داخل القمر.

شبكة النبأ المعلوماتية- السبت 26/حزيران/2010 - 13/رجب/1431

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1431هـ  /  1999- 2010م