في اليوم العالمي لوقف التدخين: الشراهة تتفوق على الإقلاع 

إعلانات السكائر شِراكٌ للمراهقين

 

شبكة النبأ: استهدفت منظمة الصحة العالمية هذا العام وفي اليوم العالمي للتدخين, الإعلانات التجارية المروجة لعادة التدخين وتستهدف الفتيات والفتيان، وهي تنفق ببذخ على حملات تسويق بضاعتها القاتلة على ضحاياها بطرق مخادعة مستهدفة الفتيات المراهقات بإعلانات تتغاضى عن خطورة التبغ المحترق بعبارات خفيفة، ومعتدلة، وقلية النيكوتين...

وفي هذه الغضون دعت منظمة الصحة العالمية ومنظمات مجتمع مدني عالمية إلى حظر إجباري على الإعلانات التجارية التي توقع المراهقات في شرك التدخين وتتسبب في وفاة ملايين النساء سنويا فضلا عن الآثار المترتبة من جراء التدخين السلبي على الأطفال الرضع من قبل الأمهات أو الآباء..

مُلصقات ضد التدخين

واستهدف اليوم العالمي لمكافحة التدخين النساء والفتيات المدخنات بملصقات تحذرهن من إن "متطلبات الأناقة لا تتفق مع الإصابة بسرطان الحلق" في الوقت الذي قال فيه مسؤولون عن الصحة إن شركات السجائر تستهدف الفتيات.

كان شعار منظمة الصحة في اليوم العالمي لمكافحة التدخين "نوع الجنس والتبغ" والآثار الضارة للتدخين على النساء والفتيات.

من جهتها قالت منظمة الصحة العالمية إن شركات التبغ تنفق ببذخ على حملات التسويق مستهدفة النساء مع اكتسابهن المزيد من الاستقلال وحرية الإنفاق خاصة في اقتصاديات آسيا الصاعدة.

وقدرت المنظمة إن أكثر من ثمانية في المائة من الفتيات بين سن 13 و15 عاما أي 4.7 مليون فتاة تدخن في منطقة أسيا والمحيط الهادي.

وأفاد أطباء في الهند إن هناك زيادة كبيرة في إعداد المدخنات خاصة بين طالبات الجامعة وأرجعوا ذلك إلى الضغوط والمنافسة وتوفر الأموال في أيديهن.

وأكدت منظمة الصحة العالمية إن التدخين هو ثاني أكبر سبب للوفاة في العالم وانه مسؤول حاليا عن وفاة عشر البالغين على مستوى العالم إي نحو خمسة ملايين حالة وفاة كل عام.

وتمثل النساء نحو 20 في المائة من مليار مدخن على مستوى العالم لكن إذا استمر الاستخدام الحالي للتبغ سيتسبب التدخين في مقتل ثمانية ملايين شخص في العام بحلول عام 2030 منهم 2.5 مليون من النساء. بحسب رويترز.

وقال الدكتور شين يونغ سو المدير الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية في منطقة غرب المحيط الهادي إن كل يوم يموت 3000 شخص من استخدام التبغ في منطقة آسيا والمحيط الهادي وأشار إلى إن تدخين التبغ ومضغه يتصاعد بين النساء والفتيات.

وأضاف شين "بدء النتائج المبكرة للإدمان تترجم فيما بعد إلى حياة معتمدة على النيكوتين وضعف الصحة والموت المبكر."

وتدعو منظمة الصحة العالمية إلى حظر شامل على إعلانات السجائر والدعاية لها لحماية النساء والفتيات من الصور التي تصور التدخين على انه موضة وشيء فاتن.

التبغ يقتل 1,5 مليون امرأة

وتركز منظمة الصحة العالمية بمناسبة اليوم العالمي للامتناع عن التدخين  بشكل خاص على الآثار الضارة لأنشطة تسويق التبغ التي تستهدف النساء والفتيات، تحت شعار عنوان "التبغ خطر على الجنسين: سهام تسويقه تستهدف المرأة."

وتُعد مكافحة وباء التبغ بين النساء جزءاً هاماً من أية إستراتيجية للمكافحة الشاملة للتبغ. ويسلط اليوم العالمي للامتناع عن التدخين هذا العام الضوء على ضرورة أن تفرض الأطراف في اتفاقية منظمة الصحة العالمية الإطارية بشأن مكافحة التبغ، والبالغ عددها 170 طرفاً، حظراً على جميع أشكال الإعلان عن التبغ والترويج له ورعايته وذلك وفقاً لدساتيرها أو لمبادئها الدستورية. بحسب سي أن أن.

وفي حين يشهد انتشار وباء تعاطي التبغ تراجعاً بطيئاً بين الرجال في بعض البلدان فإن انتشار تعاطي التبغ يشهد تزايداً بين النساء ببعض البلدان.

وتُعد المرأة هدفاً رئيسياً لدوائر صناعة التبغ التي تحتاج إلى ضم مدخنين جدد لتعويض نصف المدخنين الحاليين الذين سيموتون قبل الأوان من جراء الإصابة بالأمراض التي يتسبب فيها تعاطي التبغ، علماً أن تعاطي التبغ قد يتسبب في وفاة مليار شخص خلال هذا القرن.

وتبلغ نسبة المدخنات 9 في المائة تقريباً مقارنة بنسبة المدخنين التي تبلغ 40 في المائة، وهناك نحو 200 مليون أنثى مدخنة فقط من بين أكثر من مليار مدخن في العالم، وفق منظمة الصحة العالمية.

ومن بين أكثر من خمسة ملايين شخص يموتون سنوياً من جراء تعاطي التبغ هناك 1.5 مليون امرأة تقريباً.

وما لم تُتخذ إجراءات عاجلة يمكن أن يقتل تعاطي التبغ أكثر من ثمانية ملايين شخص بحلول عام 2030، من بينهم 2.5 مليون امرأة، ثلاثة أرباعهن في البلدان المنخفضة الدخل والبلدان المتوسطة الدخل، وهي الأقل قدرة على تحمل هذه الخسائر.

ويذكر أن  دراسة نشرت في دورية "طب الأطفال" في مارس/آذار الماضي، اتهمت شركة سجائر أمريكية بالتأثير على الفتيات القاصرات وجذبهن نحو التدخين بتسخير الإعلانات لتحقيق ذلك.

وأشارت الدراسة إلى أن الإعلان الترويجي الذي أطلقته شركة أر. جيه. رينولدز عام 2004 لتسويق منتجها من سجائر "كاميل رقم 9" (Camel No 9) دفع بـ174 ألف فتاة قاصر، في الولايات المتحدة، نحو شرك التدخين.

ومن جانبه، قال د. دوغلاس بيتشر، مدير مبادرة التحرر من التبغ بمنظمة الصحة العالمية يقول إن النساء يشكلن نسبة 20 في المائة تقريبا ممن يدخنون التبغ، والبالغ عددهم أكثر من مليار شخص في العالم.

وأضاف: ""الأسوأ من ذلك أن مزيدا من الفتيات بدأن بالتدخين. ففي خمسين بالمائة  من بين 151  بلدا شملها مسح منظمة الصحة العالمية، عدد الفتيات والفتيان المدخنين متقارب جدا. وفي بعض البلدان، عدد الفتيات المدخنات يفوق عدد الذكور"، وفق الأمم المتحدة.

وتابع: "ببساطة لا يمكننا أن نسمح باستمرار هذا الاتجاه. يجب على جميع الحكومات أن تتخذ إجراءات لحماية المرأة من الإعلانات المروجة للتبغ وفقا لما نصت عليه الاتفاقية الإطارية لمنظمة الصحة العالمية بشأن مكافحة التبغ."

ولفتت منظمة الصحة العالمية، في تقرير أصدرته أواخر العام الماضي، بشأن "وباء التبغ العالمي"، إلى أن قوانين منع التدخين بصورة كاملة لم تشمل إلاّ 5.4 في المائة من سكان العالم في عام 2008.

وقال التقرير، الذي نشر على الموقع الإلكتروني للمنظمة إن هناك "154 مليون نسمة لم يعودوا معرّضين لأضرار دخان التبغ في أماكن العمل والمطاعم والحانات وغير ذلك من الأماكن العامة الموجودة داخل المباني."

وقالت المنظمة "لا يزال التبغ يمثّل أهمّ أسباب الوفاة التي يمكن توقيها، إذ يودي بحياة أكثر من خمسة ملايين نسمة كل عام.

وأشار التقرير إلى إمكانية ارتفاع عبء الوفيات السنوية إلى ثمانية ملايين حالة وفاة بحلول عام 2030 إذا لم تُتخذ أيّة إجراءات عاجلة لمكافحة وباء التبغ."

معدلات التدخين في الأردن..

وفي الأردن أعلن خبير صحي مؤخرا إن معدلات التدخين في المملكة هي الأعلى عربيا.

وفي مؤتمر صحافي عقد في مركز الحسين للسرطان لمناسبة اليوم العالمي لمكافحة التدخين، قال رئيس قسم الأمراض الصدرية والعناية الحثيثة ومدير مكتب مكافحة السرطان في مركز الحسين للسرطان الدكتور فراس هواري أن نسبة مدخني السجائر فوق سن 18 عاماً في الأردن بلغت 29'،ونسبة مدخني السجائر في الفئة العمرية من 13 إلى15 سنة بلغت 13.6 '، ونسبة النساء اللواتي يدخنّ النارجيلة بلغت 12' في مقابل 10 ' للرجال. بحسب يو بي اي.

وأوضح أن التعرض للتدخين السلبي يزيد احتمال الإصابة بأمراض القلب والسرطان بنسبة 30'، ويعرض طفلك لتدخين سيجارة واحدة من بين أربع سجائر تدخنها إلى جانبه.

وكان الأردن بدأ في الخامس والعشرين من الشهر الحالي تطبيق قانون حظر التدخين في كافة الأماكن العامة والمؤسسات والدوائر الرسمية والحكومية والمستشفيات والمدارس والمعاهد والمطارات، تحت طائلة العقوبة للمخالفين،التي تصل الى حد السجن لمدد تتراوح ما بين أسبوع وحتى شهر إضافة الى غرامة مالية.

إدمان الأطفال!

وفي مثال واضح على مخاطر شراك التدخين على الأطفال، اصطحبت أم إندونيسية طفلها الذي لم يتجاوز السنة الثانية من عمره إلى جمعية متخصصة بحماية ومساعدة الأطفال ومعالجتهم في جاكارتا، بعد أسبوع على الانتشار الهائل لتسجيل فيديو يظهرُ فيه وهو يستهلك السجائر بشراهة، وجذبَ انتباه مئات الآلاف حول العالم، وقالت والدة الطفل، الذي كان يبكي ويصرخ طالباً سيجارة، مشيرة إلى أن دفعه للإقلاع عن هذه العادة أمر صعب للغاية، خاصة وأنه يعمد إلى ضرب رأسه بالحائط عندما تزداد لديه الحاجة للنيكوتين، كما يبدأ في التقيؤ إن انقطع عن هذه الممارسة التي ربما جعلت منه أحد أصغر المدخنين في العالم.

وأظهرت ديانا ندبة عميقة في رأس ألدي، قالت إنه أصيب بها في نوبة غضب ضرب فيها رأسه بالحائط جراء حرمانه من التدخين مضيفة: "كنت أدخن وأنا حامل بألدي، ولكنني أقلعت بعد الولادة، ولا أعرف متى بدأ ابني بالتدخين ولكنني أذكر أننا ذهبنا مرة إلى السوق وعدنا ومعه سيجارة في يده." بحسب سي ان ان.

وأضافت ديانا أن ابنها كان يدخن 40 سيجارة في اليوم، ولكنه قلص استهلاكه بعدما أخذته إلى الجمعية، وقالت إنها كانت تلاحظ بأن ملامح الفرح كانت تظهر على ألدي منذ ولادته، عندما كان يشتم رائحة سجائر يدخنها من حوله.

من جهته، قال سيتو ميلادي، رئيس الجمعية الوطنية لحماية الأطفال في إندونيسيا والمشرف على حالة ألدي إن التدخين شكل جزءا من ثقافة البلاد لدرجة لم يعد ينفع معها التحذير من مخاطره الصحية.

وتابع ميلادي، : "الكثير من أولياء الأمور يدخنون أمام أطفالهم، بل يمكن رؤية أمهات يحملن أطفالهن بيد، والسيجارة باليد الأخرى، وهن لا يدركن مدى الخطر الذي يعرضن أطفالهن له."

ويعتبر ميلادي أن ألدي هو طفل شديد الذكاء، لكنه "ضحية مجتمعه،" مضيفاً أن عائلته كانت تعطيه السجائر للتخفيف من بكائه، ولم تقم بالبحث عن سبل لعلاجه لأسباب صحية، بل بسبب التكلفة المرتفعة للسجائر التي يستهلكها بعدما بلغت أربعة دولارات يومياً.

وحذر ميلادي من ارتفاع هائل في أعداد المدخنين الصغار (ما بين تسع وخمس سنوات) في إندونيسيا، يقارب 400 في المائة خلال الفترة ما بين عامي 2001 و2007، دون أن يستبعد أن يكون ألدي، مجرد "رأس جبل الجليد" في ظاهرة التدخين لمن هم دون الخامسة من العمر.

وفي ذات السياق حذر خبير أسترالي متخصص بصحة الأطفال من خطوة تقبيل المدخن للأطفال، مشيراً إلى ان قبلة المدخنين مميتة بالفعل.

السعودية ويوم الإقلاع عن التدخين..

وأظهرت نتائج أحدث الإحصائيات أن 21 بالمائة من سكان المملكة العربية السعودية مدخنين وأن المدخن يجري 3-4 محاولات للإقلاع عن التدخين معتمداً على قوة إرادته.

واستقبلت السعودية مؤخرا "اليوم العالمي للإقلاع عن التدخين" وسط مطالبات من خبراء الصحة بتوفير الدعم الطبي المتخصص لمساعدة الراغبين في الإقلاع عن التدخين وذلك من أجل رفع مستوى الصحة العامة والحد من انتشار العديد من الأمراض الخطيرة المرتبطة بإدمان النيكوتين والتي تؤدي إلى الوفاة. وذلك وفقاً لصحيفة "الرياض".

وأشارت دراسة صادرة عن منظمة الصحة العالمية إلى أن ثلاثة من أصل كل أربعة مدخنين لديهم الرغبة الحقيقية للإقلاع عن التدخين، ومع ذلك، فإن معظم المحاولات التي يبذلها هؤلاء من أجل الإقلاع عن التدخين تنبع من قوة الإرادة فقط مع غياب الدعم الطبي المتخصص، وهو ما لم يكن كافياً على الإطلاق للوصول إلى الهدف المنشود، حيث انخفضت نسب نجاح تلك المحاولات المعتمدة على قوة الإرادة وحدها إلى أقل من 5 بالمائة، وتعد نسبة ضئيلة للغاية. بحسب أربيان بزنس.

ووفقاً للصحيفة السعودية اليومية، أظهرت نتائج إحدى الدراسات التي أجرتها إحدى الشركات المتخصصة وشملت دولاً من إفريقيا ومنطقة الشرق الأوسط، بهدف التعرف على سلوك المدخنين تجاه التدخين والإقلاع عنه، حيث وجد أن 77 في المائة من المدخنين يعتقدون أن قوة الإرادة وحدها هي كل ما يحتاجه المدخن للإقلاع عن التدخين، وأن عدد المحاولات التي يقوم بها المدخن للإقلاع عن التدخين معتمداً على قوة إرادته يتراوح بين 3-4 محاولات.

وأوضح الدكتور أشرف أمير استشاري طب الأسرة والمدير الطبي للمركز الطبي الدولي بمدينة جدة، أنه على الرغم من أهمية قوة الإرادة كعامل رئيس في اتخاذ القرار بالإقلاع عن التدخين، إلا أنها لا تكفي وحدها لمساعدة الراغبين في الإقلاع عن التدخين في التغلب على أعراض إدمان النيكوتين، وهو ما أكدته الدراسة بشكل قاطع، كما أبرزت تقارير منظمة الصحة العالمية أهمية الدور المحوري الذي يمكن أن يلعبه الطبيب المختص لمساعدة الراغبين في الإقلاع عن التدخين وتحفيزهم على اتخاذ قرار الإقلاع بشكل جدي والالتزام الكامل به.

وأضاف "أمير" قوله، إن التقارير أكدت أن مجرد نصيحة بسيطة من الأطباء للمدخنين بالإقلاع عن التدخين من شأنها أن تؤدي إلى خفض معدلات استهلاك التبغ بنسبة قد تصل إلى 30 بالمائة.

وذكرت صحيفة "الرياض"، أنه بالعودة إلى نتائج الدراسة الاستقصائية، والتي أظهرت أن 74 بالمائة من المدخنين يعتبرون التدخين أحد أشكال الإدمان، وأن 68 بالمائة منهم يعتقدون أن الأطباء يلعبون دوراً مهماً في مساعدة المدخنين على الإقلاع، في حين أن 30 بالمائة فقط دخلوا في مناقشات جادة مع أطبائهم حول التدخين والوسائل الحديثة التي تساعد على الإقلاع عن التدخين.

شبكة النبأ المعلوماتية- الخميس 24/حزيران/2010 - 11/رجب/1431

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1431هـ  /  1999- 2010م