العقل المفتوح

((Open Mind))

ريم علي عبدالله الحاجي محمد

وهبنا الخالق عقولا نفكر بها ونتدبر ما يجري حولنا من أمور الحياة وهذه الهبة من الله من أحد صفات التميز التي تميز بها الإنسان على غيره من المخلوقات.وقد عرف أهل اللغة هذا العقل على انه العلم بصفات الأشياء من حسنها وقبحها وكمالها ونقصانها أو العلم بخير الخيرين وشر الشرين أو مطلق لأمور أو لقوة بها يكون بها التمييز بين القبح والحسن والحق أنه نور روحاني به تدرك النفس العلوم الضرورية والنظرية.

من خلال هذا التعريف يتضح لنا مدى أهمية العقل في حياة الإنسان من حيث انه النور الذي يدرك ويميز به الإنسان جميع ما يدور حوله. ولكن البعض من الناس يحرمون أنفسهم التمتع بهذه النعمة التي منحنا الله إياها وتأتي آلية الحرمان بإدخال العقل في مرحلة طويلة الأجل من السبات العقلي وذلك يكمن في رفضهم لتقبل أي جديد من الأفكار أو الكتب أو العادات , فعندما يسمع احدهم بفكر جديد مخالف لما اعتاد عليه في حياته اليومية تكون ردة فعله اللاإرادية هي رفض هذا الفكر دون إتاحة الفرصة للعقل بالتفكير والبحث والتجريب.

سؤالي هنا لم لا نتيح لأنفسنا المجال في التفكير عندما نرى شيئا جديدا لسنا معتادين عليه لم يكون الرفض هو الحل الأمثل لدينا لم نصر على إغلاق عقولنا على ما تحويه من معلومات.يختلف سبب رفض الجديد من فرد لفرد في مجتمعنا وهذا الاختلاف يعتمد على طبيعة الفرد نفسه وتربيته ولكن تجتمع الأسباب كلها تحت مسمى واحد وهو الخوف وإن اختلفت أوجه الخوف في ذلك فمنهم من يخاف من أن يؤثر هذا الجديد على نمط حياته الذي اعتاد عليه أو أن يكون له تأثير مباشر على العادات والتقاليد التي نشأ وتربى عليها وقد يكون الخوف من أن يكون شاذا في المجتمع بتطبيق هذا الجديد أو أن يخالف تعاليم ديننا.

إذن الخوف هو المحرك الرئيسي لدواخلنا لكي ترفض كل جديد على عالمنا ولكي نتخلص من هذا الخوف وهو الشعور السلبي الذي يحرمنا حق التمتع بالحياة ومستجداتها لا بد من أن نصارع هذا الخوف الذي يغلق عقولنا و نجاهد في إتاحة الفرصة لعقولنا لاستقبال كل ما هو جديد والتفكر فيه أي أن ننتقل من مرحلة العقل المغلق إلى العقل المفتوح وان نأخذ في عين الاعتبار أن لا نقف عند مرحلة العقل الاعمى الذي يستقبل ويطبق من دون تفكر.

فلو أعطينا الفرصة لعقولنا بالتفكير والتدبر واستقبال المستجدات ودراستها فإننا بذلك سوف نزيد من مساحة المعرفة للعقول ونزيد من خبراتها في الحياة وقدرتها على التمييز بين الحسن والقبيح وبين الطيب والخبيث حيث إن الإطلاع على العالم ومجرياته توسع مداركنا أكثر وأكثر وحينها نستطيع الوقوف عند الأشياء التي تضيرنا ونحذر منها وكذلك الأشياء التي تفيد والأخذ بها.

أما لو بقينا في مرحلة العقل المغلق والرافض لكل جديد فإننا سوف نعيش في معزل عن العالم وسوف نكون فعلا مجتمع متحجر وغير متجدد كذلك قد نقع في الخطأ في بعض أمورنا وذلك لأننا لم نتعود التفكير والقراءة والاستنباط من مواقف الحياة المختلفة وبذلك لا نميز بين الخطأ والصواب.

كذلك قد يندفع البعض إلى التحرر والتمرد من المجتمع المتحجر ويقع فريسة لمرحلة العقل الأعمى التي يسعى لتطبيق كل ما يراه جديد دون التفكير إن كان يفيده أم أنه يلحق به الضرر.ومن هنا أدعوا الجميع إلى إتباع ثقافة العقل المفتوح في التفكر والتدبر وقد يكون الجديد عبارة عن ( كتاب جديد – معلومات جديدة اكتشفها الغرب – أفكار جديدة يدعوا لها مروجوها - …الخ ).

العقل المفتوح..هو في رأيي العقل الذي يستقبل الأفكار والمعلومات ويفكر فيها وبالتالي يأخذ منها ما يفيده ويفيد مجتمعه ويبتعد عن الضار منها.

شبكة النبأ المعلوماتية- الخميس 24/حزيران/2010 - 11/رجب/1431

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1431هـ  /  1999- 2010م