قصص من كأس العالم..

حرجٌ وغرائب وطرائفٌ وجرائم

شبكة النبأ: تبرز تظاهرة كأس العالم كواحدة من أكثر الأحداث العالمية صخبا ومجلبة للغرائب والطرائف والأفعال المبتكرة والمفاجآت خاصة فيما يتعلق بالمباريات الكبيرة، وفي خضم تفاصيل هذا الحدث العالمي هناك العديد من الخفايا تكشف عنها شبكة النبأ المعلوماتية عبر التقرير التالي:

عائلة تطلق على طفلتها اسم فيفا

وبعد عشر دقائق من انطلاق حفل بداية مسابقة كأس العالم بجنوب أفريقيا، رزقت عائلة نتشينغا التي تقطن بأحد الأحياء الفقيرة من مدينة سويتو بطفلة صغيرة، فقررت تسميتها باسم يتناسب مع هذا الحدث العالمي، فاختارت لها الاسم المختصر للاتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا."

وقالت أنيلا نتشينغا، والدة الطفلة: "أعتقد أنها ستكون فخورة بحمل اسم فيفا لأنها ستخلد ذكرى أول كأس عالم تقام في القارة السمراء وفي جنوب أفريقيا."

وخارج منزل العائلة، كان عدد من الفتيان يلعبون كرة القدم بفرح، وهم يتناقشون حول الوافدة الجديدة إلى الحي واسمها المميز.

وقال أحد الفتيان لـCNN: "من الرائع أن لدينا في الحي طفلة تحمل اسم فيفا.. أعرف أن البعض قد يستغرب ذلك لكنه اسم جميل."

وأضاف: "يمكن أن يكون هناك أسماء أخرى لسائر الأطفال الذين قد يولدون قريباً في الحي، مثل أوروغواي وبرازيل وكوريا الشمالية.. هذا سيكون رائعاً."ولدى سؤاله عن اسمه، قال الفتى إنه يدعى "فورتشونت" أي "محظوظ."

وفي الواقع، فإن ما قاله "فورتشونت" حول تسمية الأطفال الجدد بأسماء دول مشاركة بالبطولة لم يكن مزحة، إذ يحب الناس في جنوب أفريقيا تسمية أطفالهم تيمناً بأمور محيطة بهم، أو بظروف رافقت عملية ولادتهم.

حتى أن منتخب جنوب أفريقيا نفسه، المعروف باسم "بافانا بافانا" يضم لاعبين بأسماء مميزة، مثل ماكبث، وهو شخصية من مسرحية للكاتب الإنجليزي وليم شكسبير، وكيلر، أي "القاتل" وسبرايز، أي "مفاجأة."

النساء يتابعن المونديال من أجل وسامة اللاعبين!

وغالبا ما يتحدث الرجال من مشجعي كرة القدم عن التمريرات الخاطئة وضربات الجزاء الجيدة وأداء الدفاع وحارس المرمى ولكن المشجعات لهن نظرة مختلفة تماما للمباريات.

ويختلف حديث مشجعات كرة القدم تماما عن حديث المشجعين إذ تهتم النساء بالحديث عن أكثر اللاعبين جاذبية واهتماما بمظهره وأكثرهم لياقة بدنية.

وتقول الطالبة الألمانية يوليا/25 عاما/ التي تعيش في مدينة بون إنها من محبي اللاعب الألماني باستيان شفاينشتايجر وتوضح:"هذا رجل حقيقي..رجل له أظافر داكنة".

ولكن المعلمة جيسيكا بارت /27 عاما/ لها رأي آخر إذا لا تفضل شفاينشايجر الذي يلقبه المشجعون في ألمانيا بـ"شفايني" وتقول: "أراعي عند النظر إلى اللاعبين بنيانهم الجسدي كما تلفت نظري أيضا مسألة تبديل فانلة اللعب فالبعض مع الأسف يرتدي قميصا داخليا تحتها". بحسب "د ب أ".

وتفضل جيسيكا اللاعب الألماني آرنه فريدريش وتقول:"هو يمثل صورة الرجل شديد الجاذبية".

وتحرص باربارا هيليبراند على متابعة مباريات بطولة كأس العالم لكرة القدم رغم أنها ليست من مشجعي كرة القدم وتقول:"يجب أن أعترف أني اهتم كثيرا بشكلهم "اللاعبين"".

وترى باربارا وهي أم لثلاثة أطفال أن لاعبي المنتخب الألماني لكرة القدم يتميزون باللطف ولكن لاعبها المفضل هو كاكاو الذي تصفه بأنه "رجل يتمتع بجاذبية حقيقية".

وتمتد نظرة النساء الناقدة إلى الحكام أيضا اذ أعربت باربارا عن عدم اعجابها بالحكم في مباراة ألمانيا وأستراليا خلال الدور الأول لبطولة كأس العالم وقالت إن نظرته كانت تبدو وكأنه على وشك الدخول في نزاع.

وتقول جابي هورتر كرال أن "المباريات مهمة بالطبع ولكن المشاهدة تكون أفضل حال وجود رجال يتسمون بالجاذبية".

مارادونا منجم للجاذبية

ومازال معشوق كرة القدم، دييغو مارادونا يحظى بشغف واهتمام الجماهير المحلية ووسائل الإعلام الأجنبية، في ظاهرة لم يشهدها أي مدرب أرجنتيني سابق في كأس العالم.

وفي كل حصة تدريبية أو مؤتمر صحفي يتحول الأمر إلى «عرض مارادوني» في مقر إقامة المنتخب الأرجنتيني بكأس العالم، ويظهر كل مرة البطل مارادونا بشكل متجدد.

ويعد مارادونا مصدر الصور الثابتة من الحصص التدريبية تارة عندما منح ليونيل ميسي حضنا أبويا وتارة عندما طالب فريقه الفائز بشن القذائف الصاروخية على مرمى الفريق الخاسر.

ولم يختف مارادونا أيضا من الحياة السياسية، حينما يدخن سيجار أهداه له الرئيس الكوبي السابق فيدل كاسترو عقب كل حصة تدريبية مسائية، أو حينما التقى أمس الاول مع استيلا دي كارلوتو، رئيسة جماعة «جدات بلازا دي مايو» المعنية بحقوق الإنسان.

وتطالب جماعة جدات بلازا دي مايو بعودة الأطفال الذين خطفوا أثناء الحكم الدكتاتوري الذي ساد الأرجنتين بين عامي 1976و1983، وستعقد استيلا دي كارلوتو مؤتمرا صحفيا في جامعة بريتوريا، بحضور مارادونا.

وكان مارادونا (49 عاما) قريبا من الموت خلال أسوأ فترات حياته على المستوى الصحي، وانتهت آخر مشاركة له في كأس العالم بفضيحة مدوية بعد اكتشاف تعاطيه المواد المخدرة في عام 1994.

وتولى مارادونا تدريب المنتخب الأرجنتيني في نوفمبر 2008 ولكنه تعرض لموجة عالية من الانتقادات بعد تعثره في تصفيات كأس العالم، وهزيمة فريقه 6/1 أمام بوليفيا.

وجاءت فورة الغضب لمارادونا خلال مؤتمر صحفي عقب تأهل فريقه إلى كأس العالم وتعهد بالركض عاريا في شوارع بوينس آيرس إذا توج فريقه بلقب كأس العالم.

وفي بريتوريا اتبع مارادونا طريقة جديدة، حيث وصل على الطائرة نفسها مع مجموعة من المشجعين الأرجنتينيين من مثيري الشغب (هوليغانز) ولكنه عقد مؤتمرا صحفيا أدان خلاله شغب الجماهير.

ويعتمد مارادونا على إخراج أفضل ما لدى نجمه ليو ميسي الذي يرتدي القميص رقم عشرة ويشغل نفس مركز مارادونا في برشلونة.

حمى كاس العالم في بنغلاديش!

وفي بنغلاديش قررت السلطات تعليق الدوام في واحدة من كبرى الجامعات في البلاد لاجل غير مسمى عقب اضطرابات وشغب من مجاميع من الطلاب.

ويطالب جمهور من طلاب جامعة الهندسة والتكنولوجيا في العاصمة دكا بانهاء الدروس والمحاضرات قبل بدء مباريات كأس العالم حتى يمكنهم متابعتها.

وقد اسفرت الاضطرابات والشغب الى اصابة اربعة طلاب في المواجهات مع طلاب آخرين من الصفوف المتقدمة الذين ارادوا الاستمرار في الدراسة.

ورغم ان منتخب بنغلاديش لم يتأهل لنهائيات كأس العالم، تسري في البلاد، كما في غيرها، حمى كأس العالم، حتى ان ما يقرب من خمسة آلاف طالب يعتصمون في الجامعة الحكومية.

المونديال والغزيين وهموم الحصار

وفي قطاع غزة يتابع هشام الشوط الاول من مباراة بين الجزائر وانجلترا متكئا على شجرة في مقهى وسط مدينة غزة اكتظت بعشرات الشبان الذين اغتنموا فرصة مباريات كاس العالم للتخفيف من هموم الحصار الاسرائيلي.

وخلافا لمباريات كأس العالم السابقة، يلقى مونديال 2010 حضورا لافتا بين الغزيين الذين يتهافتون على المطاعم و المقاهي التي رفعت امامها اعلام الدول المشاركة. وزودت المقاهي باشتراك في القنوات الرياضية لحضور المباريات. بحسب رويترز.

وبانتهاء الشوط الاول من المباراة بتعادل الفريقين قال هشام (30 عاما) "انا جديد على جمهور الكرة لكني اصبحت استمتع بها واشغل اوقات فراغي لاتسلى".

ويضيف الشاب وهو ينفث دخان النرجيلة "لكن هذه المباراة استثنائية. حتى غير المتابعين للمونديال جاؤوا ليحضروها لان خسارة الجزائر اليوم تعني خروج الفريق العربي الوحيد من المونديال".

وبينما يترقب هشام الذي يعمل محاسبا في شركة خاصة بدء الشوط الثاني من المباراة انقطع التيار الكهربائي لدقائق معدودة ثار خلالها الحاضرون متذمرين الى ان تم تشغيلها ثانية عبر المولد الكهربائي.

ويعاني سكان غزة من ازمة في الكهرباء التي تنقطع لاكثر من ثمانية ساعات متواصلة منذ ان قصفت اسرائيل محطة توليد الكهرباء الوحيدة في قطاع غزة منذ قرابة الاربعة اعوام.

ويتابع الشاب "نحن محرومون في غزة من كل شئ ومحبوسون في سجن صغير لذلك اصبحنا نبحث عن اهتمامات جديدة والمونديال وسيلة جيدة للترفيه والتفريغ النفسي".

وتفرض اسرائيل حصارا مطبقا على قطاع غزة منذ سيطرة حركة حماس عليه منتصف يونيو/حزيران 2007.

ومع انتهاء المباراة بتعادل الجزائر مع انجلترا اخذ الحاضرون بالتهليل والرقص وهم يهتفون "الاخضر فاز فاز وانجلترا راحت في الباي باي". ولا يقتصر جمهور الكرة في غزة على الشبان فقط. فالطالبة الجامعية روان حضرت مع عدد من صديقاتها الى احد مطاعم مدينة غزة لمتابعة احدى المباريات.

وتقول "لم اكن احب متابعة كرة القدم لكني اتابعه هذا العام لاتسلى وجدت انها رياضة مسلية فعلا وحماسية". وتتابع "كانت متابعة المونديال فرصة جيدة لنا للترفيه. لا يوجد اي نشاط او عوامل ترفيه في غزة ولا استطيع السفر مع اهلي كالاعوام السابقة للحصار لقضاء الاجازة الصيفية".

اما ابو محمد السلطان (44 عاما) وهو صاحب مقهى متواضع على شاطئ السودانية شمال القطاع فاستغل الاقبال المتنامي لدى الغزيين لمتابعة المبارايات ووضع شاشة عرض متوسطة في مقهاه ليستقطب الزبائن. ويقول "ليس امام الناس في غزة سوى البحر ومتابعة المونديال لذلك فكرت بجمع الاثنتين ومضاعفة زبائني".

ويفسر احد الزبائن ويدعى محمود بدران (35 عاما)"احضر زوجتي واولادي كل يوم تقريبا ليلعبوا على البحر فليس امامهم غيره واجلس انا لاتابع المباريات واشرب الارجيلة مع اصدقائي".

ويضيف الرجل "كنت اتابع المباريات الحاسمة سابقا لكني الان اتابع جميع المباريات باهتمام كبير فالكورة افضل واسهل متنفس لنا في ظل الحصار والغلاء". ويوضح "ليس لدى قنوات مشفرة في البيت وحتى لو وجدت فالكهرباء تقطع غالبية اليوم".

اما انس شعبان ( 23 عاما) فقد قصد حديقة صغيرة للحيوانات شمال قطاع غزة لمتابعة المباريات على شاشة عرض كبيرة في كافتيريا الحديقة. ويقول الشاب "وضعنا في غزة من حروب وحصار وفقر يجعلنا في كبت واحباط دائما ومتابعة المونديال ترفه عني وتفرغ الكبت لدينا".

ولا يخفي الشاب انه يقاطع "اي دولة تقف مع اسرائيل كامريكا والدنمارك وانجلترا"، مشيرا الى انه يشجع الارجنتين ويتمنى ان تحصل على الكاس.

اما الطفل عمرو خضر (11 عاما) فيحلم بان يتمكن يوما من الوقوف على مدرج احد الملاعب. ويقول"ارى كثيرا من الاطفال على التلفزيون بين الجمهور نفسي اكون واحد منهم". ويتابع الطفل "اتيت الى الحديقة لان القنوات مشفرة في البيت ولا يوجد مع والدي نقود للاشتراك في القنوات المشفرة".

السجناء في الأردن يتابعون المونديال

وفي الأردن يتابع السجناء في السجون مباريات كأس العالم، في خطوة وصفت بالأولى من نوعها على مستوى المنطقة.

وقامت مديرية الأمن العام بشراء أجهزة استقبال وشاشات عرض كبيرة تم توزيعها على مختلف السجون في المملكة من أجل تمكين السجناء من متابعة مباريات كأس العالم التي تقام حالياً في جنوب أفريقيا.

وقال الناطق الإعلامي للأمن العام المقدم محمد الخطيب في تصريح صحافي اليوم الأحد ان هذه الخطوة تأتي بتوجيهات من مدير الأمن العام اللواء الركن حسين هزاع المجالي لمتابعة وقائع مباريات كرة القدم، مبيناً أن هذه الخطوة تعتبر الأولى من نوعها في المنطقة.

وأوضح أن قيمة هذه الأجهزة بلغت حوالي 5 آلاف دينار "7 آلاف دولار" وقد لاقت هذه الخطوة الاستحسان من قبل السجناء حسب الخطيب.

موقف محرج لطالب تطوع للمران

نال طالب جنوب إفريقي بدين انضم الى مران منتخب ايطاليا لكرة القدم أكثر مما كان يأمل عندما سقط سرواله وهو يحاول تسديد الكرة بالرأس من الوضع طائرا وطلب منه بعد ذلك مغادرة المران.

ووجهت ايطاليا بطلة العالم الدعوة الى لاعب موهوب في ناد للمشاركة في المران بسبب العدد غير المتساوي بالفريق في ظل اصابة الحارس جيانلويجي بوفون ولاعب الوسط اندريا بيرلو. لكن اللاعب الذي تم اختياره علق في الزحام المروري لذلك انضم للمران عن طيب خاطر طالب في الجامعة التي يقيم بها المنتخب الايطالي قاعدته التدريبية. بحسب رويترز.

وبعد أن ظهرت مؤخرته العارية امام مصوري العالم عقب ضربة الرأس واجه الطالب صعوبات في مجاراة سرعة ركض لاعبي ايطاليا.

وبمجرد وصول الضيف الاصلي تم توجيه الشكر للطالب على جهده وطلب منه الجلوس خارج الملعب حيث ظهر عليه الارهاق الشديد.

ورفض الطالب الكشف عن اسمه أو الحديث مع الصحافة التي كانت تنتظره ربما بسبب الحرج الذي اصابه جراء الدور الصغير الذي لعبه في كأس العالم.

شبكة النبأ المعلوماتية- الأربعاء 23/حزيران/2010 - 10/رجب/1431

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1431هـ  /  1999- 2010م