شبكة النبأ: تدعو الأفلام التي تعرض
في كان أو هوليوود الى الأحلام والنجومية، لكن الأمر مختلف في العراق
لان صالات السينما تعيش احتضارا مرده قلة المشاهدين الذين يبحث بعضهم
عن عروض تثير شكوك الآخرين وريبتهم. أو بتعبير آخر عدم عرض أفلام تحاكي
رغبات العراقيين الثقافية والنفسية والفنية.
ومن جانب آخر لم يعرض فلم "نسخة طبق الأصل" للمخرج الإيراني عباس
كيارو ستامي رغم حصوله على جوائز عالمية لم يعرض في صالات إيرانية. لان
السينما الايرانية تعيش نفس الأوقات الصعبة التي تعيشها العراقية
والخليجية حاليا.
وحيث أصبحت حياة العراقيين الصعبة وأزماتهم السياسية قصصاً لأفلام
كثيرة أنتجها الأميركيين. كانَ فلم بديل الشيطان والذي يحكي قصة بديل
عدي صدام حسين هو نسخة غير أصلية لحياة عدي صدام حسين وبديله وماكان
يحصل للعراقيين من جرائم غريبة على يديه. إلا أن احتضار صالات السينما
في العراق. لم يمنع العراقيين من توثيق حياتهم بقصص مصورة سينمائيا
للمشاركة في المهرجانات العربية. كما فعل المخرج الكردي كريم غفور في
فلمه "الشرف الدموي"..
صالات سينمات بغداد تحتضر
وتوجد صالتان في بغداد واثنتان في إقليم كردستان أما الصالة الوحيدة
التي كانت في مدينة البصرة، فقد أغلقت أبوابها بعد تفجيرات العاشر من
الشهر الحالي. وكان هناك ما لا يقل عن خمسين صالة قبل العام 2003 بينها
ثلاثين في المحافظات. بحسب فرانس برس.
وفي سينما "اطلس" وسط بغداد، احدى آخر خمس صالات لعرض الأفلام في
العراق، تم تعليق ملصقات لصور مثيرة بهدف جذب الباحثين عن ذلك. ويظهر
الملصق الخاص بفيلم "فانيلا سكاي" الممثلة كاميرون دياز مرتدية ثوب
سباحة وتظهر إحدى الصور الكبيرة الممثلة الايطالية مونيكا بيللوتشي
برداء مبلل...
وفي الصالة التي يلفها الغبار وتمزق معظم مقاعدها الحمراء، جلس
حوالي خمسة عشر شخصا لمشاهدة الفيلم في حين تنطفئ الأضواء وتعود
للاشتعال تلقائيا بشكل يوتر الأعصاب هذا إذا لم ينقطع التيار الكهربائي.
وهمس ابو احمد (52 عاما) احد المشاهدين قائلا ان "السينما انتهت في
العراق، فلا يوجد مشاهدين داخل الصالة بينما كانت سينما أطلس مزدحمة
إبان التسعينات" من القرن الماضي.
وكمؤشر على السمعة السيئة التي تلحق بمن يحضر الى السينما، يرفض ابو
احمد الكشف عن اسمه قائلا ان "العاطلين عن العمل ومن يريد تمضية الوقت
ياتون الى هنا اما انا فقد جئت لاني احي الأفلام البوليسية".
في هذه الإثناء، كانت شاشة السينما الشاحبة تعرض صورا مهتزة للفيلم
لان النسخة المعروضة ليست الا قرصا مدمجا يتم شراؤه من الباعة
المتجولين. ويدافع سعد هاشم احمد (53 عاما) صاحب صالة سينما أطلس عن
الامر قائلا ان "فيلم 35 ملم الموجود في مصر مثلا يكلف عشرين ألف دولار
ولا املك ما يكفي لشرائه".
ويضيف احمد الذي بدا اكبر من عمره بشاربه الكث وشعره الأشيب ان "السينما
انتهت في العراق". ويتابع بصوت حزين ويائس بعد سنوات من المعاناة
لإعادة الحياة لصالته، إن "العراقيين لا يفهمون ما تعنيه السينما
وبالتالي لم نعد نكسب شيئا".
ويرى احمد إن الأوضاع الأمنية تشكل العامل الأبرز الذي يسيء الى
معظم الأعمال. ويقول "بعد سقوط نظام صدام حسين تدهورت الأوضاع الأمنية
ثم وقعت الحرب الطائفية ونكبت كل عائلة عراقية بضحية، فكيف تريد منهم
الذهاب الى السينما"؟
وهناك صالتان أيضا في بغداد واثنتان في اقليم كردستان اما الصالة
الوحيدة التي كانت في مدينة البصرة، فقد اغلقت ابوابها بعد تفجيرات
العاشر من الشهر الحالي. وكان هناك ما لا يقل عن خمسين صالة قبل العام
2003 بينها ثلاثين في المحافظات.
بدوره، قال احد المشاهدين بصوت خافت رافضا الكشف عن اسمه أيضا ان
منظومة القنوات الفضائية وجهت طعنة للسينما، "فالناس يشاهدون التلفزيون
في منازلهم ولا يخرجون منها".
وبعض المشاهدين يبحث عن أفلام جنسية او عن ممارسة الشذوذ الجنسي في
الصالة. ويضيف الرجل "تعلمون جيدا ان المجتمع العراقي محافظ جدا والناس
غير معتادين على السينما، كما ان أفكارهم في غير محلها أحيانا".
في غضون ذلك، يسعى اثنان من العراقيين هما فؤاد البياتي وثائر حاج
محمد، لإعادة الحياة لصالة سينما "سميراميس" التي كانت إحدى المراكز
الثقافية ابان الستينات والسبعينات لمشاهدة احدث الأفلام الأوروبية
والمصرية. ويطمحان الى إعادة الفترة الذهبية للصالة.
ويقول محمد بصوت مرتفع ان "الشعب العراقي مثقف جدا، ويحترم الفن
السابع، قبل عشرين عاما كنا نتابع هنا أفلام فرنسية للممثلين الآن
ديلون وكاترين دونوف وايف مونتان". ويؤكد "وجود رغبة كبيرة لدى الشبان
والعائلات للعودة الى صالات السينما من جديد" مشيرا الى سعيه وراء "برامج
وعروض مسرحية كوميدية، فالعراقيون يحبونها كثيرا". وينهي المنتج الذي
يحلم بتنظيم مهرجان للأفلام الفرنسية ان "صالتنا محترمة ونظيفة ونأمل
في عودتهم مجددا".
نسخة طبق الأصل..
ودافع كياروستامي عضو اللجنة المنظِمة لمهرجان كان، عن المخرج
الإيراني جعفر بناهي الذي أوقفته السلطات الايرانية في اذار/مارس بتهمة
اعداد فيلم عن التظاهرات التي اعقبت اعادة انتخاب الرئيس الايراني
محمود احمدي نجاد في حزيران/يونيو 2009.
وقال "لا افهم كيف ان فيلما يمكن ان يعتبر بمثابة جريمة، لا سيما
عندما لا يكون الفيلم قد انجز اصلا".
كذلك اتخذت الممثلة الفرنسية جولييت بينوش موقفا تضامنيا مع بناهي
ورفعت لافتة تحمل اسمه لدى تقدمها لاستلام الجائزة.
وأفرج عن بناهي مؤخرا على نهاية مهرجان كان الذي كان يفترض ان يكون
المخرج الإيراني احد أعضاء لجنته التحكيمية.
وفي ذات السياق قالت وسائل الإعلام إن محكمة إيرانية أيدت حكما
بالسجن لمدة ثلاث سنوات ونصف و50 جلدة على صحفي ومخرج سينمائي أدين
بعمل دعاية مناهضة للدولة واهانة الزعيم الاعلى.
والقي القبض على محمد نوري زاد في أواخر العام الماضي بعد ان نشر
على مدونته رسائل اعتبرتها السلطات تفتقر لاحترام أعلى سلطة في إيران
ممثلة في شخص اية الله علي خامنئي ومسؤولين اخرين كبار.
وقالت مدونات المعارضة انه تعرض للضرب إثناء الاعتقال في سجن ايفين
بطهران حيث بدأ اضرابا عن الطعام.
ويأتي تأييد الحكم في الوقت الذي تستعد فيه السلطات الايرانية
للاحتفال بالذكرى السنوية الاولى في الثاني عشر من يونيو حزيران
لانتخابات الرئاسة المثيرة للجدل التي جلبت ملايين الأشخاص الى الشوارع
للاحتجاج وسط قلق بشأن تزوير الانتخابات.
وفي الاسبوع الماضي افرج عن المخرج السينمائي جعفر باناهي وهو مؤيد
لزعيم المعارضة مير حسين موسوي من السجن بكفالة بعد اسبوع من الإضراب
عن الطعام.
وتم احتجاز باناهي الذي اثار قضيته نجوم سينما في مهرجان كان
السينمائي لمدة 88 يوما. وتشتبه السلطات في انه خطط لانتاج فيلم مناهض
للحكومة لكن حتى الان لم يوجه اليه الاتهام رسميا.
قصة الشيطان.. عدي
وتحدث الممثل دومينيك كوبر عن التحديات التي شكلها تمثيله لدور لطيف
يحيى بديل عدي الابن الأكبر للدكتاتور السابق صدام حسين في فيلم "بديل
الشيطان". وانتهى تصوير الفيلم الذي يخرجه لي تاماهوري في مالطا الشهر
الماضي.
وقال كوبر الذي كان يتحدث في "الجوائز القومية للسينما" هذا الأسبوع
"هو دور رهيب". وأضاف "كان تحديا صعبا، محاولة أن أفهم هذا الشخص
ولماذا اقترف تلك الأفعال الرهيبة التي لا تصدق، ثم تلعب دور هذا الشخص
البريء الذي أجبر تحت تهديد السلاح لأن يكون بديلا له".
والفيلم مبني على الرواية التي تحكي سيرة حياة لطيف يحيى وتحمل اسمه.
أجبر يحيى على الخضوع لعمليات تجميل، على أسنانه وذقنه كي يصبح أشبه
بعُديّ".
وحين اندلعت حرب الخليج عام 1991 أرسل لطيف يحيى إلى الجبهة كي يعطي
انطباعا بتواجد عدي مع الجيش.
ويشارك كوبر في بطولة الفيلم الممثلة الفرنسية لوديفيان سانيير التي
تلعب دور سراب خليلة عدي. بحسب سي ان ان.
ومن أفلام تاماهوري "كنا مقاتلين" عام 1994 وفيلم جيمس بوند "مت في
يوم آخر" عام 2002.
الجنس والمدينة..
وأحدثَ فيلم "الجنس والمدينة" في جزئه الثاني ضجة كبيرة في الدول
العربية حتى قبل عرضه. وانقسمت الآراء حوله لعدة أسباب من بينها
الإطناب في تناوله لمواضيع على علاقة بالجنس إضافة لتركيزه على سلبية
بعض المظاهر الحياتية في العالم العربي والإسلامي.
الفيلم مستوحى من السلسلة الأمريكية الشهيرة التي تحمل نفس العنوان
وتتناول الحياة الشخصية لأربع سيدات أمريكيات من نيويورك، لكن قصة
الفيلم خرجت من إطار مدينة نيويورك لتنتقل إلى منطقة الشرق الأوسط
وتحديدا إمارة أبو ظبي.
الفيلم يسوّق للوهلة الأولى للإمارة أو هذا ما أراد كاتب السيناريو
الإيحاء به للمشاهد الذي قد يتخيل نفسه ولو للحظات بصدد السفر مع
شهرزاد في إحدى حكايات ألف ليلة وليلة... مظاهر الترف والبذخ الذي
يتمتع به سكان أبو ظبي طغت على الكثير من المشاهد حيث يتنقل الناس
بالسيارات الضخمة الفاخرة في مدينة يوجد فيها فنادق من طراز السبع نجوم
، وحيث تتوفر عمالة على قدر كبير من الكفاءة والاحترافية واللباقة...
إلا أنه مع بداية القسم الثاني تقريبا من الفيلم تتصرف البطلات
الرئيسيات من منطلق الأحكام المسبقة عن العرب والمسلمين حيث تنتقد
الإماراتيات لارتدائهن النقاب الذي وصفته البطلة كاري الكاتبة المشهورة
في الفيلم بأنه أداة للجم أفواه النساء العرب ومنعهن من التعبير. أيضا
موقف تضمن الشيء الكثير من السخرية حيث استهزأت البطلات بطريقة تناول
إحدى السيدات المنقبات للبطاطس المقلية حيث كانت ترفع نقابها عن فمها
في كل مرة تأكل فيها هذه البطاطس...لتظهر كإنسان آلي مسلوب الإرادة
يتعامل بعجز مع واقعه المفروض.
الجنس وهو المحور الرئيس في الفيلم أبرزته البطلات كأحد أكبر
الخطايا والمحرمات في المجتمعات العربية والإسلامية حيث يمنع منعا باتا
تبادل القبلات ولو على الخد كما يمنع اختلاط الجنسين في المجتمع
الإماراتي إلا أن إحدى بطلات الفيلم: سامانتا التي تلعب دور امرأة في
الخمسين تعرف بشبقها الجنسي الكبير سمحت لنفسها بالتجاهر باحتياجاتها
الجنسية الكبرى من خلال إيحاءات قوية خلال تناولها للنرجيلة التقليدية
في إحدى صالونات الشاي الفاخرة في الإمارة. كما أثارت غضب عدد كبير من
الرجال في أحد أسواق أبو ظبي حين تجاهرت بممارساتها الجنسية مما حدا
بهم لملاحقتها للاعتداء عليها لتجاهرها بـ" أبشع المحرمات".
كما استرجع سيناريو الفيلم حادثة حقيقة تمثلت في إدانة وترحيل
بريطاني وبريطانية أدينا بتبادل القبل علنا على أحد شواطئ إمارة دبي
خلال العام الماضي، حيث رحلتهما السلطات الإماراتية بعد أن حكمت عليهما
بالسجن لمدة شهر ليغادرا البلاد مباشرة بعد ذلك. وهو ما حدث لبطلات
الفيلم اللواتي سارعن بمغادرة أبو ظبي ما أن أخلت السلطات سبيل سامانتا
التي تورطت صحبة رجل دانمركي في "جريمة " تبادل قبل على أحد شواطئ أبو
ظبي.
فيلم كردي في لبنان..
ومن جانب آخر قال المخرج الكردي كريم غفور (كريموك)، إن فلمه
الموسوم “الشرف الدموي Bloody Honor” سيعرض في الدورة الثامنة لمهرجان
أفلام الطلاب العرب واللبنانيين.
وأضاف كريموك أن فيلمه القصير الشرف الدموي “سيعرض مؤخرا المقبل في
مسرح بيروت بمنطقة عين المريسة في العاصمة اللبنانية”، مشيرا إلى أن
المهرجان “سيعرض 12 فيلما قصيرا ضمن فعالياته”.بحسب وكالة أنباء أصوات
العراق.
وأضاف أن قصة فيلم “الشرف الدموي” تتناول “الأشخاص اللذين يقتلون
أخواتهم أو أمهاتهم أو زوجاتهم غسلا للعار ومن ثم يندمون على فعلتهم”،
منوها إلى أن الإنسان “هو أكبر ثروة كرمها الله وعلى الجميع المحافظة
عليه”.
وأوضح أن مدة الفيلم “هي 6.40 دقائق وأنه هو الذي وضع سيناريو
الفلم”، مبينا أنه من “تصوير سفين سليمان ومونتاج آراس سليمان وكان من
ضمن الأفلام المشاركة في الدورة الثالثة لمهرجان أربيل للأفلام القصيرة
للمدة 2-6 أيار مايو الماضي”.
وأفاد أن فعاليات المهرجان اللبناني الذي نظمه نادي (لكل الناس)
الثقافي اللبناني، بدأت في السابع من حزيران يونيو الجاري وتتواصل
لغاية يوم العاشر من الشهر الجاري. |